منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 الكفر والفقر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عصام محمود
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى



عدد المساهمات : 2741
تاريخ التسجيل : 04/09/2007
العمر : 40
رقم العضوية : 78
Upload Photos : الكفر والفقر Upload

الكفر والفقر Empty
مُساهمةموضوع: الكفر والفقر   الكفر والفقر I_icon_minitimeالسبت 18 أبريل - 16:01


الكفر والفقر BissMillah2
عـن الفَقْـر .. والكُفْـر!
من كتاب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
للكاتب المعروف فهمي هويدي



في "دار الإسلام" كل مخلوق له حق في الحياة الكريمة، بدءا بالحيوان، وصعودا الى الإنسان، مخلوق الله المختار. إذ يكفي أن يكون المخلوق من صنع الله. ليرتب له ذلك حقوقا في رفع كل صور المهانة والأذى عنه.
وقصة المرأة التي كتب عليها ان تدخل النار في "هرة عذبتها" معروفة. والرجل الذي كتبت له الجنة لأنه سقى قلبا عانى من العطش لها دلالتها ومغزاها.
وهذا أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز يؤرقه أن الإبل في مصر تحمل فوق طاقتها، فكتب بنفسه إلى واليه هناك قائلا: أما بعد، فقد بلغني ان الحمالين في مصر يحملون على ظهور الإبل ما لا تطيق. فإذا جاءك كتابي هذا، فامنع أن يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل* معجزة الإسلام عمر بن عبدالعزيز ـ خالد محمد خالد.
وعندما يبصر في جولاته أناسا يحملون مقارع في أسفلها حديدة مدببة ينخسون بهوا دوابهم، فلا يكاد يستقر في مجلسه حتى يوقع قرار يحرم استخدام هذه المقارع!
وعندما سئل الإمام أحمد بن حنبل عن تشميس دود القز ليموت في نسيجه، ويستخدم منه الحرير الذي يستخدم في الصناعة ( وكان هذا الأسلوب معروفا في العراق على عصره)، كان رده: إذا لم يجدوا منه بدا، ولم يريدوا بذلك أن يعذبوه بالشمس. فهو يجيز إماتة الدودة، فقط إذا كانت من ضروريات الصناعة!
هذا عن الحيوان في عالم الإسلام، فما بالكم الإنسان؟
والإنسان في القرآن، هو المخلوق المكرم الذي سخرت من اجل إسعاده السموات والأرض، بل هو خليفة الله في هذه الأرض. هل يمكن أن يقبل له الإسلام أذى أو مهانة بأي قدر؟.. وهل هناك أذى للإنسان ومهانة لكرامته أكثر من الفقر، ذلك الذي "يذل أعناق الرجال"؟
لقد كان طبيعيا، ومنسجما مع تكريم الله الإنسان، أن يقف الإسلام موقف الرافض العنيف للفقر، بل موقف الفزع الأكبر على الناس من الجوع، والمحرض الأكبر لهم على أن ينتزعوا بأظافرهم حقهم في القوت من الأغنياء.
"الشيطان يعدكم الفقر، ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا، والله واسع عليم" ـ البقرة: 268.
وقد كان للرسول عليه الصلاة والسلام دعاء شهير يقول فيه" اللهمّ إني أعوذ بك من الكفر والفقر. فقال رجل: ويعتدلان؟ أي هل هما في مقام واحد، فكان رده نعم. رواه البخاري عن أبو سعيد الخدري وثمة دعاء آخر بنفس المعنى يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك من أظلم أو أظلم ـ رواه أبوداود والنسائي.
وبنفس المنطق يجيء الحديث الشريف: كاد الفقر أن يكون كفر ـ وهو حديث ضعيف رواه أبو نعيم في الحلية عن أنس
وفي الأثر قول منسوب لعلي بن أبي طالب: لو كان الفقر رجلا لقتلته. ومن أقوال بعض السلف: إذا ذهب الفقر الى بلد قال له الكفر خذني معك! ومما قاله ذو النون المصري الصوفي: أكفر الناس، ذو فاقة لا صبر له. وقل في الناس الصابر!
وفي قول منسوب عن الإمام أبي حنيفة: لا تستشر من ليس في بيته دقيق! إذ كيف يكون للرجل رأي مصيب وفكره مشغول بمشكلة قوته؟
بعد أن بيّينا رفض الفقر
ما هو الحلّ الإسلامي للمشكلة؟

ربما كان من أفضل الكتابات في معالجة هذه القضية ما كتبه أبو عبيد اللقاسم في مؤلفه الموسوعي "المال"، وما عرضه الفقيه الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه " مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام"، ورسالته العلمية التي نال بها الدكتوراه حول موضوع لصيق بالقضية هو: الزكاة. والدكتور القرضاوي يطرح حلولا أربعة كفلها الإسلام لمواجهة مشكلة الفقر.
فالأصل أنّ كل إنسان في عالم الإسلام مطالب بأن يعمل ما دام قادرا على ذلك " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا، فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" ـ الملك ـ والعمل قرين الجهاد " وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، وآخرون يقاتلون في سبيل الله" ـ المزمل 10 و.. " ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" ـ رواه البخاري .. و"اليد العليا خير من اليد السفلى" ـ رواه أبي عمر.
والآيات والأحاديث وشواهد التاريخ الإسلامي معروفة لدى الكثيرين، وكلها تؤكد قيمة العمل وتعززها، بالأمر حينا، وبالنصح حينا، وبالتغريب مرة وبالترهيب مرة.
بعد ذلك يجيء العنصر الثاني من حلول مشكلة الفقر، وهو: كفالة الموسرين والأقارب، ذلك لأن {أوْلُواْ الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} وهذه فقرة من الآية الأخيرة من سورة الأنفال ـ وقوله {إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} ـ فقرة من آية 90 سورة النحل ( ولاحظ كلمة يأمر) ـ وقول النبي صلى الله عليه وسلم {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه} ـ متفق عليه. والتشريع الإسلامي هو الوحيد الذي ينفرد بإقرار هذا الحقّ للفقير تجاه قريبه الموسر.
و"الزكاة" هي الحل الثالث. وهي ليست أحد أركان الإسلام الخمسة فقط، وليست مجرد قرينة الصلاة فقط، ولكنها أيضا العبادة الوحيدة التي يمتد أثرها الى الناس بصورة مباشرة. فهذا مال يقتطع بنسبة معينة، ليوجه الى مصاريف محددة في المجتمع. بينما الأركان الأربعة الأخرى تقوم على علاقة الإنسان بربه. ولا تنعكس على الآخرين إلا في صورة غير مباشرة، بقدر انعكاس أداء شعائرها على خلق المسلم وسلوكه.
ولخطورة الدور الذي تؤديه الزكاة، فقد تشدد الرسول عليه السلام في شأنها حتى قال:" من أعطى زكاة ماله مؤتجراً ( أي طالبا للأجر والثواب) فله أجرها. ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله ( أي نصفه) عزمة من عزمات ربنا، لا يحلّ لآل محمد منها شيء". - رواه معاذ بن جبل وحسنه الألباني
وهذا الحديث يقول الدكتور القرضاوي ـ يجيز لولي الأمر مصادرة نصف مال من امتنع عن أداء زكاته. وهو نوع من العقوبات المالية التي يتخذها الحاكم عند الحاجة تأديبا للممتنعين والمتهربين. وبذلك صارت الزكاة هي الركن الوحيد من اركان الإسلام الذي يخضع المسلم لعقاب دنيوي إذا قصر في أدائه.
ولنفس السبب قاتل الخليفة الأول أبو بكر الصديق ومعه الصحابة، مانعي الزكاة. وقال كلمته المشهورة "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة".
وهو ما استند اليه فقيهنا ابن حزم في فتواه:" وحكم مانع الزكاة، إنما هو أن تؤخذ منه، أحب أم كره، فإن مانع دونها فهو محارب، فإن كذب بها فهو مرتد، فإن غيبها ولم يمانع فهو آت منكرا. فوجب تأديبه أو ضربه حتى يحضرها، أو يموت قتيل الله تعالى الى لعنة الله. المحلى جـ 11.
وللزكاة ـ كما نعلم ـ مصارف ثمانية محددة : {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة60
والذي يتصل بموضوعنا أنّ هذه الزكاة فريضة على المال من صاحب المال الأصلي وواهبه وهو الله سبحانه، وانها ليست تبرعا من الأغنياء، ولكنها حق الفقراء. {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }الذاريات19 ـ.. وإن الهدف الأساسي لها هو إعانة ذوي الحاجة من المسلمين.
وهناك من يحاول أن يصوّر العدالة الاجتماعية في الإسلام بأنها "عدالة قائمة على الصدقات"، بمعنى التبرع ومدّ اليد. ويغيب عن هؤلاء أن الإسلام يعتبره مال الله في الأساس، وان نصيب الفقراء فيما لدى الأغنياء هو "حق" بالدرجة الأولى، وأنّ الزكاة ليست متروكة لتطوع القادرين وأمزجتهم، ولكنها فريضة واجبة، تقتطع من مالهم إذا تقاعسوا عنها. أي أنها في حقيقتها " ضريبة" سنوية واجبة للحاكم المسلم، هدفها تحقيق التكافل في دار الإسلام، حتى لا يظل المال " دولة بين الأغنياء" {دولة بضم الدال ومد الواو أي يدور بينهم فقط}
لكن هذه الزكاة المفروضة ليست كل حق الفقراء فيما لدى الأغنياء، ولكنها الأدنى المفروض في الأموال. ولولي الأمر إذا لم تسد الزكاة حاجة فقراء المسلمين أن يأخذ المزيد من الأغنياء، بالقدر الذي يسد هذه الحاجة. ويوجد حديث يقول: "ان في المال حقا سوى الزكاة" (مع ملاحظة أنه حديث ضعيف)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عصام محمود
عضو بدرجة مهندس إستشارى
عضو بدرجة مهندس إستشارى



عدد المساهمات : 2741
تاريخ التسجيل : 04/09/2007
العمر : 40
رقم العضوية : 78
Upload Photos : الكفر والفقر Upload

الكفر والفقر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكفر والفقر   الكفر والفقر I_icon_minitimeالسبت 18 أبريل - 16:07

والمصدر الرابع لمعالجة مشكلة الفقر هو الخزانة الإسلامية بمختلف مواردها. ففي أملاك الدولة الإسلامية، والأموال العامة التي تديرها وتشرف عليها، بالإستغلال او الإيجار أو المشاركة. وفي مال الفيء وفي الخراج ( الضرائب العقارية).. في كل هذه الموارد نصيب للمحتاجين والمعوزين.
{مَّا أَفَاء اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7 ولنذكر قسم الخليفة عمر بن الخطاب
الى ذلك. إذ أنّ المقصود بإشارته هم الذين يعيشون في دار الإسلام. وعمر نفسه هو الذي أثار انتباهه شيخ من يسأل الناس،
فقال له: ما أنت يا شيخ؟
قال: ذمي
( وكان يهوديا)
فرد عمر: ما أنصفناك؟.. أكلنا شيبتك ثم نضيعك في هرمك.
وأخذه الى بيته فأعطاه ما وجده عنده، وأرسل الى مسؤول بيت المال يقول:
الى هذا وضربائه، فافرض لهم من بيت المال ما يكفيهم وعيالهم.

ذلك أنه عندما يتصل الأمر بالفقر والحاجة، فإنّ القضية المطروحة تصبح قضية كرامة الإنسان، مجرد كونه إنسانا، مسلما أو غير مسلم. والنص القرآني يقول {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..} إلى آخر الآية -الإسراء70 ولم يقصر التكريم على مخلوق دون آخر.
وليس الهدف من هذا كله أن يعيش الإنسان في عالم الإسلام عند حدود الكفاف. ولكن الهدف هو سدّ حاجة الإنسان قدر الإمكان، ليعيش حياة كريمة تليق بمخلوق الله المختار.
والحديث يقول:
193418 - من ولي لنا عملا وليس له منزل فليتخذ منزلا , أو ليست له زوجه فليتزوج , أو ليس له خادم فليتخذ خادما , أو ليس له دابة فليتخذ دابة , ومن أصاب شيئا سوى ذلك فهو غال
الراوي: المستورد بن شداد الفهري المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/433 خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة إلى صحته
وإذا كان الحديث واردا في حق موظفي الدولة، إلا أن العلة التي اقتضت حصول الموظف على ذلك، وهي تحقيق كفاية للقيام بعمله بأمانة واستقرار، تقتضي توفير ذلك لجميع العاملين، ولو بإسهام من بيت المال" إشتراكية الإسلام ـ د. مصطفى السباعي.
وعمر بن الخطاب هو صاحب القول: إذ أعطيتم فأغنوا.
وقد سئل الإمام الحسن البصري عن الرجل تكون له الدار الخادم، أيأخذ من الزكاة؟.. فأجاب بأنه يأخذ ان احتاج، ولا حرج عليه. الأموال لأبي عبيد.
وثمة اتفاق بين أئمة المذاهب الأربعة، حتى قال الأحناف: لا بأس بأن يعطى الزكاة من له مسكن، وما يتأثث به في منزله، وخادم، وفرس، وسلاح، وثياب البدن، وكتب العلم إن كان من أهله. واستدلوا على ذلك بقول الحسن البصري ( كانوا يعدون الزكاة لمن كان يملك عشرة آلاف درهم من الفرس والسلاح والخادم والدار). والمعنى بذلك هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم " لأنّ هذه الأشياء من الحوائج اللازمة التي لا بد للإنسان منها، فكان وجودها وعدما؛ سواء" بدائع الصنائع للكاساني جـ 2.
وقد أفتى الفقهاء بأن العابد لا يستحق زكاة بينما العالم المحتاج يستحقها، لأن الأول ينفع نفسه والآخر ينفع الناس بعلمه! مشكلة الفقر ـ الدكتور يوسف القرضاوي.
هؤلاء وأمثالهم، يعتبرون " أصحاب حاجة" يحق لهم نصيب من الزكاة!..
أليس هذا أمرا مدهشا؟
أليس مدهشا أيضا أن يعطى أحد المحتاجين ثلاثا من الإبل من بيت المال في عهد عمر بن الخطاب، فيحث عمر موظفي بيت المال على أن يزيدوا أمثاله ويقول: كثروا عليهم الصدقة وان راح على أحدهم مائة من الإبل"؟
وأليس مدهشا أن يبلغ هذا الأحساس بالتكافل مدى يدفع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى أن يفرض لكل مولود مائة درهم، فإذا ترعرع زاده الى مائتين، فإذا بلغ زاده كذلك.
بينما عمر بن عبدالعزيز يطوف المنادون: أين المساكين؟ أين الغارمون ( المدينون)؟.. أين الناكحون ( الراغبون في الزواج)؟ أين اليتامى؟.. حتى قيل: ما مات عمر بن عبدالعزبز، حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله.
وهذه الملابسات والشواهد، هي التي استند اليها ابن حزم في كتابه "المُحلى" وهو يحدد الكفاية التي بدونها يصبح الإنسان فقيرا. إذ قرر أن أدنى ما يتحقق به المستوى الإنساني لمن يعيش في دار الإسلام هو: طعام وشراب ملائمين، وكسوة للشتاء وآخرى للصيف، ومسكن يليق بحاله. ( أي حقوق المأكل والملبس والمسكن).
وإذا لم يتحقق هذا الحلم العظيم، ووقع المحظور، واستبد الفقر بالمسلم.. إذا جاع مثلا؟؟
هنا ترتج الأرض والسماء
فهذا مخلوق الله المختار وخليفته على الأرض يتعرض لمذلة الفقر ومهانة السؤال. وهنا تقف النصوص الإسلامية موقفا بالغ الحزم والعنف، تجرم الحدث، وتدعو الى إزالة آثار الجريمة بكافة وسائل الترهيب والتحريض.
هنا تتوالى الأحاديث:
* 160537 - من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تعالى
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 7/49 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
عرصة: أي مدينة أو حيّ - منطقة سكنية
ويقول الدكتور علي البارودي في كتابه:" دروس في الإشتراكية العربية" إنه ما دام في المجتمع جائع واحد أو عار واحد، فإن حق الملكية لأي فرد من أفراد هذا المجتمع
لا يمكن أن يكون شرعيا، ولا يجب احترامه ولا تجوز حمايته. ومعنى ذلك أن هذا الجائع يسقط شرعية حقوق الملكية إلى أن يشبع" العدل الاجتماعي ـ د. عماد الدين خليل.

وقد حدث في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أصاب بعض المسلمين عطش شديد، فمروا على بئر، ولكن أصحابه رفضوا أن يشربوا منه "فلما وفدوا على عمر بالأمر فقال: هلا وضعتم فيهم السلاح" الخراج لأبي يوسف.
وفي المحلى (جـ 6) كتب ابن حزم عن المسلم الذي يشتد به الجوع، بينما يجد طعاما فيه فضل عن صاحبه، فيقول إنه "فرض على صاحب الطعام إطعام الجائع"
وفي فقه الحنابلة إنه إذا مات المسلم جوعا فإن القادرين الذين حوله يعتبرون قتله، ويلزمون بدفع الدية عنه، لأنهم مسؤولون أمام الله عنه.
وفي رأي فقهاء آخرين أن المسلم الجائع إذا مات وهو ينتزع حقه من القوت من الأغنياء يعتبر شهيدا، لأنه مات وهو يدفع ظلما اجتماعيا وقع عليه، " ومن مات دون مظلمته فهو شهيد" بنص الحديث الشريف، ثم إنه مات وهو يحاول أن يغيره بيديه منكرا، إذ هو مطالب بذلك شرعا. "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده.." إلى آخر الحديث. وقبل أن نطوي هذه الصفحة ينبغي أن ننتبه الى أن هذه النصوص الأخيرة تتعدى الفقر بالناس، هي حالة الجوع.. أي منتهى الفقر.
وبقي أن نتأمل على الجانب الآخر حالة معاكسة: منتهى الغنى!
تحقيق الآيات والأحاديث: أشرف الأبجي
منقول (ببعض التصرف) عن الكاتب المعروف
فهمى هويدى من كتاب "القرآن و السلطان"

من أراد قراءة الكتاب بالكامل فهو مرفوع على الرابط الآتي

كتاب القرآن والسلطان
هموم إسلامية معاصرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكفر والفقر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أنا والفقر ,,!!
» الازمة الاقتصادية الراهنة تولد المزيد من البطالة والفقر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان :: دين ودنيا :: إســلاميـــــــــــــات-
انتقل الى: