التمرد ...هل يشق صفوف الإخوان المسلمين متظاهرون من جماعة الاخوان يشتبكون مع الشرطة - رويترز
مصراوي - خاص - هل تعاني حركة الاخوان من حركة تمرد حقيقية بين اجيالها؟ وهل تشهد الحركة انقلابا من جانب الشباب علي رموز الحرس القديم ؟ وهل تنجح في احتواء الازمة ام تخرج الامور عن نطاق السيطرة ؟
اسئلة طرحت نفسها بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها الحركة وتمثلت في الصراع الذي بدأ يظهر داخل جماعة الإخوان المسلمين يتمثل في ظهور جيل جديد من الشباب الذي عارض بعض ما آمنت به الجماعة من أفكار وقضايا ولكنه اتخذ طريقا جديدا هو الإنترنت والمدونات حيث ثارت مؤخرا موجة من الجدل الشديد اعقبها اختلافات عدة في مواقف الجماعة من القضايا المختلفة.
وعرفت تلك الخلافات طريقها الي الشاشة العنكبوتية وخاصة في المدونات والفيس بوك وهو ماعرف بالصراع بين الحرس الجديد والاخوان الجدد وقد قامت قيادات الجماعة بعقد عدد من الجلسات مع هؤلاء الشباب المودونين لتوضيح كافة الأمور لهم ومحاولة إثنائهم عن موقفهم هذا الا انه يبقي الوضع علي ماهو عليه وتزايدت التساؤلات حول إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه الخلافات؟.
يري الدكتور محمود عزت-الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين- إن الشباب بطبيعتهم يميلون إلى التمرد والاختلاف عما هو قائم ودائماً ما يبحثون عن الاقتناع بما يرونه متناسباً مع آرائهم، وبالتالي فالاختلاف بينهم وبين القيادات أمر طبيعي، ولكنهم في كل الأحوال يجب أن يلتزموا بآدب الحوار وألا يزيد الأمر عن الاختلاف في وجهات النظر.
ويقول محمد حبيب- النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- إن هناك وجهات نظر متعددة بدأت تظهر أخيرا داخل صفوف الجماعة إلا أن هذا يعد دليلاً على حالة النضج السياسي التي أصبحت عليها الجماعة، فالقيادات داخل الجماعة تؤمن تماما بأن من حق كل إنسان أن يقول ما يريد وأن يتناول بالنقد مختلف الأحداث اليومية التي تقع.
ويضيف أن الأمر لم يصل بين قيادات الجماعة وبين شباب المدونين المنتمين للجماعة إلى حد الخلاف والدليل أن المؤسسات التابعة لنا ما زالت تعمل كما هي دون توقف، كما أن هناك فرصا متاحة لكل من يريد أن يدلي بدلوه في أي قضية أن يفعل ما يشاء فلا حرج من المناقشة والتحاور في سبيل الوصول إلى الرأي الأمثل.
ويطالب حبيب هؤلاء ا لشباب بضرورة تحري الدقة الكاملة في كل المعلومات التي يحصلون عليها وأن يقوموا بالاتصال بمسئولي الجماعة في حالة رغبتهم في معرفة أي شيء لكي يتعرفوا منهم على المعلومات الصحيحة لأي قرار يتم اتخاذه لان هناك نقد كبير موجه لهؤلاء الشباب فيما يتعلق بعدم قدرتهم على استيضاح الحقائق كاملة، وبالتالي لا يخرجون بالتصور الدقيق عن القضية التي يتحدثون عنها.
في حين يقول الدكتور ضياء رشوان- الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان وجود جيل جديد داخل الجماعة أمر طبيعي لأنها على مدار تاريخها وهي تحاول أن تجدد نفسها ومن الطبيعي أن تظهر بعض الاختلافات البسيطة إلا أنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصل إلى حد الصدام كما يحاول أن يروج البعض..
وأضاف أنه لا يستبعد أن تكون هناك يد عابثة لمحاولة النيل من استقرار الجماعة إلا أن كل ما يدور الآن على أرض الواقع وكل المؤشرات الموجودة تؤكد أن المحاولات الحكومية للقضاء على حركة الإخوان المسلمين موجودة ومستمرة ولن تتوقف كما أنه سيكون هناك رفض تام لإقامة أي أحزاب على أساس ديني.