أعلى وسام أمريكى لعالم مصرى يعالج السرطان بالذهب28/09/2008
يقيم البيت الأبيض الإثنين حفلا كبيرا يسلم خلاله العالم المصرى مصطفى السيد أعلى وسام أمريكى للعلوم لإنجازاته فى مجال التكنولوجيا الدقيقة "النانو" وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان.
وقد توقع العالم المصري الدكتور مصطفي أن يتم تطبيق اختراعه في علاج السرطان بقدائق الذهب النانوية خلال سبع سنوات من الآن إلا أنه أعرب عن تخوفه من أن يسبق الصينيون بتطبيق هذا العلاج نظرا لعدم التزامهم بقيود التجريب على البشر.
وقال الدكتور مصطفى السيد - في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط بواشنطن - أنه توصل إلى إمكانية علاج السرطان باستخدام مركبات الذهب النانومترية وأنه في انتظار موافقات تجريبه على البشر بعد أن نجح بنسبة 100 في المائة في علاج الحيوانات المصابة بالسرطانات البشرية.
والنانو هو أصغر وحدة في الذرة توصل إليها العلماء حتى الآن وتبلغ من الدقة تحت الميكروسكوب بحيث يعادل سمك شعرة الإنسان الواحدة 50 ألف نانو.ويصل حجم كرة الدم الحمراء ألف نانو ويشكل النانو واحد على ألف من المللي.
وقال الدكتور مصطفى السيد الذي يرأس كرسي جوليوس براون بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا كما يرأس مركز أطياف الليزر بنفس المعهد أنه من خلال التجارب التي أجراها على حيوانات حية بحقن الأوردة الدموية بدقائق نانوية من الذهب تمكن من إبادة الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة وذلك بعد تعديل درجات سمية المواد بالتحكم في كيماوياتها.
وأضاف أن القيود الصارمة على التجارب العلمية على البشر في الولايات المتحدة تحول دون الإسراع في تجريب هذا الأسلوب على المرضى من البشر لكنه استدرك بأن الإجراءات تمضي في هذا السبيل بجامعة هيوستون معربا في الوقت نفس عن خشيته من أن يسبقهم الصينيون الذين لم يستبعد أن يكونوا قد بدأوا بالفعل في التجارب البشرية لهذا الأسلوب نظرا لعدم تقيدهم بقواعد التجريب على المرضى.
وتقول الدكتورة منى محمد المدرس بالمعهد القومي لعلوم الليزر في القاهرة - والتي عملت مع الدكتور مصطفى على مدى ست سنوات في معهد جورجيا قبل أن تنتقل إلى سويسرا لاستكمال دراستها هناك - أن تكنولوجيا النانو تقوم أساسا على تصميم المادة بالتحكم في بنائها البللوري شكلا وحجما مما يؤدي إلى تغيير خواصها الإلكترونية والنووية والمغناطيسية.
وقال الدكتور مصطفى السيد أن مادة الذهب تفقد خواصها اللاتفاعلية حينما يتم تفتيتها إلى دقائق نانوية وتتحول إلى مادة تفاعلية ومحفزة تتفاعل مع جسم الخلية السرطانية وتحدث وميضا داخلها بينما لاتتفاعل مع الخلية السليمة وبالتالي تبدو الأخيرة داكنة تحت المجهر. وتتجمع دقائق الذهب النانوية لتشكل طبقة مضيئة على جسم الخلية المريضة لتقتلها خلال دقائق بينما تتفتت داخل الخلايا السليمة ولاتؤثر عليها بأي حال.
ويشير إلى أن دقائق الذهب النانوية تتعرف على الخلايا السرطانية المصابة لكنها لاترى الخلايا السليمة. وتقوم مادة النانو الذهبية بامتصاص ضوء الليزر الذي يسلط عليها بعد وصولها إلى الخلية المصابة وتحوله إلى حرارة تذيب الخلية السرطانية. وتوقع العالم المصري (الأمريكي الجنسية) أن يكون هذا العلاج أقل تكلفة من ناحية المواد المستخدمة فيه من العلاج بالليزر حيث قد يكفي ميكروجرام واحد (واحد على ألف من جرام الذهب) لعلاج كبد مصاب بالسرطان.
وقال أن هذا البحث استغرق منه سنتين مشيرا إلى أن فريقه لايضم مصريين وأن أغلبهم صينيون. وقال أن الدكتورة منى محمد هي التي علمتهم كيفية تفتيت المادة إلى نانو قبل أن تعود إلى القاهرة إلا أن فريقه بدأ استخدام هذه التكنولوجيا طبيا بعد ذلك.
وتوقع الدكتور مصطفى السيد أن يتم الأخذ بهذا الأسوب في علاج السرطان بعد أن تقره إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية التي تعد البوابة الوحيدة التي تخرج منها كافة تراخيص استخدام العقاقير والأغذية في الولايات المتحدة إن لم يكن في العالم كله وهي فترة قال أنها قد تصل إلى سبع سنوات.
وحذر بمرارة من احتمال استخدام الصينيين لاختراع من المفترض أنه صاحبه وقال أن الصين لاتولي أي اهتمام لمثل هذه الاعتبارات.
وتشير الدكتورة منى محمد إلى أن هذه التكنولوجيا ومختبراتها في مصر تحتاج إلى أموال لشراء الميكروسكوبات المستخدمة في رصد العينات التي يتم تحضيرها إلا أنها أكدت أن هناك دارسين مصريين شغوفين بالتعمق في هذه التكنولوجيا التي قدر الدكتور مصطفي السيد أن يصل حجم استثماراتها إلى نحو تريليون دولار خلال سنوات.
وأوضحت أن تحضير عينة واحدة من المادة يكلف كثيرا وأن الباحثين في معهد الليزر يدفعون من جيوبهم للإنفاق على البحث. ونوهت إلى أن هذه التكنولوجيا لاتحتاج الى تجهيزات ضخمة مثل التكنولوجيا النووية لكن يمكن القيام بأعمالها داخل المختبر بتقنيات بسيطة وإن كانت تحتاج إلى أجهزة لتشخيص المادة وتوليفها.
وأشارت الى أن المصريين حققوا شوطا جيدا في مجال تطبيقات هذه التكنولوجيا في الطب وأنه تم منح أربع درجات ماجستير لدارسين مصريين في القاهرة وهناك رسالتي دكتوراة في هذا المجال يجري الإعداد لهما في القاهرة أيضا تنصب إحداهما على حقن حيوانات بمواد مسرطنة ثم علاجها بالمواد النانوية والأخرى تدور حول دراسة سمية المواد النانوية.
وقالت الدكتورة مها محمود المستشار الثقافي المصري بواشنطن التي أقامت حفل تكريم للدكتور مصطفي السيد وطلابه بمقر السفارة المصرية أن وزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال أدخل نظام الأستاذ الزائر لربط علماء وأساتذة مصر في الخارج بوطنهم الأم وبالجامعت المصرية وأن الدكتور مصطفى السيد هو الآن أستاذ زائر بالمعهد القومي لعلوم الليزر التابع لجامعة القاهرة.
وسيتسلم الدكتور مصطفى قلادة العلوم الوطنية الأمريكية وهي أعلى وسام علمي تمنحه الولايات المتحدة للعلماء وذلك خلال حفل يقيمه الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض الإثنين.
وتقول حيثيات منحه الوسام الأعلى للعلوم في أمريكا لعام 2007 الذي سيتسلمه الإثنين أنه يأتي تقديرا لإسهاماته في التعرف على وفهم الخصائص الإلكترونية والبصرية للمواد النانوية وتطبيقها في التحفيز النانوي والطب النانوي ولجهوده الإنسانية للتبادل بين الدول ولدوره في تطوير قيادات علوم المستقبل.
ويرشح لهذه الجائزة التي تمنح سنويا في مختلف مجالات العلوم ثمانية من العلماء الأمريكيين. والدكتور مصطفى السيد هو أول عالم مصري وعربي يحصل على هذا الوسام في الولايات المتحدة.
وقد تخرج الدكتور مصطفى من كلية العلوم جامعة عين شمس وهي الفترة التي قال انها زرعت فيه أسس الطموح العلمي الذي غرسه فيه أساتذة مصريون عظام.
وقد انتخب الدكتور مصطفي السيد عضوا بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة عام 1980 وتولى وعلى مدى 24 عاما رئاسة تحرير "مجلة علوم الكيمياء الطبيعية" وهي من أهم المجلات العلمية في العالم. كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990 والعديد من الجوائز الأكاديمية العلمية من مؤسسات العلوم الأمريكية المختلفة ومنح زمالة أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية وعضوية الجمعية الأمريكية لعلوم الطبيعة والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم وأكاديمية العالم الثالث للعلوم.
الجائزة الثانية لابتكارات مصرية فى الروبوت
كما فاز فريق هندسى مصرى بالجائزة الثانية فى مسابقة عالمية تنظمها اليابان سنويا لأحدث اختراعات الروبوت تحت عنوان روبوكون ROBOCON تشارك فيها اكثر من 52 دولة .
ويقوم الاختراع على مزج بين علمى الميكانيكا والكهرباء إضافة إلى دراسة للإلكترونيات وعلم الكومبيوتر .
وجاء فريق "الفانتوم" المصرى فى المركز الثانى بعد أن كان متفوقا على منافسه الأقوى وهو الفريق الصينى فى بداية المسابقة والذى حاز على المركز الأول بينما احتلت اليابان المركز الثالث .
ويتكون الفريق المصرى من ثلاث مهندسين شبان يقيادة حاتم احمد اسامة المعيد بكلية الهندسة والذى استمر فى متابعة المسابقة وشروطها منذ عام 2003 .
وفازفريق "الفانتوم" بالمركز الاول على المستوى المصرى فى التصفيات الداخلية للمسابقة بعدها بدأ فى الاستعداد للمسابقة العالمية واستغرقت خطة التدريب على سرعة الاداء عامين ونصف للوصول الى المستوى العالمى وهو ما نجحوا فيه بجدارة .
وتحدث أفراد الفريق فى برنامج "صباح الخير يا مصر" بالتلفزيون المصري الثلاثاء قائلين انهم فوجؤوا باداء الفريق الصينى الذى يقوم على الهجوم واعاقة اداء الخصم وهو ما لم يستعدوا له فى التدريب او خطة العمل ووعدوا بتلافى الاخطاء فى المرة القادمة واستمرار تفوقهم والمحافظة على مستواهم العالمى .
المصدر : اخبار مصر