شعب اذا ضرب الحذاء بوجهه...صاح الحذاء
بحكم عملي التطوعي في مجال حقوق الإنسان تطلب الحكومة مني بعض الأحيان أن أساعد في تخمين بعض حالات اللجوء السياسي هنا في نيوزيلاند, وقد أليت على نفسي أن أكون صادقاّ ولكن رئيفاّ بحكم أي طالب للجوء حتى لو كان كاذباّ يستحق إستماعاّ عادلاّ .
ودائماّ أضع الوضع العام في الشرق الأوسط كخلفية لكل الطلبات بغض النظر عن الحالات الفردية.
مساء أول أمس تلقيت هاتفاّ من رجل سوري(شامي) يعرفني على نفسه ويطلب لقائي لأمر طارئ لا يحتمل التأخير.أعتذرت بحكم إنشغالي مع أطفالي ودعوته ليزورني فقال لي أنه لايملك سيارة ورجاني الرجل "وتشفع بالنبيّ والله وبحكم أننا سوريين ومسلمين وأنه يائس ومعه عائلنه الكبيرة (٣ بنات "عدم المؤأخذة" وولد واحد طبعاّ مع "الحرمة "أجلك الله".....!!!!هذا ماقاله بالحرف الواحد....فتذكرت مسلسل "باب الحارة" ويبدو أن هذا الرجل قد ترعرع في ذالك الإيام!
لم تنفع معه كل أعذاري فانتهيت بقولي لن أستطيع الذهاب لرؤيته إلا بعد وضع أولادي الى النوم وذاك سيعني أنني لن أستطيع المغادرة إلا بعد العاشرة ليلاّ ,ففرح الرجل وأعتقد أنه استغرب "اين المشكلة"؟
لم أصل الى بيته إلا بعد الحادية عشر ليلاّ وتفاجأت أن كل عائلته لا زالت "صاحية" بأخذ العلم أن كل أطفاله بأعمار المدرسة الإبتدائية.
المهم فتح إبنه الوحيد(١٠ سنين) الباب وأصر أن يقبل يدي!!!!! (بتشجيع من والده)التي سحبتها سريعاّ
وأحسست بالإحراج "وقشعرة البدن"
شرح والده أنه يريد أن يعلم إبنه الإحترام والأدب؟؟؟!
غادر الطفل الغرفة وجلست مع والده لأستمع إلى مشكلته.....
بالمختصر هذا الرجل قد أتى الى نيوزيلاند منذ سنتين تحت جواز سفر مزور وقدم على اللجوء السياسي وقد رفضت الحكومة طلبه مرتين وهو الأن في أخر مراحل الإستئناف. واختتم حديثه بالطلب مني "أن أدبرها" وأن أساعده!!!
فشرحت له القانون وأنه لن يكون باستطاعتي مساعدته وأن محاميه هو أفضل الاشخاص لمساعدته
في هذه اللحظة دخل ابنه الغرفة حاملاّ كؤووس الشاي على "صينية" وتابع ليقدمها لي....فأخذت الكأس وشكرته ثم تحول الطفل إلى والده ليقدم له الشاي ولكن الطفل تعثر وانقلب الكأس ردة فعل هذا "الرجل" تركتني فاغر الفم مصدوماّالطفل كان يرتعش من الخوف وهذا "الرجل" يصيح عليه ويؤنبه ويسميه بابشع الأسماء
وانتبهت أن الطفل قد "بال" على نفسه من رعبه من والده....!!!!!!فتدخلت وطلبت منه أن "يهدا" وماصار شي.....فأحس "الرجل" بغضبي" فتغير بسرعة ليقول لإبنه انه يريد أن يعلمه الأصول وأن الطفل يجب أن يكون ممنوناّ لتعب والده عليه...!!!!!!
أردت أن أنهي هذه "الزيارة" بأسرع وقت لكنني كنت أفكر في هذا الطفل وإذا خروجي من بيته بسرعة قد يؤدي الى تنيجة بشعة وأن يلومه والده.
تابع "الرجل" حديثه ووصل إلى لب الموضوع.......أنه وبحسب نشاطي بالمعارضة السورية فهو يريد أن أكتب له رسالة اقول فيها أنه معارض "معنا"....!!! فقلت له أنه ليس معارضاّ......فقال لي "دبرها"........ فشرحت له أنني لا أستطيع الكذب وأنه سنفقد مصداقيتنا مع الدولة هنا اذا فعلنا هذا لكنني
رحبت به في صفوفنا إذا رغب....... فرد "الرجل" أنه لن يستطيع الإنضمام للمعارضة لأنه "وكما "أعرف" عنده "حريم" ويريد أن "ينزل الحريم ليزوجهن وإذا فعل هذا فلن يستطيع ...."ولن أرضاها"....!
أحسست بالقرف....ودعيت أن تشق الأرض وتبلعني ....لا أريد هذه "الزيارة" أن تستمر دقيقة واحدة أخرى فقلت له أنني سأدرس الموضوع وسوف أشاور الأخرين وسأعود اليه بالجواب غادرت في منتصف الليل وعائلة هذا "الرجل مازالت صاحية ولعنت الساعة اللتي وافقت على زيارة هذا "الشخص" وصلت الى بيتنا مهتزاّ وأحست زوجتي (النيوزيلاندية) بغضبي فسألتني فقصيت علها ما حدث غضبت زوجتي كذالك واقترحت أن أتصل بدائرة شؤون الاطفال وسألتني مستنكرة اذا اريد أن أساعد هذا "المجرم" فقلت لا. ثم تذكرت كيف أن غالبيتنا تربي أطفالها في الشرق الأوسط
كيف نعلمهم على "الطاعة" العمياء للوالدين .....ثم رجال الدين(علمائنا) ولولي الأمر.... وكيف نمنعهم من التفكير لأنفسهم بحجة "الأدب".....والإحترام......والدين........والعادات....ثم نستغرب كيف أن بلادنا محكومة لدكتاتوريين أغبياء ...مجرمين.....وكيف يستطيع هؤلاء الأغبياء حكم الملايين مّنا وبكل فشل وسوء إدارة وشوفينية ...وليس ذالك وحسب بل يحكمون حتى "يغيبون" ثم ليولى علينا ابنائهم الى يوم الدين.....!!!!؟؟؟؟ اذ كنّا نربيهم على هذه الطريقة.....فماذا نتوقع؟؟؟؟ حين نربيهم على "يللي بيتزوج أمي بقلو ياعمي".....إمشي الحيط الحيط وقول يارب الستر"..... الأرض الواطية بتشرب ميتها ومية غيرها".....من علّمني حرفاّ كنت له عبداّ"...... ثم نسمح "لرب"البيت أن يكون ......ربّاّ؟؟؟؟؟!!! لا يسأل ولا يحاسب....أليس هو برب؟
لن تتغير أوضاعنا أبداّ اذا لم نغير ما يحدث داخل بيوتنا.....عندما "نجني إحترام أطفالنا" وليس خوفهم....... عندما نشجعهم على التفكير....والمسائلة........حتى على الإعتراض...... سيظل أمثال بشار الاسد ......وجمال مبارك...."والملك عبد الله الحسين...وغيرهم من من لايستحق
أن يكون مسؤولاّ على قطيع من الغنم مسلطين على رقابنا بغير حق وبلا مسؤولية فا شبينا عليه ....سنشيب عليه
قبل دقائق سألت إبني أن يجلب لي كأس عصير....فأجاب أنه "مشغول"...!!!!!
فحمدت الله.......وقمت لأحضر العصير بنفسي......
وتذكرت....."متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارا؟؟؟؟؟
اشرف المقداد