منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 أسد الصحراء1 _ عمر المختار

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشادى
مهندس جديد
مهندس جديد



عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 05/04/2008
العمر : 37
الموقع : الوطن
رقم العضوية : 982
Upload Photos : أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Upload

أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Empty
مُساهمةموضوع: أسد الصحراء1 _ عمر المختار   أسد  الصحراء1  _ عمر المختار I_icon_minitimeالسبت 3 مايو - 10:14

المقدمة:
عمر المختار "إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، إنا لله وإنا إليه راجعون"

عمر المختار
اتركوه.. لا تقتلوا شيخًا كبيرًا جاوز السبعين من عمره.. أي ذنب جناه؟! لم يفعل شيئًا سوى أنه دافع عن تراب وطنه وعزة دينه!! لم يستجيبوا لنداء الرحمة.. أعدموه وسط أهله وعشيرته.. لم يتركوهم ليعبروا عن أحزانهم.. حبسوا دموعهم في عيونهم.. قتلوا البطل المجاهد.. قتلوا العزة والكرامة.. ألا ساء ما يفعلون!! وهب حياته من أجل حرية بلاده والجهاد في سبيل الله، وتمنى أن يلقى الله شهيدًا فحقق الله أمنيته

إن لفي الماضي لعبرة.. وفي الحاضر تجربة.. وفي المستقبل أمل...
البيئة التي ظهر فيها عمر:
الفاشية تحتل ليبيا
اتجهت أنظار إيطاليا إلى احتلال ليبيا، بعدما احتلت فرنسا تونس والجزائر والمغرب، واحتلت إنجلترا مصر وقبرص.
وبدأت إيطاليا خطتها الاستعمارية بإرسال بعثة علمية أثرية إلى طرابلس سنة (1328هـ= 1910م) برئاسة الكونت "سفورزا" تحت ستار البحث عن معدن الفوسفات، وإجراء حفريات أثرية، ولكنها في الحقيقة كانت تقوم بمسح الأراضي الليبية، وعمل خرائط دقيقة لها تمهيدًا للعمليات العسكرية المرتقبة.
وقد فطن الليبيون إلى الأغراض الحقيقية للبعثة، وقد أدى ذلك إلى عقد أول مؤتمر وطني يجمع قادة البلاد؛ لبحث كيفية مواجهة الخطر الإيطالي، والتصدي لمطامع الإيطاليين في البلاد، وسعى المؤتمر إلى توعية الشعب الليبي بأهداف الإيطاليين الاستعمارية، وتحذيرهم من خطر أولئك المستعمرين، وتعبئة القوى الوطنية لمجابهة الغزو الإيطالي المرتقب.
ولكن الأوضاع العسكرية والسياسية في ليبيا لم تكن بالقدر الذي يمكنها من التصدي للإيطاليين أو حربهم، ولم تكن البلاد مستعدة للمقاومة؛ فهناك نقص شديد في العتاد والذخيرة، كما أدت الحالة الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد إلى هجرة كثير من أصحاب الكفاءات من ليبيا، وازداد الأمر سوءاً بعد أن سحبت الدولة العثمانية كثيرًا من موظفيها الأكفاء من ليبيا، وتجاهلت -في الوقت نفسه- مطالب الوطنيين من أهل ليبيا بالانخراط في سلك الجندية للدفاع عن البلاد.
الاستفزاز الإيطالي للدولة العثمانية
ولم تمضِ سوى شهور قليلة حتى بدأت إيطاليا التحرش بليبيا والدولة العثمانية، فأرسلت إنذارًا إلى "الأستانة" يحمل الكثير من الاستفزاز، وينطوي على قدر كبير من الأكاذيب والمغالطات، ويكشف عن حقيقة نوايا إيطاليا العدوانية، اتهمت فيه الدولة العثمانية بعداء الإيطاليين، واضطهادهم، والتضييق على نشاطهم في ليبيا، وأعلنت عدم جدوى السير في طريق المفاوضات لتسوية تلك المسألة، وقرَّرت احتلال البلاد احتلالاً عسكريًّا بزعم الحفاظ على مصالح إيطاليا، واستعادة هيبتها ومكانتها.
وبلغ الاستخفاف بالإيطاليين إلى الحد الذي طلبوا فيه من الدولة العثمانية مساعدتهم على احتلال ليبيا وعدم التعرض لهم، وحدَّدوا مهلة أربع وعشرين ساعة للرد على هذا الإنذار المستفز.
العدوان الإيطالي على ليبيا
وبالرغم من تنصل الليبيين من تلك الاتهامات، ودعوتهم إلى التفاوض مع الحكومة الإيطالية، فإن ذلك لم يَثْنِ الإيطاليين عن المضي قدمًا في قرار الحرب بخطى سريعة، والإقدام على تنفيذ خطتهم العسكرية لاحتلال ليبيا.
وفي (6 من شوال 1329هـ= 29 من سبتمبر 1911م) وجهت الحكومة الإيطالية إنذارًا بالحرب إلى الدولة العثمانية. وفي اليوم التالي كان أسطولها قد وصل إلى قبالة السواحل الليبية أمام طرابلس؛ فحاصرها لمدة ثلاثة أيام، ثم قصفها بعنف حتى سقطت في يد الإيطاليين في صباح (11 من شوال 1329هـ= 4 من أكتوبر 1911م)، ودارت معركة بين المجاهدين -الذين غادروا طرابلس إلى بومليانة- وبين الإيطاليين -الذين صمموا على إجهاض المقاومة والقضاء على المجاهدين- وقد انتصر فيها الإيطاليون.

حركة الجهاد وظهور عمر المختار
وإثر هذه المعركة تجمع المجاهدون من العرب والأتراك في "عين زادة"؛ للتصدي للإيطاليين، ولكن تفوق الإيطاليين الواضح في العدد والعتاد حسم المعركة لصالحهم مرة أخرى.
وفي الوقت نفسه هاجم الإيطاليون برقة من البحر، واستطاعوا احتلال حبرق في (24 من شوال 1329هـ= 17 من أكتوبر 1911م)، وتوجهوا إلى بنغازي، وقد تصدى لهم المجاهدون من الليبيين والأتراك بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات العربية، وكان ذلك بداية ظهور المجاهد الكبير عمر المختار.
أثر العدوان في توحيد أبناء الأمة
ولكن الإيطاليين تمكنوا –قبل أن ينصرم شهر أكتوبر- من احتلال طرابلس وطبرق ودرنة وبنغازي والخمس، ثم ما لبثوا أن سيطروا على برقة.
وقد أدى هذا العدوان الإيطالي الغاشم على الشعب الليبي إلى توحيد صفوفه، وتجميع أبنائه تحت راية الجهاد، ومحو كل أسباب الخلاف والشقاق بينهم، فتوحدوا جميعًا لهدف واحد هو مقاومة الاستعمار، ولغاية واحدة هي تحرير البلاد.
كما أزال ذلك العدوان كل أثر للخلاف بين السيد أحمد الشريف السنوسي –الذي كان متمركزًا في واحة الكفرة- والعثمانيين.
وكان لنداءات السيد أحمد الشريف لليبيين والعرب لمقاومة المستعمر، ودعوته إلى الجهاد ضد المعتدي أكبر الأثر في تدفق جموع المجاهدين والمتطوعين على المعسكرات العثمانية لتعزيز قوات العثمانيين والمجاهدين العرب.
مذابح الإيطاليين في ليبيا
وسعى الإيطاليون إلى استمالة الأهالي، فأصدر قائد الحملة الجنرال كارلو كانيفا منشورًا باللغة العربية، يعلن فيه أن إيطاليا إنما أرادت من احتلالها للبلاد أن تطرد منها الأتراك، حفاظًا على مصالح الليبيين، ويزعم أن إيطاليا تسعى إلى توفير الأمن والحماية والرعاية لهم ولأبنائهم!!
وبالغ الإيطاليون –في منشوراتهم- في التودد إلى الليبيين، ومخاطبتهم باسم الدين، والتأكيد على احترامهم الشرائع والتقاليد الدينية، ومحافظتهم على الحقوق والحريات الشخصية والمدنية، والتلويح بالآمال العريضة التي تعقدها إيطاليا لمستقبل ليبيا في ظل نهضتها، والنعيم الذي ينتظر الليبيين في كنف السيادة الإيطالية، إلى غير ذلك من وسائل الخداع والوعود الكاذبة.. ففي الوقت الذي كان قائد الحملة يصدر هذه التصريحات ويدبج تلك المنشورات التي تفيض بالود والتسامح، كان جنوده يرتكبون أبشع المذابح، ويقترفون أفظع الجرائم ضد أهالي البلاد من المواطنين العزل.
فقد أباد الإيطاليون أهل المنشية التي تقع شرقي مدينة طرابلس، ولم ينج من تلك المذبحة البشعة حتى الأطفال والنساء والشيوخ، وامتدت مجازر الإيطاليين إلى غيرها من البلدان، حتى قتلوا خلال ثلاثة أيام نحو سبعة آلاف مواطن، ونفوا نحو ألفين آخرين، وبلغت فظائعهم وجرائمهم مبلغًا كبيرًا، فقد هتكوا أعراض النساء، وأعدموا الكثيرين دون تحقيق أو محاكمة، وأسفرت إيطاليا عن وجهها الاستعماري القبيح وأطماعها الاستعمارية الدنيئة، وهي تبيد شعبًا أعزل هب ليدافع عن حريته.
جهاد الشعب الليبي
وفي (15 من ذي القعدة 1329هـ= 6 من نوفمبر 1911م) أعلنت إيطاليا بسط سيادتها على طرابلس وبرقة؛ فقابل الليبيون ذلك بمزيد من المعارك والثورات، وهاجموا استحكامات الإيطاليين في أنحاء متفرقة من البلاد، وقد تصدى لهم الإيطاليون بوحشية شديدة.
واتسمت تلك المرحلة من المقاومة الليبية بالهجمات الخاطفة السريعة، ولكن كفة الإيطاليين العسكرية كانت هي الراجحة على طول الخط؛ نظرًا لما يمتلكونه من أسلحة حديثة متطورة، وما يتميزون به من حشود عسكرية منظمة، بالإضافة إلى تحالف الدول الاستعمارية الكبرى مع الإيطاليين ضد الليبيين.
وبالرغم من إمكانات الإيطاليين العسكرية الضخمة، والتحالفات الغربية المريبة ضد الشعب العربي الليبي، فلم يكن الغزو الإيطالي لليبيا عملية سهلة بالنسبة للإيطاليين، فقد قاومهم الشعب الليبي بكل فئاته، وأرقت هجمات المجاهدين الخاطفة مضاجع المستعمرين.
وانطلقت دعوة الجهاد من شتى أرجاء العالم العربي والإسلامي، وتوافدت جموع المتطوعين إلى ليبيا لمشاركة الشعب الليبي في جهاده ضد المستعمر الإيطالي.
المفاوضات بين السنوسي والإيطاليين
واستمرت حركة المقاومة حتى نشوب الحرب العالمية الأولى سنة (1332هـ=1914م)، ودخلت إيطاليا الحرب إلى جانب الحلفاء، بينما كانت تركيا حليفًا لألمانيا، ومن ثم فقد جاهرت تركيا بمساندتها وتأييدها لليبيين بقيادة السيد أحمد السنوسي، ومناصرتهم في حربهم ضد عدوهم المشترك.
ولكن ما لبثت العلاقات أن تعقدت بين السنوسي والأتراك الذين نجحوا في الوقيعة بينه وبين الإنجليز فأغلقوا بدورهم طريق مصر في ووجه، وازداد الأمر حرجًا مع سوء الأحوال الاقتصادية وحدوث المجاعة التي أودت بحياة المئات نتيجة انتشار الأمراض، وتفشي وباء الطاعون، الأمر الذي اضطر السنوسي إلى التفاوض مع القوتين المتحالفتين: إنجلترا وإيطاليا في (24 من جمادى الآخرة 1335هـ= 16 من إبريل 1917م).
وقد أسفرت تلك المفاوضات عن اتفاق "عكرمة" الذي حدد مناطق نفوذ لكل من السنوسيين والإيطاليين، كما نص على إيقاف الحرب، وأتاح حرية التنقل بين كلتا المنطقتين.
اعتراف الإيطاليين بحكم السنوسي
وتم عقد اتفاق آخر –بعد ذلك- عرف باتفاق "الرجمة" في (12 من صفر 1339هـ=25 من أكتوبر 1920م)، تم بموجبه الاعتراف بالسنوسي حاكمًا مدنيًا وزعيمًا للقسم الداخلي من برقة، ومنح لقب أمير، وأصبحت تلك المنطقة تخضع لنظام حكم وراثي ينحصر في السنوسي وأولاده من بعده.
ولكن ذلك كله لم ينه الصراع بين الليبيين والإيطاليين، فلم تتوقف حركة المقاومة، ولم يستسلم الشعب الليبي للاستعمار، واستمرت جذوة الجهاد مشتعلة ضد الإيطاليين.
وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى التي انتهت سنة (1337هـ=1918م) والتي خرجت إيطاليا منها منهكة، رأت إيطاليا مهادنة الليبيين، وتم عقد اتفاق "سوني" بين الطرفين، اعترفت إيطاليا بموجبه بقيام الجمهورية، ونص على إنهاء حالة القتال بينهما، مع الاعتراف بالاستقلال الداخلي لطرابلس تحت سيادة ملك إيطاليا، وإنشاء مجلس نواب محلي، ومجلس آخر حكومي يشتركان في حكم البلاد.
إلا أنه لم يقدر لتلك الجمهورية الوليدة أن تدوم طويلاً، إذ لم تكن إيطاليا جادة في اعترافها بها، وإنما كانت تسعى من وراء ذلك إلى مهادنة الليبيين وكسب مزيد من الوقت نتيجة الضعف الذي ألمّ بها.
مولده ونشأته:
هو... عمر بن المختار بن فرحات من عائلة غيث، وفرحات قبيلة من بريدان أحد بطون قبيلة المنفة، وأمه هي عائشة بنت محارب، وقد كان والده –رغم قلة المعلومات عنه- مشهورا بشجاعته في القتال وإقدامه، بالإضافة إلى مكانته بين قومه.
ولد عمر المختار لأبوين صالحين، سنة 1862م بمنطقة البطنان الصحراوية القريبة من الحدود المصرية. وتربى تربية البدو في مضارب قبيلة المنفة. وقبيلته هذه من قبائل المرابطين، الذين عرفوا تاريخياً برباطهم على ثغور دار الإسلام وحمايته. ويتم في صغر سنه، حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة. ولكن كفله الشيخ حمد الغرياني الذي رباه مع ابنه الشارف الغرياني في ظل تعاليم الطريقة لسنوسية. وكذلك تربية البدوالتي كان لها الأثر الأكبر في تكوينه الشخصي، فنشأ في بيت عز وكرم بعيداً عن أخلاط المدن ونقائصها، تحوطه شهامة العرب وحرية البادية، وحوله من مظاهر الفروسية ودواعي الاعتزاز بالنفس ما بعث في تلك النفس الكبيرة حب التضحية والأنفة من الخضوع إلي من لم يجعل له دينه سلطاناً عليه. وتلقى تعليمه الأولي بمعهد الجغبوب على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسى قطب الحركة السنوسية، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى. وظهرت عليه علامات النجابة ورزانة العقل،، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد لمهدي السنوسى مما زاده رفعة وسمو، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ومشايخ القبائل وأعيان المدن حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه "لوكان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم". فقد وهبه الله تعالى ملكات منها جشاشة صوته البدوي وعذوبة لسانه واختياره للألفاظ المؤثرةالمؤثرة في فن المخاطبة وجاذبية ساحرة لدرجة لسيطرة على مستمعيه وشد انتباههم، فيصفه عدوه اللدود غراتسياني "وقد ظهرت عليه في هذه الفترة علامات الشدة والصراحة، فكان كلامه قوياً كأنه آمر يلقي أوامره لتابعيه".
أناطه السيد المهدي بكثير من المهام، أبرزها مشيخة زاوية القصور في عام 1895م، وهذه الزاوية تقع في ارض قبيلة العبيد ببرقة الحمراء، وعرفت هذه القبيلة بتمردها وصعوبة مراسها وعدم خضوعها لأي سلطان، ولكن سرعان ما نمت عنده مهارات منها معرفة أنساب القبائل وسبر كل واحدة منها في التقاليد والعادات وألم بمواطنها وأجاد فض المنازعات ووأد ثاراتها التاريخية في كياسة وفطنة، مما اكسبه شبكة من الارتباطات مع شيوخ ووجهاء قبائل برقة التي كان لها الدور الحاسم في تسلمه قيادة الجهاد فيما بعد. والشيء بالشيء يذكر، فقد استطاع عمرالمختار أن يقود قبيلة العبيد التي لعبت دوراً رئيسياً في الجهاد، وضحت بكثير من شبابها وشيبها في مسيرة الجهاد الخالدة سطرها لها تاريخ ليبيا، وفي مقدمة هذه القبيلة شيخها سعيد جربوع الذي لم يكتف بقتال الطليان في ليبيا ولكن عندما هاجر الى مصر لم يقعد هنالك مهاجراً بل توجه والتحق بكتائب المجاهدين في فلسطين الحبيبة يقارع مع عدد من الليبيين والفلسطينيين عصابات اليهود الصهاينة. إن نجاحه في زاوية القصور وانصياع القبائل لسلطانه الاجتماعي والسياسي سلط عليه مزيداً من الأضواء، فعندما قرر السيد المهدي نقل عاصمته الروحية والسياسية إلي قروفي تشاد اصطحب معه عمر المختار من بين قادته ومستشاريه الأفذاذ سنة 1899م، وعندما اعتدت فرنسا على تشاد انتفضت الزوايا السنوسية للجهاد ضد الصليبية الفرنسية لا سيما بعد اعتدائها على هذه الزوايا وتدميرها، وكان الشيخ عمر المختار قد عين شيخاً لزاوية كلك، فبدأ شيخنا في شحذ الهمم وكان ممن لبى ونادى بالجهاد ضد فرنسا وأبلى بلاءً حسناً ؛ ويقول المؤرخون إن تصدى المسلمين الليبيين والتشاديين لفرنسا عطل مخططها الاستعماري وأعاقه حتى شوهه. ومن القبائل الليبية التي قاتلت الفرنسيس بضراوة الزوية وأولاد سليمان والمجابرة والمغاربة والقذاذفة وورفلة التي ربطتها وشائج العقيدة والدم مع اخوتهم في تشاد. ولكن بعد تراجع المجاهدين في تشاد أمام الزحف الفرنسي الجارف، وبيعة السيد احمد الشريف على سجادة الإمامة للحركة السنوسية اثر وفاة عمه السيد المهدي، كُلف عمر المختار أمر زاوية القصور للمرة الثانية عام 1906م لإدارة شؤون قبيلة العبيد التي قابلت طلب الحكومة العثمانية في جباية الضرائب بالرصاص. وبالفعل انصاعت القبيلة لقيادة عمر المختار وبذلك تحاشى الصدام مع السلطة المركزية في طرابلس الممثلة للخلافة الإسلامية حتى سنة 1911م عندما غدرت إيطاليا بالليبيين وفاجأتهم بالعدوان، وهي نقطة التحول في حياة الشيخ عمر المختار البطولية، وملحمة جهادية نادرة من نوعها في ذاك القرن.

وللحديث بقية إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشادى
مهندس جديد
مهندس جديد



عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 05/04/2008
العمر : 37
الموقع : الوطن
رقم العضوية : 982
Upload Photos : أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Upload

أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Empty
مُساهمةموضوع: أسد الصحراء2   أسد  الصحراء1  _ عمر المختار I_icon_minitimeالسبت 3 مايو - 10:19

معارك عمر وجهاده:
ناهز الخمسين من عمره عندما شرعت ايطاليا في احتلالها لليبيا، والسبعين عندما اعُدم. فسيرة الشيخ عمر المختار حافلة بالكثير .. وتعجز أقلام الكُتاب أن تكتب عشر معشار مناقبه أوجهاده أوأثره لعدة أسباب منها كثرة المعارك التي خاضها. فيقول غراتسياني "وقعت بين جنودنا وعمر المختار اكثر من 277 معركة في مدة لا تتجاوز 21 شهراً"، وهي المدة التي تبتدئ بتولي غراتسياني القيادة في برقة وتنتهي باستشهاد عمر المختار. ومجمل المعارك التي شهدها عمر المختار خلال العشرين سنة من القتال العنيف تفوت 1000 معركة.واحتل الاستعمار الإيطالي ليبيا سنة 1911م، وارتكبوا الكثير من الفظائع، وعاثوا في الأرض الفساد، وبدأ نضال المجاهدين من أبناء ليبيا، ودعا الزعماء السنوسيون
في بني غازي وغيرها شيوخَ الزوايا للجهاد، وأسرع عمر المختار يلبي النداء، وأظهر في كفاحه ضد المستعمر الغاصب شجاعة نادرة، ومقدرة كبيرة على القتال، فقد كان مؤمنًا بحق وطنه في الحرية والكرامة.
وتولى عمر المختار قيادة المجاهدين، وبدأ في رسم الخطط لأتباعه، وقد التزم في بداية الأمر موقف الدفاع والتربص بالعدو، حتى إذا خرج الجنود الإيطاليون من
مواقعهم؛ انقض المجاهدون عليهم كالصقور، فقاتلوهم قتالاً شديدًا، وأخذوا منهم ما يحتاجون إليه من أسلحة، وبعد أن بدأت الحرب العالمية الأولى
عام 1914م، فاجأ المجاهدون المعسكرات الإيطالية، وأشعلوا الثورة في الجهات
التي يحتلها الإيطاليون.
وسافر الأمير إدريس السنوسي إلى مصر في سنة 1922 للعلاج، ولطلب المساعدة من مصر، فعين عمر المختار نائبًا عنه، نظم عمر المختار صفوف المجاهدين بعد هجمات الإيطاليين المتتالية، وأخذ مجموعة المجاهدين، وذهب بهم إلى الجبل الأخضر، وأنشأ قاعدة عسكرية، ومراكز لتدريب المتطوعين، فتوافد عليه الناس من كل
ناحية؛ ليشاركوا في الجهاد ضد المستعمر.
فعين لكل قبيلة رئيسًا منها، وأجمع الرؤساء على أن يكون عمر المختار قائدًا عامًا ورئيسًا لكل المجاهدين، بعد أن أقسموا على الجهاد حتى آخر لحظة في حياتهم، حتى يخلصوا وطنهم العزيز من أنياب المستعمر، وازداد القتال شراسة بين المجاهدين والإيطاليين، وكانت معركة (الرحيبة) ومعركة (عقيره المطمورة (و(كرِسَّة) وهي أسماء أماكن في الجبل الأخضر.. من أعظم تلك المعارك التي شهدتها منطقة الجبل الأخضر، وانتهت كلها بانسحاب الإيطاليين مخذولين، مما رفع من شأن عمر المختار في نفوس المجاهدين، فالتفوا حوله، وتعاهدوا على مناصرته.
لم يركن البطل عمر المختار إلى الراحة، بل ظل يقاتل، وكيف لا يستمر في
القتال وأمام عينيه صور الفظائع والانتهاكات وأصناف العذاب التي صبها الإيطاليون على شعبه، فقد قتلوا الآلاف، ومثلوا بالكثيرين، وهتكوا أعراض النساء، وألقوا في السجون أعدادًا عظيمة من الرجال والنساء، وأذلوا الشيوخ والأطفال، وحرقوا الزروع والثمار، فكان لابد من القتال حتى الموت أو النصر، وبعد أن انتشر القتال في كل أنحاء ليبيا، قرر عمر المختار الذهاب إلى مصر لمقابلة الأمير إدريس السنوسي ليتلقى منه التعليمات بشأن الجهاد.
وفي طريق عودته من مصر إلى برقة عن طريق السلوم أبلغ جواسيس الجيش الإيطالي رؤساءهم أن عمر المختار عبر الحدود الشرقية، فأعدوا له كمينًا للقبض عليه، وما إن ظهر عمر المختار ورفاقه حتى أطلق عليهم العدو مدافعهم الرشاشة، لكن المجاهدين استطاعوا التصدي لهم وانقضوا على القوة الإيطالية وأبادوها عن آخرها، ولمع اسم عمر المختار في سماء الجهاد.. عرفه الصغير والكبير كقائد بارع يتقن أساليب
الكر والفر، وانضمت إليه القبائل المقيمة بالجبال، وتعاطف معه الشعب؛ فأمدوه بما يقدرون عليه من مؤن وأسلحة.
ولم يعرف المجاهد الكبير طعم الراحة، وحاول مشايخ قبيلته، ذات مرة منعه من الجهاد لكبر سنه، فقال لهم:
(إن ما أسير فيه هو طريق الخير، ومن يبعدني عنه فهو عدو لي، ولا ينبغي لأحد أن ينهاني عنه)..
واتجه الشيخ عمر المختار ورفاقه إلي الجبل الأخضر، وشكلوا هيئة قيادية جديدة سميت بـ"هيئة الجبل" ترأسها الشيخ عمر المختار بعضوية كل من يوسف بورحيل وعبد الحميد العبار وعصمان الشامي والفضيل بوعمر. وأعيد ترتيب الأدوار القبلية في تصديها للعدو، وكان عمر المختار دائماً في المقدمة حتى قال الشيخ عبدالحميد العبار:
"كان (عمر المختار) يُتعبنا بقتاله معنا لأننا كنا نخاف عليه من أن يمسسه سوء أكثر من خوفنا من العدو"،
ولكنه أرعب أعداءه فنعتوه بأوصاف غريبة، فقالوا بأنه يستطيع الاختفاء فلا تراه الأعين وبأن جسمه لا ينفذ منه الرصاص وغيرها من الصفات التي يراها الغرب في أبطاله الأسطوريين.
ولم تفلح مدافع الجيش الإيطالي في وقف هجمات عمر المختار ورفاقه، فحاولوا استمالته وشراءه بالمال، ووعدوه بحياة ناعمة هنيئة، لكنه رفض، وأخذ يدافع عن تراب وطنه بكل قوة وشراسة، وألحق بالإيطاليين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مما دفع (موسوليني) إلى تعيين
المارشال (بادوليو) حاكمًا على (طرابلس وبرقة) وبمجيئه إلى ليبيا بدأت مرحلة جديدة من النضال في (برقة والجبل الأخضر(.

وقرعت إيطاليا طبول السلام زيفاً، واستجاب الشيخ لنداء السلام بشروط فيها الكرامة والعزة لوطنه،وحاول التفاهم معهم على صيغة ليخرجوا من دوامة الدمار. فذهب كبيرهم للقاء عمر المختار ورفاقه القادة في 19 يونيو1929م في سيدي ارحومه. ورأس الوفد الإيطالي بادوليونفسه، الرجل الثاني بعد بنيتو موسليني، ونائبه سيشليانو، ولكن لم يكن الغرض هوالتفاوض، ولكن المماطلة وشراء الوقت لتلتقط قواتهم أنفاسها، وقصد الغزاة الغدر به والدس عليه وتأليب أنصاره والأهالي وفتنة الملتفين حوله، وتأكد غدرهم عندما قامت الطائرات الإيطالية بإلقاء قذائفها على عمر المختار ورفاقه من المجاهدين. فلم تنجح المساعي وانتهت فترة الهدوء والهدنة التي سادت بين المجاهدين والطليان ما بين مارس ونوفمبر من عام 1929م، وعاد عمر المختار ورجاله لرسالتهم الجهادية، وإيطاليا إلي عنجهيتها في التعامل معهم.
ولكن سرعان ما بدت ترتقي أرواح إخوان عمر المختار القادة إلي باريها. ففي 20 سبتمبر 1929م استشهد الفضيل بوعمر، وكان فراقه ضربة مؤلمة للمجاهدين، وبذلك فقد عمر المختار رفيقاً في الدرب وعوناً في الكرب.
تبين للمختار غدر الإيطاليين وخداعهم, ففي 20 أكتوبر 1929م وجه نداء إلى أبناء وطنه طالبهم فيه بالحرص واليقظة أما ألاعيب الغزاة. وصحت توقعات عمر المختار, ففي 16 يناير 1930م ألقت الطائرات بقذائفها على المجاهدين, وقد دفعت مواقف المختار ومنجزاته إيطاليا إلى دراسة الموقف من جديد وتوصلت إلى تعيين غرسياني ليقوم بتنفيذ خطة إفناء وإبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ في وحشيتها وفظاعتها وعنفها وقد تمثلت في عدة إجراءات ذكرها في كتاب "برقة المهدأة":

1- قفل الحدود الليبية المصرية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
2- إنشاء المحكمة الطارئة في أبريل 1930م.
3- فتح أبواب السجون في كل مدينة وقرية ونصب المشانق في كل جهة.
4- تخصيص مواقع العقيلة والبريقة من صحراء غرب برقة البيضاء والمقرون وسلوق من أواسط برقة الحمراء لتكون مواقع الإعتقال والنفي والتشريد.
5- العمل على حصار المجاهدين في الجبل الأخضر واحتلال الكفرة.
وبالرغم من نصب المشانق وفتح المعتقلات والسجون وعزل المنتجعات عن المجاهدين، وبالرغم من إحاطة الأهلين بالأسلاك الشائكة المكهربة، وبالرغم من استعمال الطائرات والمدافع والقنابل ذات الغاز السام المحرمة دولياً، وصرخات غراتسياني وتهديداته للشعب الليبي بقوله:
"عندي لكم ثلاث حالات، الباخرة الموجودة في الميناء( أي النفي إلي الجزر الإيطالية النائية) وأربعة أمتار فوق الأرض (المشنقة) ورصاص بنادق جندنا (الإعدام رمياًبالرصاص)".
وكرر ذلك الحاكم العام لليبيا بادوليو بالتأكيد فقال "سأدمر كل شئ … الرجال والمصالح". وبالرغم من كل ذلك لم يتزحزح عمر المختار قيد أنملة ووقف كالعملاق في وجه غراتسياني وجيوشه المرتزقة التي أتى بها من إريتريا والصومال، عدا الإيطاليين أنفسهم. وحار غراتسياني في عمر المختار وإخوانه المجاهدين الذين لم تؤثر فيهم هذه الاحتياطات كلها، علماً أن ايطاليا جهزت لكل مجاهد ليبي عشر مقاتلين من رجالها ومع ذلك كلفتها قرابة الربع مليون قتيل وفقيد إيطالي و16 مليار فرنك قديم مما أنهك ايطاليا عسكرياً ومعنويا. فاستسلم غراتسياني لليأس. وهذا اليأس دفعه إلي الحقد على عمر المختار، فأصبح كل أمله أن يموت هذا الشيخ الكبير، ثم فكر في القبض على عمر المختار وذلك بحرق غابات الجبل الأخضر، ولكنه لم يتمكن من إتمام مهمته، فأصيب بانهيار عصبي وسافر إلي إيطاليا للاستجمام في نفس الوقت الذي كان عمر المختار يتمتع فيه براحة البال في ظل حلاوة الإيمان. ورجع شيخنا رغم تقدم السن به إلى سفوح الجبل الأخضر وظهور الجياد يقاتل ويجالد وكثيراً ما كان يهتزج عند لقاء العدوويقول مغنياً :
جيتو في عيد ويوم سعيد إن عشت سعيد وإن مت شهيد
وفي معركة السانية في شهر أكتوبر عام 1930م سقطت من الشيخ عمر المختار نظارته، وعندما وجدها أحد جنود الطليان وأوصلها لقيادته، فرائها غراتسياني فقال:
"الآن أصبحت لدينا النظارة، وسيتبعها الرأس يوماً ما".
وفي 11 سبتمبر من عام 1931م، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في كوكبة من فرسانه، عرفت الحاميات الإيطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات، واشتبك الفريقين في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدوفأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق، ولكن قُتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركته نهائياً. فلم يتمكن من تخليص نفسه ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه، فسرعان ماحاصره العدومن كل الجهات وتعرفوا على شخصيته، فنقل على الفور إلي مرسى سوسه ومن ثم وضع على طراد الذي نقله رأسا إلي بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي اخريبيش. ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
وكان غراتسياني في روما حينها كئيباً حزيناً منهار الأعصاب في طريقه إلي باريس للاستجمام والراحة تهرباً من الساحة بعد فشله في القضاء على المجاهدين في برقة، حيث بدأت الأقلام اللاذعة في إيطاليا تنال منه والانتقادات المرة تأتيه من رفاقه مشككة في مقدرته على إدارة الصراع. وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من نغازي مفادها إن عدوه اللدود عمر المختار وراء القضبان. فأصيب غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر. فتارة يجلس على مقعده وتارة يقوم، وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال، ويشير بيديه ويقول:
"صحيح قبضوا على عمر المختار ؟ ويرد على نفسه لا، لا اعتقد."
ولم يسترح باله فقرر إلغاء أجازته واستقل طائرة خاصة وهبط ببنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلي مكتبه لكي يراه بأم عينيه.
وللحديث بقية إن شاء الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشادى
مهندس جديد
مهندس جديد



عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 05/04/2008
العمر : 37
الموقع : الوطن
رقم العضوية : 982
Upload Photos : أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Upload

أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Empty
مُساهمةموضوع: أسد الصحراء3   أسد  الصحراء1  _ عمر المختار I_icon_minitimeالسبت 3 مايو - 10:22

إستشهاده

وفي 15 سبتمبر 1931م دار حوار بين الشيخ عمر المختار وغراتسياني في مكتبه يطول شرحه، وأجاب الشيخ برباطة جأش عن جميع الأسئلة منها :
غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة لفاشستية ؟
أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟
فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح…
وانتهت تلك المقابلة الرهيبة التي سجل غراتسياني فيها مدى إعجابه وتقديره لعمر المختار في مذكراته، فقال: "لقد خرج من مكتبي كما دخل منه وأنا انظر أليه بكل إعجاب وتقدير".
مهزلة المحاكمة:
[ إن هذا المتهم الذي إنتدبت للدفاع عنه : إنما يدافع عن حقيقة كلنا نعرفها ، وهي الوطن الذي طالما ضحينا نحن في سبيل تحريره ، إن هذا الرجل هو ابن لهذه الأرض قبل أن تطأها أقدامكم ، وهو يعتبر كل من احتلها عنوة عدوا له ، ومن حقه أن يقاومه بكل ما يملك من قوة ، حتى يخرجه منها أو يهلك دونها ، إن هذا حق منحته إياه الطبيعة والإنسانية .. إن العدالة الحقة لا تخضع للغوغاء وإني آمل أن تحذر حكم التاريخ ، فهو لا يرحم ، إن عجلته تدور وتسجل ما يحدث في هذا العالم المضطرب . ]
من مرافعة المحامي روبرتو لونتانو المنتدب للدفاع عن عمر المختار ؛ وهو ضابط شاب برتبة نقيب في الجيش الإيطالي .

عقدت للشيخ الشهيد محكمة هزلية صورية في مركز إدارة الحزب الفاشستي ببنغازي مساء يوم الثلاثاء عند الساعة الخامسة والربع في 15 سبتمبر 1931م،
وبعد ساعة تحديداً صدر منطوق الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت،
وعندما ترجم له الحكم، قال الشيخ:
"إن الحكم إلا لله … لا حكمكم المزيف ... إنا لله وإنا أليه لراجعون".
وهنا نقلا حرفيا لمحضر المحاكمة كما ورد في الوثائق الإيطالية :
إنه في سنة ألف وتسعمائة وواحدة وثلاثين ؛ السنة التاسعة ، وفي اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ، ببنغازي ، وفي تمام الساعة 17 بقصر "الليتوريو" بعد إعداده كقاعة لجلسات المحكمة الخاصة بالدفاع عن أمن الدولة ، والمؤلفة من السادة :
- المقدم الكواليير اوبيرتو فانتيري مارينوني ، رئيسا بالوكالة ، نيابة عن الرئيس الأصيل الغائب لعذر مشروع .
- المحامي د. فرانشيسكو رومانو (قاضي مقرر (

- الرائد الكاواليير قوناريو ديليتلو (مستشار ، أصيل)

- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير جوفاني منزوني ، مستشار أصيل(

- رائد "الميليشيا التطوعية للأمن الوطني (الكواليير ميكيلي مندوليا ، مستشار أصيل) ، والرئيس بالنيابة عن الرئيس الأصيل ، الغائب بعذر مشروع .

- بمساعدة الملازم بسلاح المشاة ، ايدواردو ديه كريستوفانو (كاتب الجلسة العسكري بالنيابة(
للنظر في القضية المرفوعة ضد : عمر المتخار ، بن عائشة بنت محارب ، البالغ من العمر 73 سنة ، والمولود بدفنة ، قبيلة منفة ، عائلة بريدان ، بيت فرحات ؛ حالته الاجتماعية : متزوج وله أولاد ، يعرف القراءة والكتابة ، وليست له سوابق جنائية ، في حالة اعتقال منذ 12 سبتمبر 1931.

المتهم بالجرائم المنصوص عليها وعلى عقوباتها في المواد 284-285-286-575-576 (3) ، والمادة 26 ، البنود : 2 - 4 - 6 - 10 ، وذلك أنه قام ، منذ عام 1911م وحتى القبض عليه في جنوب سلنطة في 11سبتمبر 1931، بإثارة العصيان وقيادته ضد سلطات الدولة الإيطالية ، داخل أراضي المستعمرة ، وباشتراكه في نصب الكمائن للوحدات المعزولة من قواتنا المسلحة وفي معارك عديدة وأعمال الإغارة للسلب والنهب واللصوصية مع ارتكاب جرائم قتل بدافع نزعته إلى القسوة والتوحش ، وأعمال البطش والتنكيل ، بقصد إحداث الدمار وسفك الدماء لفصل المستعمرة عن الوطن الأم .

بعد ذلك سمح للجمهور بدخول قاعة الجلسات ، بينما جلس المتهم في المكان المخصص للمتهمين ، تحت حراسة عسكرية ، وهو طليق اليدين وغير مكبل بأغلال من أي نوع .

كما حضر وكيل النيابة العامة السينور "كواليير" أوفيتشالي جوسيبي بيديندو ، كمدعي عسكري ، والمكلف بالدفاع عن المتهم ، المحامي ، النقيب في سلاح المدفعية ، روبيرتو لونتانو .

يعلن الرئيس افتتاح الجلسة . فيحضر أيضا المترجم السيد نصري هرمس الذي يطلب إليه الرئيس الادلاء ببيانات هويته فيجيب :
- نصري هرمس ، ابن المتوفى ميشيل ، وعمري 53 سنة ، ولدت في ديار بكر ببلاد ما بين النهرين (العراق) رئيس مكتب الترجمة لدى حكومة برقة .
يكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره حسبما هو مقرر ، فيؤديها بصوت عال وبالصيغة التالية :
(( أقسم بأنني سأنقل الأسئلة إلى الشخص المقرر استجوابه بواسطتي بأمانة وصدق ، وبأن أنقل الردود بأمانة))

فيوجه الرئيس ، عن طريق الترجمان ، أسئلة للمتهم حول هويته ، فيدلي بها بما يتفق مع ما تقدم ، ومن ثم ينبه عليه بالانصات إلى ما سيسمع . وعند هذه النقطة ، يثبت في المحضر طلب وكيل النيابة بإعفاء المترجم نصري من المهمة بسبب وعكة ألمت به والاستعاضة عنه بالكواليير لومبروزو ابن آرونه وماريا قاندوس ، المولود بتونس في 27 - 2 - 1891م ، ومهنته صناعي .
فيكلفه الرئيس بأداء اليمين المقررة ، بعد تحذيره نظاميا ؛
يتلو كاتب الجلسة صحيفة الاتهام ، فيتولى الترجمان ترجمتها للمتهم ، ويسرد بعدها قائمة المستندات والوثائق المتصلة بالدعوى ،

وبعد سردها يكلف الرئيس الترجمان بترجمتها ، حيث إن المتهم غير ملم باللغة الإيطالية ، ومن ثم يبدأ استجوابه حول الأفعال المنسوبة إليه ؛ فيرد عليها ، ويتولى الترجمان ترجمة ردود المتهم عليها .

ويثبت بالمحضر أن المتهم يرد بانتظام عن كل اتهام حسب ما جاء في محضر استجوابه المكتوب ، معترفا بأنه زعيم المقاومة في برقة وبهذه الصفة فهو الفاعل والمحرض لجميع الجرائم التي اقترفت في أراضي المستعمرة خلال العقد الأخير من الزمن ، أي الفترة التي ظل خلالها الرئيس الفعلي للمقاومة .

وردا عن سؤال ، يجيب :
((منذ عشر سنوات ، تقريبا ، وأنا رئيس المحافظية))
ويثبت هنا أن المتهم ظل يرد عن كل سؤال محدد حول تهمة بعينها ، بقوله:
( لا فائدة من سؤالي عن وقائع منفردة ، وما أرتكب ضد إيطاليا والإيطاليين ، منذ عشر سنوات وحتى الآن ، كان بإرادتي وإذني ، عندما لم أشترك أنا نفسي في تلك الأفعال ذاتها )


وردا عن سؤال ، يجيب :
(( كانت الغارات تنفذ أيضا بأمري وبعضها قمت بها أنا نفسي((.

يعطي الرئيس الكلمة لوكيل النيابة : بعد أن تناول الكلمة ، أوجز مطلبه في أن تتكرم المحكمة ، بعد تأكيد إدانة المتهم بالجرائم المنسوبة إليه ، بإصدار حكم الإعدام عليه وما يترتب عليه من عواقب .

وينهي الدفاع ، بدوره مرافعته بطلب الرأفة بالمتهم . وبعدما أعطى المتهم الكلمة كآخر المتحدثين ، يعلن الرئيس قفل باب المناقشة ، وتنسحب هيئة المحكمة إلى حجرة المداولة لتحديد الحكم .

عادت المحكمة بعد قليل إلى قاعة الجلسات ؛ لينطق الرئيس بصوت عال بالحكم بالإدانة ، بحضور جميع الأطراف المعنية . فيقوم الترجمان بترجمة منطوق الحكم .

أثبت تحريريا كل ما تقدم بهذا المحضر الذي وقع عليه : كاتب المحكمة العسكري .
الإمضاء : ادواردو ديه كريستوفانو ، الرئيس (المقدم الكاواليير أوميركو مانزولي)

كاتب المحكمة العسكرية ، الإمضاء : ادواردوديه كريستوفاني (Edoardo De Cristofano) .
الرئيس : (المقدم الكاواليير أوميركو مانزوني)
الإمضاء : أومبيرتو مانزوني (Umberto Marinoni) .

- صورة طبق الأصل -

كاتب المحكمة العسكرية بالنيابة

التوقيع
الأعدام:

في صباح اليوم التالي للمحاكمة الأربعاء، 16 سبتمبر 931م، اتخذت جميع التدابيراللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران،

واحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المعتقلين السياسيين خصيصاً من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم.

واحضر الشيخ عمر المختار مكبل الأيدي، وعلى وجهه ابتسامة الرضا بالقضاء والقدر،
وبدأت الطائرات تحلق في الفضاء فوق المعتقلين بأزيز مجلجل حتى لا يتمكن عمر المختار من مخاطبتهم،

وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلي الجلاد، وكان وجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة وكله ثبات وهدوء، فوضع حبل المشنقة في عنقه، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يأذن في صوت خافت آذان الصلاة، والبعض قال انه تمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية" ليجعلها مسك ختام حياته البطولية. وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلي ربها تشكوأليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.

وسبق إعدام الشيخ أوامر شديدة الطبيعة بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أويظهر البكاء عند إعدام عمر المختار، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العبارية وندبت فجيعة الوطن عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت
نتائج اعدام عمر وآثارها:
واستشهد البطل بعد أن غرس الحرية والكرامة في نفوس شعبه،
وحزنت الأمة حزناً شديداً على فقيدها، ورأت القيادة أن تكتب إلي قيادتها السياسية والروحية في المهجر، فبعث الشيخ يوسف بورحيل المسماري،نائب عمر المختار، رسالة عاجلة إلى السيد أحمد الشريف الذي كان بالمدينة المنورة يسأله فيها تعيين قائداً للجهاد فوراً حتى لا ينحرف الخط الجهادي لا سمح الله.
فكان رد السيد احمد الشريف سريع وحاسم في رسالة مطولة إلي الشيخ عبد الحميدالعبار وبقية المجاهدين جاء فيها:
"… إننا لن نغفل عنكم وقت من الأوقات من الدعاء لكم عند بيت الله الحرام، وفي حضرة مولانا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى الله القبول، إنه أكرم مسئول، وخير مأمول، هذا وأنه بلغنا ما أزعجنا وكدرناغاية الكدر، وهواستشهاد حضرة النائب العام سيدي عمرالمختار رحمه الله ورضي عنه وجعل جنة الفردوس الأعلى مسكنه ومحله، وجزاه الله عنا وعن الإسلام أحسن الجزاء، فإنه كان عاملاً صادقاً ناصحاً، وأننا لم نتكدر على نيله للشهادة بل نحمد الله على ذلك ولا نقول أنه مات، بل إنه حي لقول الله (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء) وإنما كدرنا فقدانه من بينكم وغيابه عنكم، ولكن هذا أمر الله الذي يفعل ما يشاء … ولا نقول إلا ما يقوله الصابرون، إنا لله وإنا إليه راجعون. نعم استشهد سيدي عمر المختار ولكنه أبقى العمل الطيب والذكر الحسن. فهذا ليس بميت ولن يموت أبداً، ما دامت الدنيا لأنه شهيد لقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء ..)، فالله الله يا أولادي في التمسك، وإياكم واليأس، إياكم والقنوط، إياكم وأقاويل الناس الفاسدة،فجدوا واجتهدوا كما كنتم، واجعلوا عملكم لله وحده، لأنه لنا ولا لغيرنا، لأن من قاتل لله، فالله حي باقي، ومن قاتل لغير الله فعمله لا يفيده شيئاً، واعلموا إن الله معكم … واصبروا وصابروا واعلموا إن العاقبة للمتقين، وأن الله مخزي الكافرين، وما ترونه من الأهوال، فإنه والله ثم والله زائل عن قريب وسترون ما يسركم دنيا وأخرى، ففي الدنيا سترون بحول الله العز والنصر الذي لا يخطر على بال، وفي الآخرة رضاء الله ورسوله والنعيم المقيم، فأنتم في الخير أحياء وأمواتاً. وها نحن نوبنا عنا عليكم حضرة أخيكم المجاهد الغيور الصادق، ولدنا الشيخ يوسف بورحيل … ونحن ما قدمناه إلا بتقديم سيدي عمر له في حياته، فامتثلوا أمره واسمعوا كلامه، وكونوا له عوناً معيناً …فلا تروه إلا بالعين التي تروننا بها، وبذلك يتم بالله أمركم، وتجتمع كلمتكم وتقهرون عدوكم، وإياكم ثم إياكم والمخالفة والنزاع … واعلموا يا أولادي أن العدوخيبه الله ساعي بكل جهده للقضاء عليكم … فجدوا في عملكم، واصبروا وابشروا بالنصر والفتح ولا تيأسوا من روح الله … وإني والله ثم والله ما يمنعني من الوصول إليكم إلا عدم الطريق، ولكن بحول الله، لازلت مجتهداً بكل جهدي في وصولي إليكم وعن قريب يتم ذلك بحول الله وقوته، هذا وسلموا لنا على عموم أولادنا المجاهدين، والباري يحفظكم وينصركم و يجمعنا بكم عن قريب …".
كان العرب خاصة والمسلمون عامة يتابعون، مع نزر المعلومات وشح الأخبار، جهاد عمر المختار ورفاقه في ليبيا. ولكن صُعقت الأمة بوحشية إيطاليا في تنفيذ حكم الإعدام بعمر المختار وهوفي العقد الثامن من عمره. وهاج الشارع العربي وماج مع صمت رهيب مريب في الدوائر والمؤسسات الرسمية العربية. فامتعض الشارع العربي في مصر وسوريا وتونس والمغرب والجزائر والعراق. حيث أقيمت المآتم، وخرجوا في المظاهرات وطافت شوارع المدن، وأغلقت المتاجر ودعا الخطباء إلي مقاطعة البضائع الإيطالية وظهر الشارع العربي بمظهر الحداد على هذا الرجل العصامي، حتى على الفلاح في كوخه والمزارع في حقله، ونقلت الصحف النزيهة الحرة تلك الاحتجاجات، وقرض أعلام الشعر القصائد رثاءً لعمر المختار وأبطال الجهاد في ليبيا، وصُليت عليه صلاة الغائب في المسجد الأقصى في فلسطين وجامع بني أمية في سوريا، وكذلك تلاحمت الحوزة الشيعية بالكاظمية في العراق مع جهاد عمر المختار واستشهاده.
ولكن أكبر الأصداء وأبرز الدوي كان في فلسطين مهد الرباط والجهاد. فلنستعرض ما حدث في فلسطين المجاهدة، كعينة للغضب العربي. فعندما وصل خبر إعدام عمر المختار، لان المدة ما بين القبض عليه ومحاكمته وإعدامه لم تتجاوز الخمسة أيام، هاج الشعب الفلسطيني، الذي هونفسه يقارع قوى الشر والطغيان المتمثلة في الصهيونية العالمية والإمبريالية الغربية، فطالب علماء وأعيان فلسطين أن يسلم جثمان عمر المختار لهم لكي يدفن بالقدس تبركاً وتيمناً به كمجاهد صادق غيور. فيقول مفتي القدس وإمام المسجد الأقصى صاحب الفضيلة الشيخ محمد أمين الحسيني :
" .. مما يثير في النفس كوامن الأسى، ويبعث علي أشد الأسف، أن العرب والمسلمين خذلوا هذا البطل الكرار عمر المختار ، الذي ليس له نظير في صدق جهاده وعظيم بلائه إلا المجاهدون الأولون في صدر الإسلام، فلم يساعدوه بمال، ولا أمدوه برجال، كما هوديدنهم في العهود الأخيرة في خذل المخلصين من المصلحين المجاهدين، وكما خذلوا مجاهدي فلسطين عند احتدام المعارك بينهم وبين اليهود عام 1948م … وقد لحق عمر المختار بقافلة الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً."
ولقد كان لإعدامه رحمه الله أعظم تأثير في نفوس المسلمين والعرب فقامت عليه المآتم في كثير من الأقطار العربية والإسلامية. وأذاع مكتب المؤتمر الإسلامي العام في القدس نداء إلي سائر الأقطار الإسلامية لإقامة صلاة الغائب عليه والاحتجاج على إعدامه، وقد صلينا عليه في المسجد الأقصى المبارك، كما صلى عليه في جميع مساجد فلسطين، وغيرها من المساجد في سوريا ومصر، وسمت بعض مدن فلسطين كشافة مدارسها باسم "كشافة عمر المختار"، كما أن مدينة غزة الفلسطينية عملت على أحياء اسمه فسمت أكبر شارع فيها باسم "شارع عمر المختار" ولما اعترض على ذلك الحاكم الإنجليزي بناء على احتجاج القنصل الإيطالي: أجابه رئيس بلدية غزة حينئذ المرحوم السيد فهمي الحسيني بكتاب جاء فيه:
" كما سمحتم لبلدية تل أبيب بتمجيد اسم هرتزل وبالفور،فان لبلدية غزة كل الحق في تمجيد ذكر البطل الشهيد عمر المختار، فإذا كانت ذكراه تسئ إلى إيطاليا، فذلك ما اقترفته هي".
ويجدر بالذكر إن الشعب الفلسطيني لازال يتغنى بجهاد عمر المختار، فان إحدى السرايا المقاتلة في فلسطين (2002م) مسماة سرية عمر المختار وهي لازالت تثخن بالصهاينة اليهود حتى هذه الساعة.
وخير ما نختم به سيرة هذا البطل الأسطوري هي بعض المختارات الشعرية، وهي عبارة عن مقتطفات من قصائد فحول شعر الفصحى التي قيلت تأبيناً في الشهيد عمر المختار من عدة أقطار عربية:
ركزوا رفـاتك في الرمال لـواء يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويـحهم: نصبوا مناراً من دم توحي إلي جيل الغد البغضاء
ما ضر لوجعلوا العلاقة في غدٍ بين الشـعوب مودةً وإخـاء
………
خيرت فاخترت المبيت على الطوى لم تبن جـاهاً أوتلم ثراء
أن البطولة أن تـموت من الظما ليس البطولة أن تعبّ الماء
أفريقيا مهد الأسـود و لـحدها ضجت عليك أراجلاً ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم لا يملكون مع المصاب عزاء
أمير الشعراء أحمد شوقي- مصر
***************
أبيت والسيف يعلوالرأس تسليماً وجدت بالروح جود الحر إن ضيما
تذكر العرب والأحداث منسية ما كان، إذ ملكوا الدنيا لهم خيما
لله يا عـمر الـمختار حكمته في إن تلاقي ما لاقيت مظلوما
شاعر القطرين خليل مطران - لبنان
***************
ألا انهض وشمر أيها الشرق للحرب
وقبل غرار السيف واسل هوى الكتب
ولا تغترر أن قيل عصـر تـمـدن
فإن الذي قـالوه من أكذب الكذب
ألست تراهم بين مصر وتـونــس
أبـاحوا حمى الإسلام بالقتل والنهب
وما يؤخذ الطليان بالذنب وحدهم ولكن
جميع الغرب يـؤخذ بالذنب
أمير القواف معروف الرصافي – العراق
***************
مضى عمر المختار لله رافـلاً بثوبٍ نقي حيك من خالـص الطهر
مضى عمر المختار لله بعدما قضى الواجب الأسمى بأعلى ذرى الفخر
مضى عمر المختار لله هـانئاً سعيداً شهيداً وانطوت صفحة العمر
مـخلفةً للعالـمين مـآثراً هي الغـرر البيضاء في جبهة الدهـر
ومن دمه المسفوك سطر آية سيحـفظـهـا التاريخ بالحمد والشكر
شاعر الشباب - محمود بورقيبة- تونس
وحقق الله ما تمناه، فقد أشرقت شمس الحرية على ليبيا من جديد، ورحلت إيطاليا
عنها، وحصلت على استقلالها 1951م ولا ينسى العالم الإسلامي عامة والشعب الليبي خاصة واحدًا من أبرز مجاهديها، بعدما ضحى بكل ما يملك في سبيل نصرة الإسلام، واستقلال وطنه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشادى
مهندس جديد
مهندس جديد



عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 05/04/2008
العمر : 37
الموقع : الوطن
رقم العضوية : 982
Upload Photos : أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Upload

أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Empty
مُساهمةموضوع: أسد الصحراء (البداية)   أسد  الصحراء1  _ عمر المختار I_icon_minitimeالسبت 3 مايو - 10:45

تكملة للموضوع السابق سوف نذكر لكم أبدع رثاءللبطل إنه رثاء أحمد شوقي له

القصيدة

ركزوا رفاتك في الرمال لواءَ **** يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم **** توحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد **** بين الشعوب مودة و إخـاء
جرح يصيح على المدى و ضحية **** تتلمس الحرية الحمراء
يأيه السيف المجرد بالفلا **** يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحاري غمد كل مهند **** أبلى فأحسـن في العدو بـلاء
و قبور موتى من شباب أميـة **** وكهولهم لم يبرحـوا أحيـاء
لو لاذ بالجوزاء منهم معقل **** دخلوا على أبراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهوله و جباله **** و توغلوا فاستعمروا الخضراء
و بنو حضارتهم فطاول ركنها****دار السـلام و جلـق الشمـاء
خيرت فاخترت المبيت على الطوى**** لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظما **** ليس البطــولة أن تعب الماء
إفريقيا مهد الأسود و الحدها **** ضجت عليك أراجــلا و نسـاء
و المسلمون على اختلاف ديارهم****لا يملكون مع المصاب عزاء
و الجاهلية من وراء قبورهم **** يبكون زيد الخيــل و الفيحـاء
في ذمة الله الكريـم و حفظـه **** جسد ببرقـة وسـد الصحــراء
لم تبق منه رحى الوقائع أعظما**** تبلى ولم تبق الرماح دماء
كرفات نسر أو بقية ضيغـم **** باتـا وراء السافيـات هبــاء
بطل البداوة لم يكن يغزو على **** تنك ولم يك يركب الأجواء
لكن أخو خيل حمى صهواتها **** و أدار من أعرافها الهيجاء
لبى قضاء الأرض أمس بمهجة**** لم تخش إلا للسماء قضاء
وافاه مرفوع الجبين كأنـه **** سقراط جر إلـى القضـاة رداء
شيخ تمالك سنه لم ينفجر **** كالطفل من خوف العقاب بكاء
و أخو أمور عاش في سرائها **** فتغيـرت فتوقـع الضـراء
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى****في السجن ضرغاما بكى استخذاء
و أتى الأسير يجر ثقل حديده **** أسد يجرجر حية رقطاء
عضت بساقيه القيود فلم ينؤ **** و مشت بهيكله السنون فناء
تسعون لو ركبت مناكب شاهق **** لترجلت هضباته إعياء
خفيت عن القاضي و فات نصيبها**** من رفق جند قادة نبلاء
و السن تعصف كل قلب مهذب **** عرف الجدود و أدرك الآباء
دفعوا إلى الجلاد أغلب ماجدا **** يأسو الجراح و يطلق الأسراء
و يشاطر الأقران ذخر سلاحه **** و يصف حول خوانه الأعداء
و تخيروا الحبل المهين منية **** لليث يلفظ حولـه الحوبـاء
حرموا الممات على الصوارم و القنى****من كان يعطي الطعنة النجلاء
أني رأيت يد الحضارة أولعت **** بالحق هدما تارتا و بناء
شرعت حقوق الناس في أوطانهم **** إلا أباة الضيم و الضعفاء
يأيها الشعب القريب أسامع **** فأصوغ في عمر الشهيد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب و حرمت **** أذنيك حين تخاطب الإصغاء
ذهب الزعيم و انت باق خالد **** فانقد رجالك و اختر الزعماء
و أرح شيوخك من تكاليف الوغى **** و احمل على فتيانك الأعباء
يظن الكثيرون أن هذه هى النهاية بل عاى العكس إنها البدايةولكنها ضريبة الحرية وكما قالاأميرالشعراء
وللحرية الحمراء باب بكل يدمضرجة يدق
ونختم بقول رب العزة جل جلاله
(إن المتقين فى جنات ونهر ,فى مقعد صدق عند مليك مقتدر)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
YeHi@$MmZ
مراقب عام منتدى أقسام الكليه ومشرف قسمى حاسبات وكورسات هندسيه
مراقب عام منتدى أقسام الكليه ومشرف قسمى حاسبات وكورسات هندسيه
YeHi@$MmZ


عدد المساهمات : 5020
تاريخ التسجيل : 25/06/2007
العمر : 37
الموقع : سرى
رقم العضوية : 10
Upload Photos : أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Upload

أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسد الصحراء1 _ عمر المختار   أسد  الصحراء1  _ عمر المختار I_icon_minitimeالسبت 3 مايو - 12:35

أخى العزيز تم دمج ال 4 مواضيع
بعد إذنك

وجزاك الله كل خير ع الموضوع الراائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Upload
أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Mvj7fm

أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسد الصحراء1 _ عمر المختار   أسد  الصحراء1  _ عمر المختار I_icon_minitimeالسبت 3 مايو - 16:27

الحقيقه انا تعرفت علي هذه الشخصيه من خلال الفيلم الاجنبي لمصطفي العقاد واكثر ما بهرني من هذه الشخصيه هو انها رغم بساطتها استطاعت ان تقف في وجه دوله كبيره مثل ايطاليا وكانت وقتها ذات شأن كبير واعتقد ان ذلك لم يكن الا لان سلاحه كان هو تقوي الله والدفاع عن دينه
أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Iwweeaavgf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amir
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى
amir


عدد المساهمات : 1687
تاريخ التسجيل : 12/11/2007
العمر : 37
الموقع : computrs laps
رقم العضوية : 236
Upload Photos : أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Upload

أسد  الصحراء1  _ عمر المختار Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسد الصحراء1 _ عمر المختار   أسد  الصحراء1  _ عمر المختار I_icon_minitimeالسبت 3 مايو - 18:25

بنت مصر كتب:
الحقيقه انا تعرفت علي هذه الشخصيه من خلال الفيلم الاجنبي لمصطفي العقاد


علي فكرة الموضوع يختلف عن القيلم في عدة نقط:
1-موقف السنوسي المشرف (الفيلم اعتبره مهادنا للإيطاليين)
2-المعركة التي أسر فيها عمر المختار ونجاحة في هزيمة جراتسياني مسبقا ودفعه لليأس والعودة إلي ايطاليا (في الفيلم جراتسياني كان هو القائد في هذه المعركة)
3- فقد نظارة عمر المختار (في الفيلم ظلت معه حتي شنق وأخذها الطفل الصغير بعد ذللك للدلالة علي تواصل الاجيال)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسد الصحراء1 _ عمر المختار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المختار من أجمل القصص العالمي
» عمر المختار وغزة القصة تتكرر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان :: مواضيع عامة :: البيــــــــــت بيتــــــــك-
انتقل الى: