| حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:37 | |
| هذة صفحة خالدة من التاريخ المصري على مر عصوره .. يوم أن عبر المقاتل المصري الباسل أصعب مانع مائي عرفه التاريخ حاملا علم بلاده .. وحطم أقوى خط دفاعي عرفه التاريخ .. ودمر بيديه العاريتين أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. في الساعة الحاسمة. الثانية وخمس دقائق يوم السادس من أكتوبر عام 1973 وبينما العدو غارق فى سبات عميق .. عبر الجندي المصري ليحطم الأسطورة........ فى وضح النهار. وسوف نتحدث فى هذا الموضوع عن الاحداث بالتسلسل الاتى: 1-حرب الإستنزاف 2-الإعداد للحرب 3-خطة الخداع الإستراتيجية 4-الساعة 1405 5-الثغرة 6-قالوا عن الحرب 7-يوميات الحرب 8-ملف الأسرى فعلى من يريد المشاركه الالتزام بهذا الترتيب
عدل سابقا من قبل miss_esadora في الخميس 25 سبتمبر - 0:19 عدل 1 مرات | |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:37 | |
| البدايه مع حرب الاستنزاف كان الرئيس جمال عبد الناصر هو أول من استعمل لفظ (الإستنزاف) كتعبير عن العمليات العسكرية المحدودة عقب نكسة 1967، حينما قال "اننى أستطيع كسر معنويات إسرائيل بواسطة الاستنزاف". ولقد تضافرت جهود افزع القوات المسلحة المصرية جميعها في تهديد أمن إسرائيل في سيناء، وجعل وجودها هناك يحيط به الفزع من كل جانب، وكانت لقوات الصاعقة والقوات البحرية والجوية بالذات دورا بارزا في حرب الإستنزاف 1-معركة هوت داكار
بعد هزيمة يونيو 1967 ... ابت قواتنا البحرية ان يمضي مسلسل اثبات الذات الذي بدء بتلقين العدو درسا في فنون القتال بواسطة رجال قوات الصاعقة بمنطقة رأس العش وعودة الطيران المصري بالرغم من عدم إلتئام جراحه لمساندة العمليات العسكرية داخل سيناء، فقامت بإغراق المدمرة إيلات قبالة سواحل مدينة بوسعيد .. ولم تكتفي بذلك فسطرت ملحمة أخري دونت بلوحة شرف قواتنا البحرية العريقة علي مدي الاف الأعوام.
التاريخ: مساء الرابع والعشرون من يناير عام 1968 التوقيت: بعد 6 أشهر من هزيمة 5 يونيو الهدف: الغواصة الإسرائيلية " داكار "
تبدأ القصة عام 1965 عندما تعاقدت اسرائيل مع البحرية البريطانية علي امدادها بغواصتين متطوريتن لتنضم للبحرية الإسرائيلية، وفي 10 نوفمبر 1967 سلمت البحرية البريطانية قيادة الغواصة داكار الى البحرية الإسرائيلية وأوكلت قيادتها الي الرائد ( ياكوف رعنان ) .
ومكثت الغواصة "داكار" بإسكتلاندا لإتمام تجارب الغطس المتممة للدخول الي الخدمة، وبعد زهاء شهران هناك قررت العودة الي ميناء بورتسموث لتبدأ رحلتها المخطط لها مسبقا الي اسرائيل .
وتحركت "داكار" من الميناء الإنجليزي صباح يوم 15 يناير تشق مقدمتها مياه البحر المتوسط ... وبعد عدة ساعات وصلت برقية من القيادة البحرية الإسرائيلية تطلب من قائد الغواصة التواصل بميناء حيفا دوما وابلاغهم عن المنطقة المتواجدين بها طولا وعرضا كل 24 ساعة بالإضافة الي ارسال تلغراف بشكل دوري كل 6 ساعات للإطمئنان علي سير الرحلة.
وعند مقربة من الحدود المصرية الغربية، صدرت اوامر ل(ياكوف رعنان ) بالتجسس علي أحواض لنشات الصواريخ المصرية بمقر قيادة القوات البحرية المصرية بالأسكندرية ... ولم يكن الأمر بالتجسس عملا عسكريا إعتياديا، بل كان دافعه الأول غرور الإنتصار الزائف في 5 يونيو علي نحو ظن معه هؤلاء ان السلاح المصري الوحيد الذي لم يمسه التدمير (البحرية) قد انتشي واكتفي بتدمير وإغراق المدمرة إيلات ولن يطلب منه احد المزيد .
وعلي مسافة اميال قليلة من هدفهم المنشود تقدمت الغواصة ببطء مع منع اي اتصال لاسلكي داخل الغواصة او الي خارجها بل حتى عدم التحدث بصوت مرتفع .. وقتها لم يكن ضباط التنصت البحري المصريين يركنون إلى الخمول بل كانت أذانهم ترصد كل حركة فوق وتحت سطح البحر ولكنهم لم يصدقوا ان عدوهم قد جاء اليهم هذه المرة ...جاء الي قدره المحتوم.
وتلقت هيئة عمليات القوات البحرية من عدة قطع بحرية تفيد بأن هناك صوت يبدو وكأنها غواصة تقترب من حدود مصر الإقليمية، وبسرعة اتخذ القرار بمهاجمة الدخيل المتبجح وضربه قسوة، وبنفس سرعة القرار خرجت لنشات الصورايخ من مخائبها وتحولت المدمرات والطرادات القريبة الي فريستها المؤكدة.
علم قادة الغواصة الإسرائيلية ان امرهم قد اكتشف فقرروا الإلتفاف بالغواصة والإتجاه الي المياه الدولية بأقصي سرعة ممكنة، وبدأ صوت محركات الغواصة بالإرتفاع شيئا فشئيا وبدأت فوضي الخوف تظهر علي اصوات طاقم الغواصة الإسرائيلية ... كل ذلك ظهر امام شاشات ردار الأعماق لدي القوات البحرية المصرية، وتم تحديد مكان الغواصة بدقة محاصرتها دائريا وصدر أمر الي المدمرات بإلقاء قذائف الأعماق داخل نطاق الهدف.
وبدأت المدمرات بإلقاء القذائف واحدة تلو الأخري وبأعداد كبيرة ... حتي صدرت أوامر مباشر من ( ياكوف رعنان) بالنزول الي أقصي عمق ممكن لتفادي الصدمة الإنفجارية التي يمكن وحدها ان تؤدي الي تدمير المعدات الإليكترونية داخل الغواصة بل وإصابة افرادها جميعهم بإنزلاقات غضروفية خطيرة قد تصل الي كسور بالعمود الفقري.
لكن هذه الإجراءات لم تفلح كمحاولة للهروب من العبوات الأنفجارية المصرية .... وبدأت الغواصة الإسرائيلية بالتداعي فحرقت مصابيح الكهرباء وشرخت شاشات الرادار وانكسرت انابيب ضغط المياه بالإضافة الي إصابة عدد كبير من طاقم الغواصة بكسور وإغماءات .. كان ذلك فقط من هول الأنفجارات المتاخمة والقريبة من الغواصة التي كانت تتلقي الصدمات الإنفجارية والشظايا بشدة علي كل جوانبها.
وتوقفت قطع البحرية المصرية عن القاء حممها بالمياه بعدما تأكدت ردارات الرصد السمعية بأنه لم يعد هناك أصوات او إشارات لاسلكية تصدر من الغواصة والتي بدأت بالإنزلاق الي أعماق بعيدة تتكفل وحدها بسحق الغواصة ومن فيها، وبعد عدة ساعات شوهدت بقع زيتية ومخلفات تطفو علي سطح المياه مما قطع الشك باليقين ان الغواصة قد قضي عليها .. والي الأبد .
وبعد إنتهاء العملية مباشرة ,,, علم الرئيس "جمال عبد الناصر " بما جري .. لكنه رفض الأقتناع بأن الغواصة قد دمرت طالما لم يوجد دليل مادي يستند إليه , وقرر عدم الإعلان رسميا عن قيام سلاح البحرية المصري بإعتراض وحصار وتدمير الغواصة "داكار" .
وفي المقابل لم تتفوه إسرائيل بكلمة واحدة, بالرغم من انها كانت تنتظر خروج بيان رسمي يتحدث عن تدمير الغواصة الإسرائيلية الجديدة والتي لم تهنأ ولو ليوم واحد داخل مرفئها بميناء حيفا, وظل الأمر في طي الكتمان الي ان طلبت إسرائيل عام 1989 من مصر السماح لها بالبحث عن حطام الغواصة الأسرائيلية "داكار" وطاقمها المكون من 69 بَحارا أمام سواحل مدينة الإسكندرية .
وكالعادة فلقد رفضت اسرائيل الإعتراف بأن القوات المصرية دمرت الغواصة "داكار ", وتعللت بأن الغواصة تعرضت لمشاكل ميكانيكية ادت بها الي عدم قدرتها في التحكم بالنزول الي عمق يمكن ان تتحمله الغواصة من الضغط البحري المصاحب لعمليات الغطس .
ولكن عذرا فتعليلاتهم تلك مخالفة للمنطق الحسابي , والسؤال لهم: * ماذا كانت تفعل غواصتكم "داكار" امام سواحل مدينة الإسكندرية ,ولماذا لم تعلنو وقتها عن فقدانها ؟
** تحية الي رجال البحرية المصرية الذين طالما كانوا حائط السد الأول علي مر العصور | |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| |
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:39 | |
| 3-معركة رمانه وقعت هذه المعركة في بورسعيد ، بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى الميناء كانت القيادة الإسرائيلية قد أستغلت فترة إيقاف النار لمعركة بحرية على مشارف ميناء بورسعيد ، وأتخذت الإجراءات التى تُجبر وحدات اللنشات المصرية على دخول المعارك في الوقت والمكان الذى يناسب القطع البحرية الإسرائيلية .
وقعت هذه المعركة في بورسعيد ، بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى الميناء كانت القيادة الإسرائيلية قد أستغلت فترة إيقاف النار لمعركة بحرية على مشارف ميناء بورسعيد ، وأتخذت الإجراءات التى تُجبر وحدات اللنشات المصرية على دخول المعارك في الوقت والمكان الذى يناسب القطع البحرية الإسرائيلية .
تركزت خطة القيادة الإسرائيلية ، على أن تقوم المدمرة المعروفة في ذلك الوقت " إيلات " بالمرور شمالاً بإتجاه البحر وفي مدى رؤية رادارات قاعدة بورسعيد ، في نفس الوقت الذى يتحرك فيه لنشي طوربيد _ من طراز ( ملان ) الفرنسية الصنع _ جنوبًا بإتجاه الساحل ، وفي حال إكتشاف أى وحدة بحرية مصرية يتم الإشتباك معها فورًا وتدميرها .
على الجانب الآخر كانت دورية الطوربيد المصرية _ المكونة من لنشين يضم الأول قائد السرب " نقيب بحرى / عونى عازر ، ومساعده ملازم / رجائى حتاتة " ويضم الثانى " نقيب/ ممدوح شمس ، ومساعده ملازم أول / صلاح غيث " _ تنفذ مرورًا روتينيًا لتأمين الميناء والإستطلاع للإبلاغ عن أى أهداف تكتشف في نطاق المياه الإقليمية المصرية .
وعلى بعد 16 ميل شمال شرق بورسعيد تمكنت الدورية من إكتشاف المدمرة " إيلات " ، فتم إبلاغ القيادة لاسلكيًا ، ثم أنطلقت اللنشات المصرية مدفوعة بثورة الغضب ورغبة عارمة في الثأر وأسترداد الكرامة المُهدرة منذ شهر وأكثر .
وبينما كلن النقيب " عونى " ينطلق بإقصى سرعة تسمح بها محركات اللنش الخاص به صوب المدمرة ، ظهر فجأة لنشى الطوربيد الإسرائيليين ، وبدأت تهاجم الدورية المصرية من الجانب الخلفى ، فأسرع عونى يبلغ القيادة بالموقف الجديد ، وتلقى تعليمات مشددة بتجنب الإشتباك ومحاولة التخلص من المعركة بأى شكل .
ولكن آوان التراجع لم يعد متاحًا _ وبدأت معركة غير متكافئة بين لنشات الطوربيد المصرية والإسرائيلية ، في ظل مساندة المدمرة " إيلات" .
وعلى الرغم من عدم التكافئو الواضح ، إلا أن الدورية المصرية بقيادة نقيب / عونى عازر نجحت في الخروج من دائرة الضوء التى كانت ترسلها المدمرة مع وابل من النيران الكثيفة .
ومع تعقد الموقف وأستحالة التراجع ، أتخذ " عونى " قرارًا بالقيام بهجوم أنتحارى وأمر مساعده ملازم " رجائى حتاته " بنزع فتيل الأمان من قذائف الأعماق ، وأنقض بزاوية عمودية على الجانب الأيمن من المدمرة في محاولة لتدميرها وإنهاء المعركة .
ومع وضوح نية اللنش المصرى ، أزدادت كثافة النيران الصادرة من المدمرة وأنضم إليها لنشى الطوربيد ، في محاولة لإيقاف لنش النقيب عونى قبل بلوغ المدمرة .
وعلى مسافة 30 مترًا من المدمرة أنفجر اللنش المصرى وأستشهد النقيب / عونى عازر ومساعده ملازم / رجائى حتاته ، كما أستشهد طاقم اللنش بالكامل ، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة " إيلات " من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية ـ إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة وأصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة .
وقد سُجلت هذه المعركة ضمن الدوائر العسكرية الدولية كأشهر المعرك البحرية في العصر الحديث ، بين لنشات الطوربيد والوحدات البحرية الكبيرة ، وأشادت بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية | |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:40 | |
| | |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| |
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:41 | |
| 7-تدمير وإغراق الحفار كينتينج
في عملية حقيرة عقب نكسة 1967 حاول الإسرائيليين تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري و تدمير أملهم القائم على تحرير الأرض المغتصبة ... فقاموا بتنفيذ مخطط لإذلال مصر, وقرروا استخراج البترول من خليج السويس أمام أعين المصريين وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين ...
إما أن تقوم إسرائيل باستنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل (مرجان) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول.
وتم الإعلان عن تكوين شركة (ميدبار) وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث قامت باستئجار الحفار (كينتنج) ونظرا للظروف الدولية السائدة , و التوترات الاقليمية حاول البعض إثناء إسرائيل عن هذا العمل حتى لا تزيد الموقف توترا الا ان كل المساعي فشلت واستمرت إسرائيل في الإعلان عن مخططها فأعلنت القيادة السياسية المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله البحر الأحمر. وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيدا أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت .. وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات المصري التقدم باقتراح إلى الرئيس جمال عبد الناصر يقضي :
- بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.
- أو يتم الاستعانة بسفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول و عندما بدأت إسرائيل عدوانها عام 1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى السودان (ميناء بورسودان ) و البقاء في حالة استعداد لنقل الضفادع المصرية ومهاجمة الحفار من ميناء (مصوع) في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى.
- و أما إذا فشلت تلك العملية , يتم الاستعانة بالقوات الجوية كحل أخير.
وقد أوكل الرئيس عبد الناصر للمخابرات العامة ( وكان يرأسها في ذلك الوقت السيد أمين هويدي ) التخطيط لهذه العملية وتنفيذها على أن تقوم أجهزة الدولة في الجيش و البحرية بمساعدتها . و تم تشكيل مجموعة عمل من 3 أعضاء في الجهاز , كان من ضمنهم السيد محمد نسيم (قلب الأسد)..و تم تعيينه كقائد ميداني للعملية و من خلال متابعة دقيقة قامت بها المخابرات المصرية أمكن الحصول على معلومات كاملة عن تصميم الحفار وخط سيره و محطات توقفه.
وبدأ الفريق المنتدب لهذه العملية في اختيار مجموعة الضفادع البشرية التي ستنفذ المهمة فعليا بتلغيم الحفار تحت سطح الماء أثناء توقفه في أحد الموانئ الإفريقية و رغم تكتم إسرائيل لتفاصيل خط السير , فقد تأكد الجهاز من مصادر سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال فسافر نسيم إلى السنغال تاركا لضباط المخابرات في القاهرة مسئولية حجز الأماكن المطلوبة لسفر طاقم الضفادع البشرية.
وفي السنغال, قام نسيم باستطلاع موقع رسو الحفار واكتشف أنه يقف بجوار قاعدة بحرية فرنسية مما يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد (خليفة جودت) فوجئ الجميع بالحفار يطلق صفارته معلنا مغادرته للميناء و كان هذا أمرا جيدا برأي السيد نسيم لأن الظروف لم تكن مواتيه لتنفيذ العملية هناك.
واضطر رجال الضفادع للعودة إلى القاهرة , بينما ظل السيد نسيم في داكار وشهد فيها عيد الأضحى ثم عاد للقاهرة ليتابع تحركات الحفار الذي واصل طريقه و توقف في ( أبيدجان) عاصمة ساحل العاج . ومرة أخرى يطير السيد نسيم إلى باريس ومعه بعض المعدات التي ستستخدم في تنفيذ العملية ليصل إلى أبيدجان مما أتاح له أن يلقي نظرة شاملة على الميناء من الجو واكتشف وجود منطقة غابات مطلة على الميناء تصلح كنقطة بداية للاختفاء و التحرك حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد.
وفور وصوله إلى أبيدجان في فجر 6مارس 1970 علم نسيم بوجود مهرجان ضخم لاستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة . فأرسل في طلب جماعات الضفادع البشرية لاستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء و حراستهم عن ملاحظة دخول المجموعات و توجيه الضربة للحفار الذي يقف على بعد أمتار من قصر الرئيس العاجي ( ليكون في ظل حمايته ) و بدأ وصول الأفراد من خلال عمليات تمويه دقيقة ومتقنة وبمساعدة بعض عملاء المخابرات المصرية.
وتجمعت الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من 3 أفراد هم الملازم أول حسني الشراكي والملازم أول محمود سعد وضابط الصف أحمد المصري بالإضافة إلى قائدهم الرائد خليفة جودت وبقى أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية 8 أفراد وهنا بدأت المشاورات بين جودت ونسيم واتفقا على انتهاز الفرصة وتنفيذ العملية دون انتظار وصول باقي الرجال خاصة أنهم لم يكونوا متأكدين من وجود الحفار في الميناء لليلة ثانية، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع فى طريق عودتهم الى القاهرة
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:42 | |
|
8-المجموعة 39 قتال
تم تكوين هذه المجموعة من قوات الصاعقة المصرية عقب نكسة يونيو، تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعي.
والبطل إبراهيم الرفاعي ورتبته عميد أركان حرب وهو قائد الفرقة 39 قتال في حرب أكتوبر
وهو من مواليد 27/6/ 1931، التحق بالكلية الحربية في نهاية عام 1951 وتخرج فيها في 27/6/1954 وحصل على درجة أركان حرب عام 1959، عمل بسلاح المشاة ثم الصاعقة كمدرس كما قام بتدريب الفدائيين الفلسطينيين على أساليب الصاعقة وكذلك قوات الصاعقة الليبية، اشترك في حربي اليمن والعدوان الثلاثي وعدوان 1967 كما شارك في حرب الاستنزاف وكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، عبر إلى الضفة الشرقية 52 مرة من بور فؤاد شمالا إلى رأس محمد جنوبا.
استشهد في الإسماعيلية أثناء الهجوم المضاد على القوات الإسرائيلية التي تسللت إلي الضفة الغربية فيما يعرف بالثغرة.
حصل على العديد من الأوسمة والأنواط :
الجلاء، الاستقلال، النصر، الشجاعة العسكرية (مرتين) ، الوحدة، الجيش، الواجب العسكري (مرتين)، بطولة الجيش، النجمة العسكرية (3مرات)، نجمة الشرف العسكرية، نجمة سيناء، وسام الشجاعة (من ليبيا)، وسام شرف من القوات المسلحة.
المجموعة 39 قتال
بدأ تكوين المجموعة بجماعة صغيرة من ضباط الصاعقة المعروفين بقدراتهم القتالية العالية، ثم تطورت تلك الجماعة إلي فصيلة، وبتعدد العمليات تطورت إلي سرية (نحو 90 فردا مابين ضابط وصف وجندي) إلي أن أصبح عدد العمليات التي قامت بها هذه السريه 39 عملية، فتطورت السرية إلي تشكيل اطلق عليه (المجموعة 39 قتال) نسبة إلي عدد العمليات التي قاموا بها قبل تشكيلها الرسمي، وعين ابراهيم الرفاعي قائدا لها وكان هو المدرب والمخطط كما كان الأخ والصديق لكل جندي مقاتل ولكل ضابط بها، ومن عرفوه يقولون انه كان قاسيا للغاية في تدريبه لرجاله ويكفي في ذلك أن نذكر انه اذا ما اراد ممازحه أحد رجاله ينزع فتيل إحدي القنابل اليدويه ويقذف بها اليه، فاذا لم يسرع بالتخلص منها والقائها الي مكان بعيد قبل مرور اربع ثوان كانت تنفجر فيه، وذلك من اجل تعويدهم علي الجرأة وعدم الخوف واليقظه وسرعة التصرف، لقد كان يدربهم حتي علي كيفية الموت، وكان مبدؤه أن لايموت الفرد دون أن يأخذ ثمن روحه من العدو علي الأقل بعشرة أرواح منه.
والمجموعة 39 قتال هم أول من اشتبك مع العدو وجها لوجه بعد النكسة، وأول من زرع ألغاما بشرق القناة، وأول من ضرب قوات العدو داخل سيناء بصواريخ80 و130مم، وأول من ابتكر عمليات الاستطلاع بالمناطيد القديمة التي استخدمت في الحرب العالمية الأولي والثانية.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:43 | |
| 9-تدمير مخازن الذخيرة بمنطقة الجدي
تمت هذه العملية قبل تشكيل المجموعة رسميا، وحينما كان عدد أعضاؤها عشرة أفراد فقط، وكانت هذه المهمة بمبادرة فردية، وكان الغرض منها تدمير مخازن الذخيرة فى منطقة الجدي والتى تركها الجنود أثناء إنسحابهم من سيناء في حرب 1967 حيث تركت القوات المصرية معظم الأسلحة الثقيلة ومخازن الذخيرة التي لم يجدوا حتى الوقت لتدميرها, فاستولى عليها العدو .
وقام العدو بتجميع الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في منطقة رمانة ليتم نقلها بالقطار إلى إسرائيل ووصلت مسافة تجميع الأسلحة إلى حوالي 1.5كم.
وتقرر حرمان العدو من الاستفادة من الأسلحة وتدميرها. وأختار الشهيد إبراهيم الرفاعي ضابطين من خيرة قوات الصاعقة هما الملازمان "رأفت"و الشهيد "بهجت أحمد" - شقيق الفنانة سميرة أحمد -
حدد إبراهيم الرفاعي موعد العملية واصطحب جماعته إلي منطقة البحيرات المرة وعبرت المجموعتان من هناك في حين ظل هو مكانه في انتظار عودتهما لتأمينهما عند الرجوع بعد زرع المتفجرات بين صناديق الذخيرة.
وانطلقت المجموعة وتسللت من ثغرة في خط دفاع العدو كان قد حددها الرفاعي من قبل نتيجة عمليات الاستطلاع، وكان كل فرد يحمل علي ظهره من20 إلي 25 كيلو متفجرات كيميائية شديدة الانفجار، وعندما اقترب الأبطال من مكان تخزين الذخيرة كانوا قد اقتربوا من خط حراسات العدو
وهنا بدأت استخدامات الملاءات البيضاء حيث كان كل جندي يحمل اضافة الى المتفجرات ملائة بيضاء ووضع كل جندى الملائه على جسده وأخذوا يقومون بحركات عشوائية في الظلام وتعمدوا أن يظهروا لجندي الحراسة الاسرائيلي الذي لا يتوقع ابدا وصول الكوماندوز المصريين الي هذا المكان فيعتقد انها أشباح فيصاب بالرعب والفزع فيسرع بالاختباء وبذلك تفتح ثغرة أمام الأفراد وبذلك وصل الأفراد الى صناديق الذخيرة وأسرعوا بوضع المتفجرات الكيميائية بعد كسرها لتنفجر بعد ساعة من كسر التيلة التي تؤمنها حيث تختلط مادتان قابلتان للاشتعال فتنفجر العبوة وبالتالي تتفجر صناديق الذخيرة بما فيها من صواريخ ودانات وطلقات وألغام ومختلف انواع الذخيرة .
وانتهت المجموعتان من وضع العبوات المتفجرة وانسحبت بسرعة، ولكن ولأن المتفجرات كانت كيميائية وليست بالتوقيت فقد اختلف موعد انفجار بعضها قبل التوقيت المحدد لها والمقدر بستين دقيقة وكان رجال المجموعة مازالوا داخل الارض ولم يعبروا.
وبدأت الانفجارات تتوالي، وأصبحت سيناء وكأنها كتلة من اللهب و تخيل العدو وايضا تخيل افراد قواتنا بالضفة الغربية التي لا تعلم شيئا عن العملية ان هناك انفجار ذريا قد حدث وأبلغت بعض وحداتنا القيادة بحدوث انفجار ذري.وبعد وقت ليس بالقصير فهمت قوات العدو المتمركزة حول المخازن الموقف فأسرعت بسياراتها بعشوائية لمطاردة افراد المجموعتين الذين كشفتهم اضواء الانفجارات..
وقبل ان يصلوا لهم تدخلت مجموعة الساتر والحماية وتعاملت معهم وبسهولة كانت تقضي عليهم لفزعهم وتوترهم ووصلت المجموعتان الي الشاطيء واستقلوا الزوارق التي كانت في انتظارهم الي الضفة الغربية حيث كان ابراهيم الرفاعي في انتظارهم في نفس المكان ليعطي لهم الاشارات الضوئية ووقفوا جميعا يمتعون نظرهم بتلك النيران المشتعلة.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:44 | |
| 10-عملية الصواريخ الكهربائية
بعد ضرب القوات البحرية للمدمرة ايلات في 21 أكتوبر عام 1967 شعر العدو بالخطر وبأن القوات المصرية أصبحت قادرة علي الوصول اليه فبدأ يؤمن نفسه وخطوطه.
واكتشفت مجموعات الإستطلاع ان العدو نشر علي طول الجبهة صواريخ جديدة غير معروفة فتم الإستعانة بالخبراء الروس الذين أكدوا عدم معرفتهم بنوعية هذه الصواريخ وطلبوا إحضار عينة منها لدراستها.
وكلف البطل إبراهيم الرفاعي بذلك فقام بوضع خطة للوصول إلي الصواريخ، وبدأ التجهيز لها باختيار من سيقوم بتلك العملية معه، فاختار النقيب بحري اسلام، والملازم بحري طبيب علي، وصف ضابط يدعي غلوش وكانوا جميعهم من صاعقه البحرية وضفادعها البشرية.
وتمت عملية استطلاع متقدمة لتحديد ءأمن منطقة يمكن ان يعبر منها مياه القناه ثم التسلل الي الصواريخ وتحدد لتنفيذ العملية بعد منتصف ليلة 13 نوفمبر 1967، وعبر إبراهيم الرفاعي وجماعته سباحة وعندما وصلوا الي الضفة الشرقية تسللوا ببطء وهدوء الى ان وصلوا الي تلك الصواريخ المنصوبه علي طول خط القنال ولاحظ البطل الرفاعي انها جميعها موصوله باسلاك كهربائية.
وبكل الثقة والهدوء وبرغم خطورة ذلك قام البطل إبراهيم الرفاعي من عمل توصيله اضافية من السلك بحيث لا تقطع الدائرة اذا تم نزع الصاروخ فيشعر العدو بذلك، وتمكن من فصل ثلاثة صواريخ ثم اعاد الدائرة الي حالتها الاولي، وعاد هو ورفاقه سباحة إلي ضفتنا الغربية. وكم كانت دهشة الخبراء الروس بعد ايام قليلة من طلبهم صاروخا واحدا كعينه لفحصه، حينما وجدوا امامهم ثلاثة صواريخ، وقالوا فيما بعد أنهم طلبوا صاروخا واحدا وهم متأكدين 100% انهم يطلبون مطلبا من المستحيل تنفيذه.
واشترك خبراء الأسلحة والمتفجرات من المصريين مع الخبراء الروس في فحص الصواريخ فاتضح انها صواريخ كهربائية تزرع بطريقه معينة بحيث اذا حدث اي هجوم من قبل قواتنا تنطلق الي الاهداف المهاجمه دفعة واحدة حيث أنها موصلة كلها بمفتاح تحكم. وحينما علم الرفاعي بذلك اقترح علي قيادته ان يقوم باستغلال تلك الصواريخ لضرب العدو عن طريق عكس اوضاعها لتصبح في اتجاه هو، ثم العمل علي اطلاقها بواسطة دائرة كهربائية اضافية بعد قطع الدائرة الرئيسية التي يتحكم العدو عن طريقها بتلك الصواريخ.
وبالفعل عبر الرفاعي مع نفس المجموعة الي الضفة الشرقية وقاموا بعكس كل الصواريخ التي تسيطر علي تلك المنطقة وجعلوا اتجاهها الي داخل أرض سيناء، وعن طريق الدائرة الجديدة التي أصبح الرفاعي متحكما فيها تم اطلاق الصواريخ فانطلقت مندفعه إلي قوات العدو في الخط الخلفي من القنال فى الوقت الذى كان فيه الرفاعي قد عاد الى الضفة الغربية سالما. وجن جنون العدو بعد ان تسببت الصواريخ في خسائر فادحة في صفوفه وجن جنونه أكثر لأن المصريين أكتشفوا خدعة الصوارخ الكهربئية الجديدة، والاكثر انهم تمكنوا من التحكم فيها، والاكثر ان المصريين تجرأوا وعبروا القناه وتسللوا اليهم.
ولم يجد العدو الا ان يقوم بسحب كل الصواريخ من علي طول خط الجبهة خوفا من أن تكون قد وقعت تحت تحكم المصريين.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:45 | |
| 11-عملية لسان التمساح في مارس 1969 كان الفريق عبد المنعم رياض يزور الجبهة، ويمر بجنوده في الخطوط الأمامية وفي آخر المرور دخل الي نادي الشاطيء الخاص بهيئة قناة السويس بالاسماعيلية وكان في مواجهة ذلك النادي في الضفة الشرقية موقع للعدو يطلق يسمى (لسان التمساح)، وكان هذا الموقع دائما ما يوجه قذائف صاروخية وقذائف هاون علي مدينة الاسماعيلية، دمرت عددا كبيرا من منازل المدينة بخلاف الضحايا من المدنيين.
شعر العدو من مظهر دخول الفريق الي نادي الشاطيء ومن السيارات المصاحبة له ان هناك شخصيه مهمة، وبكل الغدر اطلقوا قذائف الهاون والصواريخ، واصيب الفريق عبد المنعم رياض واستشهد بين ضباطه وجنوده.
وصدرت التعليمات بالانتقام لمقتل الفريق عبد المنعم رياض واوكل ذلك للبطل ابراهيم الرفاعي. اختار ابراهيم الرفاعي عددا من ضباطه وكانوا هم (محيي، ووسام, ورجائي، ومحسن)، وانطلق بهم الي الاسماعيلية حيث مقر ارشاد هيئة القناة، في ذلك المبني المرتفع استطلع الرفاعي الموقع الذي ضرب علي الشهيد عبد المنعم رياض ورسم تخطيط له، وكان الموقع مكونا من اربع دشم اثنتان في الأمام واثنتان في الخلف بينها ارض لتجمع الافراد في طابور الصباح ولاجراء الطوابير الرياضية وخلف تلك الدشم كانت مخازن الذخيرة الخاصة بالموقع ومخازن التعيينات والوقود. وعاد الرفاعي وضباطه الي القاهره وطلب من كل منهم ان يختار مجموعة من الصف والجنود وأمرهم بتدريبهم.
وفي الوقت نفسه بنى سلاح المهندسين نموذجا مطايقا للموقع بناء على الرسم الكروكي الذى وضعه الرفاعي وانتقل الرفاعي بضباطه وبمجموعاتهم من الافراد الي منطقة صحراوية بمصر تشبه الارض التي ستتم العملية عليها وهناك امضوا ما يقرب من شهر في التدريب علي اقتحام المواقع حيث قسمهم الرفاعي الي أربع مجموعات وكانت كل مجموعة يقودها ضابط مكلف هو ومجموعته باقتحام احدي الدشم الاربع. وعندما تأكد الرفاعي ان كل فرد في المجموعات عرف دوره بالتحديد وتدرب عليه جيدا عاد برجاله الي القاهرة.
وفي 17/4/1969 غادر الرفاعي وقوته مرة آخرى الي الاسماعيلية، وكانت القوة مكونة من الضباط الاربعة إضافة الى ضابط استطلاع واربعين فردا، وعسكر الجميع في مبني الارشاد بالاسماعيلية المواجهة لموقع لسان التمساح. وقام ابراهيم الرفاعي وضباطه باستطلاع موقع العدو واطمأن علي انه كما هو لم يتغير وبعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء سويا ضباطا وافرادا ثم اجتمع البطل الرفاعي بقادة المجموعات للتلقين النهائي.
وحينما حل الظلام اعطي ابراهيم الرفاعي امره الي المدفعية بقصف موقع العدو بالضفة الشرقية وكان تراشق المدفعية في هذا الوقت يعتبر شيئا عاديا، وكان من الطبيعي اثناء قصف المدفعية ان يختبيء افراد العدو داخل المخابيء وكان مقصودا بذلك ان يدخل افراد الموقع المقصود داخل الدشم ولا يخرج منها طوال فترة القصف. واثناء القصف عبر الرفاعي بمجموعته الى الضفة الشرقية في اتجاه موقع لسان التمساح، ووصلت الزواق الي الشاطيء الشرقي، فامر الرفاعي بايقاف ضرب المدفعية علي الموقع وبعد إشارة من ضابط الإستطلاع اتجهت كل مجموعة بقائدها نحو الي الدشمة المكلفة بها. وبدأ الافراد يلقون القنابل اليدوية من فتحات التهوية بالدشم وقطع أسلاك التليفونات وقام الضباط بحرق العربات الموجودة بالموقع واسقاط العلم الاسرائيلي وتدمير المدافع، الا ان كل ذلك لم يدفع افراد العدو للخروج من الدشم فبدأت المجموعات تستخدم نوعا من القنابل الحارقة ترفع درجة حرارة المكان الذى تنفجر فيه الى 300 درجة مئوية فقاموا بإلقائها داخل الدشم. ولم يتحمل افراد العدو فخرجوا من الدشم هاربين كالفئران لتحصدهم طلقات افراد المجموعات وبذلك تمكنت المجموعة من القضاء علي الموقع بالكامل وكانت محصلة العملية قتل 26 فردا هم كل قوة الموقع. وبعد الاستيلاء علي الموقع بالكامل تم نسف المخازن إضافة الى نسف مدرعتين وقتل طاقمهما.نتيجة لغم تم زرعه بجوار الموقع قبل الإنسحاب. وكان آخر من انسحب هو البطل ابراهيم الرفاعي.
وفي صباح اليوم التالي توجه الزعيم جمال عبدالناصر لزيارة جرحي العملية وكان مهتما جدا بمعرفة نوعية الجندي الاسرائيلي عند مواجهته مع الجندي المصري، وانصرف الرئيس وهو مطمئن تماما بعد ان عرف تفصيلات المواجهة وهروب الاسرائيليين مذعورين منهم. لقد كانت تلك المواجهة بين الجندي المصري والجندي الاسرائيلي هى الاولى منذ حرب 1948، وفي تلك المواجهة تم القضاء نهائيا علي اسطورة الجندي الاسرائيلي الذي لا يقهر واثبت رجال المجموعة 39 قتال ان الجندي الاسرائيلي من اجبن اجناد الارض وبذلك يكون البطل الرفاعي قد تمكن من الأخذ بثأر الفريق عبدالمنعم رياض.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:46 | |
|
ثانيا :الاعداد للحرب 1-دراسة الموقف الفعلي وبداية التخطيط
في فرع التخطيط بهيئة العمليات بمبنى القيادة العامة للقوات المسلحة بمدينة نصر عقدت حلقة بحث يرأسها اللواء محمد عبد الغنى الجمسي رئيس هيئة العمليات، حضر هذه الحلقة سبعة ضباط فقط هم أعضاء فرع التخطيط بهيئة العمليات تتراوح رتبهم ما بين مقدم وعقيد.
وفي هذه الحلقة وقف اللواء الجمسيى أمام خريطة لقناة السويس وشرح الموقف كما يبدو من آخر استطلاع تم منذ 12 ساعة..
قال اللواء الجمسي ....
".. إن عبور الموانع المائية كان دائما اشق العمليات العسكرية واعقدها واكثرها فداحة فى الخسائر، وهناك جيوش حاولت عبور الموانع المائية قديما وحديثا ففشلت واصابتها الكوارث، والبعض يرى ان الموانع المائية قلت قيمتها بفضل تطور الأسلحة وظهور المركبات والدبابات المائية، لكن قناة السويس مانع فريد يختلف عن باقي الانهار والمسالك المائية الآخرىلعدة أسباب:
- يتراوح عرض القناة ما بين 180 و220 متر وطولها يصل الى 175 كيلو متر ويتراوح عمقها ما بين 16 و18 متر وينخفض سطح المياة عن حافة الشاطئ بحوالى مترين، وبذلك يستحيل عبور القناة بالمعدات التقليدية لا عما ولا خوضا ولا سيرا على القاع.
- يحد القناة شاطئ شديد الانحدار مغطى بستائر اسمنتية وحديدية تمنع نزول وصعود المركبات المائية الا بعد تجهيزات هندسية خاصة وهي صفة تنفرد بها قناة السويس عن مختلف قنوات وانهار العالم باستثناء قناة واحدة هي قناة بنما وكلتاهما قناتين صناعيتين.
- تتعرض القناة لظاهرة المد والجزر فيختلف منسوب المياة تبعا لارتفاعها وانخفاضها عدة مرات فى اليوم الواحد، ويبلغ فارق المنسوب بين اعلى مد وادنة جزر حوالي 60 سنتيمتر شمال القناة، بينما يزيد هذا الفارق كلما اتجهنا جنوبا حتى يصل الى نحو مترين قرب مدينة السويس، ولمثل هذه الظاهرة اثرها الكبير على تخطيط العبور والاعمال الفنية الخاصة بإقامة المعديات وإنشاء الكباري.
- تتميز قناة السويس بشدة التيار وسرعته التى تبدأ من 18 متر فى الدقيقة بالقطاع الشمالي وتصل الى 90 متر فى الدقيقة فى القطاع الجنوبي، كما ان اتجاه التيار يتغير دوريا كل ست ساعات من الشمال الى الجنوب وبالعكس.
- يوجد على الضفة الشرقية للقناة ساتر ترابي من ناتج حفرها يتراوح ارتفاعه من ستة الى عشرة امتاروقد استغل العدو هذا الساتر فى اقامة خط دفاعي محصن على امتداد القناة فقام بتعليته حتى وصل فى بعض القطاعات الى 25 متر ارتفاعا، كما ان العدو لم يكتف بتعلية الساتر رأسيا بل قام بإزاحته غربا حتى لامس حافة القناة تماما بزاوبة ميل تزيد على 45 درجة ليضع اما المقاتل المصري مزيدا من العقبات.
- وخلف الساتر الترابي اقام العدو عدة خطوط دفاعية محصنة تشكل في مجموعها منطقة دفاعية من اقوى المناطق الدفاعية التى عرفها التاريخ ان لم تكن اقواها على الاطلاق، وقد اطلق على الخط الاول من هذه الخطوط الدفاعية اسم (خط برليف) والذى تكلف إنشاؤه 238 مليون دولار اى ما يقرب من نصف تكاليف السد العالي. ويتكون خط برليف من 22 موقعا حصينا يضم 31 نقطة تبلغ مساحة كل منها حوالى 4000 متر مربع تقريبا وهى عبارة عن منشأة هندسية معقدة تتكون من عدة طوابق تغوص في باطن الأرض وتعلو حتى تصل الى قمة الساتر الترابي. ويتكون الطابق الواحد من عدة دشم من الاسمنت المسلح المقوى بالقضبان الحديدية والواح الصلب، وجهزت كل دشمة بعدة فتحات تمكنها من الاشتباك فى جميع الاتجاهات، كما وفرت هذه التحصينات والاعمال الهندسية المختلفة وقاية للنقاط القوية ضد القنابل الثقيلة حتى الف رطل. كما احاط العدو هذه النقاط بنطاقات كثيفة من الاسلاك الشائكة وحقول الالغام المضادة للدبابات والافراد. كما حرص العدو فى اختيار مواقع هذه النقاط ان تغطي جميع النقاط الصالحة للعبور.
- اضاف العدو خزانات وقود ومواد حارقة اضافة الى النابلم على شاطئ القناة وقد صممت هذه الخزانات بحيث تضخ على سطح المياه على امتداد القناة مزيجا من النابلم والزيوت سريعة الاشتعال مع كمية بنزين لتكون حاجزا رهيبا من النيران تصل درجة حرارته من 500 الى 700 درجة مئوية مما يجعل من القناة حاجزا كالجحيم يستحيل اختراقة .
وانهى اللواء الجمسي بقوله..
.. بذلك نرى ان قناة السويس وخط برليف ليس مجرد مانع حصين فحسب بل هو مانع فريد ليس له مثيل فى العالم وليس هناك خبرة سابقة فى تاريخ الحروب لعبور مانع مماثل"
وتبعا لذلك فقد تم تكليف الضباط السبعة بوضع حلول عملية لمواجهة هذه المعضلات التى تجعل من العبور امرا مستحيلا.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:49 | |
| 2-التغلب على الساتر الترابي
في سلاح المهندسين قامت مجموعات خاصة بتحليل عدة عينات من الساتر الترابي تم جلبها اثناء احدى عمليات الإستنزاف، وجرت عمليات تحديد مكونات هذه الأتربة وانسب انواع الطلقات التى يمكن لها ان تخترق السد الترابي. وتماثلت نتائج التحليل مع نتائج تحليل عينات آخرى تم احضارها من جزيرة (البلاح) من نواتج اعمال تعميق وتطهير قناة السويس، وثبت ان مكونات نواتج التطهير الموجودة فى جزيرة البلاح ممائلة لمكونات الساتر الترابي الذى اقامته اسرائيل امام مواقعها الحصينة شرق القناة، وتم الرجوع الى ملف (التجريف) الذى سبق اعداده.
وحكاية هذا الملف تعود الى عدة تجارب تمت بنجاح فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر على التعامل مع هذه الاتربة واثبتت هذه التجارب امكانية التغلب على الساتر الترابي بسرعة وفاعلية، بشرط تماثل مكونات الساتر الترابي مع نواتج تطهير القناة الموجودة فى البلاح، وترجع احداث هذه الخطة الى عامين سابقين عندما كانت قيادة الفرقة 19 مشاة تناقش دورها فى خطة الاعداد للعبور وكيفية نقل المشاة بكامل معداتها ومركباتها الى شرق القناة وكان ضمن المجتمعيين ضابط شاب برتبة مقدم اسمه (باقي ذكي) وكان وقتها يشغل منصب قائد فرع المركبات بالفرقة 19 مشاه.
وكان المقدم باقي قد انتدب من قبل للعمل فى السد العالي وشهد هناك عملية تجريف رمال الجبال بإستخدام المياة المضغوطة وشرح ما رآه فى السد العالى عام 1964 عندما كان يتم التجريف بواسطة مضخات رفع مياه النيل ودفعها بقوة فى خراطيم يتم تسليطها على رمال الجبال التى يسهل بعد ذلك شفطها، وكان الأمر بالنسبة للساتر الترابي اسهل كثيرا لاننا لن نحتاج الى اعادة شفط الرمال لأنها ستنساب تلقائيا الى القناة نفسها.
اذن المشكلة هي في توفير مضخات دفع المياة بهذه القوة امام مواقع معادية وفي وقت قصير والاهم توفير مصدر الطاقة التى ستدير هذه المضخات.
وقبل ان يتم ارسال هذه النتائج التى توصلت اليها الفرقة 19 مشاة الى القيادات العليا تمت تجربة على نواتج التطهير فى البلاح باستخدام طلمبات ضغط عال تعمل بالطاقة الكهربائية وتحميلها على براطيم عائمة لتشفط المياه من القناة وتدفعها الى الخراطيم وحققت التجربة نجاحا مذهلا.
وارسل اللواء سعد زغلول قائد الفرقة 19 مشاه هذه النتائج الى القيادة العامة وابلغ بها وزير الحربية زتم يومها نقل التفاصيل الى الرئيس جمال عبد الناصر الذى طلب مواصلة التجارب وتحديد المعدات المطلوبة.
ومضت الشهور وعندما حان موعد وضع الخطط تم فتح ملف التجريف واعيدت التجربة مرة آخرى فى البلاح.
واعدة وزارة السد العالي تقرير مفصل مدعم بالصور عن اسلوب التجريف الذى تم اتباعه فى اسوان، واستطاع سلاح المهندسين ان يضع مواصفات مدافع المياة المطلوبة بحيث تكون اصغر كثيرا من المعدات التى استخدمت فى السد العالى وان تعمل بالوقود حيث لن تتوافر الكهرباء.
وبدراسة قدرة البراطيم العائمة على حمل الطلمبات الميكانيكية التى تعمل بالوقود وقوة المياة المندفعة ثبت نجاح الفكرة واصبح هناك مدفع مياه يستطيع فتح ثغرة فى الساتر الترابي فى وقت قياسي يفوق كل الوسائل التقليدية ومنها القصف والتفجير.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:49 | |
|
3-وضع خطة المعركة
بعد هزيمة يونيو 67 كان الواجب الرئيسي للقيادة العامة للجيش هو إعادة تنظيم وتدريب القوات المسلحة بعد حالة الإنهيار التى أصابتها في حرب يونيو. و يمكننا أن نقول أن وضع خطة تحرير الآراضي المحتلة قد بدأت عام 1967 وبالتحديد في شهر يوليو بناء على توجيه القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد وضعت خطة التحرير على مراحل عديدة ظلت فيها تتبدل ويضاف عليها بعد التعديلات الى أن وصلت في النهاية الى الخطة "جرانيت 2 المعدلة" والتى تم وفقا لها التعاون بين القيادتين المصرية والسورية يوم 7 يونيو 1973 وهي الخطة التى تغيير أسمها في النهاية لتصبح "بدر" ويجري تنفيذها في أكتوبر 73.
الخطة 200
خطة دفاعية وضعت في الفترة ما بين يوليو 1967 و16 مايو 1971 أثناء تولي الفريق عبد المنعم رياض، ثم المشير أحمد أسماعيل، ثم الفريق أول محمد أحمد صادق لرئاسة الأركان.
يقول الرئيس الراحل أنور السادات عن هذه الخطة: "قبل أن يموت عبد الناصر بشهر واحد دعاني وذهبنا معا سويا الى مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة في مدينة نصر، وهناك جمع القادة المصريين والخبراء السوفييت ومحمد فوزي وزير الحربية في ذلك الوقت. ووقف الخبراء السوفيت والقادة المصريون لمدة 7 ساعات أمام عبد الناصر وأمامي يشرحون الخطة الدفاعية 200 التى أقرها الجميع. كان هذا هو الوضع العسكري الذى تسلمته من عبد الناصر: "خطة دفاعية سليمة 100%، ولكن لا وجود لخطة هجومية".
خطة الفريق صادق
خطة هجومية وضعها الفريق أول محمد أحمد صادق رئيس الأركان وكانت تهدف الى تدمير جميع قوات العدو في سيناء والتقدم السريع لتحريرها هي وقطاع غزة في عملية واحدة ومستمرة، وعقب الخلاف مع الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان فيما بعد حول الإمكانيات الضخمة التى تحتاجها مثل هذه الخطة وحتى لو توفرت مثل هذه الإمكانيات فإننا نحتاج الى سنين للحصول عليها والتدريب على استخدامها.
ولما كانت وجهة نظر الفريق الشاذلي صحيحة فقد تم الإتفاق على وضع خطتين، خطة تهدف الى الإستيلاء على المضايق وأخرى تهدف الى الإستيلاء فقط على خط برليف.و كان تنفيذ خطة الإستيلاء على المضايق يتوقف على مدى ما سيقدمه الإتحاد السوفيتي من أسلحة ومعدات. هذا وقد أكد الخبراء والمؤرخين العسكريين أن تنفيذ الخطة التى وضعها الفريق صادق نسبة الى الإمكانيات التى كانت تتوفر للجيش المصري وقتها يعد مستحيلا من الناحية العملية.
خطة المآذن العالية
هي أول خطة هجومية متكاملة يتم وضعها بعد حرب يونيو، حيث أن كل ما وضع قبل هذه الخطة لم يكن سوى مشروعات تعليمية تفترض وجود قوات ومعدات وأسلحة غير متوفره. كان الهدف النهائي لخطة المآذن العالية التى وضعها الفريق سعد الدين الشاذلي مقصورا على عبور قناة السويس وتحطيم خط برليف ثم التوقف على مدى من 10 الى 12 كم شرق القناة. و قد أكد الخبراء والمؤرخين العسكريين أنه برغم المميزات الكثيرة للخطة الا انها كانت تشتمل أيضا على عيوب منها:
عدم حدوث أي تغيير مؤثر استراتيجيا في المنطقة إذ ان تحرير هذا المدى الضيق من سيناء سيُبقى أكثر من 90% من سيناء في يد إسرائيل.
ستبقى جميع المناطق التى تحتوى على آبار بترول في سيناء في يد إسرائيل.
ستبقى قناة السويس مغلقة أمام الملاحة الدولية وهي أهم ورقة سياسية في يد مصر.
وقد وافق الفريق أحمد أسماعيل الذى تولى وزارة الحربية في 26 أكتوبر 1972 على تنفيذ هذه الخطة وتم تحديد ربيع عام 1973 لتنفيذها، الا أن ذلك القرار لم يلبث أن تغير فيما بعد.
الخطة جرانيت 2
خطة هجومية وضعت أثناء تولى الفريق سعد الدين الشاذلي لرئاسة الأركان وكانت أهدافها النهائية تتجه الى عبور قناة السويس والإستيلاء على خط برليف ثم الوصول الى منطقة المضايق كهدف استراتيجي.الا أن الفريق أحمد أسماعيل رأى عدم قدرة القوات المسلحة المصرية على تنفيذها.
الخطة جرانيت 2 المعدلة (بدر)
عقب صدور قرار من مجلس اتحاد الجمهوريات العربية في 10 يناير 1973 بتعيين الفريق أحمد أسماعيل قائدا عاما للقوات الإتحادية وتعيين اللواء بهي الدين نوفل رئيسا لهيئة عمليات القيادة الإتحادية قامت هذه القيادة بدراسة الوضع للتخطيط للقيام بعملية هجومية على الجبهتين المصرية والسورية في توقيت واحد. ونظرا لبعض الأوضاع الإستراتيجية والجغرافية قررت هيئة العمليات الحربية المصرية برئاسة اللواء عبد الغني الجمسي تجهيز خطة جديدة تشمل تقدم القوات الى منطقة المضايق بعد العبور، ونظرا لأن الخطة الجديدة كانت بالضبط هي الخطة جرانيت 2 مع ادخال بعض التعديلات عليها لذلك فقد سميت بإسم (جرانيت 2 المعدلة) ثم تم تغيير أسمها قبل العبور بشهر واحد أي في سبتمبر 1973 ليكون (بدر) وجرى تقسميها الى مرحلتين رئيسيتين:
المرحلة الأولى وتشمل العبور والإستيلاء على خط برليف والتقدم لمسافة 10 الى 12 كم في عمق سيناء.
المرحلة الثانية وتشمل تقدم القوات شرقا والإستيلاء على منطقة المضايق.
ولإيجاد فاصل بين المرحلتين كان يقال عند الإنتقال من ذكر المرحلة الأولى الى المرحلة الثانية عبارة (وبعد وقفة تعبوية) يتم القيام بتطوير الهجوم شرقا.
وفي 7 يونيو 1973 جرت في القيادة العامة بمدينة نصر عملية تنظيم التعاون للخطة الهجومية المشتركة بين القوات المصرية والسورية والتى حضرها الفريق أحمد أسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلي واللواء بهي الدين نوفل وعدد من الضباط المصريين والسوريين. وتم تحديد أهداف الخطة على الجبهتين كالتالي:
سوريا: وصول القوات المسلحة السورية الى خط نهر الأردن - الشاطئ الشرقي لبحيرة طبرية.
مصر: وصول القوات المسلحة المصرية الى خط المضايق الإستراتيجي شرق قناة السويس.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:51 | |
| 3-تحديد يوم القتال وساعة الصفر
بدأت رحلة تحديد الأيام المناسبة للعبور فى مكتب رئيس هيئة العمليات عندما وقف امامه العقيد صلاح فهمي ضابط التخطيط بهيئة العمليات ليعرض عليه التقرير اليومي وملخص ما تبثه إذاعات العالم عن الموقف الدولي وكل ما يتعلق بمصر وإسرائيل.
ونظر اليه اللواء الجمسي طويلا.. ثم قال له "يا صلاح.. هناك كتيب اعدته المخابرات العامة وطبعته بعنوان (الأعياد والمناسبات اليهودية في إسرائيل) .. هات الكتاب ده وادرسه جيدا..
ولم يكن من الصعب ان يستنتج العقيد صلاح فهمي ان الهدف هو تحديد اليوم المناسب للعبور، وبالعف اصبحت مسئولية تحديد الأيام المناسبة للعبور على عاتق سبعة من الضباط تنحصر اتصالاتهم داخل دائرة مغلقة تماما عليهم وعلى رئيس هيئة العمليات وتتراوح رتبهم بين عقيد ومقدم ويرأسهم عميد يخضع مباشرة لرئاسة اللواء الجمسي.
وكان من الضروري ان يتوفر فى هذه المجموعة هدوء الأعصاب والقدرة على التركيز العميق وتحليل المعلومات والرؤية المستقبلية الواضحة والتعاون الكامل والفكر المشترك الذى يحقق التفاهم الكامل للعمل بروح الفريق.
وكان البحث يقتضي تحديد انسب الشهور ثم انسب الايام فى الشهر الذى يقع علية الاختيار.
وبينما كان العقيد صلاح فهمي يعكف على دراسة الكتيب، كانت هناك دراسات آخرى امام الضباط السبعة الهدف منها البحث عن افضل شهور السنة لاقتحام القناة من حيث المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه، وكان من المهم فى اليوم الذى يقع علية الاختيار ان يتميز بطول ليله وان يكون في شهر من الشهور التى لا تتعرض لتقلبات جو شديدة تؤثر على تحرك القوات.
ولاكتمال عنصر المفاجأة امتدت الدراسة الى البحث في العطلات الرسمية في اسرائيل بخلاف يوم العطلة الاسبوعية وهو السبت.
وبدأ شهر أكتوبر يبرز من بين كل الاحتمالات فهو في الثلث الأخير من العام وهو داخل الإطار الذى حدده الرئيس السادات للعبور، وهو من الشهور التى تجري فيها مناورات الخريف المعتادة مما يجعل التحركات العسكرية تتم تحت ستار المنورات والمشروعات التدريبية.
كما ان شهر اكتوبر يحتوى على ثمانية اعياد يحتفل بها الاسرائيين ومنها عيد الغفران المعروف بيوم كيبور، وعيد المظلات، وعيد التوراة، وتطرقت الدراسة الى طرق الاحتفال بكل عيد من هذه الاعياد ومدى تأثيره على اجراءات التعبئة في اسرائيل.
وفي عيد الغفران (يوم كيبور) وهو يوم سبت ستتوقف الاذاعة والتلفزيون فى اسرائيل عن العمل وهو يوم صيام وسكون تام وهذا يعنى استحالة استخدام الاذاعة والتلفزيون فى استدعاء قوات الاحتياط وحتى اذا تم تشغيلها فان احدا لن يستمع اليها لان الناس تعرف ان الاذاعة والتلفزيون لا تبث شيئا فى هذا اليوم مما يضطر القيادة الاسرائيلية الى استخدام وسائل اخرى تستغرق وقتا طويلا حتى يم تعبئة الاحتياط.
وهذا الوقت الطويل هو المطلوب بالنسبة لقوات العبور.
كما ان هذا اليوم يتميز بأن ضوء القمر سيكون ظاهرا فى النصف الأول من الليل لأنه يوم العاشر من الشهر العربي كما ان النصف الثاني سيكون مظلما وهذا يناسب تماما خطة العبور بحيث تنتهي وحدات سلاح المهندسين من انشاء وتركيب الكباري فى ضوء القمر ليستمر تدفق العبور بالأفراد والأسلحة والمعدات تحت جنح الظلام.
كما سيصادف السادس من أكتوبر العاشر من شهر رمضان وهو شهر الصيام مما يساعد على خداع العدو أكثر وأكثر.
كما سينشغل الرأى العام في إسرائيل كثيرا مع بداية اكتوبر في حملات الانتخابات الخاصة ليوم التصويت فى انتخابات الكنيست (البرلمان) والمحدد لها 28 اكتوبر 1973.
وسيكون فرق المنسوب بين المد والجزر فى القناة اقل ما يمكن مما يتيح انسب الظروف لعبور القوارب المطاطية وبناء الكباري.
وبالنسبة للجبهة السورية كان هذا اليوم مناسبا ولا يمكن تأجيله عن بدايات اكتوبر لتجنب موسم البرد الشديد وتساقط الجليد.
وانطلاقا لكل هذه الاسباب بدأ التنسيق مع القيادة السورية لعقد اجتماع مشترك، وبالفعل حضر الى الاسكندرية يوم الثلاثاء 21 اغسطس 1973 اعضاء المجلس الاعلي للقوات المسلحة السورية المكون من اللواء مصطفى طلاس وزير الدفاع، واللواء يوسف شكور رئيس الأركان، واللواء ناجي جميل قائد القوات الجوية، واللواء حكمت الشهابي مدير المخابرات الحربية، واللواء عبد الرازق الدرديري رئيس هيئة العمليات، والعميد فضل حسين قائد القوات الجوية.
وعلى الجانب المصري حضر الإجتماع الذى عقد في سرية تامة بمقر قيادة القوات البحرية بقصر رأس التين، الفريق أول احمد اسماعيل وزير الحربية، الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان، اللواء محمد على فهمي قائد الدفاع الجوي، اللواء حسني مبارك قائد القوات الجوية، اللواء فؤاد ذكري قائد القوات البحرية، اللواء عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات، اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية.
واتفق المجتمعون على ان شن الحرب يجب ان يبدأ قبل نهاية أكتوبر تجنبا لموسم الجليد في سوريا، كما اتفق الجانبان على ان القوات المسلحة فى الجبهتين جاهزة لتنفيذ المهمة المسندة اليها.
لكن اليوم والساعة ظلا موعد جدل..
كان هناك اقتراح سوري ببدء الحرب احد ايام الاسبوع الثاني من سبتمبر بين 7 و11 من ذلك الشهر وكان الاقتراح الثاني يحدد يوم الهجوم ما بين 5 و11 اكتوبر. وكا انسب هذه الأيام بالنسبة للجبهة المصرية هو السادس من أكتوبر.
وتحددت فترة العد التنازلي للهجوم بعشرين يوم تبدأ باليوم (ي - .) اى قبل يوم الهجوم (ي) بعشرين يوم، وكان من رأى الجانب السوري انه يحتاج لخمسة ايام كاملة لتفريغ معامل تكرير البترول فى حمص لانها لو تعرضت للقصف وهي مليئه بالبترول ستشكل كارثة محققة.
وبالنسبة لساعة الصفر (س) اقترح الجانب المصري ان تكون بعد الظهر حيث يكون قرص الشمس قد مال نحو الغرب واصبحت اشعتها خلف المدفعية المصرية وفي مواجهة العدو مباشرة مما يمثل نقطة تفوق للجانب المصري، الا ان الجانب السوري اعترض على ذلك لأن القوات السورية تتجه فى قتالها نحو الجنوب الشرقي ولذلك يفضل الجانب السوري ان تكون ساعة الصفر صباحا مع اول ضوء.
واقترح الجانب المصرى تعديل الخطة لتبدأ القوات السورية هجومها اولا ثم تنطلق القوات المصرية بعد الظهر، واعترض الجانب السوري على ذلك حتى لا يواجه وحدة النشاط الجوي الاسرائيلي لعدة ساعات مع احتمال قيام العدو بهجوم مضاد على الجبهة السورية قبل هجوم الجبهة المصرية، كما ان اختلاف ساعة الصفر (س) سيفقد الخطة ميزة الهجوم المفاجئ في وقت واحد.
ودرس المجتمعون ان تقوم الجبهة المصرية بالهجوم يوم 6 أكتوبر على ان تؤجل الجبهة السورية هجومها الى فجر 7 أكتوبر لكن هذا الاقتراح تم استبعادة لاعتبارات سياسية باعتباره سيجعل الصورة تبدو كأنها حرب مصرية بدأتها مصرية ولحقت بها سوريا فضلا عن فقدان ميزة الهجوم المفاجئ ايضا.
وانتهى الاجتماع الى رفع كل النتائج التى تم التوصل اليها الى القيادة السياسية فى البلدين.
وبالفعل عندما وصل اللواء مصطفى طلاس وزير الدفاع الى دمشق ليجتمع بالرئيس حافظ الأسد كان الرئيس السادات فى اليوم نفسه يتجه ضمن جوله عربية الى دمشق فى زيارة رسمية.
واتفق الرئيسان على استبعاد كل التوقيتات التى تجعل يوم الهجوم (ي) احد ايام سبتمبر واتفقا على ان يبدأ القتال بين يومي 5 و10 أكتوبر مع ترجيح يوم السادس او قبله بيوم واحد، واقترح الرئيس السادات تخفيض فترة العد التنازلي من 20 يوم الى 15 يوم فقط.
وفى نهاية الاجتماع قدم الرئيس الاسدتفويضا كاملا للرئيس السادات باعتباره القائد الاعلى للقيادة الموحدة للدولتين (مصر وسوريا) ليقوم بتحديد التوقيتات واطلاق شرارة الهجوم، وعلى ذلك تقرر ان يكون يوم (ي) هو السادس من اكتوبر وان يبدأ العد التنازلي قبله بـ 15 يوما اى يكون (ي – 15) هو الجمعة 21 سبتمبر 1973.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| |
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:53 | |
| 6-التوجيه السياسي والعسكري لحرب أكتوبر
لأول مرة في جولات الصراع العربي الإسرائيلي تم قبل حرب أكتوبر وضع استراتيجية كاملة لمصر لتحقيق التناسق والتوازن بين الهدف السياسي للدولة وقدراتها العسكرية، وفي الوقت ذاته اعداد الدولة للحرب سياسيا واقتصاديا وإعلاميا.
في الأول من أكتوبر 1973 أرسل الرئيس الراحل محمد أنور السادات بصفته رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة توجيها سياسيا وعسكريا الى الفريق أول أحمد أسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة كان يتكون من:
اولا: عن الوضع العام. ثانيا: عن استراتيجية العدو. ثالثا: عن إستراتيجية مصر في هذه المرحلة. رابعا: عن التوقيت. وعن الوضع العام فقد ركز الرئيس السادات على عدة نقاط حول المحاولات التى تبذلها اسرائيل بتأييد من أمريكا لفرض إرادتها على مصر وعلى أزمة الشرق الأوسط بما يحقق لها السيطرة في المنطقة العربية.
وذكر السادات كيف أن مصر حاولت بكل الوسائل ان تجد حلا للأزمة بداية بقبول قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في 22 نوفمبر 1967 وإنتهاء بمباردة السادات للسلام والتى أعلنها الرئيس في 4 فبراير 1971 في خطاب له بمجلس الشعب والتى كانت تقضى بإعادة فتح قناة السويس تمهيدا لإنسحاب إسرائيل بشكل شامل تطبيقا لقرار مجلس الأمن، وتابع الرئيس السادات في توجيهه الإستراتيجي كيف أن كل هذه الخطوات باءت بالفشل أو توقفت.
وتابع الرئيس السادات في توجيهه كيف أن مصر قامت بعمليات حربية محدودة (حرب الإستنزاف) في سنوات 68، 69، 70، كما قدمت دعما للمقاومة الفلسطينية لمباشرة أعمالها الفدائية، الا أن كل هذه العمليات لم تصل في ضغطها على العدو الى الحد الذي يدفعه الى الرضوخ لقرارات مجلس الأمن. و سجل الرئيس كيف أن الشعب المصري تحمل الكثير من أعباء مادية ومعنوية فادحة سعيا لنيل حريته. و عن الموقف العربي ذكر الرئيس الراحل كيف أن تحسينات مهمة قد طرأت عليه. و أنهى الرئيس السادات حديثه عن الوضع العام بقوله أن العدو أصبح في شبه عزله بعد الجهود المصرية الناجحة في المجالات الدولية
أما عن استراتيجية العدو فقد ركز الرئيس الراحل على أن العدو انتهج لنفسه سياسة تقوم على التخويف والإدعاء بتفوق لا يستطيع العرب تحديه وهو ما يبلور نظرية الأمن الإسرائيلي التى تعتمد على الردع النفسي والعسكري بحيث يصل الى العرب وبخاصة مصر أنه لا فائدة من تحدي إسرائيل وبالتالي فليس هناك مفر من الرضوخ لشروطها حتى وإن تضمنت هذه الشروط تنازلات عن السيادة الوطنية.
أما عن استراتيجية مصر في هذه المرحلة فقال الرئيس السادات: "أن الهدف الإستراتيجي الذى أتحمل المسئولية السياسية في إعطائه للقوات المسلحة المسلحة المصرية، وعلى أساس كل ما سمعت وعرفت من أوضاع الاستعداد يتلخص في:
تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي عن طريق عمل عسكري حسب امكانيات القوات المسلحة يكون هدفه الحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو وإقناعه ان مواصله احتلاله لأراضينا يفرض عليه ثمنا لا يستطيع دفعه.
اذا استطعنا بنجاح أن نتحدى نظرية الأمن الإسرائيلي فإن ذلك سوف يؤدي الى نتائج محققه في المدى القريب وفي المدى البعيد.
ففي المدى القريب: فإن تحدى نظرية الأمن الإسرائيلي يمكن أن يصل بنا الى نتائج محققه تجعل في الإمكان أن تصل الى حل مشرف لأزمة الشرق الأوسط.
في المدى البعيد: فإن تحدى نظرية الأمن الإسرائيلي يمكن أن يحدث متغيرات تؤدي بالتراكم الى تغيير أساسي في فكر العدو ونفسيته ونزعاته العدوانيه.
أما عن التوقيت فقد قال الرئيس السادات: "ان الوقت من الأن ومن وجهة نظر سياسية ملائم كل الملائمة لمثل هذا العمل. إن أوضاع الجبهة الداخلية وأوضاع الجبهة العربية العامة بما في ذلك التنسيق الدقيق مع الجبهة الشمالية (سوريا) وأوضاع المسرح الدولي تعطينا من الأن فرصة مناسبة للبدء.
ومع العزلة الدولية للعدو.. ومع الجو الذي يسود عنده بنزاعات الإنتخابات الحزبية وصراعات الشخصيات فإن احتمالات الفرصة المناسبة تصبح أحسن أمامنا | |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:54 | |
| 3-خطة الخداع الإستراتيجية
1-البداية
بعد هزيمة يونيو 1967 حدد الرئيس جمال عبد الناصر هدفه في ضرورة طرد اسرائيل من الاراضى المصرية مهما كلفه ذلك من عناء، وسخر كل امكانيات مصر والدول الشقيقة والصديقة لخدمة ذلك الهدف. وحينما تولى الرئيس السادات السلطة حرر اول رسالة الى المخابرات العامة يسألها عن معلومات تفصيلية عن مقدرة الجيش الاسرائيلي وامكانياته وتسليحه وقد ابدى الرئيس السادات ارتياحه وتقديرة لسرعة ودقة المعلومات التى وصلته بعد ساعتين من رسالته. وقام الرئيس السادات بأول زيارة لجهاز المخابرات بعد ان اختار فريق عمله الذى جمعه بطريقة فذة فاختار احمد اسماعيل المدير السابق للمخابرات قائدا للجيش وحافظ اسماعيل المدير السابق للمخابرات مستشارا للأمن القومي والمدير السابق للمخابرات العسكرية مديرا للعمليات. وكان الرئيس السادات دائم الإجتماع بقيادات المخابرات فى اماكن متفرقة داخل مصر وفى اماكن مجهولة فى الصحراء وكان نتيجه هذا العمل الشاق والتخطيط المدروس والدقيق ان استطاعت المخابرات المصرية ان توهم المخابرات الإسرائيلية ان الرئيس السادات رجل ضعيف لا يستطيع دخول حرب مع إسرائيل وانه يتوقع ان تصل الحرب الى القاهرة وكان ذلك من خلال جمل معينة يزودونه بها لتتضمنها خطاباته او تصريحاته حتى صوره التى تظهر فى وسائل الاعلام كان يطلب منه ان يبدو بشكل معين. وتم الإتفاق على 5 أسس اساسية للخطة الإستراتيجية هي. - هدم نظرية الأمن الإسرائيلي. - الهجوم على جبهتين في وقت واحد (الجبهة المصرية والجبهة السورية). - القيام بأعمال تناسب الامكانات المتاحة لقواتنا. - السيطرة على خطوط مواصلات العدو بين إيلات وشرق افريقيا. - الخداع. ولم تكن خطط الخداع اختراعا او ابتكارا جديدا فخطط الخداع قديمة قدم الزمن وجري تنفيذها على مر العصور، ولذلك قام فرع التخطيط بهيئة العمليات بدراسة كل خطط الخداع التى تمت في معارك سابقة. وتم تكليف مجموعة من الضباط من اسلحة مختلفة تحت إشراف الضابط أركان حرب احمد كامل نبيه بالتخطيط لعملية الخداع. وقد تمت عملية او خطة الخداع على عدة مستويات.. الخداع الإقتصادي: بإظهار ضعف مصر إقتصاديا وعدم قدرتها على الهجوم وان حل الأزمة يجب ان يكون سلميا. الخداع السياسي: بإظهار قبول حالة اللا سلم واللا حرب والإعلان عن عام الحسم أكثر من مرة وقرار المستشارين الروس. الخداع الإستراتيجي والتعبوي الإعلامي: مثل قرار وزير الحربية بزيارة لليبيا في توقيت معين، مع إستمرار تدريب الضباط والجنود كما هي حتى آخر لحظة قبل ساعة الصفر، والإعلان عن تسريح دفعات إحتياط ، والتضخيم في وسائل الإعلام من إستحالة عبور القناة لما فيها وعليها من موانع. وكانت هذه هى البدايه
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:55 | |
| 2-تسريح الجنود
فى يولية 1972 اصدر الجيش قراره بتسريح 30 الف مجند، وهو القرار الذى شكل مرحلة مهمة من مراحل الاعداء بقدر ما ساعد على خداع العدو ورسوخ مشاعر الإطمئنان والترهل فى وجدانه. والواقع ان الاستغناء عن هذا العدد الكبير من المجندين كان جزء من تطوير خطة التعبئة العامة فى مصر بعد قرار ايقاف نقل الجنود الى الاحتياط الذى صدر عام 1967 والذى كان له تأثيره على معنويات الأفراد بعد أن مضى عليهم فى التجنيد ما يقرب من 6 سنوات، كما انه يشكل عبئا ماليا كبيرا دون جدوى لوجود معظمهم خارج التشكيلات المقاتلة، وفي مواقع خلفية ضمن اعداد كبيرة مخصصة لحماية العمق وحراسة المنشآت الحيوية.
ووقتها كان عدد الأفراد فى القوات المسلحة المصرية قد وصل الى مليون فرد فى بداية عام 1972 مع انخفاض القدرة القتالية لنسبة كبيرة منهم وعدم توافر معدات واسلحة تفي بإحتياجات القوات العاملة، وكان نظام الاستدعاء يؤدي احيانا الى وجود قوات إحتياط مستدعاة يكلف افرادها باعمال غير مؤهلين لها وغير مدربين عليها.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:55 | |
| 3-نقل المعدات
صدرت الاوامر للجيش بنقل ورش الاصلاح والصيانه الى المواقع المتقدمة خلف الجبهة لتكون الاجابة لاى جاسوس متمرس عندما يقف على الطريق لسؤال سائقي الدبابات او المدرعات عن وجهتهم انهم فى طريقهم الى الورشة.
كما تمكنت المخابرات من اخفاء معدات العبور وهى الهدف الاساسي للجواسيس بأن قامت مصر بشراء ضعف المعدات اللازمة للعبور ونقلت نصفها علانية من ميناء الاسكندرية الى منطقة صحراوية فى حلوان وتم تكديسها على مرمى البصر بالقرب من طريق ممهد وتركت فى مكانها هذا ولم تستخدم ابدا اما نصفها الآخر والذى استخدم فى عملية العبور اثناء الحرب فقد نقل محاطا بأقصى درجات السرية الى الجبهة.
كما قام الفنيون بالجيش المصري بتصنيع عدد كبير من الدبابات وعربات الرادار الهيكلية واخفيت هذه اللعب المصنوعة من الخشب داخل حفر مشابهه لحفر المعدات الحقيقية ولابد ان الاسرائيليين كانوا يهزءون من سذاجة المصريين لاستخدامهم طرق للتموية عفى عليها الزمن.
ولم يدركوا الا بعد فوات الأوان انها كانت تخفى فى جوفها قوارب من المطاط وبعض مستلزمات العبور
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:57 | |
|
4-تدبير مصابيح الإضاءة
توقع رجال المخابرات مشكلة ستحدث عند بداية المعركة وهى ازمة المصابيح الضوئية "البطاريات" حيث ان كمياتها فى الاسواق لا تكفى فى حالة نشوب الحرب مع ازدياد الطلب عليها لظروف الحرب حيث تحظر الاضاءة وقاية من الغارات الجوية المعادية.
ولم يكن حقيقة من السهل تدبير الكمية المطلوبة من هذه المصابيح دون اثارة انتباه المخابرات الاسرائيلية التى سترصد الامر فى الخارج قبل حتى ان تصل الشحنات المستوردة من الخارج .
وجاء الحل على يد احد الضباط الأكفاء قبل المعركة بثلاثة اشهر حيث ارسل عميلا مدربا الى مهرب قطع غيار سيارات واخبره انه له دراية كبيرة بمسالك الصحراء وله صداقات مع رجال الجمارك وتم الاتفاق بينهما على تهريب صفقة كبيرة من هذه المصابيح المختلفة الاحجام .
وجهز الرجلان ثلاثة مخازن كبيرة لتخزين المهربات اضافة الى جراج بالعباسية ورفض عميل المخابرات بيع الشحنة اول بأول حتى لا يتعرض لخطر الاكتشاف ورضخ المهرب لرأى زميله الشديد الحذر.
وبعد وصول الشحنة الأخيرة كان رجال حرس الحدود فى انتظارهما واستولوا على ما معهم وما فى مخازنهم وتمت مصادر الكمية كلها وعرضها للبيع فى المجمعات الاستهلاكية بأثمان رخيصة .. واستخدمها الشعب ايام المعركة
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:58 | |
| 5-إعداد المستشفيات لاستقبال الجرحى
كان من الضروى اخلاء عدد من المستشفيات واعدادها لاستقبال الجرحى الذين سيتوافدون مع بداية المعركة ولما كان اجراء بمثل هذه الضخامة سيثير بالتأكيد شك اسرائيل كان على المخابرات ان تجد حلا لاخلاء عدد المستشفيات المطلوب بدون اثارة ذرة شك واحدة .
وتم اعداد خطة محكمة .. وبناء على رأي المخابرات قام الجيش بتسريح ضابط طبيب كبير كان مستدعى للخدمة العسكرية واعيد هذا الطبيب الى الحياة المدنية وفور تسلمه وظيفتة السابقه بوزارة الصحة ارسل للعمل فى مستشفى الدمرداش التابعة لجامعة عين شمس والتى وقع عليها الاختيار لكبر حجمها ان تكون في اول قائمة المستشفيات.
وحسب الخطة اكتشف الطبيب بعد وصوله الى المستشفى ان "ميكروب التيتانوس" يلوث العنابر الرئيسية للمرضى، ولأن هذا الطبيب كان منزعجا وقلقا من هذا الميكروب الذى يهدد حياة المرضى وبعد ضياع يومين من الرسائل المتبادلة بين المستشفى ووزارة الصحة مع بعض الروتين اللازم لحبك الخطة ومناقشات الاطباء والمذكرات ..الخ.
امرت وزارة الصحة بإخلاء المستشفى من المرضى تماما وتطهيره وتم تكليف الطبيب بالمرور على باقى المستشفيات لاستكشاف درجة تلوثها وقامت الصحف بنشر التحقيقات الصحفية عن المستشفيات الملوثة ونشر الصور وعمال التطهير يرشون المبيدات الخاصة بالتطهير فى عنابر المستشفيات.
وما ان حل اول ايام اكتوبر حتى كان العدد اللازم من المستشفيات قد اخلى نهائيا واصبح على اتم استعداد لاستقبال الجرحى
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:59 | |
|
6-خداع الأقمار الصناعية
تعتبر هذه الخطوة من ادهى الخطوات التى قام بها الجيش فى خطة الخداع الرهيبة، فقد كان الجيش على دراية كبيرة بأجهزة الاستطلاع الجوى التى تستخدم فى التقاط الصور ونقلها بكفاءة خاصة الأقمار الصناعية المزودة بمعدات التصوير الحراري التى تستطيع التقاط صور واضحة لتحركات المعدات حتى بعد ان تغادر اماكنها بدقة متناهية ولم تكن هناك ثمة وسيلة لاخفاء طوابير العربات والمصفحات والدبابات وقطع المدفعية عن عدسات هذه الاقمار التى لا تكف عن الدوران حول الارض فى مسارات عديدة منتظمة .. الا ان الدراسة المصرية المتأنية اثبتت انه بالإمكان خداعها.
فقد كان من المعروف لدى خبراء الاستطلاع الجوى المصري ان هذه الاقمار تحلل الالوان الى 32 لونا تتدرج من الابيض الناصع الى الاسود القاتم ثم ترسل مشاهداتها على هيئة ارقام يعبر كل منها عن لون المربع الواضح فى الصورة وفى مراكز الاستقبال الارضية يعاد استبدال الارقام بمربعات لها نفس درجة اللون فتكون الصورة الحقيقة مرة اخرى.
وقد نوقشت مشكلة الاقمار الصناعية فى وقت مبكر بعد ان اتخذ قرار الحرب، وكان رأى اللواء – المشير فيما بعد- الجمسي ان القمر الصناعي عبارة عن جاسوس ابكم يمكن رصدة وخداعة بسهوله واستقر الرأى على تشكيل مجموعة بحث لدراسة الوسائل الكفيلة بتضليل الاقمار الصناعية .
وكانت ثمرة عملها معجزة حقيقية حيث وضعت مجموعة البحث فى اعتبارها شبكة الطرق المؤدية الى جبهة القتال ومواصفاتها ثم مدارات الاقمار الصناعية ومواقيت اطلاقها بالثانية وبعد ذلك قامت المجموعة بوضع عدد من الجداول الزمنية شديدة التعقيد والدقة.
اوضحت الجداول مواعيد تحرك القطارات الناقلة للجنود واماكن توقفها ومدة التوقف بالثانية !، مع اصدار اوامر مشددة باتباع هذه الجداول بمنتهى الدقة وعلى هذا الاساس كانت الطوابير تتحرك الى الجبهة فى مجموعات صغيرة فوق طرق مختارة بعناية ثم تعود العربات الخالية بمجموعات كبيرة فى وقت مناسب لكى يمر من فوقها القمر الصناعي الباحث عن المعلومات وهكذا استقبلت مراكز دراسة الصور الجوية صورا كثيرة زلكنها تؤدي الى استنتاج معاكس للحقيقة وكان هذا هو الهدف المطلوب.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الأربعاء 24 سبتمبر - 23:59 | |
| 7-ترتيب لزيارة أميرة بريطانية للقاهرة يوم 7 أكتوبر
اتخذت المخابرات المصرية طرقا مبتكرة وحديثة لخداع العدو خاصة فى سياستها الخارجية برغم انها كانت طرقا محرجة الا ان الاصدقاء قدروا لمصر رغبتها فى تحرير ارضها.
وكان من ذلك ان أعلن فى القاهرة ورومانيا ان المشير احمد اسماعيل سيكون فى استقبال وزير الدفاع الروماني يوم 8 أكتوبر لحظة وصوله الى مطار القاهرة الدولى.
والى روما وصلت الاميرة البريطانية "مارجريت" التى كانت قد ابدت رغبتها فى زيارة مصر واخطرت مصر السفارة البريطانية عن استعدادها لاستقبال الاميرة يوم 7 اكتوبر .. وطارت الاميرة من لندن الى روما استعدادا للزيارة .. وفى تمام الساعة الواحدة ظهر 6 اكتوبر كان قائد الجناح الجوي "بادينكوت" الملحق بالسفارة البريطانية يجتمع مع ضابط المخابرات المصري لترتيب خط سير الطائرة وتأمين وصولها .. الا ان هذه الزيارة لم تتم بسبب اغلاق مطار القاهرة بعد هذا الاجتماع بساعة وخمس دقائق.
| |
|
| |
miss_esadora عضو بدرجة مهندس إستشارى
عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
| موضوع: رد: حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة الخميس 25 سبتمبر - 0:00 | |
| 8-إفساد أنابيب ضخ النابلم
من اهم اجزاء الخطة تلك المتعلقة بإفساد انابيب ضخ المواد الملتهبة "النابلم" والتى اقامها الاسرائيليون على شاطئ القناة وقد صممت هذه الاجهزة بحيث تضخ على سطح المياه على امتداد القناة مزيجا من النابلم والزيوت سريعة الاشتعال مع كمية بنزين لتكون حاجزا رهيبا من النيران كالجحيم يستحيل اختراقة .
وكالعادة خضع كل شئ للدراسة والتحليل وجرت تجارب قام بها ابطال الجيش المصري فتم حفر مجرى صغير بنفس مواصفات قطاع من قناة السويس بمكان ما فى صحراء مصر وتم ضخ كمية من النابلم على سطح هذا المجرى وقام الابطال بتجربة للعبور وسط هذه النيران لتحديد نسبة الخسائر التى ستمنى بها القوات اذا عبرت وسط هذا الجحيم وكانت النتائج مخيفة ومخيبة للآمال حيث كانت درجة الحراة على سطح الماء اثناء اشتعال المادة يصل الى 700 درجة مئوية وقد استشهد عدد من هؤلاء الابطال دون ان ينجحوا فى عبور المجرى المائي التجريبي فكانوا بالفعل اول شهداء الحرب .. قبل حتى ان تبدأ.
ولم يعد هناك من سبيل . لابد من وقف ضخ هذه المادة البشعة والا كانت الخسائر فادحة .. وكانت هذة الصهاريج الضخمة المعبأة بالمركب سريع الاشتعال لها صمامات تتحكم فيها طلمبات ضخ "ماصة كابسة" يخرج منها خط انابيب بقطر 6 بوصة وتنتهى بفتحات تحت سطح الماء على مسافات متقاربة فى جميع النقاط الصالحة للعبور.
وسعى جهاز المخابرات لمعرفة تركيب هذه المادة عن طريق الجاسوس المصري رفعت الجمال الذى ابلغها بقصة هذه الصهاريج منذ بداية التفكير فى انشائها وتكتمت المخابرات المعلومة حتى تأكدت صحتها وكلفت وحدات الاستطلاع بالمضي قدما فى التحقيق من تفاصيل الموضوع كله، كما طلب من الجمال تكليف احد عملائه برسم مخطط دقيق للانشاءات وما تحتوية من سوائل ملتهبة كما وصلت الى القاهرة عبر عملية دقيقة عينة من السائل المستخدم فى الصهاريج.
وواصلت المخابرات دورها البارز فى استغلال وتسخير كل معلومة او خبر لخدمة الهدف الأكبر وبدأت مصر تذيع تفاصيل متتابعة عن فتحات النابلم التى تحيل مياه القناة الى جحيم مستعر وايقنت المخابرات الاسرائيلية ان تنفيذ الفكرة رغم التكاليف الباهظة قد ولد فى المصريين إحساسا بإستحالة عبور القناة.
وقبل بداية الهجوم بـ 12 ساعة وفى جنح الظلام عبرت مجموعتان مدربتان من القوات المصرية القناة وقامت الاولى بقطع خراطيم الطلمبات ونجحت الثانية فى سد فتحات الانابيب بلدائن خاصة سريعة الجفاف وكان الهدف من ذلك تأمين العملية بشكل مطلق وكان من المتوقع اذا اكتشف العدو تخريب الطلمبات ان يبذل جهده لاصلاحها دون ان يخطر بباله ان هذا الاصلاح ليس الا عبثا لا طائل من ورائه بعد ان سدت منافذ الاطلاق.
ونجحت الخطة نجاحا باهرا .. وعرف فيما بعد ان موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلي وبخ الجنرال شموائيل جونين الذى كان قائدا لجبهة سيناء توبيخا شديدا بسبب فشله فى تشغييل اجهزة النابلم وقال له: انك تستحق رصاصة فى رأسك!!".
ولم يكن ديان يعرف انه حتى لو قام الجنرال بإصلاح أجهزته .. فجميع الفتحات المؤدية لمياه القناة كانت مسدودة
| |
|
| |
| حرب أكتوبر ملحمة مصرية عظيمة | |
|