علمت « المصرى اليوم» أن الحكومة ستبدأ حملة قومية لتنفيذ مشروع لزراعة أسطح المنازل فى المدن المزدحمة للحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وارتفاع معدلات التصحر فى مصر خاصة بعد تصنيف مصر ضمن أكثر مناطق العالم «قحولة» بسبب تزايد معدلات التعدى على الأراضى الزراعية وارتفاع ظاهرة تلوث المياه والأراضى وانعكاسها على الغطاء النباتى.
وأكدت مصادر رفيعة المستوى بوزارة الزراعة أن مجلس الوزراء يدرس تكليف الوزارة بإعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية للمشروع. خاصة فى ظل توصيات مركز البحوث الزراعية بتعميم تجربة زراعة الأسطح فى مدارس القاهرة طبقا للاتفاق المبرم بين المركز والدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة.
وأشارت المصادر إلى أنه فى حالة تعميم المشروع على مستوى الدولة فإنه يحقق أهدافاً كبيرة أهمها الحد من ظاهرة السحابة السوداء بالقاهرة وتخفيض حدة تلوث هواء المدينة، بالإضافة إلى إنتاج محاصيل غذائية نظيفة أهمها الخضروات والإنتاج السمكى تساهم فى حل مشكلة ضعف جودة محاصيل الخضر بمدينة القاهرة.
يأتى ذلك بعد التقارير التى أفادت بضرورة حل مشكلات رى المحاصيل بالمياه الملوثة بالصرف الصحى والصناعى غير المعالج بسبب نقص المياه العذبة باستخدام تقنيات حديثة، وأكدت المصادر أن المشروع الجديد يساهم فى الحد من استهلاك المياه لاعتماده على تقنيات متطورة فى الرى وإعادة استخدامها أكثر من مرة مما يساهم فى ترشيد استهلاك المياه لإنتاج زراعات عضوية خالية من المبيدات والأسمدة وحل مشكلة مخلفات الاستهلاك المتراكمة فوق أسطح المنازل.
وأكد الدكتور أيمن فريد أبوحديد، رئيس مركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن القواعد الأساسية عند زراعة السطح هوعدم استخدام المبيدات حتى يتم إنتاج خضروات طازجة نظيفة خالية من المبيدات مما يحسن من صحة الإنسان ويحسن من الجهاز المناعى مما يقلل من الإصابة بالأمراض.
وأشار أبوحديد إلى التعاون بين المركز ومحافظة القاهرة بناء على طلب د.عبدالعظيم وزير المحافظ بزراعة ٢٦ مدرسة موزعة على الإدارات التعليمية التابعة لمحافظة القاهرة. وتم بالفعل زراعة المدارس التى تم تحديدها بنجاح بمجموعة متنوعة من نباتات الزينة وزهور القطف باستخدام مجموعة من الأنظمة المغلقة التى تتميز بخفة الوزن وتوفير المياه والأسمدة وعدم تسريب أى نقط مياه إلى أرضية السطح. هذا إلى جانب حماية أرضية السطح من التشققات الناتجة بفعل الأشعة فوق البنفسجية وارتفاع درجة الحرارة.
وعلى صعيد آخر. كشف أبوحديد عن أن الدراسات أثبتت أيضاً أن زراعات الأسطح تقلل من التأثيرات الضارة لمحطات المحمول حيث وجد أن النباتات تمتص الموجات الإليكترومغناطيسية المنبعثة من المحطات الصناعية. على أن تستعمل فى هذه الحالة نباتات زينة وزهور قطف فقط. كذلك لحدائق الأسطح دور فى تقليل نسبة الضوضاء خصوصاً فى المناطق القريبة من المطارات أوالقطارات. حيث وجد أن زراعة الأسطح تؤدى إلى امتصاص جزء كبير من موجات الصوت فتقل الموجات المنعكسة.
وقال: «إن زراعة المتر المربع من النبات الأخضر فوق السطح طوال العام يؤدى إلى التخلص من ١٠٠ جم من الملوثات العالقة بالهواء سنوياً. كذلك زراعة ١.٥ متر مربع من النبات الأخضر أياً كان نوعه ينتج كمية من الأكسجين تكفى لسد الاحتياجات التنفسية لشخص بالغ لمدة عام كامل». وأشار إلى أن زراعة الأسطح تؤدى إلى تلطيف الجومن خلال خروج بخار الماء عبر ثغور الأوراق الخضراء.
أيضاً تقوم التربة المزروعة بها النباتات ببخر الماء الموجود بها بفعل درجة الحرارة المرتفعة مما يعمل على تلطيف الجووتخفيض درجة الحرارة كما لوكان المنزل محمياً بظل شجرة كبيرة وافرة الخضرة.
وأوضح أبوحديد أن الدراسات العلمية أشارت إلى أن زراعة الأسطح تساهم فى تخفيض درجات الحرارة حيث يصل الانخفاض إلى ٧ درجات مئوية فى الدور الأخير الموجود أسفل السطح مباشرة. مما يؤدى إلى تقليل تكاليف التبريد بمقدار ٥٠%. وتكاليف التدفئة بمقدار ٢٥% مما يوفر فى استهلاك الطاقة والمال وأيضاً يقلل من أكاسيد النيتروز المنبعثة فى هواء المدينة.