عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: أيام القاهرة الأولى الثلاثاء 9 سبتمبر - 15:13
-1-
لم أكن أعلم ، وأنا أسترخي باسماً في قطار التاسعة مساءً أنني مقدم على هول حقيقي ، عندما امتزجت أصوات الـ ( تشك تشك تشك تشك ) والـ ( وييييييييف ، ويييييييييييف ) وأصوات الضحكات الرنانة في ذهني لتمنحني إحساساً بالخلاص من المفرمة التي تحمل اسم : أسوان !!
سعيداً أجلس ، وسعيداً أتكلم .. وسعيداً أدندن .. وسعيداً أتشاجر ، سعيداً حقاً كنت وقتها ، والقطار يشق الصعيد بنا شقاً إلى قاهرة المعز ، المعز بضم الميم وكسر العين كما تلاحظون لا شيء آخر .
كان أسامة معي ، صديقي الأثير ، ذلك الشاب الروش العتيد ، الذي تبهرك أناقته ، كما يبهرك حبه للتدين ، مع بعض شغب الشباب .. أسمراً كأنه نيجيري بشعره المنتصب بفعل أطنان الجيل من ماركة ( جيليت ) ، يجلس في طمأنينة كسولة .. كم كتاباً قرأ !! وكم معادلة حفظ !! كم رغيف فول التهم ؟؟ وكم تشاجر مع الشيخ محمد لأن الشيخ محمد استعار منه ( الريدر ) ولم يعده ؟؟ وكم قشرة بطيخ أصاب ( وللأمانة أصبنا ) بها رأس الفكهاني في الأسفل ؟؟ ذكريات ترمي بها في سلة مهملات الذاكرة بكل بساطة ، بعد أن كنا نظن أننا في العذاب ماكثون ، خالدون إلى يوم القيامة ..
قال لي متسائلاً :
- ولماذا لا تسافر إلى الإسكندرية مباشرة يا أحمق ؟؟ لابد من الراحة والاستجمام بعد هذه السنة الـ ( تيييييييت ) التي أصابتنا بكل الأمراض النفسية ، أعجب منك يا عبدالوهاب ..
قلت له وأنا أتأمل مشاهد الزراعات التي تمر سريعاً خلف النافذة :
- حسناً .. سوف يستقبلني عمي في المحطة لأجل بعض النزه والترويح عن النفس .. لم نبتعد كثيراً عن معاني الاستجمام لو أردت الدقة ..
- ولم تجد غير القاهرة ؟؟ هل نسيت محطة الرمل ؟؟ الشاطبي ؟؟ المنشية ؟؟ ميامي ومطاعم أبو فارس ؟؟
- قلت لك لا تقلق علي يا ( أوسا ) ، إذهب أنت إلى المنصورة هانئاً لتنعم بالجو الأسري إياه ، أما أنا ، فلا بد أن أزور العتبة و التحرير ومدينة نصر .. إن القاهرة بلد لا يمكنك أن لا تزوره ، هكذا قال لي أبي ..
ونظر إلي منبهراً بهالة الإذعان التي اعترتني لدى ذكر أبي .. إنني طفل مطيع حقاً وأحب والدي كثيراً كما هو واضح .. ولفني التواضع ، وأنا أجهل أنني خروف مذبوح لا أكثر ولا أقل ..
***
في الجزء القادم نتسلى بمعرفة المصيبة التي لم أكن أعلم أنني مقود إليها بكل سعادة ..
..
PRINCESS مشرف عام على الأقسام ومشرفة قسم إسلاميــات وكورسات هندسيه
عدد المساهمات : 2385 تاريخ التسجيل : 28/06/2007 العمر : 36 الموقع : جامعة أسوان رقم العضوية : 19 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الثلاثاء 9 سبتمبر - 16:34
فكرتني لما كل سنة نيجي نسافر في القطر .. تلاقي مظاهر الفرح والانتظار .. وخلاااااص فاضل 17 ساعة بس علي القاهرة ويااااااه وبعد ما نوصل للأسف من تاني يوم بيبقي نفسنا نرجع تاني الزحمة والرطوبة والمواصلات بعض المصايب اللي تخليك نفسك ترجع من مكان ما جيت علي نفس القطر
منتظررررررة الجزء القادم بسرررررعة ياريت
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الثلاثاء 9 سبتمبر - 17:44
رائع يا عبد الوهاب بس فيه حد يفضل القاهره وضواحيها على الإسكندريه؟!!! على العموم كما تحب وما دامت توجد المعوقات فالقاهره أفضل بالطبع وننتظر منك الجديد أخى الأديب
Little_Queen مهندس ممتاز
عدد المساهمات : 291 تاريخ التسجيل : 01/03/2008 العمر : 36 الموقع : الكويـــت رقم العضوية : 647 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الثلاثاء 9 سبتمبر - 23:25
.... اتشوق للقراءة عن فسحك يا بشمهندس في القاهره .. و الاستجمام الذي حظيت به ..
لعلك قضيت وقتا أمتع مما قضيته انا فيها !!
و أتمنى ان اسمع بقية رحلتك .........
بانتظار قلمك يا بشمهندس
تقبل تحياتي
flying_baby خريج هندسه أسوان دفعة 2009
عدد المساهمات : 814 تاريخ التسجيل : 31/12/2007 العمر : 37 رقم العضوية : 445 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الثلاثاء 9 سبتمبر - 23:55
شكلها قصه جامده مووووووووووووووووت مستنين الباقى على احر من الجمر .
فيلسوف الغبرة عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الإثنين 22 سبتمبر - 22:56
PRINCESS كتب:
فكرتني لما كل سنة نيجي نسافر في القطر .. تلاقي مظاهر الفرح والانتظار .. وخلاااااص فاضل 17 ساعة بس علي القاهرة ويااااااه وبعد ما نوصل للأسف من تاني يوم بيبقي نفسنا نرجع تاني الزحمة والرطوبة والمواصلات بعض المصايب اللي تخليك نفسك ترجع من مكان ما جيت علي نفس القطر
منتظررررررة الجزء القادم بسرررررعة ياريت
أشكرك لمرورك ، وها أنا ذا أوافيكم بالبقية لتتعلموا من تجارب عبدالوهاب السخيفة في الحياة ، ويالها من حياة !!
فيلسوف الغبرة عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الإثنين 22 سبتمبر - 23:00
الحبار كتب:
رائع يا عبد الوهاب بس فيه حد يفضل القاهره وضواحيها على الإسكندريه؟!!! على العموم كما تحب وما دامت توجد المعوقات فالقاهره أفضل بالطبع وننتظر منك الجديد أخى الأديب
في بعض الأحايين يقلب بعضنا الدنيا رأساً على عقب لنوال شيئ ما ، ليكتشف في النهاية أنه قليل خبرة .. قليل تبصر .. قليل علم .. قليل حنكة .. قليل صبر .. و ( إحم ) قليل أدب .. عسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم .. أشكر مرورك أخي الكاتب الصاعد
.
فيلسوف الغبرة عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الإثنين 22 سبتمبر - 23:05
Little_Queen كتب:
.... اتشوق للقراءة عن فسحك يا بشمهندس في القاهره .. و الاستجمام الذي حظيت به ..
عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الإثنين 22 سبتمبر - 23:07
flying_baby كتب:
شكلها قصه جامده مووووووووووووووووت
مستنين الباقى
على احر من الجمر .
أشكر مرورك أيها الصديق .. وهاك :
فيلسوف الغبرة عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الإثنين 22 سبتمبر - 23:11
- 2 -
رمسيس ، عصر اليوم التالي ..
إنها أيام القاهرة الأولى .. أن تكون غريباً في مكان ما فهذا يعني أن تكون خائفاً .. أن تكون متوجساً تجول بعينيك في كل مكان لتحاول تكوين صورة تشعرك بأنك عرفت شيئاً عن المكان وبالتالي أنت آمن ولا ثمة مشكلة .. عمي جالس خلف مقود السيارة بكرشه المتدلي يحدثني عن القاهرة وأنا أسمعه بلا سمع .. أنا هنا أيها الأخرق في عالم آخر ، هلا كففت قليلاً عن الثرثرة ؟؟
- وتطلع من رمسيس مايكروباصات مسجد الفتح على يمينه ، وتسأل عن العتبة وشارع عبدالعزيز والسيدة عيشة و التحرير ، وخلي بالك من حجاتك كويس ..
واستمر عمي يتحدث دون أن أفطن إلى مغزى هذه التوجيهات الغريبة ، كراديو عتيق لا يمكنك تهشيمه ظل يطن بنبرة هادئة ، وأنا أتأمل الشوارع والناس .. الكثافة هاهنا لا تراها إلا في موسم الحج ، والناس الذين أراهم عبر شاشتي الزجاجية متباينون بين أنيقين ملونين ومتشردين يحكون أشياء ما باستمرار ( إن كنت تفهم ما أقصده ) ، منقبات شامخات وسافرات مبهرجات ، هناك أيضاً أطفال سود بيض يركضون خلف بعضهم للظفر ببناطيل بعضهم أيهم يكشف عورة صاحبه أولاً ؟؟!!
- علشان الحرامية هنا كتير .. لو سبت حاجتك وغفلت عنها ثانية واحدة مش حتلائيها تاني حتى لو في مسجد ، عمك ياما اتلسع يابني وفي الآخر نئول كان لازم نسمع الكلام .. ابئى اطلع واتفرج على البلد كل ما ..
لكن الشيء المشترك بين هؤلاء هو تلك النظرة الحمراء المرعبة والوجه المثلج والروح العدوانية التي تحمل قنبلة هيدروجينية بذراعيها تفجرها في أي فضولي أو أي شخص برئ لم يفعل شيئاً سوى أن اصطدم بهم أو لمسهم خطًأ .. من خلف الزجاج أرقب ذلك الرجل ممسكاً بخناق امرأة أربعينية قبل أن تعتليه المرأة وتناوله رأسية محترمة لاشك أن أعنف الثيران مبتدئ على تقليدها .. هناك من يصفق سعيداً بانتصار المرأة ..
استوقفته وأنا أشير له إلى المشهد الذي كاد أن يختفي في مؤخرة النافذة .. ابتسم ونصحني أن لا أفكر كثيراً فيما أرى وأن أحاول التأقلم .. لازلت وديعاً ولم تر شيئاً بعد يا صغيري ... كففت عن التأمل وقررت أننا لم نمر بعد بالمناطق الـ ( هاي ) .. كانت كلمات ما ترن في مؤخرة وعيي مثل ( وصاهم ، حيتحضرلك ) ولم أكن حاضر البال لأدقق في أبعاد هذه الكلمات .. نحن ذاهبون لنمرح ولنأكل ولنضحك ولنلعب فلا مجال للدقة هاهنا البتة ..
فيلسوف الغبرة عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الأربعاء 24 سبتمبر - 23:10
- 3 -
عندما استقبلني عمي في محطة رمسيس غمرتني سعادة أسطورية لأنني أصبحت حراً .. إن عمي ( محمد ) هولندي الجنسية وذو هيبة لاشك فيها .. أحمراً سميناً كأنه ديك رومي خرج لتوه من الفرن بوجه منتفخ كالبالون .. ولولا أننا في محطة مصرية خالصة مئة بالمائة لارتديت مريولا بـ ( كاروهات ) ولبدأنا نتقافز معاً برقصة هولندية محمومة .. احتضنته في حب خرافي وأنا أسكب دموعي الساخنة وأودع أسامة الأثير .. هاهو المخلص الذي سوف يخلص روحي من الخطايا .. ( الخطايا هنا فول أسوان وتوشكى وكلية هندسة بالطبع ) .. وهكذا جبنا القاهرة بسيارته الـ ( كيا ) إلى أن توقفنا للصلاة في أحد الأزقة الضيقة ..
( ما هذا المكان الغريب ؟؟ )
- نزل الشنطة يا عبود ودخلها المسجد ..
- ليه ؟؟
التمعت عيناه في توحش وهو يترجل من السيارة :
- يلا بسرعة علشان موعد الطيارة ..
وهرول داخلاً إلى المسجد العملاق ..
و سكت بدوري مجرباً عدة طرق منطقية لفهم ما يقصده بالضبط .. قلت في سري شيئاً على غرار : ( كمان طيارة !! ياااه يا عمي ، كل دي فسح !! ) ، وأزحت الديناصور الأسود خاصتي من الكابينة وجررته جراً إلى الداخل .. سوف تكون نزهة أسطورية تفوق نزه ( فاسكو دي جاما ) شخصياً في المحيط الأطلنطي .. ودخلت إلى المحيط الأطلنطي لأصلي العصر مع عمي ( فاسكو دي جاما ) ..
***
توقف الزمن و تجمدت أي دماء موجودة في أي عروق موجودة .. جحظت عيناي عن آخرها وكادت تقع أرضاً لترتد ككرات تنس الطاولة .. قف شعر رأسي وغيمت الدنيا أمام عيني و توقفت عن التنفس وتوقفت الأشياء عن تطبيق قوانين الحركة ( النيوتنية ) عدا زاوية فمي اليسرى التي ارتجفت في سنفونية عصبية متشنجة ..
حسناً ، حدث كل هذا عندما قال لي ( الشيخ كريم ) :
- السلام عليكم يا ( شيخ عبد الوهاب !! ) .. الشيخ أمر لك بركن خاص في الدور الرابع .. طلع الشنطة فوق ، ولو عزت أي حاجة أنا موجود ) ..
وهرول عمي من الحمام لينقذ الموقف .. مبتلاً كأنه خرج لتوه من بركة زرقاء قال :
- حتصلي العصر يا (عبود ) مع الجماعة ، وحتعد معاهم إن شاء الله لحد ما جيلك ..
حدجته بنظرة نارية وضعت فيها كل ما أتقنه من عقد الحاجبين والتقطيب وشد الأرنبة مع بحار من الدماء الحارة الحمراء التي تجمعت في وجهي وتسعمائة رسالة روحية كلها نيران وأعاصير وبراكين تكفي لتدمير روسيا بثلوجها البيضاء .. أعتقد أنني لا أفهم متى وكيف ولماذا وأين .. إن قداسة المكان وحدها تمنعني من ارتكاب عدة جرائم الآن ، لكنني تحاملت و قررت أن أكون لبقاً فقلت :
- أ.. أهلاً وسهلاً .. شيخ كريم ..
انفرجت أسارير الرجل وربت على كتفي في حنان أبوي بالغ ، ونادى ( الشيخ طاهر ) ليساعدني في حمل الديناصور الأسود إلى الطابق الرابع .. وابتعدنا قليلاً وأنا أرمق عمي و ( الشيخ كريم ) يتهامسان مع بعضهما ..
كنت أرتجف غيظاً .. توقفت وعهدت للشاب أن تريث قليلاً ، وعدت إلى عمي .. جذبته من كمه وأنا أخطط لثقب عينيه معاً : - إيه ده يا عمي ؟؟ - اسمع يا عبد الوهاب ، إنتا حتعد هنا تتعلم القرآن وتتعلم دينك مع الناس الطيبين دول .. تركت كمه وأنا أنشج فجأة : - عمي .. الله يخليك ، حتسبني لوحدي هنا ؟ ومع الإرهابيين دول ؟؟ إنتو حصلكو إيه ؟؟ أنا لسه مخلص سنة من التعب في أسوان .. حرام عليكو .. ( الكثير من العواء والدموع والمخاط ) ..
( يضمني إليه ) :
- أنا عارف يا عبود .. بس انتا مش حترجع الإمارات دلوقتي ..
ومرت خمس دقائق في جدل غير مجد ، ووجدتني استنزفت دمعاً ومخاطاً كثيراً بحيث قررت أن المكوث أفضل من هذه الخسائر العضوية الفادحة ، ولعمر الله إنها مشكلة الهولنديين أمثال عمي ..
ثم إنه مد يده إلى جيب البنطال وأخرج محفظتي وحشاها أوراقاً ما ، ثم ولى هارباً .. ونظرت له وهو يبتسم لي ابتسامته الأخيرة : كن ولداً مطيعاً يا عبود ..
ثم التفت بوجهي لدراسة الزمان والمكان والحدث والشخصيات والعناصر والكتل الجديدة .. عناصر وكتل لها لحى طويلة وتختم القرآن في اليوم ثلاثمئة وتسعة وأربعين مرة .. للدقة ثلاثمئة وتسعة وأربعين مرة وجزأين و ربعين وخمس آيات مع التصديق والبسملة ودعاء ختم القرآن وصلاة ركعتين .. هذا هو الانطباع الأول فقط .. وجاري مسح المكان ، نرجو إعادة تشغيل الجهاز لتفعيل التغييرات ..***
Little_Queen مهندس ممتاز
عدد المساهمات : 291 تاريخ التسجيل : 01/03/2008 العمر : 36 الموقع : الكويـــت رقم العضوية : 647 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى الخميس 25 سبتمبر - 6:05
استمر استمر ................. شوقتنا الى قراءة المزيد يا بشمهندس
عدد المساهمات : 907 تاريخ التسجيل : 01/09/2007 العمر : 37 الموقع : أسوان رقم العضوية : 73 Upload Photos :
موضوع: رد: أيام القاهرة الأولى السبت 27 سبتمبر - 4:47
- 4 -
نهض ابن قيم الجوزية في وقار وهو يجر وراءه الجيوش العثمانية المرعبة ليقتحم الصفوف الأول كوحش نسي توحشه ثم تذكره فجأة .. فردت ذراعي الطويلتين في هيبة ووقار ، وشرعت أنسق ( التيشرت الأحمر ) متهيئً لصلاة المغرب خلف الشيخ ( أسامة محمد عبد العظيم حمزة الشافعي ) رئيس قسم أصول الفقه في الجامعة الأزهرية الغراء ، وهو من طراز المشايخ الممتلئين البيض كأنهم شمس متحركة ، لكنني بالطبع لم أعره اهتماماً كبيراً كعادتي السخيفة في غمط البشر.. هو شيخ آخر من إياهم حتى لو كان شيخ الأزهر شخصيًا.. المهم هنا أن هؤلاء هم مجموعة من المدعين وليس لدي وقت للاندماج معهم .. الحدث الأهم أنني سوف أفتح أمريكا بعد الصلاة ، لابد من الهيبة والوقار في الحقيقة ..
- بسم الله الرحمن الرحيم .. ألم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه .. هدى للمتقين ..
( البقرة !! )
واستنشقت الهواء في هيبة ووقار وأنا أعب أكبر قدر من النسمات العليلة .. صحيح أنه الآن في نهاية الجزء الأول من البقرة ، لكنني مازلت ابن قيم الجوزية ومازلت مهيباً وقوراً ..
***
- بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ..
كانت الهيبة والوقار قد استبدتا بي بحيث أصبحت الرؤية شبه معدومة أمامي .. إن سبعمائة كيلومتر من السفر مسافة طويلة فعلاً وتقوم بدورها في إنتاج ( حمض اللبنيك ) في عضلاتي المرهقة .. الشيخ ما يزال بعد يقرأ قصة ذي القرنين ، وأشعر أنني لازلت مهيباً وقوراً حتى الآن وإن شعرت بأنني هنا منذ قرون .. وبدأت أفكر في استراتيجيات جديدة تختلف عن التوحش وعن فتح أمريكا وعن قيادة الجيوش العثمانية و عن تقمص ابن القيم وعن الهيبة والوقار لمواجهة الموقف ..
- كهيعص ..
ونظرت بطرف عيني إلى الناس حولي ثم إلى الساعة لأكتشف أنني أقف هاهنا منذ أربع ساعات دون حراك ... كيف لم أنتبه لمرور الزمن ؟؟ لم تكن في الحقيقة هذه أفضل الأوقات لتطبيق النسبية البسيطة رغم أنني فعلاً قلبت النظرية ، لم أحب الوقوف لكنني احتملت أربع ساعات دون تعب .. لحظة !! خمسة عشر جزءًا !! وفي أربع ساعات !! على أنني لاحظت أن روح دروشة ما بدأت تتسرب لمن حولي .. هناك من يتراقص وهناك من يتلوى كأنه يحترق في السعير وهناك من أخذته الحمية فقرر أن يبصق ثلاث بصقات كلما مر الشيخ بآية عذاب .. لو كانت هذه طريقة جديدة لمحاربة الشيطان فنحن في تقدم مذهل ، إن هذا الجو ملهم حقاً ، بدليل أن من يقف بجواري ( وهو شاب لحيته كثةً ويلبس جلبابًا شاحب الأركان ) متمدد الآن على كتفي مسترخيًا كأنه يقيل في جزر ( هاواي ) تحت شمس ذهبية وفي شاطئ ساحر الجمال .. فيما عدا ذلك فهو يوفر تهوية عصرية لاريب فيها .. هذا الشخير ليس للتسلية ، إنه ( سيشوار ) محترم ..
و هنا فقط وفقط ، شعرت بأنني سأضطر مرغماً لفتح الـ ( united state ) في وقت آخر .. لقد أظلم الهواء أمام عيني في هيبة ووقار .. هناك الكثير من الذباب حول عيني وهو يطن الآن طنيناً مزعجاً .. وفي اللحظة التالية ، أغمي علي في هيبة ووقار ..