حرمان نائب رفع حذاءه في مجلس الشعب من حضور الجلسات لنهاية الدورة الحالية
النائب اشرف بدر الدين
القاهرة - محرر مصراوي - وافق مجلس الشعب على حرمان النائب أشرف بدر الدين من حضور جلسات المجلس حتى نهاية دور الإنعقاد الحالى ، وذلك لما بدر منه فى جلسة المجلس فى العاشر من يناير الماضى إثر رفع حذائه فى وجه نواب الأغلبية أثناء مناقشة العدوان الإسرائيلى على غزة .
وقد أسفر أخذ آراء النواب نداء بالاسم عن موافقة 276 نائبا على هذا القرار ، فيما رفض نائبان من الحزب الوطنى القرار ، وهما حمدى الطحان رئيس لجنة النقل ومجدى سعداوى .
كان المجلس قد ناقش فى جلسته الثلاثاء برئاسة الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس المجلس تقرير لجنة القيم برئاسة الدكتورة زينب رضوان وكيل المجلس الذى أثبت صحة الواقعة وقيام النائب بخلع حذائه ورفعه بيده فى الهواء عاليا وملوحا به ومهددا فى مواجهة نواب الأغلبية وهو ما يمثل إهانة لمجلس الشعب ومساسا بكرامته وهيبته وإنحدارا بمستوى الآداء البرلمانى الرفيع الذى يجب أن يحكم سلوك النائب تحت قبة البرلمان .
وحاول نواب المعارضة والمستقلون إقناع المجلس بأن النائب لم يكن يقصد الإساءة للأغلبية التى تحترمها المعارضة ، وإنما كان يقصد إسرائيل التى كانت تشن عدوانا على الشعب الفلسطينى فى غزة .
وطالب النواب بعرض شريط الجلسة على أعضاء المجلس مشيرين إلى أن نائب الحزب الوطنى نشأت القصاص سب المعارضة ووصفها بأنها تعمل لصالح أعداء مصر وأن هذا الإنفعال كان بسبب ذلك الوصف .
واتهم النائب حسين إبراهيم المجلس بالإزدواجية فى المعايير ، لأنه لم يحل نائب الحزب الوطنى نشأت القصاص إلى لجنة القيم والذى سب المعارضة..معربا عن استغرابه إزاء اكتفاء المنصة بشطب عبارة "المعارضة تعمل مع أعداء مصر" .
من جانبه قال النائب علاء عبدالمنعم إن المجلس حرم النائب سعد عبود من حضور الجلسات حينما اتهم بعض ضباط الشرطة بالتربح ولم يعاقب النائب الذى اتهم نواب المعارضة باتهامات تصل عقوبتها للاعدام .
وأكد نواب الحزب الوطنى أن أشرف بدر الدين كان يقصد نواب الحزب بالإهانة وأن ماحدث عار يجب مواجهته .
وقال سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بالمجلس إن هذا الموضوع جعل البرلمان المصرى "إضحوكة" فى الفضائيات .
ووصف إبراهيم الجوجرى وكيل لجنة الشئون الدستورية الأمر بالمهزلة وطالب بتوقيع عقوبة مناسبة .
وطالب نائبا الحزب الوطنى أحمد أبوعقرب وأحمد الصاوى بإسقاط عضوية النائب أشرف بدر الدين ، ولكن الدكتور عبدالأحد جمال الدين رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الوطنى أكد أن كلام نواب المعارضة لايغير من الواقع شيئا وهو ما أثبتته لجنة القيم من قيام النائب بالواقعة .
وقال جمال الدين إن هذه الواقعة عقوبتها الفصل ولكن بعد أخذ رأى نواب الحزب الوطنى ، جاء الرأى بتوقع عقوبة الحرمان من حضور الجلسات حتى نهاية دور الإنعقاد الحالى .
وقد خلص تقرير لجنة القيم الذى أعده المستشار محمد الدكرورى عضو اللجنة وعضو اللجنة التشريعية إلى أن الواقعة المنسوبة للنائب أشرف بدر الدين ثابتة فى حقه ، وتنطوى على إخلال جسيم بواجبات العضوية وبالمخالفة للائحة المجلس الداخلية ، وأن اللجنة ثبت فى يقينها مخالفته لأحكام الدستور والقانون واللائحة ، ورفعت الأمر إلى مجلس الشعب لإتخاذ ما يراه .
وأوضحت اللجنة أن النظام الدستورى يكفل للمواطنين كافة وأعضاء مجلس الشعب ممارستهم لواجباتهم النيابية عن الشعب حرية إبداء الرأى والفكر والنقد البناء فى حدود القانون ، وشتان بين إبداء الرأى وعرض الفكر والمناقشة الديمقراطية والحوار الحر السليم ، وبين إتيان الأفعال غير المسئولة دون ضابط أو التزام بقاعدة أو إحترام لنظام ، ولا يمكن أن تبلغ تلك الحماية إلى أى فعل يخرج عن الحد الأدنى للمقتضيات التى تفرضها الحدود المألوفة للنظام .
وأكد التقرير أن التقاليد البرلمانية والعرف الدستورى يحتمان أن يحاط المجلس باعتباره مؤسسة دستورية بالتوقير والإحترام ويتفرع عن ذلك ضرورة إحترام نظام الجلسة .
وأضاف التقرير أن اللجنة راجعت شريط الجلسة ورأت أن النائب قام بخلع حذائه ورفعه بيده فى الهواء عاليا وملوحا به ومهددا فى مواجهة نواب الأغلبية ، ما يمثل إهانة لمجلس الشعب ومساسا بكرامته وهيبته وإنحدارا بمستوى الآداء البرلمانى الرفيع الذى يجب أن يحكم سلوك النائب ، كما أن الممارسة البرلمانية تقوم على الحوار الوقور والهادىء وهو ما يتنافى تماما مع لغة الصراخ أو الإهانة أو الأفعال المسيئة .
كما أكد التقرير أن النائب تجاوز بفعله وسلوكه غير الطبيعى فيما فعل كل حد معقول أو مقبول وخرج بذلك عن حدود واجبات العضوية وحدود الحصانة البرلمانية ولا ترى اللجنة مبررا لتنصل النائب من المسئولية عن الإخلال بالعضوية سواء فى دفاعه بأنه كان يقصد إسرائيل حينما لوح بالحذاء أو أن ما صدر عنه رد فعل تلقائى للاستفزاز الذى نجم عن اتهام المعارضة بالتعاون مع العدو ، وأنه لم يكن يقصد إهانة لزملائه النواب .
وأوضح أن ما نسب إلى المعارضة كان قولا ومهما كان إيلامه فإنه يبقى قولا وبالتالى ما كان ليواجه إلا بقول أيضا ، أما أن يرد عليه بخلع الحذاء والتلويح به فذلك لا يقبل .
وكان النائب أشرف بدرالدين قد قال فى دفاعه أمام لجنة القيم إنه لم يقصد الإهانة وكان الأمر رد فعل عفوى للاستفزاز الذى تأتى من اتهام المعارضة الذى ينتمى إليها بالتعاون مع أعداء مصر وكان ما صدر عنه فعل تلقائى لمشاعر اجتاحته عندما نسب للمعارضة ذلك .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط