عدد المساهمات : 3368 تاريخ التسجيل : 25/07/2007 العمر : 39 الموقع : كلية الهندسة _قسم الهندسة المدنية رقم العضوية : 31 Upload Photos :
موضوع: شنتشن: من التنمية إلى الابتكار الثلاثاء 30 ديسمبر - 8:03
شنتشن: من التنمية إلى الابتكار
عرض إنسان آلي (روبوت) في الدورة العاشرة للمعرض الدولي للتكنولوجيا العالية الجديدة
مقر شركة هواوي بشنتشن
سيارة BYD في الدورة التاسعة للمعرض الدولي للتكنولوجيا العالية الجديدة
شنتشن التي ظلت لسنوات "المزرعة التجريبية" والنافذة لسياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، صارت في يونيو عام 2008 المدينة التجريبية الأولى والوحيدة، للابتكار في الصين. وقد عقدت شنتشن في يوم 23 سبتمبر نفس العام، "مؤتمر لبناء مدينة للابتكار على المستوى الوطني وتعزيز تنمية صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة"، الذي طرحت خلاله حزمة من السياسات الصناعية التفضيلية الهامة لتعزيز تنمية صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة. لقد مثل هذا المؤتمر إشارة البدء لرحلة بناء شنتشن مدينة للابتكار على المستوى الوطني، تزامنا مع احتفالها بذكرى مرور ثمانية وعشرين عاما على تأسيس منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة، وثلاثين عاما على انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح.
بدء مسيرة الابتكار برعاية وطنية
لا غرو أن شنتشن أتمت على خير وجه مهمتها كأول منطقة اقتصادية خاصة ونافذة للانفتاح للخارج، كونها أمل التنمية الاقتصادية لمقاطعة قوانغدونغ التي تقع في زمامها، بل لكل المليار وثلاثمائة مليون صيني.
وخلال العامين المنصرمين اتجهت أنظار السلطات المركزية والوزارات المعنية نحو شنتشن، أملا في تعزيز القدرات الابتكارية لهذه المدينة، تفعيلا لقرار المؤتمر الوطني السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني، كما طرحه هو جين تاو، الأمين العام للحزب والذي طالب بـ "رفع مكانة المناطق الاقتصادية الخاصة في الإصلاح والانفتاح ومسيرة الابتكار الذاتي". كما أن رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو، طالب حكومة شنتشن خلال جولته التفقدية بالمدينة قبل ثلاث سنوات، بتعزيز قدرة الابتكار الذاتي وتهيئة البيئة المناسبة للابتكار، من أجل بناء قاعدة هامة لصناعة التكنولوجيا العالية الجديدة في البلاد ومدينة للابتكار على المستوى الوطني.
وفر كل ذلك حوافز مشجعة لشنتشن للسير على طريق التنمية المستقبلية. قدمت حكومة شنتشن في إبريل سنة 2006، طلب إلى لجنة الدولة للتنمية والإصلاح بالحكومة المركزية لتكون مدينة للابتكار، وتبع ذلك خطوتان أساسيتان هما:
مارس عام 2008، قام شيوى تسونغ هنغ، عمدة المدينة، بزيارة إلى بكين لتقديم تقرير حول طلب بناء شنتشن كمدينة للابتكار وعن الأحوال الأساسية لـ"دائرة شنتشن وهونغ كونغ للابتكار"، وحظي بتأييد كامل من قادة لجنة الدولة للتنمية والإصلاح.
12 يونيو عام 2008، أصدرت لجنة الدولة للتنمية والإصلاح الوثيقة الرئيسية بالموافقة على بناء مدينة شنتشن كمدينة وطنية للابتكار.
يعد بناء المدن الوطنية للابتكار جزءا من منظومة بناء مناطق الابتكار في عموم الصين، وبالنسبة لشنتشن تعد هذه الخطوة إجراء هاما لجعلها مدينة اشتراكية نموذجية في الصين. وكما قال شيوى تشين، نائب عمدة مدينة شنتشن، فإن اختيار شنتشن لتكون أول مدينة تجريبية للابتكار في الصين يلقي على كاهلها مهمة تاريخية جديدة لتكون مدينة "رائدة" بين المدن الصينية.
حاجة ذاتية وخيار حتمي للتنمية
قال ليو تشونغ بو، رئيس مديرية التكنولوجيا والمعلومات بشنتشن، إن جعل شنتشن أول مدينة للابتكار نتيجة حتمية لاهتمام حكومتها بتطوير صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة ودفع مسيرة الابتكار الذاتي بها.
خلال السنوات العشر الأخيرة ونيف، طرحت حكومة شنتشن أكثر من ثلاثين سياسة ولائحة من أجل تشجيع تنمية صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة والابتكار الذاتي؛ ففي سنة 1993، أكدت حكومة مقاطعة قوانغدونغ بوضوح على تغيير محور التنمية الصناعية لشنتشن إلى صناعة التكنولوجيا العالية. في سنة 1998، أصدرت حكومة شنتشن "22 لائحة" لدعم تنمية صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة (من اللوائح المحلية)، وبحلول سنة 2006، كانت حكومة شنتشن قد أرست قاعدة استراتيجية تنمية المدينة بـ"تطبيق استراتيجية الابتكار الذاتي وبناء مدينة الابتكار الوطنية".
ومن نافلة القول أن بناء أول مدينة تجريبية للابتكار على المستوى الوطني علامة تاريخية في مسيرة الابتكار الذاتي لشنتشن، وتوجه حتمي لتنميتها.
شهدت شنتشن خلال السنوات العشرين الماضية وأكثر تنمية اقتصادية واجتماعية سريعة، وتبوأت مكانا متقدما بين المدن الصينية الكبيرة من حيث إجمالي الناتج المحلي والقدرة التنافسية الشاملة لها وغيرها من المؤشرات الاقتصادية. ولكن المدينة صارت تواجه جملة من صعوبات التنمية، في مجال الموارد والسكان والبيئة الخ. وعلى سبيل المثال، بلغت القيمة الصناعية السنوية سنة 2007 لصناعة التكنولوجيا العالية الجديدة، التي تعتبر "الدعامة الأولى" 8ر759 مليار يوان، وجاءت في المرتبة الأولى بين المدن الكبيرة لمدة ثلاث سنوات متتالية. ولكن منذ النصف الأول لعام 2008، بسبب تراجع الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار النفط والمواد الخام وتكاليف العمالة بشكل كبير وغيرها من العناصر، انخفض معدل نموها من 20% لعام 2007 إلى 14% حاليا.
يحتاج اقتصاد ومجتمع مدينة شنتشن نموا مستداما وسريعا، وهذا فرض ضرورة توسيع مجال التنمية وزيادة قدرة الابتكار والتنمية المستقبلية لصناعة التكنولوجيا العالية الجديدة. في هذا الإطار صار الابتكار الذاتي الاختيار الوحيد لتغيير نمط تنميتها. في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية، تحتاج صناعات تقليدية كثيرة تغيير أنماط تنميتها لتكتسب مزايا صناعية وقدرات تنافسية جديدة.
وأصبح إصدار خطة عامة وسياسات كاملة في أسرع وقت ممكن أفضل إجراء، بل والخيار الحتمي لمدينة شنتشن.
اختراق جديد في بناء مدينة للإبتكار
قبل 15 عاما، عقدت في شنتشن ندوة "تنمية صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة في منطقة دلتا نهر اللؤلؤ"، فكانت نقطة البدء لمسيرة الابتكار الذاتي ودفع صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة في شنتشن. في 23 سبتمبر عام 2008، وجهت شنتشن الدعوة لبناء مدينة للابتكار على المستوى الوطني، تضمنت "خطة عامة لبناء شنتشن مدينة للابتكار على المستوى الوطني من عام 2008 حتى عام 2015" وأربعة وثائق سياسية، من أجل وضع أسس وترتيبات إنشاء مدينة للابتكار.
بعد ما يقرب من 20 عاما من تطوير صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة ودعم الابتكار الذاتي، تحظى شنتشن بمقومات بناء مدينة للابتكار على المستوى الوطني في المجالات التالية:
الأول، وجود قاعدة صناعية وبيئة جيدة للابتكار بها. حيث احتلت شنشتن المرتبة الأولى بين المدن الصينية على مدى ثلاث سنوات متتالية في القيمة السنوية لصناعة التكنولوجيا العالية الجديدة، بأكثر من سبعمائة مليار يوان سنويا، إضافة إلى وجود أكثر من ثلاثين ألف مؤسسة علمية وتكنولوجية بها، من بينها نحو 3200 من مؤسسات التكنولوجيا العالية الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، تجاوزت نسبة قيمة صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة ذات حقوق الملكية الفكرية الذاتية في شنتشن 58% حاليا.
ثانيا، شهدت السنوات الأخيرة تعديل الهيكل الصناعي في العالم بخطى سريعة، شاملا إعادة توزيع حلقات الصناعة وحلقات القيمة وتكاليف الإنتاج، وحيث أن شنتشن حلقة هامة في سلسلة الإنتاج، فإنها تتوقع مزيدا من الموارد المبتكرة الدولية، خصوصا مع نهوض مجموعة من المؤسسات الكبيرة مثل شركة هواوي وZTE وBYD الخ، التي تكتسب قدرات تنافسية دولية متزايدة، وتدخل الأسواق الخارجية.
وبالإضافة إلى ذلك، وقعت شنتشن اتفاقات عديدة للابتكار مع وزارة صناعة المعلومات الصينية وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة وغيرها من الجهات المعنية لتحظى بالدعم السياسي منها.
وقد أوضح شيوى تشين، نائب عمدة المدينة أن "بناء شنتشن كمدينة للابتكار بموافقة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ووزارات الدولة المعنية يعد تشجيعا وحافزا كبيرا لنا، ويطرح هدف تنمية جديدا لشنتشن، كما يلقي على عاتقها مهمة تاريخية جديدة لتكون رائدة على هذا الطريق". وقال إن شنتشن ستسعى خلال فترة من خمس إلى عشر سنوات لتكون مدينة للابتكار على المستوى الوطني، تتمتع بنظام وبيئة ابتكار كاملة ومجموعة من كفاءات ومؤسسات الابتكار، وسوف يصل نصيب البحوث العلمية إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة، وتبلغ قيمة صناعة التكنولوجيا العالية الجديدة ذات الحقوق الفكرية الذاتية 65% من قيمة صناعية التكنولوجيا العالية الجديدة، ونسبة القيمة المضافة لمنتجات التكنولوجيا العالية الجديدة 35% من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة بحلول عام 2010.