قالت وزارة الخارجية السودانية إن الجهود مع مصر أسفرت عن تحديد المكان الذي اقتيد إليه 11 سائحا أجنبيا و8 مصريين اختطفتهم عصابة مسلحة أثناء قيامهم برحلة سفاري في صحراء مصر الغربية.
وتنسق الدولتان جهودهما معا لاطلاق سراح الرهائن الأوروبيين والمصريين الـ19 الذين اختطفوا الجمعة الماضية.
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية مطرف صديق إن الرهائن محتجزون في المنطقة المحظورة على الحدود بين مصر والسودان ولييبيا، في منطقة جبل العوينات. وأكد صديق أنه لا توجد أي خطط للقيام بعملية مسلحة بالتنسيق مع مصر لإنقاذ السياح، قائلا إن أي عملية من هذا النوع يمكن أن تلحق الأذى بالسائحين.
وكان مصدر امني مصري قد كشف في وقت سابق ان فريقا من جهاز المخابرات المصري توجه الى السودان لمتابعة الجهود الجارية لاطلاق سراح السياح الاوروبيين ومرافقيهم المصريين المختطفين منذ الجمعة الماضي.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المصدر الذي لم تسمه القوله إن "مصر ارسلت الاثنين فريقا من جهاز المخابرات الى السودان حيث يتابع مع السلطات السودانية الجهود المبذولة لاطلاق سراح المختطفين".
وقال المسؤولون المصريون الاثنين ان عملية الخطف "هي عمل جنائي بحت ولا توجد به اي شبهة سياسية او ارهابية".
"تهديد بالقتل" في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء رويترز عن مسؤول مصري قوله إن المسلحين الذين اختطفوا 19 رهينة بينهم 11 سائحا أجنبيا هددوا بقتلهم إذا حاولت السلطات المصرية استخدام الطائرات لتحديد مكان احتجازهم.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن مالك شركة السياحة التي نظمت رحلة السفاري للسائحين، وهو بين المخطوفين، قد اتصل بزوجته الألمانية وأبلغها التهديد وقامت هي بإبلاغه للسلطات المصرية.
التشكيلات الصخرية في الجلف الكبير
|
وكشف المسؤول النقاب عن أن السلطات المصرية قد حللت المكالمة الهاتفية التي تلقتها الزوجة وثبت لها إن مصدرها هو الأراضي السودانية.
"مفاوضات" وجاءت هذه التهديدات في الوقت الذي كشف فيه وزير السياحة المصري زهير جرانه في تصريحات لصحيفة الأهرام الرسمية عن أن الرهائن جميعا في حالة جيدة وأن ألمانيا تقود جهود المفاوضات مع الخاطفين للإفراج عنهم مقابل فدية مالية.
واوضح ان "الحكومة المصرية لا تتفاوض مع الخاطفين وانما تبحث عن المختطفين والاجهزة الامنية تحاول تحديد موقعهم".
وتابع ان "الاتصالات مع الخاطفين تجري مع زوجة صاحب شركة السياحة وهو من بين المختطفين "فهم يتصلون بها لابلاغها بمطالبهم".
واكد ان زوجة صاحب شركة السياحة "على اتصال" بالاجهزة الامنية المصرية التي تتابع الامر معها.
وتقول مصادر أمنية مصرية إن الخاطفين قد طالبوا بفدية قيمتها 6 مليون يورو (8.8 مليون دولار) للإفراج عن المخطوفين وهم خمسة إيطاليين وخمسة ألمان وروماني واحد وثمانية من حراسهم ومرشديهم المصريين بينهم مالك الشركة المنظمة لرحلتهم.
وفي وقت سابق، نفى مجدي راضي الناطق باسم الحكومة المصرية ما صرح به وزير الخارجية احمد ابوالغيط حول اطلاق سراح الرهائن وبأنهم بصحة جيدة كان سابقا لاوانه.
وكان ابوالغيط قد قال للصحفيين في نيويورك قبيل اجتماعه بوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس إن السائحين الاجانب والمواطنين المصريين الذين اختطفوا في وقت سابق قد اطلق سراحهم، وانهم يتمتعون بصحة جيدة.
وقال جرانة ان عملية الخطف "وقعت الجمعة الماضي ولم يتم العلم بها الا بعد اتصال صاحب شركة ايجيبتوس المنظمة للرحلة بزوجته لابلاغها بالفدية التي يطلبها الخاطفون لاطلاق سراح" الرهائن.
واكد مصدر امني رفيع ان السياح خطفوا بعد ان بدأوا في 16 ايلول/ سبتمبر الجاري رحلة في الصحراء عند المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان، في منطقة الجلف الكبير التي تتبع إداريا محافظة الوادي الجديد في صحراء مصر الغربية.