gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 7:14 | |
| [color:1849="DarkRed"]وهذه رسالة فى الرد على الانتقاد ات الموجه لقصيدة البردة
القول المبين في بيان علم مقام خاتم النبيين
تأليف : خادم العلم الشريف : عيسى بن عبد الله بن مانع الحميري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأكمل التسليم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه أجمعين.
وبعد: ففي الوقت الذي تعصف فيه بالأمة الإسلامية ريح هوجاء، تكاد تأتي على جذورها، وفي الوقت الذي يجب فيه وأد الخلافات، والوقوف صفاً واحداً أمام هجمات أعداء الإسلام التي تحاصر وتحاول القضاء على جذوة هذا الدين – دين الإسلام – في القلوب. يأبى على فريق من الناس إلا نكأ جراح الأمة وإثارة الخلافات العقدية والمذهبية، بدافع سوء الظن بالأمة الإسلامية ورميها بالشرك والضلال، دون تعقل أوفهم. وإنما ركوباً لمسالك الهوى وعصبية في الرأي، وشططاً في التفكير. ولا تمر فترة من الفترات، إلا ونسمع أو نقرأ هذه الأفكار وتقرع الأسماع، وتؤذي الأبصار، وتضلل العامة بأفكارها المسمومة، وتخدع الشباب بمعسول الدعاوي والتباكي على السنة.
لذا رأيت لزاماً عليّ، أن أوضح حقيقة هذه الأمور، وما فيها من خطل تدفع وهم المتوهمين، وتذهب الحيرة عن نفس المسلمين، وتبين لهم الحق من الباطل.
ومما أثير أخيراً، وحصلت بسببه ضجة بين أهل السنة ما كتبه الأستاذ الشيخ ابن عثيمين[1]حول بعض أبيات بردة للإمام العارف بالله البوصيري التي رددها ويرددها المسلمون منذ عدة قرون مستحسنين ما فيها من مدح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم نجد أحداً ينكر ما فيها ، بل الكل مستحسن لها ، فكان هذا الاستحسان من الأمة تلقياً بالقبول لهذه القصيدة المباركة.
ولكن الشيخ العثيمين، هدانا الله وإياه، لا يرضيه هذا التلقي وينتقد البوصيري في الأبيات التالية:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقـل يا زَلَّة القـدم فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علـم اللوح والقلم
فقال ابن عثيمين هدانا الله وإياه :" مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله – عز وجل – وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي – عليه الصلاة والسلام- فإن من جودك الدنيا وضرتها. و" من " للتبعيض، والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام – وليس كل جوده فما الذي بقي لله عز وجل؟ ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة وكذلك قوله :"ومن علومك علم اللوح والقلم".
"ومن " هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب؟". انتهى كلام الشيخ العثيمين بلفظه، وفقنا الله وإياه للصواب.
وقبل أن نخوض في الرد التفصيلي عن تلك الشبهات والإثارات نتساءل:
1- هل ذات الله تعالى محدودة؟ 2- هل علم الله تعالى محدود؟ 3- هل جوده وكرمه محدودان؟ 4- هل كل ما في اللوح المحفوظ محيط بعلمه تعالى؟
الجواب على هذه الأسئلة والذي يتبادر إلى ذهن عوام المسلمين فضلاً عن علمائهم، أن الله تعالى لا نهاية لكماله ولا حدود لصفاته، لأنه ]ليس كمثله شي وهو السميع البصير[ فكل من اعتقد المحدودية في ذات الله تعالى أو في صفاته، أو حَصَر علم الله في شيء مخلوق كاللوح والقلم فقد أخطأ الصراط المستقيم واتبع السبل، لأنه هدم أعظم ركن من أركان الإسلام وهو التوحيد الذي يقتضي تقديس الله تعالى عن مشابهة المخلوقات في ذاته وصفاته وأفعاله. وسنتعرف أخي القاريء في هذه الرسالة عن هذه القضايا بشيء من التفصيل بحول الله وتوفيقه.
نقد كلام الشيخ العثيمين وبيان خطره على العقيدة
وهنا يقف الإنسان مندهشاً أمام هذا الكلام، أيعي الشيخ حقاً ما قاله أم هي زلة لسان، لم ينتبه لها بعد ذلك؟ مع أن هذا الكلام نشر في مجلة ثم جمع في كتاب، ومن اللازم أن يعرض عليه ليوافق على نشره، فكيف سمح لنفسه أن يتصور صفات الله سبحانه وتعالى بهذه المحدودية وهذا الحصر؟.
وكلنا يعلم أن من الأمور التي يجب أن تكون راسخة في عقيدة المسلم، أن صفات الله عز وجل غير متناهية ولهذا ندرك خطورة أي كلام ينطوي على نعت العلم أو الكرم الإلهي، بما يماثل صفة العلم أو الكرم في الخلْق.
فهما في الخلْق صفتان متناهيتان، أما بالنسبة لله تعالى فصفاته غير متناهية، وإلا لصدق أن يوصف بالعجر والجهل لأن التناهي يصدق عليهما، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فَمنْ وصف صفات الله عز وجل بالتناهي، فقد أساء إساءة كبيرة وخطيرة تمس العقيدة الإسلامية.
وتعال معي إلى ما كتبه ابن عثيمين في فتواه، وتأمل قوله:" فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام وليس كل جوده، فما الذي بقي لله عز وجل ما بقيله شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة"؟!!! لعلك أخي القارئ أدركت خطورة هذا الفهم للصفات الإلهية.
وخطورةُ هذا الكلام – لمن لم يدرك حتى الآن مكمن الخطورة فيه – تكمن في تحديد دائرة الجود والكرم الإلهي في نطاق الخلق، وهذا يدل على محدودية هذه الصفة، والحد من تعلق هذه الصفة في الجائزات يفضي إلى تصور الحصر في الذات الإلهية، وهذا يتنافى مع تنزيه الخالق سبحانه وتعالى، ويتنافى مع ما يجب اعتقاده من كمال الله عز وجل، الذي لا يحد كرمه، ولا يحصر جوده، ولا يعجزه إيجاد مسالك لكرمه وجوده.
ولا أدري؟ كيف يفهم قول الله تعالى كما ورد في الحديث القدسي الجليل، الذي خَرَّجه مسلم والترمذي وابن ماجه[2] عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه وفيه :"… لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، قاموا على صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر".
ونقص المخيط من البحر هو من باب التمثيل، للتقريب للأذهان، وإلا فلا نسبة هنا وإن دقت – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً –
فَتَوَهُّمُ أن الجود الإلهي منحصر في الدنيا والآخرة فقط، معارض لأمثال هذا النص المتقدم، الذي يفيد:" أن جود الله لا يتناهى، ولا يحد، ولا يعد، وإذا كانت الدنيا والآخرة – وهما مما يتصور من سؤال الإنس والجن – لا تُنقصان ملك الله عز وجل إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر فكيف يصح لمسلم أن يفهم أن الجود والكرم الإلهي محدود بهما؟ وأين باقي هذا البحر الذي لم يذهب منه إلا ما أنقصه المخيط؟ … سبحان الله وتبارك وتقدس أن يحد كرمه، أو أن يماثله شيء من خلقه.
* * *
خطأ العثيمين في تصور العلم الإلهي
يقول هذا الشيخ – هدانا الله وإياه - :" ومن علومك… ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب".
وهذا كلام خطير جداً يمس جانب العقيدة مساً واضحاً بيناً، لأن الله تعالى لا يحد علمه ولا يحاط به، تعالى عن ذلك علواً كبيراً… فعلمه سبحانه المتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات، لا يوصف ببداية ولا ينعت بنهاية، ولا تحده غاية، سبحان الله عما يصفون ويتوهمون.
ومنشأ الخطأ – عند الشيخ – هو تصوره أن علم الله تعالى محدود باللوح والقلم أو الدنيا والآخرة؟! ولا أدري كيف يتصور عاقل فطن أن اللوح والقلم، وهما مخلوقان من خلق الله يستوعبان علم الله تعالى ، فيحصر – بهذا التصور – العلم والقدرة الإلهيين فيهما.
فسبحان الله، لعل الشيخ نسي قصة الخضر الثابتة في الصحيح:"…… فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما، فعُرِف الخضرُ فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر : يا موسى، ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر [3]…" الحديث.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:"وقد وقع في رواية ابن جريج بلفظ أحسن سياقاً:"ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور بمنقاره من البحر".
وهذا من باب إيضاح المعنى بالمثال، وإلا فعلم الله لا يحد كما يحد البحر مهما عظم واتسع. يقول ربنا عز وجل: ]قل لو كان البحر مداداً لكمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً[ " الكهف109 "
ملاحظات على كلام الشيخ العثيمين
وهنا يتبادر إلى عقل المسلم السؤال التالي:
مادام الشيخ فهم أن العلم محصور باللوح والقلم فأين كان علم الله قبل خلقهما، سبحانه وتعالى لا يوصف بأين ولا ينعت بكيف. ثم ألم يفطن هداه الله إلى أن حصر العلم في المتناهي من صفات علم المخلوقين وهذا تشبيه للباري بخلقه؟ وهو يعلم خطورة التشبيه في العقيدة الإسلامية وموقف علماء الإسلام من المشبهة.
فإذا كان قصد المؤلف دفع غائلة وصف المخلوقين بصفة من صفات الخالق، تنزيهاً وتقديساً للباري سبحانه، فإن الأخطر من ذلك هو أن نصف الباري تعالى بصفات المخلوقين، كما حصل للشيخ المذكور، وكأنه بجعله العلم محصوراً في عالم الدنيا والآخرة غفل عن قوله تعالى: ]إن الله كان بكل شيء عليماً{ " النساء 32 "، وقوله تعالى:]وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً{" الإسراء 36 "، واللوح والقلم شيئان من الأشياء الكثيرة التي خلقها الله تعالى … وكأنه غفل عن قوله عليه الصلاة والسلام:"إن أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب فقال : رب وماذا أكتب؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة"[4].
ومن الواضح أن ما بعد يوم القيامة من عوالم لم يسجلها القلم كما يفهم من هذا الحديث، فما المانع أن يطلع الله من شاء من خلقه على هذه العوالم التي لم يسجلها القلم، ولم تحفظ في اللوح المحفوظ، ولا سيما حبيبه ورسوله وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وخاصة أن نصوصاً كثيرة جاءت لتكشف عن ذلك وسيأتي ذكرها.
والمشكلة عند ابن عثيمين ومن معه أنهم يخلطون بين الأسباب ومسبباتها، ولا يفرقون بين السبب الظاهر والسبب الخفي، ويغفلون عن أن الله تعالى ربط الأسباب بالمسببات.
والعجب أننا نجد الشيخ ابن عثيمين – غفر الله لنا وله – يناقض نفسه بفتوى أخرى عندما يسأل عن قول الصحابة "الله ورسوله أعلم" فأجاب بقوله: قولهم "الله ورسوله أعلم" جائز، وذلك لأن علم الرسول من علم الله، فالله تعالى هو الذي يُعلِّمه ما لا يدركه البشر، ولهذا أتى بالواو.[5]
توضيح الأبيات كما فهمها العلماء الثقات
والآن ماذا يعني البوصيري رحمه الله تعالى بهذه الأبيات، وهل كفر هو من أُعجب بقصيدته وأحبها؟ كما أفتى ابن عثيمين حيث قال في فتواه:"… هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم المؤدي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه يحارب الناس عليه، ويستبيح دماءهم وأموالهم ودراريهم فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري يا أكرم الخلق…" ثم ذكر الأبيات المتقدمة!!!
ونحن نقول لابن عثيمين إن العشرات من الأعلام والعلماء[6] الراسخين في العلم شرحوا هذه القصيدة وتفننوا في شرحها وتخميسها وتسبيعها فهل كلهم دعاة إلى الشرك الأكبر؟ وتداولها العلماء الأعلام كابراً عن كابرٍ وهل كلهم جهل ما فهمه ابن عثيمين؟!!!
وقانا الله مزالق الردى، وحفظنا من سبق الوهم، ورسوخه في النفس، وعافانا من الشذوذ عن السواد الأعظم لهذه الأمة.
* * *
أما قوله :
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلى باسم منتقم
قال الشيخ العلامة النحوي خالد الأزهري[7] شارحاً هذا البيت :
" يا أكرم كل مخلوق مالي غيرك ألتجئ إليه يوم القيامة من هوله العميم، والخلق متطلعون إلى جاهك الرفيع، وجنابك المنيع، ولن يضيق بي جاهك يا رسول الله إذا اشتد الأمر وعيل الصبر وانتقم الله تعالى ممن عصاه …".
والناظم [8] هنا يتحدث عن موقف المقام المحمود الذي يقفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما تدنو الشمس من الخلائق، ويطول الأمر بالناس وهم في خوف وضجر وقلق شديد، حتى يتمنى الكفار أن يُذهب بهم ولو إلى النار، فيلجأون إلى الأنبياء بدءاً من آدم ثم نوح فإبراهيم فموسى فعيسى عليهم الصلاة والسلام، وكلهم يعتذر، ويأبى الشفاعة، ولا تهمه إلا نفسه في ذلك الموقف ثم يلجأون إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقول : أنا لها.[9]
والشاعر يذكر رسول الله بهذه الخصوصية الجليلة العظيمة التي دلت عليها الأحاديث الصحيحة وفي الحديث:"فيلهمني الله محامد لا أقدر عليها الآن فأحمده بتلك المحامد، ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك، وسل تعطه واشفع تشفع…" الحديث.
والشاعر البوصيري رحمه الله يذكر الشفاعة الكبرى التي دلت عليها الأحاديث الصحيحة وهي خاصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهناك أنواع أخرى من الشفاعات الخاصة لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم غير هذه الشفاعة لا مجال هنا للحديث عنها.
فهل في هذا ما يمس العقيدة في شيء؟.
بل هل هذا إلى محض الإيمان؟ والإيمان بالشفاعة من الأمور التي يتميز بها أهل السنة والجماعة بخلاف بعض المبتدعة الذين أنكروا شفاعته صلوات الله وسلامه عليه.
ولا أدري إن كان بعض الناس يثيره أن يوصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أكرم الخلق …؟؟! علماً بأن هذه الخصوصية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسَلَّمات عند المسلمين، والأحاديث التي تؤكد هذا المعنى كثيرة جداً مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا أكرم ولد آدم على ربي أخرجه الترمذي والدارمي[10] ومثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم :"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة"[11]
وأما قوله : مالي من ألوذ به، فهو من الأمور المسلمة عند من يقرأ أو قرأ حديث الشفاعة العامة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد تقدمت الإشارة إليه، وهذا المقام الكريم ثابت لرسول الله في القرآن قبل السنة، قال الله تعالى:] ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً{ الإسراء. وسميت الشفاعة العظمى بالمقام المحمود، لأن جميع الخلق المؤمنين، والكافرين، الأتقياء والفجار يحمدون له هذا الموقف.
وكونه صلى الله عليه وآله وسلم " الملاذ الوحيد" يومئذ واضح جلي، فكل الأنبياء والمرسلين يعتذرون عن الشفاعة في ذلك المقام وكلهم يقول: نفسي نفسي.
وقد يسأل متحذلق: لم لا يلجأ الإنسان إلى الله تعالى مباشرة في ذلك اليوم؟ والجواب كما بينه الناظم بقوله : "…… إذا الكريم تجلى باسم منتقم".
ففي ذلك المقام لا يجرؤ أحد من الناس بمن فيهم الأنبياء على طلب أي شيء فيه تخفيف أو رحمة من الله تعالى لشدة غضبه الذي يصفه الأنبياء جميعاً بقولهم:"إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله"[12] كما هو في حديث الشفاعة.
إذاً لابد من شافع، وهذا الشافع هو الحبيب الأعظم والسيد المكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وتأمل حديث الشفاعة تجد هذا بيناً واضحاً لا ريب فيه ولا شك ولا لبس.
* * *
وأما قول الناظم رحمه الله تعالى:
فإن من[13] جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
ضرة الدنيا : هي الآخرة.
اللوح : جسم نوراني، كتب فيه القلم بإذن الله تعالى ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. القلم : هو جسم نوراني خلقه الله تعالى، وأمره أن يكتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. الجود: إفاضة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض.
شرح البيت:
قال الشيخ خالد الأزهري:"وإِنّ خيري الدنيا والآخرة من جودك، وعلمي اللوح والقلم من علمك، وأنت الحقيق بذلك، والمعول في الشفاعة عليك".
وقال الشيخ إبراهيم الباجوري أحد شراح البردة وهو ممن ولي مشيخة الأزهر في القرن الثالث عشر من الهجرة: والمراد من الدنيا ما قابل الأخرى، ولذلك جعلها الناظم ضرتها، وفي كلامه تقدير مضاف إي خيري الدنيا هدايته صلى الله عليه وآله وسلم للناس، ومن خير الآخرة شفاعته صلى الله عليه وآله وسلم فيهم".
فأي إشكال في هذا الفهم يا عباد الله؟ بل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفض الدنيا بما فيها زاهداً فيها فضلاً عن تملكها ثم الجود بها، والأحاديث في هذا متوافرة.
أخرج أبو يعلى بإسناد حسَّنه الهيثمي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب" 14
عن[15] عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:"أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" فرفض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الدنيا واختار أن يكون عبداً يأكل يوماً ويجوع يوماً…
ثم إقدامه عليه الصلاة والسلام على الشفاعة يوم القيامة عندما يحجم الأنبياء كلهم لا تهمهم إلا أنفسهم، فيتصدى أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم - بأبي هو وأمي – للشفاعة حتى يرضى الله سبحانه بعد غضبه وتزول الأهوال والشدائد عن الناس، فأي جود يريده الناس بعد ذلك؟! بل إن رتبة الجود لتنزل عن هذه الرتبة العظيمة.
ثم إن الدنيا والآخرة وجدتا من أجل رسالة الإسلام، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يمثل هذا الإسلام، بل هو الإسلام الفعلي الواقع والدليل عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض - 16 .
وقد قال الله تعالى: ] والأرض وضعها للأنام " الرحمن10" والأنام هم الخلق وأفضلهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن باب أولى أنها له صلى الله عليه وآله وسلم وقال تعالى:] هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً{ البقرة 29 "
ثم إن الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة، كما جاء في الحديث الشريف[17]، فلا يرضى الله عز وجل أن تكون الدنيا كل ما أعطي لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم.
ولابد من الإشارة في شرح بيت البوصيري أيضاً:
فإن من جودك الدنيا وضرتها… إلى أن العرب استعملوا المجاز، وهو أسلوب من أساليب العربية المتفق عليه، ومن نفاه فقد نفى عن العربية بعضاً من الفصاحة.
وفي كلام الشاعر البوصيري رحمه الله تعالى في هذا البيت نجد استعماله للقرينة السببية في علاقة المجاز المرسل، فكأنه أراد: إن من جودك هداية الناس في الدنيا، وهذه الهداية موصولة لرب العالمين وهي سبب الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، ومن جودك أيضاً الشفاعة في الآخرة، وهي علاقة مجاز على القرينة السببية وفي القرآن الكريم :] وينزل لكم من السماء رزقاً[غافر13أي ما ينزل هو الماء الذي هو سبب الرزق المتنوع الأشكال.[18]
هل يعلم رسول الله علم اللوح والقلم
وأما قوله :"ومن علومك علم اللوح والقلم" والذي استعظمه واستنكره وشنع عليه بعض الناس، فإنني لا أريد من القارئ المنصف إلا التمعن في هذه الأحاديث:
جاء في الصحيحين واللفظ لمسلم[19] عن أنس رضي الله عنه أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أحفوه بالمسألة فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال:" سلوني، لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم، فلما سمع القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر، قال أنس: فجعلت ألتفت يميناً وشمالاً فإذا كل رجل لافٌّ رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل من المسجد، كان يلاحى فيُدعى لغير أبيه، فقال: يا نبي الله من أبي؟ قال: أبوك حذافة، ثم أنشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، عائذاً بالله من سوء الفتن ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم:"لم أر كاليوم قط في الخير والشر، إني صورت لي الجنة والنار فرأيتهما دون هذا الحائط".
روى البخاري عن عمر بن الخطاب [20] رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقاماً فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.
وروى أبو داود [21] عن حذيفة رضي الله عنه قال:"والله ما أدري أنسيَ أصحابي أم تناسوا، والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلثمائة فصاعداً إلا قد سماه لنا بإسمه واسم أبيه واسم قبيلته".
وفي حديث اختصام الملأ الأعلى الذي خرجه الإمام أحمد في مسنده والدارمي[22] والترمذي والطبراني – ومما جاء فيه - … فعلمت ما في السموات والأرض وتلا : ]وكذلك نُري إبراهيمَ ملكوتَ السموات والأرض وليكون من الموقنين{ الأنعام 75 ، وفي رواية : فتجلى لي كل شيء وعرفت، وفي رواية الطبراني: فعلمني كل شيء … إِلخ.
وانظر ما قاله الصحابي الجليل مالك بن عوف في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد في الإصابة 9/64:
ما إِن رأيتُ ولا سمعتُ بواحد في النّاس كلِّهم كمثلِ محمّد أوفي فأعطى للجزيل لمجتدٍ ومتى تشأ يخبرك عما في غد [23]
ومن الواضح أن الله سبحانه وتعالى أفاض على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من العلوم والمعارف مالا يعلمه إلا الله تعالى القائل له : ] وأنزل الله عليك الكتب والحكمة، وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً[" النساء113. وما في الآية يدل على العموم والشمول، أي لتعم جميع العلوم التي علمها الله تعالى لرسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، ولتشمل غيرها من العلوم التي أفاضها الله سبحانه وتعالى عليه صلى الله عليه وآله وسلم "
فما هو وجه الإشكال إن قال قائل:"إن الله علّمه علم اللوح والقلم. ألست ترى النص النبوي الشريف يقول لك؟:"فعلمني كل شيء، أو فتجلى لي كل شيء وعرفت.." الخ. أليس اللوح والقلم شيئين من هذه الأشياء، يا سبحان الله كم من عقول تبادر إلى إنكار مالا تعرف فتقع في محاذير؟! كان من الأولى لها أن تصون نفوسها عنها، ثم أليس معرفة الجنة والنار والإخبار عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة الجنة … الخ مما يزيد عما في اللوح والقلم، الذي لم يكتب إلا ما سيكون إلى يوم القيامة، أما ما بعد يوم القيامة فإن العلم به علم بما ليس في اللوح والقلم…
وهب أنه كتب في اللوح ما سيأتي بعد يوم القيامة، ألا يدخل علم ما يكتب في قوله: فتجلى لي كل شيء، وعلمت ما في السموات والأرض…الخ.
فغدا من الجلي الواضح أن ما أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم من العلوم يفوق ما كتب في اللوح مما خطه القلم.
ولا نقول هذا من باب العصبية لرأي أو لرجل، وإنما هي مسألة إيمانية إذ أن إعطاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقه فيما أكرمه الله به هو من مقتضيات الإيمان به.
وأما الغلو المرفوض كقول النصارى:"عيسى ابن الله، أو حلت فيه روح الله" ونحوها من المكفرات، فهذا مرفوض مردود لا مرية فيه ولا ريب. والناظم البوصيري رحمه الله هو الذي قال لنا في بردته:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
* * * وأرجو من الله تعالى أن يلهم الشيخ، بل وكل من يمسك قلماً أو يعتلى منبراً أو يلقي محاضرة، أو يبث نصيحة وموعظة، أن يتحرى جانب الصواب وبخاصة فيما يتعلق بالله تعالى، فإن مزالق الأقدام هنا خطيرة قد تودي بإيمان الإنسان نفسه…
جمع الله القلوب على محبة رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وألهمنا جميعاً حسن الظن بالمسلمين وألف بين المسلمين الذين أصبحوا تائهين حائرين في هذه الليالي الحالكة وألهم العاملين من أجل هذا الدين، الابتعاد عن أسلوب التكفير والتضليل والتبديع، فإن هذا يزيد الجرح عمقاً، والقلوب بغضاً.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
--------------------------------------------------------------------------------
1- انظر " فتاوى مهمة لعموم الأمة" جمع وإعداد إبراهيم ابن عثمان الفارس ص46/ط أولى 1413هـ. 2- صحيح مسلم 2577 والترمذي 2495 وابن ماجه 4257 3- صحيح البخاري 1/59 كتاب العلم. 4- أخرجه أبو داود في سننه 2700 واللفظ له وأحمد في المسند 5/217. وله شواهد منها ما أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/49و50 والآجري في الشريعة ص 175، والبيهقي في الأسماء والصفات ص480 وهو حديث صحيح. 5- انظر المجموع الثمين من فتاوى العثيمين 2/213 طبعة 1411هـ. 6- ممن شرح قصيدة البردة المسماة بالكواكب الدرية: الإمام النحوي ابن هشام الحنبلي ت761 ،(وابن الصائغ ت776 ، وابن العماد ت808 ،وجلال الدين المحلي ت864 ،وعلاء الدين البسطامي ت875. وعلي القصاني ت 891 ، وخالد الأزهري ت905و الإمام الفقيه نور الدين علي القاري الحنفي 1014، والمحدث الكبير الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني ت923، صاحب إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري وسمى شرحه على البردة الأنوار المضية في شرح الكواكب الدرية،وشيخ الإسلام القاضي زكريا بن محمد الأنصاري ت926 وسماه الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة ،والعلامة الكبير الزركشي محمد ابن بهادر 794،والشيخ القاضي بحر بن رئيس الهاروني المالكي، ومحمد بن عبد الله بن مرزوق المالكي المغربي 781هـ والشيخ الباجوري ت 1276هـ، والفناري عبيد الله بن محمد بن يعقوب ت936 قال صاحب الشقائق النعمانية : وهو من أحسن شروحها. وغيرهم عشرات من العلماء والمحققين وبعضهم خمسها وسبعها، قال السهراني ت 1048: رأيت خمسة وثلاثين تخميساً جمعها بعض العلماء ورأيت تسبيعاً عجيباً مبدوءاً من أوله إلى آخره بلفظة الجلالة للشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله المكي…ألخ أهـ من كشف الظنون 2/1331. وكتاب المدائح النبوية وأثرها في الأدب العربي للدكتور زكي مبارك.
7- له شرحان على البردة، والمطبوع منها الشرح المختصر وفيه إعراب للبردة كلها…
8- أي العارف بالله البوصيري
9- الحديث رواه البخاري 6/265 في الأنبياء، ومسلم رقم 194 في الإيمان واللفظ له والترمذي رقم 2436 في صفة القيامة.
10- أخرجه الترمذي في المناقب رقم 3610، وقال هذا حديث حسن غريب. والدارمي 1/26.
11- رواه مسلم رقم 2278 في الفضائل، وأبو داود رقم 4763 في السنة، والترمذي رقم 3615، وقال : هذا حديث حسن صحيح.
12- تقدم تخريجه ص26.
13- قال الألوسي في تفسير الآية الكريمة :[إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه] " النساء171 " وهي أي : من لابتداء الغاية مجازاً لا تبعيضية كما زعمت النصارى، ويحكى أن طبيباً نصرانياً حاذقاً للرشيد ناظر علي بن الحسين الواقدي المروزي ذات يوم فقال له: إن في كتابكم ما يدل على أن عيسى عليه السلام جزء منه تعالى وتلا هذه الآية، فقرأ الواقدي [وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه] " الجاثية 13" فقال إذا يلزم أن يكون جميع الأشياء جزءاً منه سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فانقطع النصراني فأسلم وفرح الرشيد ووصل الواقدي بصلة فاخرة "روح المعاني 6/25 ".
14- أخرجه البغوي في شرح السنة 2683 وابن سعد في الطبقات 1/2/101 وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأحمد في الزهد ص5-6 وأبو نعيم في الحلية 3/261. وأبو يعلى في المسند (كما في مجمع الزوائد 9/19) وهو حديث صحيح بالشواهد.
15- أخرجه أحمد في المسند 2/85+86 والطبراني في الكبير 13344 عن طريق أحمد. وإسناده صحيح.
16- أخرجه مسلم في صحيحه 1763 وأحمد في المسند 208و221 وغيرهم.
17- أخرجه ابن ماجه 4110 والترمذي 2321 والخطيب في التاريخ 4/94 وابن المبارك في الزهد 509 والبغوي في شرح السنة 4026و4027. وغيرهم وهو صحيح بالشواهد.
18- في القرآن الكريم الآيات الكثيرة التي تضمنت المجاز فمن ذلك : علاقة المجاز المرسل كقوله تعالى: " فأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون " أي في الجنة، وسميت بالرحمة لحلولها فيها.
ومنها "فليدع نادية " أي أهل نادية، لأنه محل لهم.
ومنها: علاقة المجاز إلى ما يؤول الشيء إليه كقوله تعالى: " إني أراني أعصر خمرا ". ومنها: العلاقة البدلية كقوله تعالى " فإذا قضيتم الصلوة " أي أديتموها ومنها: إطلاق الزيادة بالحرف كقوله تعالى " لا أقسم " أي أقسم فلا زائدة للتأكيد مجازاً.
وكذلك زيادة الاسم كقوله تعالى " أدخلوا آل فرعون" أي أدخلوا فرعون.
ومنه إطلاق الحذف كقوله تعالى: " تالله تفتأ تذكر يوسف" أي لا تفتأ. وأنواع المجاز المتعددة وردت في القرآن الكريم ، وهو من إعجاز القرآن وبلاغته.
19- صحيح البخاري 3/225، مسلم ج8/ص121 برقم 2359.
20- ج2/ص418 برقم 3192.
21- السنن 4/95برقم 4243. وفي إسناده ابن قبيصة بن ذؤيب لم يعين. وقيل هو إسحاق ولكن أبو داود لم يخرج لإسحاق. ولا يضر الاستدلال به لتقدم حديث البخاري.
22- المسند 1/285 ، والدارمي 2/126، الطبراني 1/296.
23- وأورد صاحب أسد الغابة البيتين أيضاً 5/43. بألفاظ متقاربة.
________________________________________ من علامات الزيغ عند المبتدعة والزنادقة إعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين يكرهون مدحه :
الغضب ، والضجر ، والقذف
مع سلب مداحى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أى خصيصة حتى أداهم كرههم لمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تكذيب مداحى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كما يظهر من تكذيبهم للإمام البوصيرى فى ذكره سبب شفائه من المرض العضال الذى ألم به وأن سبب شفائه كان رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وتعليقهم مشابه لتعليق ابن تيمية الخطاء فى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته كما بيناه فى كتابنا أخطاء ابن تيمية المسألة رقم 44 وهو اعتباره أن من رأى النبى صلى الله عليه وسلم ضعيفا فى دينه وبه نفاق ومن المؤلفة قلوبهم
تشابهت قلوبهم
قمة التناقض فى شبكة سحاب نعرض جزء من مدحهم لبعضهم فيها ( بالرؤى ) فى نفس الوقت الذى يتهمون من يرى النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالكذب
وإن لم يتهموه بالكذب قللوا من أهمية رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلم ولهم خطة فى ذلك سنشرحها ونوضحها فى موضوع مستقل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
" إمرأة ترى رؤية صالحة للشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله : أنها رأت قبيل الفجر بقليل وكـأنها في جبل عرفات رأت الشيخ ربيع في قمة الجبل والناس أسفل الجبل يريدوا ان يلحقوا به فقالت هذا الشيخ ربيع هيا ندهب أليه فقالوا لا نستطيع إنه في مكان عالي ) وهذه رؤية صالحة إنشاء الله لشيخنا نحسبه كذلك وحسيبه الله ولا نزكي على الله أحد قال شيخ الإسلام إبن تيمية ( فمن كان مخلصا في أعمال الدين يعملها لله من أولياء الله المتقين أهل النعيم المقيم ........ وقال البراء بن عازب : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله ( لهم البشرى في الحياة الد نيا ) فقال ( هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له ) القائمون بحفظ العلم الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الربان الحافظون له من الزيادة والنقصان هم من أعظم أولياء الله المتقين وحزبه المفلحين بل لهم مزية على غيرهم من أهل الإيمان والأعمال الصالحة) كما قال الله تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) مجموع الفتاوى الجزء الأول صفحة ( 1) "
انتهى النقل الذى وصف المتشنجون المتنطعون بعضهم بعضا بالولاية وإذا نظرت فى وجوههم أدركت شدة الظلمة والقسوة وأدركت سبب تحريمهم للتصوير أو الخروج فى برامج تليفزيونية
وللعلم ربيع المدخلى هذا بدع معظم أصحابه المتمسلفة ، وله شريط يخطئ فى حق الصحابة
ومعروف شدة تراشقه بالألفاظ مع فالح الحربى وشبكة الأثرى والسلفى وغيرهم
والبقية تأتى .. فالفكر التيمى فكر انشطارى
كل طفل أو تلميذ أو كل من قرأ كتابين لابن تيمية ( كما قال الشيخ كشك ) أصبح شيخا
فكر ابن تيمية يمزق ويشتت ويجرئ الأطفال على القمم الإسلامية وعلى تاريخ الإسلام
ولا تتعجب من كثرة كذب ابن تيمية وأتباعه وتحريفهم للنصوص ولتاريخ الأمة فهم مشابهون لليهود .. راقب وانظر واسمع تجد ما أقول لك
| |
|
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 7:39 | |
|
عدل سابقا من قبل gido في الخميس 3 ديسمبر - 19:27 عدل 1 مرات | |
|
أكرم نور الدين مهندس جديد
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمر : 36 رقم العضوية : 3569 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 15:11 | |
| لا حول ولا قوة إلا بالله والله فعلا لا فائدة من نقاش الجهال إن كان فى متهم بالغباء بل والحمق والعته والسفاهة فهو إنت وامثالك الجهلة عباد القبور وأما عن اللى عبدو غير الله فانت وامثالك وشيوخك عباد القبور والأضرحة والموائد والثريد أما عن خصومى وخصومة مفيش مقارنة لو أدركت لأنك أصلا مش بتستند لعلماء انت بتستند لمجموعة من المخرفين الدجالين المبتدعين عبادة غير الله بتتهمنى بعبادة بن تيمية وبتهمك بعبادة القبور أما ردى فانى لا اعتقد فى ابن تيمية رحمه الله بالنفع ولا بالضرر انا بقول انه عالم وممكن يغلط مش بعصم من الغلط أما انت بتعبد القبور لانك بتعتقد فيه بالضر والنفع سواء من دون الله او مع الله اقلها يعنى شرك رضى الله عن ابى بكر عند وفاة الرسول من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت بالنسبة لاستشهاداتك واسطوانتكم الجاهلة المعروفة فى اباحة التوسل حجة عليكم لانها بتبين جهلكم وغباءكم ولو طفل صغير هيفهم أحسن منكم أيها الأغبياء فى فرق بين طلب الدعاء من الصالحين والدعاء بالصالحين أو التوسل بالصالحين فاستغفار الرسول للمؤمنين ياحمقى مش معناه اننا نتوسل بيه دعوة المسلمين للعباس رضى الله عنه عشان يدعو مش توسل بيه ياحمقى ومفيش عالم أنكر طلب الدعاء من الصالحين نفسهم يقولوك طيب ايه الفرق بين حياته وموته طبعا فيه فرق ومش انا ولا انت اللى هنقول دا ربنا اللى بيقول ولا يستوى الاحياء ولا الأموات النوع التاتى من كلامك استنادك لرؤى واحلام احب اقلك انت وكل الصوفية الاغبياء التشريع فى الدين لا يؤخذ بالرؤى إلا رؤى الأنبياء لأنها وحى واصبح حجج الصوفية وتحاريفهم يقولك اصلى الشيخ جاله النبى فى المنام وقله دا الحق وبقيت ذريعة فى اى بدعة جديدة عايزين يخترعوها انت والله مش واخد بالك من الهبل والعبط اللى انت كاتبه والله كلام يضحك شغل موك ياابو م بدل غسيل المخ اللى بيعملوهولكم وكمان استناداتك لمموعة من الضالين المضلين ومجموعة من المبتدعين مضلى الامة مجموعة من النكرات الحب للرسول ياحمقى انما هو بالاتباع ش عبادته من دون الله وهو القائل إنما انا بشر مثلكم لا تطرونى كما أطرت النصارى المسيح بن مريم ثم عايز اعرف ليه ادعية الملائكة والأنبياء والصحابة والتابعين مكنش فيها توسل غير بعض الروايات اللى بتفسروها وتتمحكو فيها علشان تطلعو معانى تتماشى مع أهوائكم وهى وان كان حالات فردية ونادرة وطبعا الرد عليها اصلا سبق وعلى فكرة ردى عليك كان مسبق بالادلة انا بس بفسر الامر ببساطة للى عايز يفهم ليه ربنا مطلبش مننا صراحة نتوسل بالرسول ما دام ربنا عايز كدة ليه الرسول مطلبش صراحة اننا نتوسل بيه ما دام دا أحسن للأمة ان كان دا هو الخير ليه الخلفاء ما طلبوش كدة ما دام دا هو الخير | |
|
أكرم نور الدين مهندس جديد
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمر : 36 رقم العضوية : 3569 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 16:09 | |
| هذا رأي شيخ الاسلام في التوسل –والطلب والدعاء من النبي والصالحين هدانا الله وإياكم الى التمسك بالكتاب والسنة اللذان لن يضل من إعتصم بهما: ه كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج: 27 ص: 83
وأما القسم الثالث وهو أن يقول اللهم بجاه فلان عندك أو ببركة فلان أو بحرمة فلان عندك أفعل بى كذا وكذا فهذا يفعله كثير من الناس لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء ولم يبلغنى عن أحد من العلماء فى ذلك ما أحكيه إلا ما رأيت فى فتاوى الفقيه أبى محمد بن عبدالسلام فإنه أفتى أنه لا يجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا النبى صلى الله عليه وآله وسلم إن صح الحديث فى النبى صلى الله عليه وآله وسلم ومعنى الإستفتاء قد روى النسائى والترمذى وغيرهما ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول اللهم أنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبى الرحمة يا محمد يا رسول الله إنى أتوسل بك إلى ربى فى حاجتى ليقضيها لى اللهم فشفعه فى ) فإن هذا الحديث قد إستدل به طائفة على جواز التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم فى حياته وبعد مماته وليس فى التوسل دعاء المخلوقين ولا إستغاثة بالمخلوق وإنما هو دعاء وإستغاثه بالله لكن فيه سؤال بجاهه كما فى سنن ابن ماجه ( عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر فى دعاء الخارج للصلاة أن يقول اللهم أنى أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاى هذا فإنى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت إتقاء سخطك وإبتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذنى من النار وأن تغفر لى ذنوبى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) قالوا ففى هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه وبحق ممشاه إلى الصلاة والله تعالى قد جعل على نفسه حقا قال الله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين ونحو قوله كان على ربك وعدا مسؤولا وفى الصحيحين ( عن معاذ بن جبل أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال له يا معاذ أتدرى ما حق الله على العباد قال الله ورسوله أعلم قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا أتدرى ما حق العباد على الله إذ فعلوا ذلك فإن حقهم عليه أن لا يعذبهم ) وقد جاء فى غير حديث كان حقا على الله كذا وكذا كقوله من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد فشربها فى الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار وقالت طائفة ليس فى هذا جواز التوسل به بعد مماته وفى مغيبه بل إنما فيه التوسل فى حياته بحضوره كما فى صحيح البخارى ( أن عمر إبن الخطاب رضى الله عنه إستسقى بالعباس فقال اللهم إنا كنا إذا اجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون ) وقد بين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به فى حياته فيسقون وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو الله لهم فيدعو لهم ويدعون معه ويتوسلون بشفاعته ودعائه كما فى الصحيح ( عن انس بن مالك رضى الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان بجوار دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يخطب فإستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وإنقطعت السبل فادع الله لنا أن يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال وأقلعت فخرجنا نمشى فى الشمس ) ففى هذا الحديث أنه قال إدع الله لنا أن يمسكها عنها وفى الصحيح ( أن عبدالله بن عمر ذكر قول أبى طالب فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقو ل : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل فهذا كان توسلهم به فى الإستسقاء ونحوه ولما مات توسلوا بالعباس رضى الله عنه كما كانوا يتوسلون به ويستسقون وما كانوا يستسقون به بعد موته ولا فى مغيبه ولا عند قبره ولا عند قبر غيره وكذلك معاوية ابن أبى سفيان إستسقى بيزيد بن الأسود الجرشى وقال اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا يا يزيد إرفع يديك إلى الله فرفع يديه ودعا ودعوا فسقوا فلذلك قال العلماء يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والخير فإذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحسن ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والإستسقاء بالنبى والصالح بعد موته ولا فى مغيبه ولا إستحبوا ذلك فى الإستسقاء بالنبى والصالح بعد موته ولا فى مغيبه ولا إستحبوا ذلك فى الإستسقاء ولا فى الإستنصار ولا غير ذلك من الأدعية والدعاء مخ العبادة والعبادة مبناها على السنة والإتباع لا على الأهواء والإبتداع وإنما يعبد الله بما شرع لا يعبد بالأهواء والبدع قال تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ) وقال تعالى ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية أنه لا يحب المعتدين ) ( وقال النبى الله عليه وآله وسلم أنه سيكون فى هذه الأمة قوم يعتدون فى الدعاء والطهور)وأما الرجل إذا اصابته نائبة أو خاف شيئا فإستغاث بشيخه طلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع فهذا من الشرك وهو من جنس دين النصارى فإن الله هو الذى يصيب بالرحمة ويكشف الضر قال تعالى ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ) وقال تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ) وقال تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ) وقال تعالى ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ) فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا فإذا قال قائل أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لى فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان والمؤمن يرجو ربه ويخافه ويدعوه مخلصا له الدين وحق شيخه أن يدعو له ويترحم عليه فإن أعظم الخلق قدرا هو رسول الله وآله وسلم وأصحابه أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له ولم يكن يأمر أحدا منهم عند الفزع والخوف أن يقول يا سيدى يا رسول الله لم يكونوا يفعلون ذلك فى حياته ولا بعد مماته بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وإتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) وفى صحيح البخارى ( عن ابن عباس رضى الله عنهما أن هذه الكلمة قالها إبراهيم عليه السلام حين القى فى النار وقالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعني وأصحابه حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم وفى الصحيح ( عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم ) وقد روى أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته وفى السنن ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حزبه أمر قال يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث ) وروى( أنه علم ابنته فاطمة أن تقول يا حى يا قيوم يا بديع السموات والأرض لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث اصلح لى شأني كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفه عين ) ولا إلى أحد من خلقك وفي مسند الإمام أحمد وصحيح ( أبى حاتم البستى عن إبن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ما أصاب عبدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك ماض في حكمك عدل فى قضاؤك أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو إستأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى وغمى إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا قالوا يا رسول الله أفلا نتعلمهن قال ينبغى لمن سمعهن أن يتعلمهن ) ( وقال لأمته إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فإفزعوا إلى الصلاة وذكر الله والإستغفار ) فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقا ولا ملكا ولا نبيا ولا غيرهم ومثل هذا كثير فى سنته لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به من دعاء الله وذكره والإستغفار والصلاة والصدقة ونحو ذلك فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهى دين المشركين والنصارى فإن زعم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك وأنه مثل له شيخه ونحو ذلك فعباد الكواكب والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجرى لهم مثل هذا كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين وعن المشركين فى هذا الزمان فلو لا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها قال الخليل عليه السلام وإجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ويقال إن أول ما ظهر الشرك فى أرض مكة بعد إبراهيم الخليل من جهة عمرو بن لحى الخزاعى الذى رآه النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجر أمعاءه فى النار وهو أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم قالوا أنه ورد الشام فوجد فيها أصناما بالبلقاء يزعمون أنهم ينتفعون بها فى جلب منافعهم ودفع مضارهم فنقلها إلى مكة وسن للعرب الشرك وعبادة الأصنام والأمور التى حرمها الله ورسوله من الشرك والسحر والقتل والزنا وشهادة الزور وشرب الخمر وغير ذلك من المحرمات قد يكون للنفس فيها حظ مما تعده منفعة أو دفع مضرة ولولا ذلك ما أقدمت النفوس على المحرمات التى لا خير فيها بحال وإنما يوقع النفوس في المحرمات الجهل أوالحاجة فأما العالم بقبح الشىء والنهى عنه فكيف يفعله والذين يفعلون هذه الأمور جميعها قد يكون عندهم جهل بما فيه من الفساد وقد تكون بهم حاجة إليها مثلالشهوة إليها وقد يكون فيها من الضرر أعظم مما فيها من اللذة ولا يعلمون ذلك لجهلهم أو تغلبهم أهواؤهم حتى يفعلوها والهوى غالبا يجعل صاحبه كانه لا يعلم من الحق شيئا فإن حبك للشىء يعمى ويصم ولهذا كان العالم يخشى الله وقال أبوالعالية سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله عز وجل ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ) الآية فقالوا كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب وليس هذا موضع البسط لبيان ما في المنهيات من المفاسد الغالبة وما في المأمورات من المصالح الغالبة بل يكفى المؤمن أن يعلم أن ما أمر الله به فهو لمصلحة محضة أو غالبة وما نهى الله عنه فهو مفسدة محضة أو غالبة وإن الله لا يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم ولا نهاهم عما نهاهم بخلابه عليهم بل أمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم ولهذا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث.ه
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); | |
|
أكرم نور الدين مهندس جديد
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمر : 36 رقم العضوية : 3569 Upload Photos :
| |
أكرم نور الدين مهندس جديد
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 العمر : 36 رقم العضوية : 3569 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 16:21 | |
| السؤال: الله يحييك يا فضيلة الشيخ هذه رسالة وصلت من المستمع أبو حمزة من المدينة المنورة استعرضنا بعض من أسئلته بقي له سؤال الحقيقة مهم جداً وهو عن التوسل يقول فضيلة الشيخ ما حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك التوسل بالأنبياء والصالحين وأسأل عن الفرق بين والتوسل بالأحياء وبين التوسل بالأموات وما هو التوسل الجائز؟ الجواب
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين الحقيقة أن هذا السؤال كما ذكرت سؤال مهم ينبغي البسط في الإجابة عليه فأقول التوسل هو اتخاذ وسيلة لبلوغ الغاية المقصودة وهو قريب من معنى التوصل يعني أن الوسيلة للشيء الذي يوصل إلى المقصود ولا بد أن تكون الوسيلة موصلة إلى المقصود حساً أو شرعاً فإن لم تكن كذلك كان التشاغل بها من العبث ثم إن كانت في مقام التعبد كانت بدعة وإلا كانت لغواً وعبثاً والتوسل إلى الله عز وجل كله من باب العبادة لأن المقصود الوصول إلى الله عز وجل وإلى مرضاته وما كان وسيلة لهذا فهو عبادة وإذا كان عبادة فإنه يتوقف على ما جاءت به الشريعة ولا يجوز أن نحدث وسيلة لم تأت بها الشريعة أي لا يجوز أن نحدث وسيلة إلى الله عز جل لم تأت بها الشريعة وعلى هذا نقول التوسل نوعان توسل ممنوع وتوسل جائز مشروع فأما التوسل الممنوع فضابطه أن يتوسل الإنسان إلى الله بما لم يثبت شرعاً أنه وسيلة فمن ذلك التوسل بالأموات فإنه محرم وربما يكون شركاً أكبر مخرجاً عن الملة ومن ذلك أيضاً أن يتوسل الإنسان بجاه النبي صلى الله عليه وسلم على القول الراجح وذلك لأن جاه النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الجاهات عند الله عز وجل فإذا كان موسى وعيسى من الوجهاء عند الله فمحمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأولى بالجاه من غيره ولكن الجاه لا ينتفع به إلا من استحقه وأما الداعي فلا ينتفع به لأنه لا يستفيد منه شيئاً والنبي عليه الصلاة والسلام منزلته عند الله إنما تكون نافعة له وحده أما غيره فلا ينفعه عند الله إلا الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام وبما جاء به وما كان وسيلة شرعية وأما النوع الثاني وهو التوسل الجائز فإنه أقسام الأول التوسل إلى الله بأسمائه مثل أن تقول اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تغفر لي مثلاً فهذا جائز قال الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) وفي حديث ابن مسعود المشهور في دفع الهم والغم أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي إلى آخره فهنا قال أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك الحديث فالتوسل إلى الله بأسمائه توسل صحيح مشروع سواء توسلت بأسمائه عموماً مثل أن تقول أسألك بأسمائك الحسنى أسألك بكل اسم هو لك أو باسم معين من أسمائه كما لو قلت اللهم أنت الغفور الرحيم فاغفر لي وارحمني. الثاني التوسل إلى الله بصفاته مثل أو كما جاء في الحديث اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني إذا علمت الحياة خيراً لي وتوفني إذا علمت الوفاة خير لي فهنا سأل الله بصفة من صفاته بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ومنه توسل الاستخارة اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم الثالث التوسل إلى الله بأفعاله بأن تتوسل بفعل من أفعال الله تعالى فعله في غيرك ليجعل لك مثل ما فعل في غيرك ومن ذلك اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد فهنا توسلنا إلى الله بفعل من أفعاله وهو صلاته على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أن يصلي على محمد وعلى آل محمد الرابع التوسل إلى الله بالإيمان به ومن ذلك قوله تعالى (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) فتقول اللهم إني أسألك بإيماني بك وبرسولك أن تغفر لي وأن تؤمنني من الفزع الأكبر يوم الدين وما أشبه ذلك الخامس التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة بأن يتوسل الإنسان بعمله صالح إلى الله عز وجل ليعطيه ما أراد ومن ذلك قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم صخرة وهم في الغار ولم يستطيعوا زحزحتها فتوسلوا إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة توسل أحدهم ببر والديه وتوسل الثاني بعفته عن الزنا وتوسل الثالث بوفائه بأجر صاحبه أي بأجرة صاحبه فقبل الله منهم وانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون السادس التوسل إلى الله عز وجل بدعاء الصالحين ومن ذلك طلب الصحابة رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم مثل طلب الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فأدعو الله يغيثنا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فأغاثهم الله وكذلك قول عكاشة بن محصن حين تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال يا رسول الله أدعو الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم هذا هو التوسل المشروع بالنسبة للصالحين أن تتوسل إلى الله بدعائهم أما أن تتوسل إلى الله بذواتهم فهذا من التوسل غير المشروع بل من التوسل الممنوع والسابع أن يتوسل إلى الله عز وجل بذكر حاله وهذا هو التعطف والتحنن أي طلب العطف وطلب الحنان ومن ذلك قول موسى عليه الصلاة والسلام (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) فتقول اللهم إني فقير عاجز معدم ضعيف وما أشبه ذلك فتشكوا حالك إلى الله فهذه الشكاية تعتبر وسيلة إلى رحمة الله ومغفرته ومنته هذه هي الأقسام المشروعة في التوسل وأما التوسل بغير ما ورد فإنه من التوسل الممنوع والله أعلم. | |
|
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 17:54 | |
| انت لم تاتي بجديد ايها الوهابي الهنفري فهو ديدن الوهابية الشتم والسب والطعن في الامة الاسلامية وعلماءها الاجلاء اما تستحي من الله وانت ترميهم بكل قبيح لاحو لة ولا قوة الابالله واعوز بالله من شرك ياخارجي والله يكفي هذه الامة من شركك وشر شرزمتك المنكوبة ولا ادعو عليكم كما تدعون علي كل من خالفكم الراي بل ادعو لكم بالهداية والي طريق الرشاد .......
| |
|
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 18:58 | |
| ذِكر بعض من ألف في الرد على
محمد بن عبد الوهـاب النجدي أو ذمه أو عابه
ا- إتحاف الكرام في جواز التوسل و الاستغاثة بالأنبياء الكرام: تأليف الشيخ محمد بن الشدي، مخطوط في الخزانة الكتانية بالرباط برقم/ 1143 ك مجموعة.
2- إتحاف أهـل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهـد الأمان: تأليف أحمد بن أبي الضياف، طبع .
3 -أجوبة في زيارة القبور: للشيخ العيدروس، مخطوط في الخزانة العامة بالرباط برقم 2577/ 4 د مجموعة. وهذا كتاب انتصر فيه مؤلفه لمذهب اهل السنة في سنية زيارة قبر النبي علي الصلاة والسلام.
4- الأجوبة النجدية عن الأسئلة النجدية: لأبي العون شمس الدين محمد بن أحمد بن سالم، المعروف بابن السفاريني، النابلسي، الحنبلي، المتوفى سنة 1117 هـ.
5- الأجوبة النعمانية عن الأسئلة الهـندية في العقائد: لنعمان بن محمود خير الدين الشهير بابن الالوسي البغدادي، الحنفي المتوفى سنة 1317 هـ.
6- إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجذ والقباب على القبور تأليف: الحافظ أحمد بن الصديق الغماري المتوفى سنة 1380هـ، طبع.
7- الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين: تأليف الشيخ حمدي جويجاتي الدمشقي.
8ــ الأصول الأربعة في ترديد الوهّابية: لمحمد حسن صاحب السرهـندي، المجذدي، المتوفى سنة 1346 هـ، مطبوع.
9- إظهـار العقوق ممّن منع التوسّل بالنبي والوليّ الصدوق: للشيخ المشرفي المالكي الجزائري.
10- الأقوال السنية في الرد على مدعي نصرة السنة المحمدية: جمعهـا إبراهـيم شحاته الصديقي من كلام المحدث عبد الله الغماري، طبع.
ا ا- الأقوال المرضية في الردّ على الوهّابية: للفقيه عطا الكسم الدمشقي الحنفي، مطبوع.
2 ا- الانتصار للأولياء الأبرار: للشيخ المحدث طاهـر سنبل الحنفي. رد فيه مؤلفه على تطاول الوهابية على الاولياء ومقامهم.
3 ا- الأوراق البغدادية في الجوابات النجدية: للشيخ إبراهـيم الراوي البغدادي، الرفاعي، رئيس الطريقة الرفاعية ببغداد، مطبوع.
4 ا- البراءة من الاختلاف في الرد على أهـل الشقاق والنفاق والرد على الفرقة الوهّابية الضالّة: للشيخ علي زين العابدين السوداني، مطبوع.
5 ا- البراهـين الساطعة في رد بعض البدع الشائعة: للشيخ سلامة العزامي، المتوفى سنة 1379هـ، طبع.
6 ا- البصائر لمنكري التوسّل بأهل المقابر: لحمد الله الداجوي الحنفي الهـندي، مطبوع.
7 ا- تاريخ الوهّابية: لأيوب صبري باشا الرومي صاحب "مرءاة الحرمين. بين فيه مؤلفه التاريخ الدموي لهذه الفرقة الوهابية.
8 ا- تبرك الصحابة بأثار رسول الله : لمحمد طاهـر بن عبد القادر الكردي، طبع.
9 ا- تجريد سيف الجهاد لمدّعي الاجتهاد: للشيخ عبد الله بن عبد اللطيف الشافعي، وهـو أستاذ محمد بن عبد الوهـاب وشيخه ، وقد ردّ عليه في حياته.
20- تحذير الخلف من مخازي أدعياء السلف: للشيخ محمد زاهـد الكوثري. الشيخ محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة العثمانية في زمانه.
21- التحريرات الرائقة: للشيخ محمد النافلاتي الحنفي مفتي القدس الشريف، كان حيا سنة 1315هـ ، مطبوع.
22- تحريض الأغبياء على الاستغاثة بالأنبياء والأولياء: للشيخ عبد الله بن إبراهـيم الميرغني الحنفي، الساكن بالطائف.
23- التحفة الوهبية في الردّ على الوهّابية: للشيخ داود بن سليمان البغدادي، النقشبندي الحنفي، المتوفى سنة 299 ا.
24- تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد: للشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي، من علماء الأزهـر، مطبوع.
25- تقييد حول التعلق والتوسل بالأنبياء والصالحين: قاضي الجماعة في المغرب ابن كيران، مخطوط في خزانة الجلاوي/ الرباط برقم/ 153 ج مجموعة.
26- تقييد حول زيارة الأولياء والتوسل بهـم: للمؤلف السابق، وضمن المجموعة السابقة.
27- تهكم المقلّدين بمن ادعى تجديد الدين: للشيخ محمد بن عبد الرحمـن الحنبلي.
رد فيه على ابن عبد الوهـاب في كل مسألة من المسائل التي ابتدعهـا بأبلغ رد.
28- التوسّل: للمفتي محمد عبد القيوم القادري الهزاروي، مطبوع.
29- التوسّل بالنبي والصالحين: لأبي حامد بن مرزوق الدمشقي الشامي، مطبوع.
30- التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهـل العراق على محمد بن عبد الوهـاب: لعبد الله أفندي الراوي. مخطوط في جامعة كمبردج/ لندن باسم "ردّ الوهّابية، ومنه نسخة في مكتبة الأوقاف/ بغداد.
31- جلال الحقّ في كشف أحوال أشرار الخلق: للشيخ إبراهـيم حلمي القادري ا لاسكندري، مطبوع.
32- الجوابات في الزيارة: لابن عبد الرزاق الحنبلي.
قال السيد علوي بن الحدّاد: رأيت جوابات للعلماء الأكابر من المذاهـب الأربعة من أهـل الحرمين الشريفين، والأحساء والبصرة وبغداد وحلب واليمن وبلدان الإسلام نثرًا ونظمًا.
33- حاشية الصاوي على الجلالين: للشيخ أحمد الصاوي المالكي.
34- الحقائق الإسلامية في الردّ على المزاعم الوهّابية بأدلّة الكتاب والسنة النبوية: لمالك ابن الشيخ محمود، مدير مدرسة العرفان بمدينة كوتبالي بجمهورية مالي الأفريقية، مطبوع.
35- الحق المبين في الردّ على الوهـابيّين. للشيخ أحمد سعيد الفاروقي السرهـندي النقشبندي المتوفى سنة 1277 هـ.
36- الحقيقة الإسلامية في الردّ على الوهّابية: لعبد الغني بن صالح حمادة، مطبوع
37- الدرر السنيّة في الردّ على الوهّابية: للسيد أحمد بن زيني دحلان. مفتي مكة الشافعي، المتوفى سنة 1304هـ، مطبوع.
38- الدليل الكافي في الرد على الوهابي: للشيخ مصباح بن أحمد شبقلو البير وتي، مطبوع.
39- الرائية الصغرى في ذم البدعة ومدح السنة الغرا: نظم الشيخ يوسف النبهـاني البيروتي، مطبوع.
45- رد المحتار على الدر المختار: لمحمد أمين الشهـير بابن عابدين الحنفي الدمشقي، مطبوع.
41- الردّ على ابن عبد الوهـاب: لشيخ الإسلام بتونس إسماعيل التميمي المالكي، المتوفى سنة 1248هــ، وهـو في غاية التحقيق والإحكام. مطبوع في تونس.
42- ردّ على ابن عبد الوهـاب: للشيخ أحمد المصري الأحسائي.
43- ردّ على ابن عبد الوهـاب: للعلامة بركات الشافعي، الأحمدي، المكّي.
44- الردود على محمد بن عبد الوهـاب. للشيخ المحدث صالح الفلاني المغربي.
قال السيد علوي بن الحدّاد: كتاب ضخم فيه رسالات وجوابات كلّهـا من العلماء أهـل المذاهـب الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، يردون على محمد بن عبد الوهـاب بالعجب.
45- الرد على الوهّابية: للشيخ صالح الكوا ش التونسي، وهـي رسالة مسجعة نقض بهـا رسالة لابن عبد الوهـاب، مطبوع.
46- الرد على الوهّابية: للشيخ محمد صالح الزمزمي الشافعي، إمام مقام إبراهـيم بمكة المكرمة.
47- الردّ على الوهّابية: لإبراهـيم بن عبد القادر الطرابلسي الرياحي التونسي المالكي من مدينة تستور، المتوفى سنة 1266هــ .
48- الردّ على الوهّابية: لعبد المحسن الأشيقري الحنبلي، مفتي مدينة الزبير بالبصرة.
49- الردّ على الوهّابية: للشيخ المخدوم المهـدي مفتي فاس.
50-الردّ على محمد بن عبد الوهـاب: لمحمد بن سليمان الكردي الشافعي، أستاذ ابن عبد الوهـاب وشيخه.
ذكر ذلك ابن مرزوق الشافعي، وقال: "وتفرس فيه شيخه أنه ضال مضل كما تفرس فيه ذلك شيخه محمد حياة السندي ووالده عبد الوهـاب ".
51- الردّ على الوهّابية: لأبي حفص عمر المحجوب، مخطوط بدار الكتب الوطنية/ تونس، برقم 2513، ومصورتهـا في معهـد المخطوطات العربية/ القاهـرة. وفي المكتبة الكتانية- الرباط برقم 1325 ك.
52- الردّ على الوهّابية: لقاضي الجماعة في المغرب ابن كيزان، مخطوط بالمكتبة الكتانية/ الرباط، برقم 1325 ك.
53- الردّ على محمد بن عبد الوهـاب: للشيخ عبد الله القدومي الحنبلي النابلسي، عالم الحنابلة بالحجاز والشام المتوفى سنة 1331هــ . رد عليه في مسئلة الزيارة ومسئلة التوسل بالأنبياء والصالحين، وقال: إنه مع مقلديه من الخوارج، وقد ذكر ذلك في رسالته "الرحلة الحجازية والرياض الأنسية في الحوادث والمسائل ، طبع.
54- رسالة في تأييد مذهـب الصوفية والرد على المعترضين عليهـم: للشيخ سلامة العزامي المتوفى سنة 1379 هــ ، مطبوع.
55- رسالة في تصرف الأولياء: للشيخ يوسف الدجوي، طبع.
56- رسالة في جواز التوسّل في الردّ على محمد بن عبد الوهـاب: للعلاّمة مفتي فاس الشيخ مهدي الوازناني.
57- رسالة في جواز الاستغاثة والتوسل: للسيد يوسف البطاح الأهدل الزبيدي نزيل مكة المكرمة. أورد فيهـا أقوال العلماء من المذاهـب الأربعة ثم قال: "ولا عبرة بمن شذَّ عن السواد الأعظم وخالف الجمهـور وفارق الجماعة فهـو من المبتدعة ".
58- رسالة في حكم التوسّل بالأنبياء والأولياء: للشيخ محمّد حسنين مخلوف العدوي المصري وكيل الجامع الأزهـر، مطبوعة.
59- رسالة في الردّ على الوهّابية: للشيخ قاسم أبي الفضل المحجوب المالكي.
60- الرسالة الردّية على الطائفة الوهّابية: لمحمّد عطاء الله المعروف بعطا الرومي، من كوزل حصار.
61- رسالة في مشاجرة بين أهـل مكة وأهـل نجد في العقيدة: للشيخ محمّد ابن ناصر الحازمي اليمني المتوفى سنة 1283 هــ ، مخطوط في المكتبة الكتانية/ الرباط " برقم 30/ 1 ك مجموعة.
62- الرسالة المرضية في الردّ على من ينكر الزيارة المحمذية: لمحمّد السعدي المالكي.
63- روض المجال في الرد على أهـل الضلال: للشيخ عبد الرحمن الهـندي الدلهي الحنفي، مطبوعة!جدة- 1327 هــ .
64- سبيل النجاة من بدعة أهل الزيغ والضلالة: للقاضي عبد الرحمن قوتي.
65- سعادة الداربن في الردّ على الفرقتين: الوهّابية، ومقلّدة الظاهـرية: لإبراهـيم بن عثمان بن محمّد السمنودي المنصوري المصري، مطبوع في مصر سنة 1320 هــ ، في مجلدين.
66- سناء الإسلام فـي أعلام الأنام بعقائد أهـل البيت الكرام ردّا على عبد العزيز النجدي فيما ارتكبه من الأوهـام: لإسماعيل بن أحمد الزبدي.
67- السيف الباتر لعنق المنكر على اكابر: للسيد علوي بن أحمد الحداد، المتوفى سنة 1222 هــ.
68- السيوف الصقال في أعناق من أنكر على الأولياء بعد الانتقال: لعالم من بيت المقدس.
69- السيوف المشرقية لقطع أعناق القائلين بالجهـة والجسمية: لعلي بن محمّد الميلي الجمالي التونسي المغربي المالكي.
70- شرح الرسالة الردية على طائفة الوهّابية: للشيخ محمّد عطاء الله بن محمّد بن اسحاق شيخ الإسلام الرومي المتوفى سنة 226 ا هــ .
71- الصارم الهـندي في عنق النجدي: للشيخ عطاء المكي.
72- صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر في إثبات أن الوهّابية من الخوارج: للشريف عبد الله بن حسن باشا بن فضل باشا العلوي الحسيني الحجازي، أمير ظفار، طبع باللاذقية.
73- صلح الإخوان في الردّ على من قال على المسلمين بالشرك والكفران: في الردّ على الوهّابية لتكفيرهـم المسلمين. للشيخ داود بن سليمان النقشبندي البغدادي الحنفي، المتوفى سنة 1299هــ .
74- الصواعق الإلهـية في الردّ على الوهّابية: للشيخ سليمان بن عبد الوهـاب شقيق المبتدع محمّد بن عبد الوهـاب، مطبوع.
75- الصواعق والرعود: للشيخ عفيف الدين عبد الله بن داود الحنبلي. قال العلامة علوي بن أحمد الحداد: (كتب عليه تقاريظ أئمة من علماء البصرة وبغداد وحلب والأحساء وغيرهـم تأييدا له وثناء عليه) .
76- ضياء الصدور لمنكر التوسل بأهـل القبور: ظاهـر شاه ميان بن عبد العظيم ميان، طبع.
77- العقائد التسع: للشيخ أحمد بن عبد الأحد الفاروقي الحنفي النقشبندي، مطبوع.
78- العقائد الصحيحة في ترديد الوهّابية النجدية: لحافظ محمّد حسن السرهـندي المجددي، مطبوع.
79- عقد نفيس في ردّ شبهـات الوهّـابي التعيس: لإسماعيل أبي الفداء التميمي التونسي، الفقيه المؤرخ.
80- غوث العباد ببيان الرشاد: للشيخ مصطفى الحمامي المصري، مطبوع.
81ـ فتنة الوهّابية: للشيخ أحمد بن زيني دحلان، المتوفى سنة 1304 هـ، مفتي الشافعية بالحرمين، والمدرّس بالمسجد الحرام في مكة، وهـو مستخرج من كتابه "الفتوحات الإسلامية المطبوع بمصر سنة 1354 هـ، مطبوع.
82- فرقان القرءان: للشيخ سلامة العزامي القضاعي الشافعي المصري، ردّ فيه على القائلين بالتجسيم ومنهـم ابن تيمية و الوهابية، مطبوع.
83- فصل الخطاب في الردّ على محمّد بن عبد الوهـاب: للشيخ سليمان بن عبد الوهـاب شقيق محمّد مؤسس الوهّابية، وهـذا أول كتاب ألف ردّا على الوهّـا بية.
84- فصل الخطاب في ردّ ضلالات ابن عبد الوهـاب: لأحمد بن علي البصري، الشهـير بالقبّاني الشافعي.
85ـ الفيوضات الوهـبية في الرد على الطائفة الوهّابية: لأبي العباس أحمد بن عبد السلام البناني المغربي.
86- قصيدة في الردّ على الصنعاني في مدح ابن عبد الوهـاب: من نظم الشيخ ابن غلبون الليبي، عدّة أبياتهـا (40) بيتا، مطلعهـا:
سلامي على أهـل الإصابة والرشدِ وليس على نجد ومن حلّ في نجد
87 - قصيدة في الردّ على الصنعاني الذي مدح ابن عبد الوهـاب: من نظم السيد مصطفى المصري البولاقي، عذة أبياتهـا (126) بيتا، مطلعهـا:
بحمد وليّ الحمد لا الذمّ أستبدي وبالحق لا بالخلق للحقّ أستهـدي
88- قصيدة في الردّ على الوهّابية: للشيخ عبد العزيز القرشي العلجي المالكي الأحسائي، عذة أبياتهـا، (95) بيتا، مطلعهـا:
ألا أيهـا الشيخ الذي بالهـدى رُمي سترجع بالتوفيق حظّا ومغنما
9
89- قمع أهـل الزيغ والإلحاد عن الطعن في تقليد أئمة الاجتهـاد: لمفتي المدينة المنورة المحدث الشيخ محمّد الخضر الشنقيطي المتوفى سنة 1353 هــ.
90- محق التقوّل في مسألة التوسّل: للشيخ محمّد زاهـد الكوثري.
91- المدارج السنيّة في ردّ الوهّابية: للشيخ عامر القادري، معلّم بدار العلوم القادرية-كرا تشي، الباكستان، مطبوع.
92- مصباح الأنام وجلاء الظلام في ردّ شبه البدعي النجدي التي أضل بهـا العوام: للسيد علوي بن أحمد الحداد، المتوفى سنة 1222 هــ . طبع بالمطبعة العامرة بمصر 1325 هــ.
93- المقالات: للشيخ يوسف أحمد الدجوي أحد كبار مشايخ الأزهـر المتوفى سنة 1365 هــ.
94- المقالات الوفيّة في الردّ على الوهّابية: للشيخ حسن قزبك، مطبوع بتقريظ الشيخ يوسف الدجوي.
95- المنح الإلهـية في طمس الضلالة الوهّابية: للقاضي اسماعيل التميمي التونسي المتوفى سنة 1248 هـ .
مخطوط بدار الكتب الوطنية في تونس رقم 2785، ومصورتهـا في معهـد المخطوطات العربية/ القاهـرة، وقد طبع.
96- المنحة الوهـبيّة في الردّ على الوهّابية: للشيخ داود بن سليمان النقشبندي البغدادي، المتوفى سنة 1299 هـ. طبع في بومباي سنة 1305 هــ .
97- المنهـل السيال في الحرام والحلال: للسيد مصطفى المصري البولاقي.
98- نصيحة جليلة للوهـابية: للسيد محمّد طاهـر ءال ملا الكيالي الرفاعي نقيب أشراف ادلب، وقد أرسلهـا لهـم. طبع بادلب.
99- النقول الشرعية في الردّ على الوهّابية: للشيخ مصطفى بن أحمد الشطي الحنبلي، الدمشقي. طبع في إستانبول 1406 هــ .
100- يهـودا لا حنابلة: للشيخ الأحمدي الظواهـري شيخ الأزهـر.
ملخص لهذا المقال:
o محمد بن عبد الوهاب رجل شذ بدعوته عن منهج السلف
o محمد بن عبد الوهاب ليس سلفياً
o محمد بن عبد الوهاب خرق الإجماع وانحرف عن أهل السنة
o وغيرها من أسماء لكتب أهل السنة الذين ردوا عليه
محمد بن عبد الوهاب النجدي إمام الوهابية بيان موجز عن حال محمد بن عبد الوهاب النجدي إمام الوهابية
التحذير من محمد بن عبد الوهاب واتباعه.
-----------------------------------------------
بداية امر محمد بن عبد الوهاب
كان ابتداء ظهور أمره في الشرق سنة ۱۱٤٣ هـ واشتهر أمره بعد ١١٥٠ هـ بنجد وقراها، توفي سنة ١٢٠٦ هـ، وقد ظهر بدعوة ممزوجة بأفكار منه زعم أنها من الكتاب والسُّنة، وأخذ ببعض بدع تقي الدين أحمد بن تيمية فأحياها، وهي: تحريم التوسّل بالنبي، وتحريم السفر لزيارة قبر الرسول وغيره من الأنبياء والصالحين بقصد الدعاء هناك رجاء الإجابة من الله، وتكفير من ينادي بهذا اللفظ: يا رسول الله أو يا محمد أو يا علي أو يا عبد القادر أغثني أو بمثل ذلك إلا للحيّ الحاضر، وإلغاء الطلاق المحلوف به مع الحنث وجعله كالحلف بالله في إيجاب الكفارة، وعقيدة التجسيم لله والتحيز في جهة.
وابتدع من عند نفسه: تحريم تعليق الحروز التي ليس فيها إلا القرآن وذكر الله وتحريم الجهر بالصلاة على النبي عقب الأذان، وأتباعه يحرّمون الاحتفال بالمولد الشريف خلافا لشيخهم ابن تيمية.
مفتي الشافعية في مكة يذم محمد بن عبد الوهاب
قال الشيخ أحمد زيني دحلان مفتي مكة في أواخر السلطنة العثمانية في تاريخه تحت فصل فتنة الوهابية، (١): (كان -اي محمد بن عبد الوهاب - في ابتداء أمره من طلبة العلم في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان أبوه رجلا صالحا من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان، وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزغاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذّرون الناس منه، فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين، وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي (صلّى الله عليه وسلّم) والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم للتبّرك شرك، وأن نداء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) عند التوسل به شرك، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين عند التوسل بهم شرك، وأن من أسند شيئا لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركا نحو: نفعني هذا الدواء، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شىء، وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئًا من مرامه، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبّس بها على العوام حتى تبعوه، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر كثر أهل التوحيد" ا.هـ.
إلى أن قال (٢): "وكان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون: سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده وأشقاه، فكان الأمر كذلك. وزعم محمّد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك، وأن الناس كانوا على الشرك منذ ستمائة سنة، وأنه جدّد للناس دينهم، وحمل الآيات القرءانية التي نزلت في المشركين على أهل التوحيد كقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾، (سورة الأحقاف/٥). وكقوله تعالى ﴿ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ﴾ (سورة يونس/١٠٦)، وكقوله تعالى ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ﴾ (سورة الرعد/١٤). وأمثال هذه الآيات في القرءان كثيرة، فقال محمد بن عبد الوهاب: من استغاث بالنبي (صلّى الله عليه وسلّم) أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركين ويدخل في عموم هذه الايات، وجعل زيارة قبر النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين مثل ذلك- يعني للتبرّك- وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في عبادة الأصنام: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ (سورة الزمر/٣) إن المتوسلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ (سورة الزمر/٣)" اهـ.
ثم قال (٣): "روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى ءايات نزلت في الكفار فحملوها على المؤمنين، وفي رواية عن ابن عمر أيضا أنه (صلّى الله عليه وسلّم) قال: "أخوف ما أخاف على أمتي رجل يتأول القرءان يضعه في غير موضعه" فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة" ا.هـ.
ثم قال (٤): "وممن ألف في الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشايخه وهو الشيخ محمد بن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر على متن بافضل (٥)، فقال من جملة كلامه: "يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك أن تكف لسانك عن المسلمين" اهـ.
ثم قال الشيخ أحمد زيني دحلان (٦): "ويمنعون من الصلاة على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على المنائر بعد الأذان حتى إن رجلاً صالحا كان أعمى وكان مؤذنا وصلى على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بعد الأذان بعد أن كان المنع منهم، فأتوا به إلى محمد بن عبد الوهاب فأمر به أن يقتل فقتل. ولو تتبعت لك ما كانوا يفعلونه من أمثال ذلك لملأت الدفاتر والأوراق وفي هذا القدر كفاية" ا. هـ.
أقول: ويشهد لما ذكره من تكفيرهم من يصلي على النبي أي جهرا على المئاذن عقب الأذان ما حصل في دمشق الشام من أن مؤذن جامع الدقاق قال عقب الأذان كعادة البلد: الصلاة والسلام عليك يا رسول الله جهرا، فكان وهابي في صحن المسجد فقال بصوت عال: هذا حرام هذا مثل الذي ينكح أمه، فحصل شجار بين الوهابية وبين أهل السنة وضرب، فرفع الأمر إلى مفتي دمشق ذلك الوقت وهو أبو اليسر عابدين فاستدعى المفتي زعيمهم ناصر الدين الألباني فألزمه أن لا يدرّس وتوعده إن خالف ما ألزمه بالنفي من البلاد.
وقال الشيخ أحمد زيني دحلان ما نصه (٧): "كان محمد بن عبد الوهاب الذي ابتدع هذه البدعة يخطب للجمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبه: " ومن توسل بالنبي فقد كفر"، وكان أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب من أهل العلم، فكان ينكر عليه إنكارا شديدا في كل ما يفعله أو يأمر به ولم يتبعه في شىء مما ابتدعه، وقال له أخوه سليمان يوما: كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب؟ فقال خمسة، فقال: أنت جعلتها ستة، السادس: من لم يتبعك فليس بمسلم هذا عندك ركن سادس للإسلام. وقال رجل ءاخر يوما لمحمد بن عبد الوهاب: كم يعتق الله كل ليلة في رمضان؟ فقال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف، وفي ءاخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله، فقال له: لم يبلغ من اتبعك عشر عشر ما ذكرت فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن اتبعك، فبهت الذي كفر. ولما طال النزاع بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة المنورة وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته. وألف كثير من علماء الحنابلة وغيرهم رسائل في الرد عليه وأرسلوها له فلم ينته. وقال له رجل ءاخر مرة وكان رئيسا على قبيلة بحيث إنه لا يقدر أن يسطو عليه: ما تقول إذا أخبرك رجل صادق ذو دين وأمانة وأنت تعرف صدقه بأن قومًا كثيرين قصدوك وهم وراء الجبل الفلاني فأرسلت ألف خيال ينظرون القوم الذين وراء الجبل فلم يجدوا أثرًا ولا أحدا منهم، بل ما جاء تلك الأرض أحد منهم أتصدق الألف أم الواحد الصادق عندك؟ فقال: أصدق الألف، فقال له: إن جميع المسلمين من العلماء الأحياء والأموات في كتبهم يكذّبون ما أتيت به ويزيفونه فنصدقهم ونكذبك، فلم يعرف جوابا لذلك. وقال له رجل ءاخر مرة: هذا الدين الذي جئت به متصل أم منفصل؟ فقال له حتى مشايخي ومشايخهم إلى ستمائة سنة كلهم مشركون، فقال له الرجل: إذن دينك منفصل لا متصل، فعمّن أخذته؟ فقال: وحي إلهام كالخضر، فقال له: إذن ليس ذلك محصورًا فيك، كل أحد يمكنه أن يدعي وحي الإلهام الذي تدعيه، ثم قال له: إن التوسل مجمع عليه عند أهل السنة حتى ابن تيمية فإنه ذكر فيه وجهين ولم يذكر أن فاعله يكفر". اهـ.
ويعني محمد بن عبد الوهاب بالستمائة سنة القرن الذي كان فيه ابن تيمية وهو السابع إلى الثامن الذي توفي فيه ابن تيمية إلى القرن الثاني عشر. وهي التي كان يقول فيها محمد بن عبد الوهاب إن الناس فيها كانوا مشركين وإنه هو الذي جاء بالتوحيد ويعتبر ابن تيمية جاء بقريب من دعوته في عصره، كأنه يعتبره قام في عصر انقرض فيه الإسلام والتوحيد فدعا إلى التوحيد وكان هو التالي له في عصره الذي كان فيه وهو القرن الثاني عشر الهجري. فهذه جرأة غريبة من هذا الرجل الذي كقر مئات الملايين من أهل السنّة وحصر الإسلام في أتباعه، وكانوا في عصره لا يتجاوز عددهم نحو المائة ألف. وأهل نجد الحجاز الذي هو وطنه لم يأخذ أكثرهم بعقيدته في حياته وإنما كان الناس يخافون منه لما علموا من سيرته لأنه كان يسفك دماء من لم يتبعه. وقد وصفه بذلك الأمير الصنعاني صاحب كتاب سبل السلام فقال فيه أولا قبل أن يعرف حاله قصيدة أؤّلها:
سلام على نجد ومن حل في نجد وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
وهذه القصيدة مذكورة في ديوانه وهو مطبوع، وتمامها أيضا في البدر الطالع للشوكاني والتاج المكلل لصديق خان فطارت كل مطار، ثم لما بلغه ما عليه ممدوحه من سفك الدماء ونهب الأموال والتجرىء على قتل النفوس ولو بالاغتيال وإكفار الأمة المحمدية في جميع الأقطار رجع عن تأييده وقال:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ظننت به خيرا فقلت عسى عسى نجد ناصحًا يهدي العباد ويستهدي
لقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا وما كل ظن للحقائق لي يهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مِربَدُ فحقّق من أحواله كل ما يبدي
وقد جـاء من تأليفه برسائل يكفر أهل الأرض فيها على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة تراها كبيت العنكبوت لدى النقد
إلىءاخر القصيدة، ثم شرحها شرحًا يكشف عن أحوال محمد بن عبد الوهاب من الغلوّ والإسراف في القتل والنهب ويرد عليه، وسمى كتابه: "إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب ".
وقد ألف أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب رسالة في الرد على أخيه محمد بن عبد الوهاب كما ذكرنا سمّاها "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية"، وهي مطبوعة، وأخرى سماها "فصل الخطاب في الرد على محمّد بن عبد الوهاب ".
مفتي الحنابلة في مكة يذم محمد بن عبد الوهاب
قال مفتي الحنابلة بمكة المتوفى سنة ١٢٩٥ هـ الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي في كتابه "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ما نصّه (٨): "وهو والد محمّد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الافاق، لكن بينهما تباين مع أن محمدًا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر، فقدّر الله أن صار ما صار، وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ محمد كان منافيًا له في دعوته ورد عليه ردًا جيدا بالآيات والآثار لكون المردود عليه لا يقبل سواهما ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدمًا أو متأخرا كائنا من كان غير الشيخ تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم فإنه يرى كلامهما نصّا لا يقبل التأويل ويصول به على الناس وإن كان كلامهما على غير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه "فصل الخطاب في الرد على محمّد بن عبد الوهاب" وسلّمه الله من شرّه ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله، وقيل إن مجنونًا كان في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمدٌ أن يعطى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مرارا، ولا شك أن هذه من الكرامات ". ا.هـ.
وقول مفتي الحنابلة الشيخ محمد بن عبد الله النجدي إن أبا محمد بن عبد الوهاب كان غاضبا عليه لأنه لم يهتم بالفقه معناه أنه ليس من المبرزين بالفقه ولا بالحديث، إنما دعوته الشاذة شهرته، ثم أصحابه غلوا في محبته فسموه شيخ الإسلام والمجدّد، فتبًا لهم وله، فليعلم ذلك المفتونون والمغرورون به لمجرد الدعوة، فلم يترجمه أحد من المؤرخين المشهورين في القرن الثاني عشر بالتبريز في الفقه ولا في الحديث.
ابن عابدين يذم محمد بن عبد الوهاب
قال ابن عابدين الحنفي في ردّ المحتار ما نصّه (٨): "مطلب في أتباع ابن عبد الوهاب الخوارج في زماننا: قوله: "ويكفرون أصحاب نبينا (صلّى الله عليه وسلّم)" علمت أن هذا غير شرط في مسمى الخوارج، بل هو بيان لمن خرجوا على سيدنا علي رضي الله تعالى عنه، والا فيكفي فيهم اعتقادهم كفر من خرجوا عليه، كما وقع في زماننا في أتباع محمد بن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلّبوا على الحرمين، وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة، لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون، واستباحوا بذلك قتل أهل السنّة قتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكرالمسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف". ا.هـ.
الامام الصاوي المالكي يذم محمد بن عبد الوهاب
وقال الشيخ أحمد الصاوي المالكي في تعليقه على الجلالين ما نصه (١٠): "وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد الآن في نظائرهم، وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شىء ألا انهم هم الكاذبون، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم " اهـ.
فالحذر الحذر من اتباع محمد بن عبد الوهاب وهم الوهابية اليوم.
---------------------------------------------------------------------
( ۱) الفتوحات الاسلامية (٢/ ٦٦).
( ٢) أنظر الكتاب (٢/ ٦٧).
(٣ ) أنظر الكتاب (٢/ ٦٨).
( ٤) أنظر الكتاب (٢/ ٦٩).
( ٥) متن مشهور في المذهب الشافعي لعبد الله بن عبد الرحمن بَافَضْل الحضرمي، واسم شرح ابن حجر هو المنهج القويم في مسائل التعليم.
(٦) أنظر الكتاب (٢/ ٧٧).
(٧) الدرر السنية في الرد على الوهابية (ص/ ٤٢- ٤٣).
(٨) أنظر السحب الوابلة على ضرانح الحنابلة (ص/ ٢٧٥).
(٩) رد المحتار على الدر المختار (٤/ ٢٦٢) كتاب البغاة.
(١٠) مرءاة النجدية (ص/ ٨٦).
--------------------------------------------
| |
|
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| |
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 19:11 | |
| اليك ترجمة ابن تيمية يامن قلت اني اعبد القبور وانت تعبد تيمية فهل بن تيمية حي علي قيد الحياة حتي تقدسه هذا التقديس والتعظيم وكأن الامة لم تخرج سواه الله يرحمه ... ابن تيمية
التحذير من ابن تيمية
--------------------------
بداية امر ابن تيمية.
ليعلم أن أحمد بن تيمية هذا الذي هو حفيد الفقيه المجد بن تيمية الحنبلي المشهور، ولد بحران ببيت علم من الحنابلة، وقد أتى به والده الشيخ عبد الحليم مع ذويه من هناك إلى الشام خوفا من المغول، وكان أبوه رجلا هادئا أكرمه علماء الشام ورجال الحكومة حتى ولّوه عدة وظائف علمّية مساعدة له، وبعد أن مات والده ولّوا ابن تيمية هذا وظائف والده بل حضروا درسه تشجيعا له على المضيّ في وظائف والده وأثنوا عليه خيرا كما هو شأنهم مع كل ناشئ حقيق بالرعاية. وعطفهم هذا كان ناشئا من مهاجرة ذويه من وجه المغول يصحبهم أحد بني العباس- وهو الذي تولى الخلافة بمصر فيما بعد، ومن وفاة والده بدون مال ولا تراث بحيث لو عيّن الآخرون في وظائفه للقِىَ عياله البؤس والشقاء.
وكان في جملة المثنين عليه التاج الفزاري المعروف بالفركاح وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم.
بداية انحراف ابن تيمية.
لكن ثناء هؤلاء غرّ ابن تيمية ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم، فبدأ يذيع بدعا بين حين وءاخر، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها، لكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن بالمعنى الصحيح، فتخلّوا عنه واحدا إثر واحد على توالي فتنه.
ردود العلماء على ابن تيمية
ثم إن ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه، هو كما قال فيه المحدث الحافظ الفقيه وليّ الدين العراقي ابن شيخ الحفّاظ زين الدين العراقي في كتابه الأجوبة المرضيّة على الأسئلة المكيّة: "علمه أكبر من عقله "، وقال أيضا: "إنه خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها". اهـ. وتبعه على ذلك خلقٌ من العوام وغيرهم، فأسرع علماء عصره في الردّ عليه وتبديعه، منهم الإمام الحافظ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي قال في الدرّة المضية ما نصّه: "أما بعد، فإنه لمّا أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب و السُّنة، مظهرا أنه داع ٍ إلى الحقّ هاد ٍ إلى الجنة، فخرج عن الاتّباع إلى الابتداع، وشذ ّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسميّة والتركيب في الذات المقدّس، وأن الافتقار إلى الجزء- أي افتقار الله إلى الجزء- ليس بمحال ، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرآن مُحدَث تكلم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدى في ذلك إلى استلزام قِدَم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادثٍ لا أول لها ، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نِحلة من النحل، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم هِمّة، وكل ذلك وإن كان كفرا شنيعا مما تَقِلَّ جملته بالنسبة لما أحدث في الفروع ". اهـ.
ابن تيمية شذ في الاصول والفروع
وقد أورد كثيرا من هذه المسائل الحافظ أبو سعيد العلائي شيخ الحافظ العراقي، نقل ذلك المحدَّث الحافظ المؤرخ شمس الدين بن طولون في ذخائر القصر ، قال ما نصه: "ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الأصول والفروع، فمنها ما خالف فيها الإجماع، ومنها ما خالف فيها الراجح من المذاهب، فمن ذلك: يمين الطلاق، قال بأنه لا يقع عند وقوع المحلوف عليه بل عليه فيها كفارة يمين، ولم يقل قبله بالكفارة أحد من المسلمين البتة، ودام إفتاؤه بذلك زمانا طويلآ وعظم الخطب، ووقع في تقليده جمّ غفير من العوام وعمّ البلاء. وأنَّ طلاق الحائض لا يقع وكذلك الطلاق في طهر جامع فيه زوجته، وأن الطلاق الثلاث يرد إلى واحدة، وكان قبل ذلك قد نقل إجماع المسلمين في هذه المسألة على خلاف ذلك وأنَّ من خالفه فقد كفر، ثم إنه أفتى بخلافه و أوقع خلقا كثيرا من الناس فيه. و أنَّ الحائض تطوف في البيت من غير كفارة وهو مباح لها. وأنَّ المكوس حلال لمن أقطعها، وإذا أخذت من التجار أجزأتهم عن الزكاة وان لم تكن باسم الزكاة ولا على رسمها. وأنَّ المائعات لا تنجس بموت الفأرة ونحوها فيها وأن الصلاة إذا تركت عمدا لا يشرع قضاؤها. وأنَّ الجنب يصلي تطوعه بالليل بالتيمم ولا يؤخره إلى أن يغتسل عند الفجر وإن كان بالبلد، وقد رأيت من يفعل ذلك ممن قلَّده فمنعته منه. وسئل عن رجل قدّم فراشا لأمير فتجنب بالليل في السفر، ويخاف إن اغتسل عند الفجر أن يتهمه أستاذه بغلمانه فأفتاه بصلاة الصبح بالتيمم وهو قادر على الغسل. وسئل عن شرط الواقف فقال: غير معتبر بالكلية بل الوقف على الشافعية يصرف إلى الحنفية وعلى الفقهاء يصرف إلى الصوفية وبالعكس، وكان يفعل هكذا في مدرسته فيعطي منها الجند والعوام، ولا يحضر درسا على اصطلاح الفقهاء وشرط الواقف بل يحضر فيه ميعادا يوم الثلاثاء ويحضره العوام ويستغني بذلك عن الدرس. وسئل عن جواز بيع أمهات الأولاد فرجحه وأفتى به.
ومن المسائل المنفرد بها في الأصول مسألة الحسن والقبح التي يقول بها المعتزلة، فقال بها ونصرها وصنف فيها وجعلها دين الله بل ألزم كل ما يبنى عليه كالموازنة في الأعمال.
وأما مقالاته في أصول الدين فمنها قوله: إنَّ الله سبحانه محل الحوادث، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا. وانه مركب مفتقر إلى ذاته افتقار الكل إلى الجزء. وان القرءان مُحدَث في ذاته تعالى. و أنَّ العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوق دائما، فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار، سبحانه ما أحلَمَه. ومنها قوله بالجسمية والجهة والانتقال وهو مرد ود.
وصرَّح في بعض تصانيفه بأن الله تعالى بقدر العرش لا أكبر منه ولا أصغر، تعالى الله عن ذلك، وصنّفَ جزءا في أنَّ علم الله لا يتعلق بما لا يتناهى كنعيم أهل الجنة، وأنه لا يحيط بالمتناهي، وهي التي زلق فيها بعضهم، ومنها أنَّ الأنبياء غير معصومين، وأنَّ نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام ليس له جاه ولا يتوسل به أحد إلا ويكون مخطئا، وصنف في ذلك عدة أوراق. وأنَّ إنشاء السفر لزيارة نبينا صلى الله عليه و سلم معصية لا يقصر فيها الصلاة، وبالغ في ذلك ولم يقل بها أحد من المسلمين قبله. وأنَّ عذاب أهل النار ينقطع ولا يتأبد حكاه بعض الفقهاء عن تصانيفه. ومن أفراده أيضا أنَّ التوراة والإنجيل لم تبدل ألفاظهما بل هي باقية على ما. أنزلت وإنما وقع التحريف في تأويلها، وله فيه مصنف، هذا ءاخر ما رأيت، وأستغفر الله من كتابة مثل هذا فضلآ عن اعتقاده ". ا.هـ.
ابن حجر الهيتمي يذم ابن تيمية
وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي في كتابه الفتاوى الحديثية4 ناقلا المسائل التي خالف فيها ابن تيمية إجماع المسلمين ما نصه: "وان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار تعالى الله عن ذلك، وقوله بالجسمية، والجهة والانتقال، وانه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر، تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح والكفر البراح الصريح " اهـ.
وقال أيضا ما نصه5: "وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك " اهـ.
وقال أيضا ما نصه6: "ولا يغتر بإنكار ابن تيمية لسنّ زيارته صلى الله عليه وسلم فإنه عبد أضله الله كما قال العز بن جماعة، وأطال في الرد عليه التقي السبكي في تصنيف مستقل، ووقوعه في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس بعجيب فإنه وقع في حق الله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا، فنسب إليه العظائم كقوله: إن لله تعالى جهة ويدا ورجلا وعينا وغير ذلك من القبائح الشنيعة" اهـ.
استتابة ابن تيمية
وقد استُتيب مرات وهو ينقض مواثيقه وعهوده في كل مرة حتى حُبِس بفتوى من القضاة الأربعة الذين أحدهم شافعي والآخر مالكي، والآخر حنفي والآخر حنبلي وحكموا عليه بأنه ضال يجب التحذير منه كما قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ وهو من تلامذة ابن تيمية وسيأتي، وأصدر الملك محمد بن قلاوون منشورا ليقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير منه ومن أتباعه.
وهذه صورة استتابته منقولة من خط يده كما هي مسجلة في كتاب نجم المهتدي وعليها توقيع العلماء ونصها7: "الحمد الله، الذي أعتقده أن في القرءان معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية وهو غير مخلوق، وليس بحرف ولا صوت، وليس هو حالا في مخلوق أصلا ولا ورق ولا حبر ولا غير ذلك، والذي أعتقده في قوله: ﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ [سورة طه] آية5 أنه على ما قال الجماعة الحاضرون وليس على حقيقته وظاهره، ولا أعلم كنه المراد به، بل لا يعلم ذلك إلا الله، والقول في النزول كالقول في الاستواء أقول فيه ما أقول فيه لا أعرف كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله، وليس على حقيقته وظاهره كما قال الجماعة الحاضرون، وكل ما يخالف هذا الاعتقاد فهو باطل، وكل ما في خطي أو لفظي مما يخالف ذلك فهو باطل، وكل ما في ذلك مما فيه إضلال الخلق أو نسبة ما لا يليق بالله إليه فأنا بريء منه فقد تبرأت منه وتائب إلى الله من كل ما يخالفه. كتبه أحمد بن تيمية، وذلك يوم الخميس سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعمائة.
وكل ما كتبته وقلته في هذه الورقة فأنا مختار فى ذلك غير مكره. كتبه أحمد بن تيمية حسبنا الله ونعم الوكيل ".
وبأعلى ذلك بخط قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ما صورته: اعترف عندي بكل ما كتبه بخطه في التاريخ المذكور. كتبه محمد بن إبراهيم الشافعي، وبحاشية الخط: اعترف بكل ما كتب بخطه، كتبه عبد الغني بن محمد الحنبلي.
وبآخر خط ابن تيمية رسوم شهادات هذه صورتها: كتب المذكور بخطه أعلاه بحضوري واعترف بمضمونه، كتبه أحمد بن الرفعة.
صورة خط ءاخر: أقرّ بذلك، كتبه عبد العزيز النمراوي.
صورة خط ءاخر: أقرّ بذلك كله بتاريخه، علي بن محمد بن خطاب الباجي الشافعي.
صورة خط ءاخر: جرى ذلك بحضوري في تاريخه، كتبه الحسن بن أحمد بن محمد الحسيني.
وبالحاشية أيضا ما مثاله: كتب المذكور أعلاه بخطه واعترف به، كتبه عبد الله بن جماعة.
مثال خط ءاخر: أقرّ بذلك وكتبه بحضوري محمد بن عثمان البوريجبي " اهـ.
وكل هؤلاء من كبار أهل العلم في ذلك العصر، وابن الرفعة وحده له "المطلب العالي في شرح وسيط الغزالي " في أربعين مجلدا.
ولولا أن ابن تيمية كان يدعو العامة إلى اعتقاد ضد ما في صيغة الاستتابة هذه بكل ما أوتي من حول وحيلة لما استتابه أهل العلم بتلك الصيغة وما اقترحوا عليه أن يكتب بخطه ما يؤاخذ به إن لم يقف عند شرطه، وبعد أن كتب تلك الصيغة بخطه توّج خطه قاضي القضاة البدر ابن جماعة بالعلامة الشريفة وشهد على ذلك جماعة من العلماء كما ذكرنا، وحفظت تلك الوثيقة بالخزانة الملكية الناصرية، لكن لم تمض مدة على ذلك حتى نقض ابن تيمية عهوده و مواثيقه كما هو عادة أئمة الضلال و رجع إلى عادته القديمة في الإضلال.
الحافظ السبكي يرد على ابن تيمية
قال الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي في فتاويه ما نصه8: "وهذا الرجل- يعني ابن تيمية- كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى صلى الله عليه و سلم ، وفي إنكاره وقوع الطلاق إذا حلف به، ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي أنه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل لفهمه كما في هذه المسألة- أي مسئلة في الميراث- ولا في بحث ينشئه لخلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدا، وهو كان مكثرا من الحفظ ولم يتهذب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارته واتساع خيال وشغب كثير، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه، وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ثم مات " اهـ.
قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية والتقي السبكي في أعيان العصر وأعوان النصر9 ما نصه:
"انفرد- أي ابن تيمية- بمسائل غريبة، ورجح فيها أقوالا ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع في هوّة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجوة، والله يعلم قصده وما يترجح من الأدلة عنده، وما دمّر عليه شئ كمسئلة الزيارة، ولا شُنّ عليه مثلها إغارة، دخل منها إلى القلعة معتقلا، وجفاه صاحبه وقلا، وما خرج منها إلا على الآلة الحدباء، ولا درج منها إلا إلى البقعة الجدباء" ا.هـ. قال ذلك فيه بعد مدحه مدحا كثيرا.
الذهبي مدح ابن تيمية في اول الامر ثم عاد وذمه.
وكان الذهبي وهو من معاصري ابن تيمية مدحه في أول الأمر ثم لمّا انكشف له حاله قال في رسالته بيان زغل العلم والطلب10 ما نصه: "فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له ابن تيمية مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشه حتى مللت في سنين متطاولة، فما وجدت أخره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبر والعجب وفرط الغرام في رئاسة المشيخة والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور، نسأل الله المسامحة، فقد قام عليه أناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وءاثام أصدقائهم، وما سلّطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون، فلا تكن في ريب من ذلك ". اهـ. وهذه الرسالة ثابتة عن الذهبي لأن الحافظ السخاوي نقل عنه هذه العبارة في كتابه الإعلان بالتوبيخ11 ، وقال: "وقد رأيت له- أي للذهبي- عقيدة مجيدة ورسالة كتبها لابن تيمية هي لدفع نسبته لمزيد تعصبه مفيدة " اهـ.
وقال في موضع ءاخر فيه ما نصه12: "فإن برعت في الأصول وتوابعها من المنطق والحكمة والفلسفة وءاراء الأوائل ومحارات العقول، واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة وأصول السلف، ولفقت بين العقل والنقل، فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، وقد رأيتَ ما ءال أمره إليه من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل، فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة منوَّرا مضيئا على مُحيَّاه سميا السلف، ثم صار مظلما مكسوفا عليه قتمة عند خلائق من الناس، ودجّالا أفّاكا كافرا عند أعدائه، ومبتدعا فاضلا محققا بارعا عند طوائف من عقلاء الفضلاء". اهـ.
ومن جملة ما يقوله الذهبي في حق ابن تيمية ما نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة عنه ونصه13: "وأنا- أي الذهبي- لا أعتقد فيه عصمة بل أنا مخالف له في مسائل أصلية وفرعية" اهـ.
فتبين أن الذهبي ذمّه لأنه خاض بالفلسفة والكلام المذموم أي كلام المبتدعة في العقيدة كالمعتزلة والمشبهة، وهذا القدح في ابن تيمية من الذهبي يضعف الثناء الذي أثنى عليه في تذكرة الحفاظ بقوله:" ما رأت عيناي مثله وكأن السُّنّة نصب عينيه".
كلام الحافظ ابن حجر في ابن تيمية
ولنذكر فيما بعد ما قيل في ترجمة ابن تيمية وفي حبوسه وقيام العلماء وولاة الأمر عليه.
قال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في ترجمة ابن تيمية14:
"أحمد بن عبد الحليم ولد سنة 661 هـ ، وتحوّل به أبوه من حرّان سنة 67 فسمع من ابن عبد الدائم والقاسم الإربلي والمسلم بن علان وابن أبي عمرو والفخر في ءاخرين وقرأ بنفسه.
وأوّل ما أنكروا عليه من مقالاته في شهر ربيع الأول سنة 698 قام عليه جماعة من الفقهاء بسبب الفتوى الحموية وبحثوا معه ومُنع من الكلام، ثم حضر مع القاضي إمام الدين القزويني فانتصر له وقال هو وأخوه جلال الدين: "من قال عن الشيخ تقي الدين شيئا عزرناه".
ثم طُلِب ثاني مرة في سنة 705 إلى مصر فتعصب عليه بيبرس الجاشنكير وانتصر له سلار، ثم ءال أمره أن حبس في خزانة البنود مدة، ثم نقل في صفر سنة 709إلى الإسكندرية، ثم أُفرج عنه وأُعيد إلى القاهرة، ثم أُعيد إلى الإسكندرية، ثم حضر الناصر من الكرك فأطلقه ووصل إلى دمشق في ءاخر سنة 712. وكان السبب في هذه المحنة أن مرسوم السلطان ورد على النائب بامتحانه في معتقده لما وقع إليه من أمور تنكر في ذلك، فعقد له مجلس في سابع رجب وسئل عن عقيدته فأملى منها شيئا، ثم أحضروا العقيدة التي تُعرف بالواسطية فقرىء منها وبحثوا في مواضع، ثم اجتمعوا في ثاني عشرة وقرروا الصفي الهندي يبحث معه، ثم أخّروه وقدّموا الكمال الزملكاني، ثم انفصل الأمر على أنه شهد على نفسه أنه شافعي المعتقد، فأشاع أتباعه أنه انتصر، فغضب خصومه ورفعوا واحدا من أتباع ابن تيمية إلى الجلال القزويني نائب الحكم بالعادلية فعزره، وكذا فعل الحنفي باثنين منهم.
ثم في ثاني عشري رجب قرأ المِزيُّ فصلا من كتاب أفعال العباد للبخاري في الجامع فسمعه بعض الشافعية فغضبوا وقالوا نحن المقصودون بهذا ورفعوه إلى القاضي الشافعي فأمر بحبسه، فبلغ ابن تيمية فتوجه إلى الحبس فأخرجه بيده، فبلغ القاضي فطلع إلى القلعة فوافاه ابن تيمية فتشاجرا بحضرة النائب واشتط ابن تيمية على القاضي لكون نائبه جلال الدين ءاذى أصحابه في غيبة النائب، فأمر النائب من ينادي أن من تكلم في العقائد فُعِل كذا به وقصد بذلك تسكين الفتنة، ثم عقد لهم مجلس في سلخ رجب، وجرى فيه بين ابن الزملكاني وابن الوكيل مباحثة فقال ابن الزملكاني لابن الوكيل: ما جرى على الشافعية قليل حتى تكون أنت رئيسهم، فظن القاضي نجم الدين بن صصرى أنه عناه فعزل نفسه وقام، فأعاده الأمراء وولاه النائب وحكم الحنفي بصحة الولاية ونفذها المالكي، فرجع إلى منزله وعلم أن الولاية لم تصح، فصمم على العزل فرسم النائب لنوابه بالمباشرة إلى أن يرد أمر السلطان.
ثم وصل بريدي في أواخر شعبان بعوده، ثم وصل بريدي في خامس رمضان بطلب القاضي والشيخ- وأن يرسلوا بصورة ما جرى للشيخ في سنة 698، ثم وصل مملوك النائب وأخبر أن الجاشنكير والقاضي المالكي قد قاما في الإنكار على الشيخ وأن الأمر اشتد بمصر على الحنابلة حتى صفع بعضهم. ثم توجه القاضي والشيخ إلى القاهرة ومعهما جماعة فوصلا في العشر الأخير من رمضان وعقد مجلس في ثالث عشر منه بعد صلاة الجمعة، فادعى على ابن تيمية عند المالكي، فقال هذا عدوي ولم يجب عن الدعوى فكّرر عليه فأصر، فحكم المالكي بحبسه فأقيم من المجلس وحبس في برج، ثم بلغ المالكي أن الناس يترددون إليه فقال: يجب التضييق عليه إن لم يقتل والا فقد ثبت كفره، فنقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجٌّبّ، وعاد القاضي الشافعي إلى ولايته ونودِيَ بدمشق من اعتقد عقيدة ابن تيمية حلَّ دمه وماله خصوصا الحنابلة، فتودي بذلك وقُرىء المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع. ثم جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم أنهم على معتقد الإمام الشافعي.
وذكر ولد الشيخ جمال الدين بن الظاهري في كتاب كتَبَهُ لبعض معارفه بدمشق أن جميع من بمصر من القضاة والشيوخ والفقهاء والعلماء والعوام يحطون على ابن تيمية إلأ الحنفي فإنه يتعصب له وإلا الشافعي فإنه ساكت عنه، وكان من أعظم القائمين عليه الشيخ نصر المنبجي لأنه كان بلغ ابن تيمية أنه يتعصب لابن العربي فكتب إليه كتابا يعاتبه على ذلك. فما أعجبه لكونه بالغ في الحطّ على ابن العربي وتكفيره فصار هو يحطّ على ابن تيمية ويغري به بيبرس الجاشنكير، وكان بيبرس يفرط في محبة نصر ويعظمه، وقام القاضي زين الدين بن مخلوف قاضي المالكية مع الشيخ نصر وبالغ في أذية الحنابلة، واتفق أن قاضي الحنابلة شرف الدين الحراني كان قليل البضاعة في العلم فبادر إلى إجابتهم فـي المعتقد واستكتبوه خطه بذلك، واتفق أن قاضي الحنفية بدمشق وهو شمس الدين ابن الحريري انتصر لابن تيمية وكتب في حقه محضرا بالثناء عليه بالعلم والفهم، وكتب فيه بخطه ثلاثة عشر سطرا من جملتها أنه منذ ثلاثمائة سنة ما رأى الناس مثله فبلغ ذلك ابن مخلوف فسعى في عزل ابن الحريري فعزل وقرر عوضه شمس الدين الأذرعي، ثم لم يلبث الأذرعي أن عزل في السنة المقبلة. وتعصب سلار لابن تيمية وأحضر القضاة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي وتكلم معهم في إخراجه فاتفقوا على أنهم يشترطون فيه شروطا وأن يرجع عن بعض العقيدة فأرسلوا إليه مرات فامتنع من الحضور إليهم واستمر، ولم يزل ابن تيمية في الجب إلى أن شفع فيه مهنا أمير ءال فضل، فأخرج في ربيع الأول في الثالث وعشرين منه وأحضر إلى القلعة ووقع البحث مع بعض الفقهاء فكتب عليه محضر بأنه قال أنا أشعري. ثم وجد بخطه ما نصه: الذي اعتقد أن القرءان معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت، وأن قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [سورة طه] ليس على ظاهره ولا أعلم كنه المراد به بل لا يعلمه إلا الله، والقول في النزول كالقول في الاستواء. وكتبه أحمد بن تيمية. ثم أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختارا وذلك في خامس عشري ربيع الأول سنة 707، وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم وسكن الحال وأفرج عنه وسكن القاهرة.
ثم اجتمع جمع من الصوفية عند تاج الدين بن عطاء فطلعوا في العشر الأوسط من شوال إلى القلعة وشكوا من ابن تيمية أنه يتكلم في حق مشايخ الطريق وأنه قال لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه و سلم ، فاقتضى الحال أن أمر بتسييره إلى الشام فتوجه على خيل البريدي، وكل ذلك والقاضي زين الدين بن مخلوف مشتغل بنفسه بالمرض وقد أشرف على الموت، وبلغه سفر ابن تيمية فراسل النائب فردّه من بلبيس وادعى عليه عند ابن جماعة وشهد عليه شرف الدين ابن الصابوني، وقيل إن علاء الدين القونوي أيضا شهد عليه فاعتقل بسجن بحارة الديلم في ثامن عشر شوال إلى سلخ صفر سنة 709، فنقل عنه أن جماعة يترددون إليه وأنه يتكلم عليهم في نحو ما تقدم، فأمر بنقله إلى الإسكندرية فنقل إليها في سلخ صفر وكان سفره صحبة أمير مقدم، ولم يمكن أحد من جهته من السفر معه وحبس ببرج شرقي. ثم توجه إليه بعض أصحابه فلم يمنعوا منه فتوجهت طائفة منهم بعد طائفة، وكان موضعه فسيحا فصار الناس يدخلون إليه ويقرءون عليه ويبحثون معه قرأت ذلك قي تاريخ البرزالي، فلم يزل إلى أن عاد الناصر إلى السلطنة فشفع فيه عنده، فأمر بإحضاره فاجتمع به في ثامن عشر شوال سنة تسع فأكرمه وجمع القضاة وأصلح بينه وبين القاضي المالكي، فاشترط المالكي أن لا يعود، فقال له السلطان قد تاب، وسكن القاهرة وتردد الناس إليه، إلى أن توجه صحبة الناصر إلى الشام بنية الغزاة في سنة 712 وذلك في شوال فوصل دمشق في مستهل ذي القعدة، فكانت مدة غيبته عنها أكثر من سبع سنين وتلقاه جمع عظيم فرحا بمقدمه، وكانت والدته إذ ذاك في قيد الحياة.
ثم قاموا عليه في شهر رمضان سنة 719 بسبب مسألة الطلاق وأكد عليه المنع من الفتيا، ئم عقد له مجلس ءاخر في رجب سنة عشرين، ثم حبس بالقلعة ثم أخرج في عاشوراء سنة 721.
ثم قاموا عليه مرة أخرى في شعبان سنة 726 بسبب مسألة الزيارة واعتقل بالقلعة فلم يزل بها إلى أن مات في ليلة الاثنين والعشرين من ذي القعدة سنة 728. اهـ.
ثم قال15: ((وكان يتكلم على المنبر على طريقة المفسرين مع الفقه والحديث فيورد في ساعة من الكتاب والسنّة واللغة والنظر ما لا يقدر أحد على أن يورده في عدة مجالس كأن هذه العلوم بين عينيه فيأخذ منها ما يشاء ويذر، ومن ثَمّ نسب أصحابه إلى الغلو فيه واقتضى له ذلك العجب بنفسه حتى زها على أبناء جنسه واستشعر أنه مجتهد فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم قويّهم وحديثهم حتى انتهى إلى عمر فخطأه في شئ، فبلغ الشيخ إبراهيم الرَّقي فأنكر عليه فذهب إليه واعتذر واستغفر، وقال في حق عليّ أخطأ في سبعة عشر شيئا خالف فيها نص الكتاب منها اعتداد المتوفى عنها زوجها أطول الأجلين. وكان لتعصبه لمذهب الحنابلة يقع في الأشاعرة حتى إنه سب الغزالي فقام عليه قوم كادوا يقتلونه.
ولما قدم غازان بجيوش التتر إلى الشام خرج إليه وكلمه بكلام قوي، فهم بقتله ثم نجا، واشتهر أمره من يومئذ. واتفق أن الشيخ نصرًا المنبجي كان قد تقدم في الدولة لاعتقاد بيبرس الجاشنكير فيه، فبلغه أن ابن تيمية يقع في ابن العربي لأنه كان يعتقد أنه مستقيم وأن الذي ينسب إليه من الاتحاد أو الإلحاد من قصور فهم من ينكر عليه، فأرسل ينكر عليه وكتب إليه كتابا طويلأ ونسبه وأصحابه إلى الاتحاد الذي هو حقيقة الإلحاد، فعظم ذلك عليهم وأعانه عليه قوم ءاخرون ضبطوا عليه كلمات في العقائد مغيرة وقعت منه في مواعظه وفتاويه، فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال كنزولي هذا فنسب إلى التجسيم، ورده على من توسل بالنبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) أو استغاث، فأشخص من دمشق في رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحبس مرارا فأقام على ذلك نحو أربع سنين أو أكثر وهو مع ذلك يشتغل ويفتي، إلى أن اتفق أن الشيخ نصرا قام على الشيخ كريم الدين الآملي شيخ خانقاه سعيد السعداء فأخرجه من الخانقاه، وعلى شمس الدين الجزري فأخرجه من تدريس الشريفيّة، فيقال إن الآملي دخل الخلوة بمصر أربعين يوما فلم يخرج حتى زالت دولة بيبرس وخمل ذكر نصر وأطلق ابن تيمية إلى الشام. وافترق الناس فيه شيعا فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم و الساق والوجه صفات حقيقية لله انه مستو على العرش بذاته، فقيل له: يلزم من ذلك التحيز والانقسام، فقال: أنا لا أسلّم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام، فألزم بأنه يقول بتحيز في ذات الله. ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله إن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لا يستغاث به وأن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي صلى الله عليه و سلم لمجيب، وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري فإنه لما عقد له المجلس بسبب ذلك قال بعض الحاضرين يعزر، فقال البكري: لا معنى لهذا القول فإنه إن كان تنقيصا يقتل وإن لم يكن تنقيصا لا يعزر. ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في عليّ ما تقدم ولقوله: إنه كان مخذولا حيثما توجه، وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة، ولقوله: إنه كان يحب الرياسة، وإن عثمان كان يحب المال، ولقوله: أبو بكر أسلم شيخا لا يدري ما يقول وعليّ أسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه على قول)). انتهى كلام ابن حجر.
كلام ابن الوردي في ابن تيمية
قال ابن الوردي في تاريخ16 ما نصه: "وفيها أي سنة ثمان عشرة وسبعمائة في جمادى الآخرة، ورد مرسوم السلطان بمنع الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الفتوى في مسألة الحلف بالطلاق، وعقد لذلك مجلس نودي به في البلد. قلت: وبعد هذا المنع والنداء، أحضر إليّ رجل فتوى من مضمونها أنه طلق الرجل امرأته ثلاثا جملة بكلمة أو بكلمات في طهر أو أطهار قبل أن يرتجعها أو تقضي العدة، فهذا فيه قولان للعلماء أظهرهما أنه لا يلزمه إلا طلقة واحدة ولو طلقها الطلقة بعد أن يرتجعها أو يتزوجها بعقد جديد وكان الطلاق مباحا فإنه يلزمه، وكذلك الطلقة الثالثة إذا كانت بعد رجعة أو عقد جديد وهي مباحة فإنها تلزمه، ولا تحل له بعد ذلك إلا بنكاح شرعي لا بنكاح تحليل والله أعلم. وقد كتب الشيخ بخطه تحت ذلك ما صورته: هذا منقول من كلامي، كتبه أحمد بن تيمية. وله في الطلاق رخص غير هذا أيضا، لا يلتفت العلماء إليها ولا يعرجون عليها" اهـ.
ثم قال17 : ((وفيها- أي في سنة ست وعشرين وسبعمائة- في شعبان اعتقل الشيخ تقي الدين بن تيمية بقلعة دمشق مكرما راكبا، وفي خدمته مشد الأوقاف والحاجب ابن الخطير، وأخليت له قاعة ورتب له ما يقوم بكفايته، ورسم السلطان بمنعه من الفتيا، وسبب ذلك فتيا وجدت بخطه في المنع من السفر ومن إعمال المطي إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين، وحبس جماعة من أصحابه وعزر جماعة، ثم أطلقوا سوى شمس الدين محمد بن أبي بكر إمام الجوزية فإنه حبس بالقلعة أيضا)).اهـ.
الصفدي تلميذ ابن تيمية يصرح ان ابن تيمية حبس وسجن لانه خالف علماء عصره وقال في حق الله ما لا يقال
قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية والتقي السبكي كما تقدم في كتابه أعيان العصر وأعوان النصر18: "وكان في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وستمائة قد قام عليه جماعة من الشافعية وأنكروا عليه كلاما في الصفات، وأخذوا فتياه الحموية وردوا عليه فيها، وعملوا له مجلسا فدافع الأفرم عنه ولـم يبلغهم فيه اربا، ونودي فـي دمشق بإبطال العقيدة الحموية، فانتصر له جاغان المشد وكان قد منع من الكلام.
ثم إنه جلس على عادته يوم الجمعة وتكلم، ثم حضر عنده قاضي القضاة إمام الدين وبحثوا معه وطال الأمر بينهم ثم رجع القاضي إمام الدين وأخوه جلال الدين وقالا: من قال عن الشيخ تقي الدين شيئا عزرناه.
ثم إنه طلب إلى مصر هو والقاضي نجم الدين بن صَصرى وتوجها إلى مصر في ثاني عشر شهر رمضان سنة خمس وسبعمائة فانتصر له الأمير سيف الدين سلار وحط الجاشنكير عليه وعقدوا له مجلسا انفصل على حبسه فحبس في خزانة البنود، ثم نقل إلى الإسكندرية في صفر سنة تسع وسبعمائة ولم يمكّن أحد من أصحابه من التوجه معه، ثم أفرج عنه وأقام بالقاهرة مدة ثم اعتقل أيضا ثم أفرج عنه في ثامن شوال سنة تسع وسبعمائة أخرجه الناصر لمَّا ورد من الكرك، وحضر إلى دمشق فلما كان في يوم الثلاثاء تاسع عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وسبعمائة جمع الفقهاء والقضاة عند الأمير سيف الدين تنكر وقرىء عليهم كتاب السلطان وفيه فصل يتعلق بالشيخ تقي الدين بسبب فتياه في مسئلة الطلاق وعوتب على فتياه بعد المنع، وانفصل المجلس على تأكيد المنع. ثم إنه في يوم الخميس ثاني عشري شهر رجب الفرد سنة عشرين وسبعمائة عقد له مجلس بدار السعادة وعاودوه في فتيا الطلاق عليها وعاتبوه لأجلها. ثم إنه حبس بقلعة دمشق وأقام بها إلى يوم الاثنين يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين وسبعمائة فأخرج من القلعة بعد العصر بمرسوم السلطان وتوجه إلى منزله، وكانت مدة سجنه خمسة أشهر وثمانية عشر يوما، ولما كان في يوم الاثنين بعد العصر سادس شعبان سنة ست وعشرين وسبعمائة في أيام قاضي القضاة جلال الدين القزويني تكلموا معه في مسئلة الزيارة وكتب في ذلك إلى مصر، فورد مرسوم السلطان باعتقاله في القلعة فلم يزل بها إلى أن مات في ليلة الاثنين عشري ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بقلعة دمشق في القاعة التي كان بها محبوسا. ومولده بحران سنة إحدى وستين وستمائة، وأول ما اجتمعثُ أنا به كان في سنة ثمان عشرة أو سبع عشرة وهو بمدرسته في القصاعين بدمشق المحروسة وسألته مسألة مشكلة في التفسير ومسألة مشكلة في الإعراب ومسألة مشكلة في الممكن والواجب وقد ذكرت ذلك في ترجمته في تاريخي الكبير. ثم اجتمعت به بعد ذلك مرات وحضرت دروسه في الحنبلية، فكنت أرى منه عجبا من عجائب البر والبحر ونوعا فردا وشكلأ غريبا". ا هـ.
وأمر ابن تيمية كما قال الحافظ الفقيه المجتهد تقي الدين السبكي ما نصه19: "وحُبِسَ بإجماع العلماء وولاة الأمور" اهـ.
تقي الدين الحصني يفضح ابن تيمية
قال تقي الدين الحصني في كتابه دفع شبه من شّبه وتمرّد20 بعد ذكره مرسوم الملك ابن قلاوون- وسيأتي فيما بعد- في ابن تيمية ما نصه: "وأزيد على ذلك ما ذكره صاحب عيون التواريخ وهو ابن شاكر ويُعرف بصلاح الدين الكتبي وبالتريكي وكان من أتباع ابن تيمية وضرب الضرب البليغ لكونه قال لمؤذن في مئذنة العروس وقت السحر أشركت حين قال:
ألا يا رسول الله أنت وسيلتـي إلى الله فـي غفران ذنبي وزلتي
وأرادوا ضرب عنقه ثم جددوا إسلامه، وإنما أذكر ما قاله لأنه أبلغ في حق ابن تيمية في إقامة الحجة عليه مع أنه أهمل أشياء من خبثه ولؤمه لما فيها من المبالغة في إهانة قدوته والعجب أنّ ابن تيمية ذكرها وهو ساكت عنها.
كلام ابن تيمية في الاستواء ووثوب الناس عليه
فمن ذلك ما أخبر به أبو الحسن علي الدمشقي في صحن الجامع الأموي عن أبيه قال: كنا جلوسا في مجلس ابن تيمية فذكر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء ثم قال: ((واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا))، قال: فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه من الكرسي وبادروا إليه ضربا باللكم والنعال وغير ذلك حتى أوصلوه إلى بعض الحكام واجتمع في ذلك المجلس العلماء فشرع يناظرهم فقالوا: ما الدليل على ما صدر منك، فقال: قوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى العرش استوى (5)﴾ [سورة طه] فضحكوا منه وعرفوا أنه جاهل لا يجري على قواعد العلم ثم نقلوه ليتحققوا أمره فقالوا: ما تقول في قوله تعالى ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وجه اللّه ﴾ ءاية 115[سورة البقرة]، فأجاب بأجوبة تحققوا أنه من الجهلة على التحقيق وأنه لا يدري ما يقول وكان قد غره بنفسه ثناء العوام عليه وكذا الجامدون من الفقهاء العارون عن العلوم التي بها يجتمع شمل الأدلة على الوجه المرضي. وقد رأيت في فتاويه ما يتعلق بمسألة الاستواء وقد أطنب فيها وذكر أمورا كلها تلبيسات وتجريات خارجة عن قواعد أهل الحق والناظر فيها إذا لم يكن ذا علوم وفطنة وحسن روية ظن أنها على منوال مرضي. ومن جملة ذلك بعد تقريره وتطويله: ((إن الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة كما جمع الله بينهما في قوله تعالى:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ءاية 4 [سورة الحديد] فأخبر أنه فوق العرش يعلم كل شئ وهو معنا أينما كنا)) هذه عبارته بحروفها)) اهـ.
ثم قال الحصني ما نصه21 : ((ولنرجع إلى ما ذكره ابن شاكر الكتبي في تاريخه في الجزء العشرين قال: ((وفي سنة خمس وسبعمائة في ثامن رجب عقد مجلس بالقضاة والفقهاء بحضرة نائب السلطنة بالقصر الأبلق، فسئل ابن تيمية عن عقيدته فأملى شيئا منها ثم أحضرت عقيدته الواسطية وقرئت في المجلس ووقعت بحوث كثيرة وبقيت مواضع أخّرت إلى مجلس ثانٍ، ثم اجتمعوا يوم الجمعة ثاني عشر رجب وحضر المجلس صفي الدين الهندي وبحثوا، ثم اتفقوا على أن كمال الدين بن الزملكاني يحاقق ابن تيمية ورضوا كلهم بذلك فأفحم كمال الدين ابن تيمية، وخاف ابن تيمية على نفسه فأشهد على نفسه الحاضرين أنه شافعي المذهب ويعتقد ما يعتقده الإمام الشافعي، فرضوا منه بذلك وانصرفوا.
ثم إن أصحاب ابن تيمية أظهروا أن الحق ظهر مع شيخهم وأن الحق معه، فأُحضروا إلى مجلس القاضي جلال الدين القزويني وأحضروا ابن تيمية وصفع ورسم بتعزيره فشفع فيه، وكذلك فعل الحنفي باثنين من أصحاب ابن تيمية. ثم قال: ولما كان سلخ رجب جمعوا القضاة والفقهاء وعقد مجلس بالميدان أيضا وحضر نائب السلطنة أيضا وتباحثوا في أمر العقيدة وسلك معهم المسلك الأول، فلما كان بعد أيام ورد مرسوم السلطان صحبة بريدي من الديار المصرية بطلب قاضي القضاة نجـم الدين بن صَصرى وبابن تيمية، وفي الكتاب: ((تعرفون ما وقع في سنة ثمان وتسعين في عقيدة ابن تيمية" فطلبوا الناس وسألوهم عما جرى لابن تيمية في أيام نقل عنه فيها كلام قاله، وأحضروا للقاضي جلال الدين القزويني العقيدة التي كانت أحضرت في زمن قاضي القضاة إمام الدين، وتحدّثوا مع ملك الأمراء في أن يكاتب في هذا الأمر فأجاب فلما كان ثاني يوم وصل مملوك ملك الأمراء على البريد من مصر وأخبر أن الطلب على ابن تيمية كثير وأن القاضي المالكي قائم في قضيته قياما عظيما، وأخبر بأشياء كثيرة من الحنابلة وقعت في الديار المصرية وأن بعضهم صفع، فلما سمع ملك الأمراء بذلك انحلّت عزائمه عن المكاتبة وسيّر شمس الدين بن محمد المهمندار إلى ابن تيمية وقال له قد رسم مولانا ملك الأمراء بأن تسافر غدا، وكذلك راح إلى قاضي القضاة فشرعوا في التجهيز، وسافر بصحبة ابن تيمية أخواه عبد الله وعبد الرحمن وسافر معهم جماعة من أصحاب ابن تيمية.
وفي سابع شوال وصل البريدي إلى دمشق وأخبر بوصولهم إلى الديار المصرية وأنه عقد لهم مجلس بقلعة القاهرة بحضرة القضاة والفقهاء والعلماء والأمراء، فتكلم الشيخ شمس الدين بن عدنان الشافعي وادعى على ابن تيمية في أمر العقيدة فذكر منها فصولا، فشرع ابن تيمية فحمد الله تعالى وأثنى عليه وتكلم بما يقتضي الوعظ، فقيل له: يا شيخ إن الذي تقوله نحن نعرفه وما لنا حاجة إلى وعظك، وقد ادعي عليك بدعوى شرعية فأجب، فأراد ابن تيمية أن يعيد التحميد فلم يمكنوه من ذلك بل قيل له أجب، فتوقف، وكرّر عليه القول مرارا فلم يزدهم على ذلك شيئا، وطال الأمر، فعند ذلك حكم القاضي المالكي بحبسه وحبس أخويه معه فحبسوه في برج من أبراج القلعة، فتردد إليه جماعة من الأمراء فسمع القاضي بذلك فاجتمع بالأمراء وقال: يجب عليه التضييق إذا لم يقتل وإلا فقد وجب قتله وثبت كفره، فنقلوه إلى الجب بقلعة الجبل ونقلوا أخويه معه بإهانة.
وفي سادس عشر ذي القعدة وصل من الديار المصرية قاضي القضاة نجم الدين بن صَصرى وجلس يوم الجمعة في الشباك الكمالي وحضر القرّاء والمنشدون وأنشدت التهاني، وكان وصل معه كتب ولم يعرضها على نائب السلطنة، فلما كان بعد أيام عرضها عليه فرسم ملك الأمراء بقراءتها والعمل بما فيها امتثالا للمراسيم السلطانية، وكانوا قد بيّتوا على الحنابلة كلهم بأن يحضروا إلى مقصورة الخطابة بالجامع الأموي بعد الصلاة، وحضر القضاة كلهم بالمقصورة وحضر معهم الأمير الكبير ركن الدين بيبرس العلائي، وأحضروا تقليد القضاة نجم الدين بن صَصرى الذي حضر معه من مصر باستمراره على قضاء القضاة وقضاء العسكر ونظر الأوقاف وزيادة المعلوم، وقرىء عقيبه الكتاب الذي وصل على يديه، وفيه ما يتعلق بمخالفة ابن تيمية في عقيدته إلزام الناس بذلك خصوصا الحنابلة والوعيد الشديد عليهم والعزل من المناصب والحبس وأخذ المال والروح لخروجهم بهذه العقيدة عن الملّة المحمدية، ونسخة الكتاب نحو الكتاب المتقدّم، وتولى قراءته شمس الدين محمد بن شهاب الدين الموقع وبلغ عنه الناس ابن صبح المؤذن، وقرىء بعده تقليد الشيخ برهان الدين بالخطابة وأحضروا بعد القراءة الحنابلة مهانين بين يدي القاضي جمال الدين المالكي بحضور باقي القضاة، واعترفوا أنهم يعتقدون ما يعتقده محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه.
وفي سابع شهر صفر سنة ثمان عشرة ورد مرسوم السلطان بالمنع من الفتوى في مسألة الطلاق الذي يفتي بها ابن تيمية وأمر بعقد مجلس له بدار السعادة وحضر القضاة وجماعة من الفقهاء، وحضر ابن تيمية وسألوه عن فتاويه في مسألة الطلاق وكونهم نهوه وما انتهى ولا قبل مرسوم السلطان ولا حُكم الحكَّام بمنعه، فأنكر، فحضر خمسة نفر فذكروا عنه أنه أفتاهم بعد ذلك، فأنكر وصمّم على الإنكار، فحضر ابن طليش وشهود شهدوا أنه أفتى لحّامّا اسمه قمر مسلماني في بستان ابن منجا فقيل لابن تيمية اكتب بخطك أنك لا تفتي بها ولا بغيرها، فكتب بخطه أنه لا يفتي بها وما كتب بغيرها، فقال القاضي نجم الدين بن صَصرى: حكمت بحبسك واعتقالك، فقال له: حكمك باطل لأنك عدوي فلم يقبل منه وأخذوه واعتقلوه في قلعة دمشق. وفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة يوم عاشوراء أفرج عن ابن تيمية من حبسه بقلعة دمشق وكانت مدة اعتقاله خمسة أشهر ونصف)). انتهى كلام الحصني.
ابن شاكر الكتبي يبين حال ابن تيمية
قال أبن شاكر الكتبي22 : ((وفي سادس شعبان قدم البريدي من الديار المصرية وعلى يده مرسوم سلطاني باعتقال الشيخ الإمام العلامة تقي الدين بن تيمية، فحضر ناصر الدين مشد الأوقاف والأمير بدر الدين ابن الخطيب الحاجب إلى عند الشيخ تقي الدين وأخبروه بصورة الحال، فقال في هذا خير كثير، وأحضروا له مركوبا، فركب معهم إلى قلعة دمشق فأخليت له دار يُجرى إليها الماء وكان من جملة المرسوم أن يكون معه ولد أو أخ أو خادم يخدمه وأن تُجرى عليهم كفايتهم، فاختار أخوه زين الدين عبد الرحمن المقام معه لخدمته. وكان السبب في ذلك أنه أفتى فتيا وذكر فيها: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد- الحديث المشهور -، وأن زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تشد إليها الرحال كقبر إبراهيم الخليل وقبر محمد النبي صلى الله عليه و سلم، واتّفق أن شمس الدين بن قيم الجوزية سافر إلى القدس الشريف ورقي في الحرم على منبر وعظ، وفي أثناء وعظه ذكر هذه المسئلة وقال: ها أنا من ههنا أرجع ولا أزور الخليل، وجاء إلى نابلس وعمل له مجلس وعظ وذَكَرَ المسئلة بعينها حتى إنه قال: ولا يُزار قبر النبي صلى الله عليه و سلم إلا مسجده، فقاموا عليه الناس فحماه منهم والي البلد وكتبوا أهل القدس ونابلس إلى دمشق بصورة ما وقع من المذكور وما صدر منه، فطلبه القاضي المالكي فتودد وصعد إلى الصالحية إلى قاضي القضاة شمس الدين بن مسلم، وتاب وأسلم على يده فقبل توبته وحكم بإسلامه وحقن دمه، ولم يعزره لأجل الشيخ تقي الدين بن تيمية، فحينئذ قامت الفقهاء الشافعية والمالكية وكتبوا فتيا في الشيخ تقي الدين بن تيمية لكونه أول من تكلّم في هذه المسئلة فكتب عليها الشيخ برهان الدين ابن الشيخ تاج الدين نحو أربعين سطرا بأشياء كثيرة يقولها ويفتي بها، و ءاخر القول أفتي بتكفيره، ووافقه شهاب الدين ابن جهبل الشافعي وكتب تحت خطه كذلك الصدر المالكي وغيرهم، وحفلت الفتيا إلى نائب السلطنة فأراد أن يعقد لهم مجلسا ويجمع الفقهاء والعلماء فرأى أن الأمر يتسع الكلام فيه، ولا بد من إعلام السلطان فأخذ الفتيا وجعلها في المطالعة وسيّرها إلى السلطان فجمع لها القضاة ولم يحضر المالكي فإنه كان مريضا، فلما قرئت عليهم أخذها قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة فقال: القائل بهذه المقالة ضال مضل مبتدع ووافقه الحنفي والحنبلي، فقال السلطان لقاضي القضاة بدر الدين: ما ترى في أمره، فقال: يُحبس، وقال السلطان وكذا كان في نفسي أن أفعل به، وكتب الكتاب إلى دمشق بما يعتمده نائب السلطنة وقرءوه على السدة قرأه بدر الدين بن الأعزازي الموقع وبلّغه ابن النجيبي المؤذن، ومضمونه بعد البسملة أدام الله نعمته نوضح لعلمه الكريم وزود مكانته التي جهزها بسبب ابن تيمية فوقفنا عليها وعلمنا مضمونها من أمر المذكور وإقدامه على الفتوى بعد تكرار المراسيم الشريفة بمنعه حسب ما حكـم به القضاة وأكابر العلماء، وعقدنا لهذا السبب مجلسا بين أيدينا ورسمنا بقراءة الفتيا على القضاة والعلماء فذكروا جميعا أن الذي أفتى به ابن تيمية في ذلك خطأ ومردود عليه، وحكموا بزجره وحبسه وطول سجنه ومنعه من الفتيا مطلقا، وكتبوا خطوطهم بذلك بين أيدينا على ظاهر الفتيا المجهز بنسخة ما كتبه ابن تيمية، وقد جهزناه إلى الجناب العالي طي هذه المكاتبة ليقف على ما كتب فيه القضاة الأربعة ويتقدم باعتقال المذكور في قلعة دمشق المحروسة، ومنعه من الفتيا مطلقا، ومنع الناس من الاجتماع به والتردد إليه ويُرتب له كل يوم ما يقوم بكفايته وينزل عنده من يختار لخدمته مثل قرابة ولد أو أخ أو من يجري مجراهم فيحيط علمه بهذا الأمر ويكون اعتماده بحسب ما حكم به الأئمة العلماء في السجن المذكور وطول حبسه، فانه كل وقت يحدث للناس شيئا منكرا يشغل خواطرهم به ومنع ذلك وسد الذريعة منه أولى فليكن عمله على هذا الحكم ويتقدم أمره فيه، وإذا اعتمد الجناب العالي هذا الاعتماد الذي رسمنا به في أمر ابن تيمية فيتقدم بمنع من يسلك مسالكه ويفتي بهذه الفتاوي ويعمل بها في أمر الطلاق أو هذه الفتيا المستجدة. وإذا اطلع على أحد عمل بذلك أو أفتى به فيعتبر حاله، فإن كان من مشايخ العلماء فيُعزر تعزير مثله وان كان من الشباب المنتسبين الذين يقصدون الظهور أيضا كما يقصده ابن تيمية فيؤدبهم ويردعهم ويعتمد في أموره ما تحسم به مواد أمثالهم ليستقيم أحوال الناس ويمشي على السداد، ولا يعود أحد يتجاسر على الإفتاء بما يخالف الإجماع ويبتدع في دين الله تعالى من أنواع الاقتراح ما لم يسبقه إليه أحد، فالجناب العالي يراعي هذه الأمور التي عرفناها فإن بها تسد الذرائع فيها أولى من الرخصة فيه. وقد عجلنا لهذا الجواب وبقية فصوله مكاتبته الواردة صحبته تصل بعد هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، وكتب في سابع عشري رجب الفرد سنة ست وعشرين وسبعمائة صورة المنقول بخط القضاة الأربعة بالقاهرة المحروسة على ظهر الفتيا:
الحمد لله، هذا المنقول باطنها جواب عن السؤ
| |
|
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 19:43 | |
| | |
|
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 20:08 | |
| [color:a043="Blue"] مسائل كثر حولها النقاش والجدل تأليف السيد زين بن إبراهيم بن سميط العلوي الحسيني الشافعي ________________________________________ المحتويات: مقدمة الناشر التوسل الاستغاثة نفع الأموات حياة الأنبياء في قبورهم التبرك بآثار الصالحين زيارة القبور هل الأموات يشعرون؟ قراءة القرآن على قبر الميت التمسح بالقبور وتقبيلها تجصيص القبور والبناء عليها تلقين الميت الذبح بأبواب الأولياء والنذور الحلف بغير الله عز وجل كرامات الأولياء رؤية الرسول في اليقظة هل الخضر عليه السلام حي؟ الاستشفاء بالقرآن والأسماء الإلهية ما حكم كتابة التمائم وتعليقها؟ المولد والبدعة الاجتماع على حلقات الذكر والحضرات محبة أهل البيت فضائل أهل البيت نفع الانتساب إليه خاتمة ________________________________________ بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الناشر أحمده تعالى وأصلي وأسلم على عبده ورسوله وحبيبه سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وأوليائه آمين. وبعد، فإني لما أطلعت علي المخطوطة التي كتبها الأخ الحبيب العلامة الشيخ زين بن سميط آل باعلوي الحسيني الشافعي، سرتني كثيرا، ووجدتها مفيدة ونافعة، وفيها الإجابة السديدة مع الأدلة الشرعية الموثوقة من الكتاب والسنة لكثير من المسائل الخلافية التي يدور فيها النقاش بين السواد الأعظم من أهل السنة والجماعة وبين الأقلية من المخالفين. لذلك استعنت بالله تعالي علي نشرها باسم ( مسائل كثر حولها النقاش والجدل) سائلا المولى تعالى أن يتقبل جهد المؤلف بها القلوب والعقول علي كلمة سواء بين المسلمين إنه تعالى خير مسئول وأكرم مأمول والحمد لله رب العالمين. يوسف السيد هاشم الرفاعي ________________________________________ في التوسل *ما حكم التوسل بالأنبياء والأولياء؟ ج- حكم التوسل والاستغاثة والاستعانة بهم في قضاء الحوائج الدنيوية والأخروية جائز شرعا بإجماع أهل السنة والجماعة وهم السواد الأعظم والجمهور من المسلمين وإجماعهم حجة لعصمتهم من الخطأ. فقد أخرج أحمد والطبراني عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: سألت ربي أن لا تجتمع أمتي علي ضلالة فأعطانيها. وروي الحاكم عن ابن عباس مرفوعا: لا يجمع الله أمتي علي الضلالة أبدا… وورد : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن. • ما معنى التوسل؟ ج- معناه التبرك بذكر أحباء الله تعالي لما ثبت أن الله يرحم العباد بسببهم فمعني التوسل بهم أن يتخذهم وسيلة أي واسطة إلي الله جل وعلا في قضاء الحوائج وحصول المطالب لكونهم أقرب إلي الله منا فهو يجيب دعاؤهم ويقبل شفاعتهم ففي الحديث القدسي عن الله تعالي قال (من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء احب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذ نه) رواه البخاري في صحيحه. ________________________________________ • ما الدليل علي جواز التوسل؟ ج- الدليل علي ذلك أحاديث كثيرة صحيحة صريحة منها: ما رواه الترمذي والنسائي والبيهقي والطبراني بإسناد صحيح عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا أعمي جاء إلي النبي(صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله أدع الله أن يكشف عن بصري فقال أن شئت دعوت وأن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه: فأمره (صلى الله عليه وسلم) أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلي ربي في حاجتي هذه لتقضي لي. اللهم شفعه في. فذهب ثم رجع وقد كشف الله عن بصره وفي رواية البيهيقي فقام وقد أبصر، قال العلماء ففي هذا الحديث التوسل والنداء به (صلى الله عليه وسلم). وهذا الدعاء أستعمله الصحابة والتابعين والسلف والخلف لقضاء حوائجهم. والله اعلم. ومنها ما رواه البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا أستسقي بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم آنا كنا نتوسل إليك بنبينا (صلى الله عليه وسلم) فتسقينا وآنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون. قال العلماء هذا صريح في التوسل بالذوات الفاضلة فان الناس جعلوا العباس رضي الله عنه وسيلتهم إلي الله تعالي فانزل الغيث. • هل يجوز التوسل بالأموات؟ ج- قال العلماء رحمهم الله لا فرق في جواز التوسل بأحباب الله تعالي سواء كانوا في حياتهم الدنيوية أو بعد انتقالهم إلي الحياة البرزخية فان أهل البرزخ منهم في حضرة الله ومن توجه إليهم توجهوا إليه أي في حصول مطلوبة. ________________________________________ • ما الدليل علي جواز التوسل بالأموات؟ ج- الدليل علي ذلك ما ذكره ابن القيم في ذاد المعاد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من خرج رجل من بيته إلي الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا إليك فإني لم أخرج بطرا ولا أشرا ولا رياء ولا سمعة وإنما خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت. إلا وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يقضي صلاته. ورواه أيضا ابن ماجه. وروي البيهيقي وابن السني والحافظ أبو نعيم أن من دعائه (صلى الله عليه وسلم) عند خروجه للصلاة اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك الخ. قال العلماء فهذا توسل صريح بكل عبد مؤمن حيا أو ميتا وعلم (صلى الله عليه وسلم) أصحابه هذا الدعاء وأمرهم بالإتيان به وما من أحد من السلف والخلف إلا كان يدعو بهذا الدعاء عند خروجه للصلاة. وثبت أيضا انه (صلى الله عليه وسلم) لما توفيت والدة سيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه قال الهم أغفر لامي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي. وهو حديث طويل رواه ابن حيان والحاكم والطبراني وصححوه. وانظر قوله (صلى الله عليه وسلم) والأنبياء من قبلي فان ذلك صريح في جواز التوسل بالأموات فافهم ذلك تسلم من المهالك. ________________________________________ (تنبيه) قال العلماء نفع الله بهم : وأما توسل سيدنا عمر بالعباس رضي الله عنه فليس فيه دليل علي عدم جواز التوسل بغير الأحياء وإنما توسل عمر بالعباس دون النبي (صلى الله عليه وسلم) ليبين للناس أن التوسل بغير النبي جائز لا حرج فيه وإنما خص العباس من سائر الصحابة لإظهار شرف أهل بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم) والدليل علي ذلك أنه قد ثبت توسل الصحابة به (صلى الله عليه وسلم) بعد وفاته، من ذلك ما رواه البيهيقي وابن أبي شيبه بإسناد صحيح أن الناس قحطوا في خلافة عمر رضي الله عنه فجاء بلال ابن الحارث رضي الله عنه إلي قبر النبي(صلى الله عليه وسلم) وقال: يا رسول الله استسق لأمتك فلأنهم هلكوا فأتاه رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في المنام وقال: ائت عمر ابن الخطاب وأقرئه السلام وأخبره انهم يسقون فاتاه واخبره فبكي عمر رضي الله عنه وسقوا: أ ه ومحل الاستدلال فعل بلال وهو صحابي ولم ينكر عليه عمر ذلك ولا غيره من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم) رضي الله عنهم. ________________________________________ في الاستغاثة • معني الاستغاثة؟ ج- الاستغاثة هي طلب العبد الإغاثة والمعونة ممن يسعفه ويدفع عنه عند الوقوع في شدة ونحوها. • هل يجوز طلب الاستغاثة من غير الله؟ ج- نعم يجوز طلبها من غيره تعالي باعتبار أنه سبب واوسطة فان الإغاثة وأن كانت هي من الله عز وجل علي الحقيقة، فلا ينافي أن الله تعالي جعل لذلك أسبابا ووسائط لأعد له والدليل علي ذلك قوله (صلى الله عليه وسلم): والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. وقوله(صلى الله عليه وسلم) في حقوق الطريق: وأن تغيثوا الملهوف وتهدوا الضال. رواه لأبو داود. فنسب الإغاثة إلي العبد وأضافها إليه وندب العباد أن يعين بعضهم بعضا. • ما الدليل علي مشروعية الاستغاثة؟ ج- لذلك أدلة كثيرة: منها ما رواه البخاري في كتاب الزكاة أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: أن الشمس تعدو يوم القيامة حتي يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد (صلى الله عليه وسلم) الحديث. فقد أجمع أهل الموقف كلهم علي جواز الاستغاثة بالأنبياء عليم السلام وذلك بإلهام من الله تعالي لهم وفي ذلك أدل دليل علي ندب التوسل والاستغاثة بهم في الدنيا والآخرة. ومن الأدلة علي ذلك أيضا ما رواة الطبراني أنه (صلى الله عليه وسلم) قال لإذا ظل أحدكم (أي عن الطريق) أو أراد عونا وهو بأرض ليس فيها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني وفي رواية أعينوني فإن لله عبادا لا ترونهم. فهذا الحديث صريح في جواز الاستغاثة والنداء بالغائبين من الأحياء والأموات والله أعلم. (خاتمة) قال السيد الإمام أحمد بن زيني دحلان رحمه الله والحاصل أن مذهب أهل السنة والجماعة جواز التوسل والاستغاثة بالأحياء والأموات لأنا لا نعتقد تأثيرا ولا نفعا ولا ضرا إلا لله وحده لا شريك له والأنبياء لا تأثير لهم في شئ وإنما يتبرك بهم ويستغاث بمقامهم لكونهم أحباء الله تعالي. والذين يفرقون بين الأحياء والأموات هم الذين يعتقدون التأثير للأحياء دون الأموات ونحن نقول الله خالق كل شئ. والله خلقكم وما تعلمون . من كتابه خلاصة الكلام. ________________________________________ هل تحصل لنا نفاعة من الأموات في الدنيا أم لا؟ ج- نعم الميت ينفع الحي فقد ثبت أنهم يدعون للأحياء ويشفعون لهم. قال سيدنا الشيخ الإمام عبد الله بن علوي الحداد رضي الله عنه ونفعنا به أن الأموات أكثر نفعا للأحياء منهم لهم لأن الأحياء مشغولون عنهم بهم الرزق والأموات قد تجردوا عنه ولاهم لهم هم إلا فيما قدموه من الأعمال الصالحة لاتعلق لهم إلا بذلك كالملائكة . • ما الدليل علي حصول النفع للأحياء من الأموات؟ ج- الدليل علي ذلك ما رواه الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أعمالكم تعرض علي أقاربكم وعشائركم فإن كان خيرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا. وروي البزار بإسناد صحيح عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم. قال العلماء. وأي منفعة أعظم من استغفاره (صلى الله عليه وسلم) حين يعرض عليه عمل المسيء من أمته. قال بعض العلماء، وأدل دليل علي أن الميت ينفع الحي أيضا ما وقع لسيدنا الرسول(صلى الله عليه وسلم) ليلة أسري به حين فرض الله عليه وعلي أمته خمسين صلاة فأشار عليه سيدنا موسى عليه السلام بأن يراجع ربه ويسأله التخفيف كما ورد في الصحيح فسيدنا موسى قد مات وقتئذ ونحن وسائر الأمة المحمدية إلي يوم القيامة في بركته عليه السلام وقد وقع عنهم التخفيف بواسطته وتلك من أعظم المنافع. ________________________________________ هل الأنبياء أحياء في قبورهم؟ ج- نعم فقد ثبت أنهم يحجون ويصلون في قبورهم قال العلماء قد تحصل الأعمال من غير تكليف علي سبيل التلذذ بها فلا ينافي ذلك كون الآخرة ليست بدار عمل. • ما الدليل علي حياتهم؟ ج- ورد في صحيح مسلم عن أنس قال(قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتيت لية أسري بي علي موسى قائما يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر) وروي البيهيقي وأبو يعلي عن أنس قال :قال (رسول الله(صلى الله عليه وسلم) الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) قال المناوي هو حديث صحيح. قال العلماء: وقد نص الله تعالي في القرآن علي حياة الشهداء في قوله"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" فالأنبياء والصديقون من باب أولي لأنهم أرفع درجة منهم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله وأبي وأضع ثوبي وأقول إنما زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر. رواه الإمام أحمد وهذا يدل أن سيدتنا عائشة رضي الله عنها لا تشكك أن سيدنا عمر يراها ولهذا تحفظت بالتستر إذا أرادت الدخول عليه بعد دفنه في بيتها. ________________________________________ هل يجوز التبرك بآثار الصالحين؟ ج- نعم يجوز ذلك بل يستحب باتفاق علماء الإسلام. ما الدليل علي ذلك؟ ج- لذلك أدلة كثيرة منها ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال رأيت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فيما يريدون أن تقع شعره إلا في يد رجل. فكان الصحابة رضي الله عنهم يحتفظون بشعره (صلى الله عليه وسلم) للتبرك والاستشفاء. وقد ثبت أن خالد ابن الوليد رضي الله عنه كان يضع في قلنسوته من شعرات النبي (صلى الله عليه وسلم) فسقطت قلنسوته في بعض حروبه فشد عليها يبحث عنها حتى أنكر عليه بعض الصحابة من كثرة من قتل بسببها من الأعداء فقال خالد لم أفعل ذلك بسبب القلنسوة بل لما تضمنته من شعره(صلى الله عليه وسلم) لئلا أسلب بركتها وتقع في أيدي المشركين. وفي صحيح البخاري عن أبى جحيفة قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالا أخذ وضوء النبي (صلى الله عليه وسلم) والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح به ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل صاحبه يعني للبركة والاستشفاء. وفي مسند الإمام أحمد عن جعفر بن محمد قال(كان الماء يستنقع في جفون النبي(صلى الله عليه وسلم) حين غسلوه بعد موته فكان علي رضي الله عنه يحسوه) أي يحسو ذلك من الماء من بركاته (صلى الله عليه وسلم). وفي صحيح عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنه أخرجت جبة طيالسة وقالت كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يلبسها فنحن نغسلها للمرضى يستشفي بها. ________________________________________ ما حكم زيارة قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم؟ ج-زيارة قبورهم قربة مستحبة وكذا الرحلة إليها قال العلماء رحمهم الله، كانت زيارة القبور منهيا عنها في صدر الإسلام ثم نسخ ذلك بقوله وفعله (صلى الله عليه وسلم). • ما الدليل علي مشروعية الزيارة؟ ج- الدليل علي ذلك ما رواه مسلم في صحيحه أنه (صلى الله عليه وسلم) قال"كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزروها" وفي رواية للبيهيقي : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها ترق القلوب وتدمع العين وتذكر الآخرة وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يخرج من آخر الليل إلي البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدن غدا مؤجلون وآنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم أغفر لأهل بقيع الغرقد. رواه مسلم. • ما حكم زيارة القبور للنساء. ج- ذكر العلماء رحمهم الله أن زيارة القبور تسن للرجال وتكره للنساء إلا إذا كان للتبرك كزيارة الأنبياء والأولياء والعلماء فإنها تسن لهم أيضا كالرجال. وقال بعضهم إن زيارة القبور تباح للنساء مطلقا لما رواه البخاري ومسلم انه (صلى الله عليه وسلم) رأي امرأة بمقبرة تبكي علي قبر أبنها فأمرها بالصبر ولم ينكر عليها. وروي مسلم أنه (صلى الله عليه وسلم) علم سيدتنا عائشة رضي الله عنها الدعاء لزيارة القبور لما قالت له كيف أقول لهم فقال: قولي السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وآنا إن شاء الله بكم لاحقون. • ما معني قوله (صلى الله عليه وسلم) :لعن الله زوارات القبور؟ ج- قال العلماء: هذا الحديث محمول علي ما إذا كانت زيارتهن للتعديد والبكاء والنياحة علي ما جرت به عادتهن فإن مثل هذه الزيارة حرام بخلاف إذا سلمت من ذلك. • ما معني قوله(صلى الله عليه وسلم) : لا تشد الرحال إلا ثلاثة مساجد بالحديث؟ ________________________________________ ج- قال أهل العلم معني الحديث لا تشد الرحال إلي مسجد من المساجد لفضيلته إلا إلي الثلاثة المساجد التي تضاعف فيها الصلاة وإلا لزم أن لا تشد الرحال إلي عرفات ومني وزيارة الوالدين والأرحام ولطلب العلم والتجارة والجهاد وهذا لا يقول به أحد من المسلمين. هل الأموات يشعرون ويسمعون ما يقال عندهم؟ ج- نعم ولهذا شرع النبي (صلى الله عليه وسلم) زيارة الأموات والتسليم عليهم بصيغة الخطاب وكثير ما كان (صلى الله عليه وسلم) يزور أهل البقيع ويسلم عليهم وحاشاه (صلى الله عليه وسلم) أن يسلم علي قوم لا يسمعون ولا يعقلون. • ما الدليل علي ذلك؟ ج- الدليل ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا أستأنس به ورد عليه حتى يقوم. وعن أبي هريرة. قال إذا مر الرجل بقبر أخيه رد عليه السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام. • ما معني قوله تعالي" وما أنت بمسمع من في القبور"؟ ج- ما قاله ابن القيم في كتاب الروح: إن سياق الآية يدل علي أن المراد أن الكافر الميت القلب لا تقدر علي إسماعه إسماعا ينتفع به كما أن من في القبور لا تقدر علي إسماعهم إسماعا ينتفعون به. ولم يرد سبحانه أن أصحاب القبور لا يسمعون شيئا ألبته كيف وقد اخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أنهم يسمعون خفق نعال المشيعين وأخبر أن قتلي بدر سمعوا كلامه وخطابه. وشرع السلام عليهم أي الأموات بصيغة الخطاب الذي يسمع وأخبر أن من سلم علي أخيه المؤمن رد علي السلام.وهذه الآية نظير قوله تعالي "إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ". ما حكم قراءة القرآن علي القبور وإهداء ثوابها للأموات؟ ________________________________________ ج- اعلم أن عمل المسلمين من القراءة والتهليل علي أمواتهم هو الحق والصواب وإن ثواب ذلك يصل إلي موتاهم باتفاق علماء الإسلام لأنهم يدعو بعد القراءة والتهليل بقولهم: اللهم أوصل ثواب ما قرأنا أو هللنا إلي فلان وإنما الخلاف إذا لم يدع بذلك فالمشهور من مذهب الشافعي أنه لا يصل واعتمد علماء الشافعية المتأخرين وصول ثواب القراءة والذكر إلي الميت كمذهب الأئمة الثلاثة وعليه عمل الناس وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن قال سيدنا الإمام الحجة قطب الإرشاد الإمام عبد الله بن علوي الحداد نفع الله به ون أعظم ما يهدي إلي الموتى بركته وأكثره نفعا قراءة القرآن وإهداء ثوابةإليهم وقد أطبق علي العمل بذلك المسلمون في الإعصار والأمصار وقال به الجماهير من العلماء والصالحين سلفا وخلفا الخ ما قال رضي الله عنه(في كتابه سبيل الأذكار). • ما الدليل علي جواز قراءة القرآن للأموات؟ ج- الدليل ما رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن معقل بن يسار أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: اقرؤوا علي موتاكم سورة يس. قال العلماء: وهذا الحديث مطلق فيشمل القراءة حال الاحتضار وبعد الوفاة. وأخرج الطبراني والبيهيقي في شعب الإيمان عن أبن عمر مرفوعا إذا مات أحدكم فلا تحسبوه وأسرعوا به إلي قبره. وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة. وعند رجليه بخاتمة البقرة. ذكره الإمام السيوطي في جمع الجوامع. ________________________________________ وذكر ابن القيم في كتاب الروح مايقتضي سن الدرس علي القبر واستدل لذلك بأن جماعة من السلف أوصوا أن يقرأ عند قبورهم منهم ابن عمر أوصي أن يقرأ عند قبره سورة البقرة. وأن الأنصار كانت إذا مات الميت اختلفوا إلي قبره يقرؤون القرآن عنده. انتهي. وذكر العلماء أنه يجوز للإنسان أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة كانت أو قراءة أو غيرهما ويدل لذلك ما أخرجه الدراقطني من حديث جاء أن رجلا قال يا رسول الله إنه كان لي أبوان أبرهما في حال حياتهما فكيف لي ببرهما بعد موتهما. فقال (صلى الله عليه وسلم): إن من البر أن تصلي لهما مع صلاتك. وأن تصوم لهما مع صيامك. • ما معني قوله تعالي(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) وقوله (صلى الله عليه وسلم) : إذا مات ابن آدم انقطع عمله.الخ؟ ج- قال ابن القيم في كتاب الروح: إن القرآن لم ينفي انتفاع الرجل بسعي غيره وإنما أخبر أنه لا يملك إلا سعيه وأما سعي غيره فهو ملك لساعية فإن شاء أن يبذله لغيره وإن شاء أن يبقيه لنفسه وهو سبحانه لم يقل أنه لا ينتفع إلا بما سعي. وقوله (صلى الله عليه وسلم) انقطع عمله ولم يقل انتفاعه وإنما اخبر عن انقطاع عمله. وأما عمل غيره فهو لعامله فإن وهبه له فقد وصل إليه ثواب عمل العامل لاثواب عمله هو فالمنقطع شئ والواصل شئ آخر. ملخصا.فأفهم ذلك. ________________________________________ وذكر أهل التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قوله تعالي وأن ليس للإنسان إلا ما سعي. منسوخ الحكم في هذه الشريعة بقوله تعالي(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) فأدخل الأبناء الجنة بصلاح الآباء. وقال عكرمة إن ذلك لقوم موسى وإبراهيم عليهما السلام وأما هذه الأمة فلهم ما سعوا ومايسعي لهم غيرهم لما روي أن امرأة دفعت صبيا لها وقالت يا رسول الله ألهذا حج قال نعم ولك أجر. وقال آخر للنبي (صلى الله عليه وسلم) إن أمي أفتلتت نفسها فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال نعم. والله أعلم. ما حكم التمسح بالقبور وتقبيلها؟ ج- الحكم في ذلك عند أكثر العلماء مكروه فقط وقال بعضهم أنه مباح وجائز للتبرك ولم يقل أحد بتحريمها. ما الدليل علي جواز ذلك؟ ج- لأنه لم يرد فيها نهي من الشارع ولاقام الدليل علي المنع وقد روي أن بلالا رضي الله عنه لما زار المصطفي(صلى الله عليه وسلم) جعل يبكي ويمرغ خديه علي القبر الشريف. وأن ابن عمر رضي الله عنهما كان يضع يده اليمني عليه. ذكر ذلك الخطيب ابن جمله وثبت عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنه سئل عن تقبيل قبر النبي(صلى الله عليه وسلم) ومنبره فقال لابأس بذلك. ما حكم تجصيص القبور والبناء عليها؟ ج- أما تجصيص القبر فهو مكروه عند أكثر العلماء وقال أبو حنيفه لا يكره ذلك ولم يرد في الشرع ما يدل علي التحريم وأما حديث النهي أن يجصص القبر وأن يبني عليه وأن يقعد عليه فقد اتفق جمهور العلماء علي أن النهي للتنزيه لا للتحريم. هل ما يفعله الناس في كثير من البلدان من تجصيص القبور لمجرد العبث؟ ________________________________________ ج- لم يفعلوا ذلك لمجرد العبث والزينة بل لأغراض حسنه ومصالح منها أن تعرف كونها قبور فتحيا بالزيارة وتحترم من الإهانة ومنها أن يمتنع الناس من نبشها قبل البلاء فإن ذلك محرم في الشريعة ومنها أن يجمع إليها الأقارب كما هو السنة. فقد ثبت أنه (صلى الله عليه وسلم) وضع علي قبر عثمان بن مظعون صخرة وقال أعلم علي قبر أخي لأدفن إليه من مات من أقاربي. رواه أبو داود والبيهيقي. وأما البناء علي القبور فقد ذكر العلماء في ذلك تفصيلا: إن كان في أرض مملوكة لنفسه أو لغيره بأذنه فهو مكروه ولا يحرم سواء كان البناء قبة أو غيرها وإن كان في مقبرة موقوفة أو مسبلة فهو حرام وعلة التحريم التحوز عن الدفن والتضييق للمقبرة لاغير، نعم استثنوا قبور الصالحين وأئمة المسلمين فيجوز البناء عليها ولو في مسبلة لما في ذلك من إحياء الزيارة المأمور بها في الشرع وللتبرك بها وينتفع الحي والميت بالقراءة عندها واستدلوا علي ذلك بعمل لمسلمين سلفا وخلفا وذلك حجة عند العلماء. • ما معني الحديث: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد؟ ج- ذكر العلماء أن معني الحديث السجود لها والصلاة إليها علي قصد التعظيم كما يفعله اليهود والنصارى من السجود لقبور أنبيائهم ويجعلونها قبلة لهم يتوجهون بصلاتهم إليها تعظيما لها وهذا حرام قطعا فالنهي إما هو عن التشبه بهم بأ يفعل كفعلهم من السجود للقبور والصلاة إليها وهذا لا يصح من مسلم ولا يوجد في الإسلام لقوله عليه الصلاة والسلام إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم رواه مسلم والترمذي والإمام أحمد. ما حكم تلقين الميت بعد دفنه؟ ________________________________________ ج- تلقين الميت البالغ بعد الدفن مستحب عند كثير من العلماء لقوله تعالي(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) حيث استحبه الشافعية والأكثر من الحنابلة والمحققون من الحنفية والمالكية. وأحوج ما يكون العبد إلي التذكير في هذه الحالة وقد ذكر ابن تيميه في فتاويه أن التلقين المذكور قد ثبت عن طائفة من الصحابة أنهم أمروا به وقال الإمام أحمد لا بأس به واستحبه طائفة من أصحاب الشافعي وأحمد، قال وقد ثبت أن المقبور يسأل ويؤمر بالدعاء له فلهذا قيل أن التلقين ينفعه فإن الميت يسمع النداء كما في الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إنه يسمع قرع نعالهم وقال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم – ملخصا. • هل ورد في الحديث عن كيفية التلقين المذكور؟ ج- نعم فقد روي الطبراني مرفوعا إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب علي قبره فليقم أحدكم علي رأس قبره ثم ليقل يافلان ابن فلانه فإنه يسمعه ثم يقول يافلان ابن فلانه فإنه يستوي قاعدا ثم يقول يا فلان ابن فلانه فإنه يقول أرشدنا يرحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وانك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقران إماما فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول أنطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته. وقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال فينسبه إلي أمه حواء يقول يافلان ابن حواء. ما حكم الذبح بأبواب الأولياء ________________________________________ ج- ذكر العلماء رحمهم الله تعالي أن في ذلك تفصيلا. وهو أنه إن فعل الإنسان ذلك بأسم الولي أو لكي يتقرب به إليه فهو كمن ذبح لغير الله فالمذبوح ميتة والفاعل آثم ولا يكفر إلا أن قصد به التعظيم والعبادة كما لو سجد له لذلك. ,أما من قصد الذبح لله تعالي وتصدق باللحم علي الفقراء والمساكين ناويا بثواب تلك الصدقة إلي روح الولي فهذا جائز بل مندوب إليه باتفاق الأئمة لأنه من باب الصدقة علي الميت والإحسان إليه الذي ندبنا إليه الشارع وحثنا عليه. فأفهم ذلك. ما حكم تقديم النذور إلي الأولياء ج- ذكر العلماء نفع الله بهم: أن النذر لمشاهد الأولياء والعلماء جائز صحيح إن قصد الناذر أهل ذلك المحل من أولادهم أو الفقراء الذين عند قبورهم أو قصد صرفه في عمارة ضرائحهم لما في ذلك من لإحياء الزيارة المشروعة. وكذا يصح إن أطلق الناذر ولم يقصد شيئا من ذلك ويصرف فيما تقدم من المصالح بخلاف ما لو قصد تعظيم القبر والتقرب إلي صاحبه أو قصد النذر لنفس الميت فإنه لا ينعقد لأنه حرام ومن المعلوم أن ذلك لا يقصده أحد من الناذرين. • ما الذي يقصده المسلمون بذبائحهم ونذورهم للميتين؟ ج- أعلم أن المسلمين لا يقصدون بذلك إلا الصدقة عنهم وجعل ثوابها إلي أرواحهم. فكل مسلم ذبح للنبي أو الولي أو نذر الشيء له فهو لا يقصد إلا أن يتصدق بذلك عنه ويجعل ثوابه إليه فيكون من هدايا الأحياء للأموات المأمور بها شرعا. وقد أجمع أهل السنة وعلماء الأمة أن صدقة الأحياء نافعة للأموات وواصلة إليهم. • ما الدليل علي وصول ثواب الصدقات إلي الأموات؟ ج- دلت علي ذلك أحاديث صحيحة منا ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه قال نعم. ________________________________________ وعن سعد رضي الله عنه أنه سأل النبي(صلى الله عليه وسلم) وقال يا نبي الله إن أمي قد افتلتت وأعلم أنها لو عاشت لتصدقت أفأن تصدقت عنها ينفعها ذلك قال نعم فسأل النبي (صلى الله عليه وسلم) أي الصدقة أنفع يا رسول الله قال الماء فحفر بئرا وقال هذه لأم سعد. ما حكم الحلف بغير الله عز وجل؟ ج- اختلف أهل العلم في الحلف بمن له حرمة كنبي وولي ونحوهما فقال بعضهم أنه مكروه. وقال آخرون أنه حرام. المشهور من مذهب الإمام أحمد بن حنبل جواز اليمين برسول الله(صلى الله عليه وسلم) ولزوم الحنث بمخالفته. لأن ذلك أحد ركني الشهادة ولم يقل أحد من العلماء أن الحلف بغير الله تعالي كفر غلا إذا قصد الحالف تعظيم المحلوف به كتعظيم الله. ولايتعاطي ذلك أحد من أهل الإسلام قالوا: وعلي ذلك حمل ماورد في الخير من حلف بغير الله فقد أشرك. • ما كان قصد بعض الناس من الحلف بالقبور أو بأصحابها؟ ج- فاعلم أنهم لا يقصدون بذلك حقيقة الحلف الذي هو اليمين وإنما ذلك من باب التوسل والتشفع إلي الله بمن له منزلة عنده والكرامة لديه في حياتهم وبعد وفاتهم لأن الله تعالي قد جعلهم أسبابا لقضاء حوائج عباده بشفاعتهم ودعائهم.كأن يقول أحدهم أقسمت عليك أو أقسم عليك بفلان أو بصاحب هذا القبر. ونحو ذلك من الألفاظ التي لا تؤدي إلي الحرام فضلا عن الكفر والشرك. فأعلم ذلك وأحذر من الوقوع في المهالك بتكفير وتشريك المسلمين ونسأل الله أن يعصمنا وجميع المسلمين من الشرك ويغفر لنا ولهم ما دون ذلك. هل لأولياء الله كرامات في الحياة وبعد الممات؟ ج- نعم يجب أن نعتقد أن كرامات الأولياء حق، أي جائزة وواقعة في حياتهم وبعد وفاتهم. ولا ينكر ذلك إلا من عميت بصيرته وفسدت سريرته. ما الدليل؟ ________________________________________ ج-الدليل أمران أحدهما ما حكاه الله في كتابه العزيز كقصة مريم. قال الله تعاليكُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" قال أهل التفسير كان يوجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، وكان يجيئها ذلك من طريق غير مألوف وذلك هو الكرامة أكرمها الله تعالي بها. وقال تعالي في حقها أيضا" وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا". ومن ذلك قصة أهل الكهف فقد ذكرها الله تعالي في كتابه أنهم ناموا ثلاثمائة عام وتسعة أعوام دون أن يتناولوا فيها طعاما ولا شرابا وأنه تعالي تولي تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال بدون أي سبب لئلا تتألم جنوبهم وأنه تعالي جعل الشمس إذا طلعت وإذا غربت لا تصيب المكان الي هم فيه حفظا لهم من حرارة الشمس أن تؤذيهم. ومما ذكر الله في القرآن أيضا كرامة الخضر وكرامة ذي القرنين وكرامة آصف بن برخيا الذي عنده علم من الكتاب. • ما هو الأمر الثاني من الدليل علي ثبوت الكرامات؟ ج- الأمر الثاني: ما تواتر معناه من كرامات الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلي وقتنا مما ملأ الآفاق وسارت به الرفاق. فقد روي البخاري في صحيحه أن سيدنا خبيبا رضي الله عنه كان يأكل الفاكهة في غير أوانها وهو أسير بمكة موثق بالحديد ولم يكن بمكة يومئذ ثمرة وما هو إلا رزق رزقه الله إياه فهي كرامة له وروي البخاري أيضا أن سيدنا عاصما لما قتل أراد المشركون أن يأخذوا قطعة من جسده فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر وهي جماعة النحل أو الدبابير فحمته منهم فلم يقدروا منه علي شئ وهذه كرامته لعاصم رضي الله عنه بعد موته. ________________________________________ وعن أنس رضي الله عنه قال كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في ليلة ظلماء فتحدثا عنده حتى إذا خرجا أضاءت لهما عصا أحدهما فمشيا في ضوئها فلما تفرق بهم الطريق أضاءت لكل واحد منهما عصاه فمشي في ضوئها. أخرجه البخاري. وكرامات الأولياء كثيرة لا تدخل تحت الحصر وكلها معزات للرسول (صلى الله عليه وسلم) وإخوانه الأنبياء عليهم السلام(لأنه ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي) فمنهم من دخل النار فلم تؤثر فيه ومنهم من وقع علي يديه إحياء الموتى ومنهم أهل الخطوة ومنهم من يمشي في الهواء والماء ومنهم من أطاعته الجن وغير ذلك. (تنبيه) ذكر العلماء رحمهم الله: أن خوارق العادات إن كانت علي يد كافر أو فاسق فهو سحر وإن كانت علي يد ولي وهو المؤمن المستقيم فهي كرامة. هل يمكن رؤيته (صلى الله عليه وسلم) يقظة؟ ج- رؤيته (صلى الله عليه وسلم) في اليقظة ممكنة وواقعة فقد ذكر العلماء نفع الله بهم أن كثيرا من أئمة الصوفية رأوه في المنام ثم رأوه في اليقظة وسألوه عن أشياء من مصالحهم ومآربهم. ما الدليل علي إمكان ذلك؟ ج- الدليل علي ذلك ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي. ________________________________________ قال العلماء معني هذا الحديث التبشير بأن من فاز من أمته برؤيته في المنام لابد إن شاء الله تعالي أن يراه في اليقظة ولو قبيل الموت بهنيهة، ولا يصح أن تفسر هذا الحديث علي رؤيته(صلى الله عليه وسلم) في الآخرة أو البرزخ لأن سائر الأمم تراه يومئذ ففي الحديث أدل دليل علي أنه (صلى الله عليه وسلم) مل الأكوان لأنه شامل لمل من رآه في المشرقين والمغربين، قال اإمام السيوطي رحمه الله: قد تحصل من مجموع الأحاديث: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حي بجسده وروحه وأنه يتصرف حيث شاء في أقطار الأرض والملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته وأنه يغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة. فإذا أراد الله تعالي رفع الحجاب عمن أراد كرامته برؤيته رآه علي هيئته. هل سيدنا الخضر عليه السلام حي أم لا؟ ج- أجمع جمهور العلماء الأعلام علي حياة الخضر عليه السلام واشتهر ذلك عند الخاص والعام قال ابن عطاء الله في لطائفه قد تواتر عن أولياء كل عصر لقاؤه والأخذ عنه واشتهر ذلك إلي أن بلغ حد التواتر الذي لايمكن جحده. وذكر ابن القيم في كتابه مثير الغرام السكن أربع روايات صحيحة في حياته. وروي البيهيقي في كتاب دلائل النبوة أنه لما توفي (صلى الله عليه وسلم) سمعوا صوتا من ناحية البيت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإنما المصاب من حرم الثواب،فقال علي كرم الله وجهه أتدرون من هذا هو الخضر عليه السلام. الاستشفاء بالقرآن والأسماء الإلهية وأعلم أن الله تعالي لم ينزل من السماء شفاء قط أنفع من القرآن فهو للداء شفاء ولصدأ القلوب جلاء. قال تعالي "وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" وقال (صلى الله عليه وسلم) : من لم يشف بالقرآن فلا شفاه الله. ________________________________________ • ما حكم الرقي للأمراض؟ ج- أجمع العلماء علي جواز الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط: أن يكون بكلام الله تعالي أو بأسمائه وصفاته. وأن يكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره. وأن يعتقد أن الرقية لاتأثير لها بذاتها بل بتقدير الله تعالي. • ما الدليل علي جواز الرقي بما ذكر؟ ج- الدليل ما رواه مسلم من حديث عوف بن مالك قال كنا نرقي في الجاهلية. فقلنا يا رسول الله كيف تري في ذلك؟ فقال أعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقي إذا لم يكن فيه شرك. • ما هو الرقي المنهي عنه؟ ج- المنهي عنه من الرقي هو ما كان بغير لسان العرب فلم يدر ما هو.. ولعله قد يدخله سحر أو كفر. وأما إذا كان مفهوم المعني من ذكر الله تعالي أو أسمائه وصفاته فهو جائز بل مستحب متبرك به. • ما حكم كتابة التمائم وتعليقها؟. ج- يجوز كتب التمائم التي ليس فيها شئ من الأسماء التي لا يعرف معناها وكذلك يجوز تعليقها علي الآدميين والدواب علي المذهب الصحيح الذي عليه المحققون من علماء الأمة المحمدية. وذكر ابن القيم في زاد المعاد عن ابن حبان قال سألت جعفر بن محمد بن علي رضي الله عنهم عن تعليق التعويذ فقال إن كتاب الله أو كلام عن نبي الله فعلقه واستشف به. وذكر أيضا أن الإمام أحمد سئل عن التمائم تعلق بعد نزول البلاء قال أرجو أن لا يكون به بأس وقال عبد الله بن الإمام أحمد رأيت أبي يكتب التعويذ للذي يفزع وللحمي بعد نزول البلاء . وقال ابن تميمة في فتاويه نقلوا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكتب كلمات من القرآن والذكر ويأمر بأن تسقي لمن به داء. وهذا يقضي أن لذلك بركة ونص الإمام أحمد علي جوازه. ما المنهي عنه من التمائم في حديث من علق تميمة فقد أشرك؟ ________________________________________ ج- قال العلماء المراد بالتميمة في هذا الحديث هي خرزة أو قلادة تعلق علي الإنسان كانت الجاهلية يعتقدون أنها تدفع الآفات وأنما كان ذلك شركا لأنهم أرادوا به دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله ولا يدخل في ذلك ما كان بأسماء الله تعالي وكلامه. ما حكم عمل المولد والاجتماع له؟ ج- عمل المولد والذي هو ذكر الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) وما وقع في مولده من الآيات والمعجزات من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدره (صلى الله عليه وسلم) وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. • إلى كم تنقسم البدعة؟ ج- قسم العلماء رحمهم الله البدعة إلي قسمين حسنة وقبيحة. • ماهي البدعة الحسنة؟ ج- هي ما رآه أئمة الهدي مما يوافق الكتاب والسنة من حيث إيثار الأصلح والأحسن وذلك كجمع القرآن في مصحف وصلاة التراويح وإحداث الربط والمدارس وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول: وفي الحديث( من سن سنة حسنة في الإسلام فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ) رواه مسلم • ما هي البدعة المذمومة؟ ج- هي ما خالف نصوص الكتاب والسنة أو خرق إجماع الأمة وعليها حمل قولة (صلى الله عليه وسلم) وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فالمراد بذلك المحدثات الباطلة والبدع المذمومة. • هل لعمل المولد أصل من السنة النبوية؟ ________________________________________ ج- نعم وقد استخرج له أمام الحفاظ أحمد بن حجر العسقلاني أصلا ثابتا من السنة وهو ما ثبت في الصحيحين أم النبي(صلى الله عليه وسلم) قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجي موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالي فصامه (صلى الله عليه وسلم) وأمر المسلمين بصومه "قال فيستفاد منه فعل الشكر لله علي ما من به من إسداء نعمة أو دفع نقمة في يوم معين والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة.ملخصا. نقله الإمام السيوطي في فتاويه فعلم مما تتقدم أن الاجتماع لسماع قصة مولده (صلى الله عليه وسلم) من أعظم القربات لما في ذلك من إظهار الشكر لله بظهور صاحب المعجزات ولما يشتمل عليه من إطعام الطعام والصلات وكثرة الصلاة والتحيات وغير ذلك من وجوه القربات. وقد صرح العلماء الأعلام بأن عمل المولد أمان في ذلك العام وبشري عاجلة لنيل البغية والمرام وإنما الأعمال بالنيات والله سبحانه أعلم والسلام. (فائدة) قال الحافظ شمس الدين ابن الجرزي في كتابه عرف التعريف بالمولد الشريف ما نصه: قد رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له ما حالك فقال في النار ‘لا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين وأمص من بين إصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس إصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبه عندما بشرتني بولادة النبي(صلى الله عليه وسلم) وبإرضاعها له: فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي(صلى الله عليه وسلم) فما حال المسلم الموحد من أمة (صلى الله عليه وسلم) يستر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته (صلى الله عليه وسلم)؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم. ما حكم الاجتماع على الذكر والحضرات التي يفعلها كثير من الناس؟ ________________________________________ ج-الاجتماع علي ذلك سنة مطلوبة وقربة مندوبة إذا لم يحتو علي شئ من المحرمات كاختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات. • ما الدليل علي استحباب ذلك مع رفع الصوت؟ ج- قد ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أحاديث كثيرة في فضل الاجتماع علي الذكر ورفع الصوت به منها قوله(صلى الله عليه وسلم)( لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم. وأخرج مسلم والترمذي "أن النبي(صلى الله عليه وسلم) خرج علي حلقة من أصحابه فقال ما يجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده فقال إنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة" وأخرج أحمد والطبراني مرفوعا " ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله تعالي لا يريدون بذلك إلا وجه الله تعالي إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات". وفي الأحاديث المذكورة أوضح دليل علي فضل الاجتماع علي الذكر والخير والجلوس لذلك وأن الله يباهي بهم الملائكة. ويدل علي استحباب رفع الصوت بالذكر ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال(قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول الله أنا عند ظني عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه) والذكر الملأ لا يكون إلا عن جهر. وروي البيهيقي مرفوعا (أكثر واذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراءون) وفي رواية حتى يقولوا مجنون ومن المعلوم أن ذلك إنما يقال عند الجهر دون الإسرار والله أعلم. ________________________________________ (فائدة) قال العلماء العارفون نفعنا الله بهم قد وردت أحاديث تقتضي استحباب الجهر بالذكر وأحاديث تقتضي الإسرار به والجمع بينهما أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص فليكن الذاكر مع ما يراه منهما أصلح لقلبه وأجمع لهمه. وذكروا أيضا أن الأسرار بالذكر أفضل لمن يخشى الرياء أو اخشي التشويش بجهره علي مصل ونحوه. فإن أمن ذلك كان الجهر أفضل لأن العمل فيه أكثرويتعدي نفعه إلي الغير وهو أقوي في تأثر القلب وجمعيته ولكل امرئ ما نوي والمطلع علي السرائر هو الله سبحانه وتعالي. في الحث على محبة أهل البيت والتحذير من بغضهم أعلم أنه من المشهور المعلوم عند الخاص والعام أن محبة أهل بيته وذريته (صلى الله عليه وسلم) فرض علي كافة أهل الإسلام وقد ثبت في الآيات القرآنية والسنة النبوية الحث علي محبتهم والأمر بمودتهم ودرج علي لك أعلام الصحابة والتتابعين وأئمة السلف المهتدين. فمن الآيات الدالة علي وجوب محبتهم قوله تعالي لنبيه (صلى الله عليه وسلم) “ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ". وأخرج الإمام أحمد والطبراني والحاكم أنه نزلت هذه الآية" قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال علي وفاطمة وأبناهما. وعن سعيد بن جبير رحمه الله في قوله تعالي" إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ". قال قربي رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالي" وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ". قال الحسنة مودة آل محمد. وأما الأحاديث فقد أخرج ابن ماجه عن العباس بن عبد المطلب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ما بال أقوام إذا جلس إليهم أحد من أهل بيتي قطعوا حديثهم والذي نفسي بيدي ما يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتي" وفي رواية"لا يؤمن عبد بي حتى يحبني ولا يحبني حتى يحب أهل بيتي". ________________________________________ وأخرج الترمذي والحاكم عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي". وأخرج الديلمي أنه (صلى الله عليه وسلم) قال " أدبوا أولادكم علي ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وعلي قراءة القرآن" وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال آخر ما تكلم به النبي (صلى الله عليه وسلم) " اخلفوني في أهل بيتي" وأخرج الطبراني وأبو الشيخ أنه (صلى الله عليه وسلم) قال " إن لله عز وجل ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دينه ولا دنياه قيل ما هن قال حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي". وأخرج البيهيقي والديلمي أنه (صلى الله عليه وسلم) قال "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتي أحب إليه من عترته ويكون أهلي أحب غليه من أهله" . وروي البخاري في صحيحه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال" يا أيها الناس ارقبوا محمدا(صلى الله عليه وسلم) في أهل بيته واحفظوه فيهم فلا تؤذوهم" وكان رضي الله عنه يقول( والذي نفسي بيديه لقرابة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أحب إلي أن أصل من قرابتي). وفي الشفاء للقاضي عياض عن النبي(صلى الله عليه وسلم) أنه قال" معرفة آل محمد براءة من النار وحب آل محمد جواز علي الصراط والولاية لآل محمد أمان من العذاب". في التحذير من بغضهم والتعرض لأذيتهم وأما ما ورد من الوعيد في بغضهم وعداوتهم فكثير فليحذر المسلم المشفق علي دينه من بغض أحد من أهل بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن ذلك يضره في دينه وأخرته ويعد به مسيئا إلي نبيه ومؤذيا له (صلى الله عليه وسلم). ________________________________________ وقد ذكر العلماء رحمهم الله الأحاديث الواردة في أن من آذى أهل البيت فقد آذى النبي (صلى الله عليه وسلم) ومن آذاه (صلى الله عليه وسلم) فقد آذى الله واستحق اللعن والعذاب ودخل في خطر الوعيد الوارد في قوله تعالي"إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة و | |
|
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 20:22 | |
| حمل مزكرات مستر هنفر سيد و مؤسس الوهابية الجاسوس البرطاني ودعمه لمحمد بن عبدالوهاب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ربنا يسترنا الي ان نلقاه ........
عدل سابقا من قبل gido في الخميس 3 ديسمبر - 20:46 عدل 1 مرات | |
|
gido مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 16/10/2009 العمر : 42 Upload Photos :
| موضوع: رد: هذا هو الفكر الوهابي الخميس 3 ديسمبر - 20:27 | |
| التصوف بين التصحيح والتبرير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين ، الحمد لله الذي هدانا لطلب العلم واسأله تبارك وتعالى أن يكرمنا بنور الفهم وان يجعلنا من أهل الصبر والحلم واسأله جل وعلا أن يجملنا بالعافية ويكرمنا بالتقوى إنه على كل شي قدير وبعد : انه من المعلوم للكبير والصغير وللقاصي والداني وللعربي والعجمي من علماء هذه الأمة الفاضلة أن علم التصوف هو من أجَّلِ العلوم الإسلامية التي قامت عليه الشريعة الإسلامية ، ونحن عندما نقول علم التصوف فإننا نعني بهذه الكلمة التصوف الصحيح الذي بُنيت أُسُسَهُ وقواعده على الكتاب والسنة . التصوف الذي بني على الزهد الذي هو من أصول الشريعة الغراء ، بل إن الزهد هو احد مصطلحات التصوف حتى أن الذين كتبوا في علم التصوف من الأوائل كتبوا باسم الزهد كأحمد بن حنبل وعبد الله بن المبارك ، وظاهرة الزهد والزهاد ظهرت في وقت مبكر من تاريخ هذه الأمة منذ عصر الصحابة الكرام كعبد الله بن رواحة وأبو ذر وأبو الدرداء وأبو هريرة الذين كانت لهم مدارسهم في الزهد الذي نشروه بين الناس وعلى رأسها مدرسة الزهد الكبرى مدرسة سيدنا علي بن أبي طالب ، فأخذه عنهم الحسن البصري , وعروة بن الزبير, وأويس القرني , وعبد الله بن المبارك ثم إبراهيم بن ادهم , والفضيل بن عياض , والجنيد البغدادي , وأبو بكر الشبلي , وسري السقطي , وذو النون المصري . وهؤلاء هم الذين أسسوا علم التصوف فهو علم كبقية العلوم له أصوله وله أسسه وقواعده وهو نابع من الكتاب والسنة وأصحاب الصفة رضي الله عنهم ثم ازدادت في عصر التابعين وتابعيهم وكان ظهورهم نتيجة لتزايد انشغال الناس بالدنيا وترفها . فكان ظهور هذه الفئة من العباد والزهاد تذكيراً للمجتمع وإيقاظاً له، خاصةً أن بوادر الترف في حياة المجتمع كانت قد بدأت تظهر فكان لظهور هؤلاء العباد ولأقوالهم وأحوالهم أثراً تحذيرياً للمجتمع من أن يقع فريسة الترف والغفلة وتذكيراً له بمهمته الأساسية من الذكر والعبادة، وإعلاناً بأن هذه الدنيا لا قيمة لها، فهذا كان له أثر الإيقاظ للمجتمع وبوادر الترف تهجم عليه، ولذلك كانت أقوال هؤلاء العباد تدور حول هذه المعاني وحول محبة الله _عز وجل_ والانقطاع لـه وتقديم محبته والتعلق به على سائر العلائق، وكانوا يوصون مع ذلك بأن يرد كل ما يصدر عنهم إلى الكتاب والسنة. هكذا كانت نشأة هذا العلم الجليل (علم التصوف) ولم يكن يعرف بالتصوف ولكن أطلقت هذه التسمية فيما بعد . واسمع إلى قول ابن خلدون في مقدمته ص 329 : (وهذا العلم ـ يعني التصوف ـ من العلوم الحادثة في الملة وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية وأصلها العكوف على العبادة , والانقطاع إلى الله تعالى , والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها , والزهد في ما يقبل علية الجمهور من لذة ومال وجاه , والإنفراد عن الخلق , والخلوة للعبادة , وكان ذلك عاماً في الصحابة والسلف فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية). وأورد صاحب كشف الظنون في حديثه عن علم التصوف في الصفحة 414 كلاماً عن الأمام القشيري قال فيه : (اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَتَسمَّ أفاضلهم بتسمية علم سوى صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام , إذ لا أفضلية فوقها فقيل , لهم الصحابة ثم اختلف الناس وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعباد ثم ظهرت البدعة وحصل التداعي بين الفرق فكل فريق ادَّعوا أن فيهم زهاداً , فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى , الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف , واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المأتين من الهجرة ولو رجعت إلى رجال التصوف الأوائل الذين أسسوه كأمثال (الحسن البصري , وعروة بن الزبير, وأويس القرني , وعبد الله بن المبارك ثم إبراهيم بن ادهم , والفضيل بن عياض , والجنيد البغدادي , وأبو بكر الشبلي , وسري السقطي , وذو النون المصري وعبد القادر الجيلاني والمحاسبي ) كانوا كلهم علماء عاملين دعاة إلى الله ساروا إلى الله بالكتاب والسنة ملتزمين بالسلوك المحمدي وبسيرة السلف العظام وكانوا دعاة إلى الله) . فلذلك ظهرت أنوارهم وبقيت آثارهم فالتصوف حقيقة أن تتعلم العلم الشريف الذي هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة ثم يعمل بهذا العلم الذي تعلمه ثم يسعى لاكتساب الصدق والإخلاص وذلك يكون بالاستعانة بالله تعالى والعكوف على الذكر والعبادة لتصفية الروح وتزكية النفس وشفاء القلب السقيم فلا تصوف بدون علم ولا ينفع العلم بلا عمل ومن قال بغير هذا فهو ليس من التصوف في شيء . فهذا هو إمام أهل السنة الأمام احمد بن حنبل رحمه الله يقول : (لولده عبد الله يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة ويقول عن الصوفية لا أعلم أقواماً أفضل منهم) . كتاب تنوير القلوب ص 405 وغذاء الألباب لشرح منظومة الآداب للسفاريني 1120 . وهذا هو حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله يقول ولقد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرهم أحسن السير وطريقتهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق) . كتابه المنقذ من الضلال صفحة 49. وهذا هو سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمة الله يقول : ( قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تتهدم دنيا وأخرى وقعد غيرهم على الرسوم ) كتاب نور التحقيق للشيخ حامد صغر ص 96 . وهذا هو الأمام الحجة شيخ الشافعية النووي رحمه الله وهو ثقة بإجماع الأمة يقول : ( أصول طريق التصوف خمسة : تقوى الله في السر والعلانية , إتباع السنة في الأقوال والأفعال , الأعراض عن الخلق في الإقبال والأدبار , الرضا عن الله تعالى في القليل والكثير , الرجوع إلى الله في السراء والضراء ) كتاب مقاصد الإمام النووي والتوحيد والعبادات وأصول التصوف ص 20 وتحدث الأمام أحمد ابن تيمية رحمة الله تعالى عن تمسك الصوفية بالكتاب والسنة فقال : ( فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض , وإبراهيم بن أدهم , وأبي سليمان الدارني , ومعروف الكرخي , والسري السقطي , والجنيد بن محمد , وغيرهم من المتقدمين , مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني, والشيخ حماد , والشيخ أبي البيان , وغيرهم من المتأخرين فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين , بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور إلى أن يموت . وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف , وهذا كثير من كلامهم ) . الجزء العاشر من مجموع فتاويه وهذا هو الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى يقول : ( إن كثيراً من الجُهَّال يعتقدون في الصوفية أنهم متساهلون في الإتباع والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون وحاشاهم ( الصوفية ) من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به فأول شي بنوا عليه طريقهم إتباع السنة واجتناب ما خالفها , الاعتصام لشاطبي).
هذا هو علم التصوف وهكذا نشأ وهكذا كانت سيرة رجاله رضوان الله عليهم الذين التزموا بهذه القواعد والأسس الشريفة التي بني عليها هذا العلم الجليل وكانت ثمرة هذا الالتزام والتمسك الصحيح أن فتح الله عليهم واصطفاهم وأخلصهم لنفسه وأحبهم الله لزهدهم في الدنيا وأحبهم الناس لحب الله لهم ولزهدهم فيما أيدي الناس وذلك لحديث الرجل الذي أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله دلني على عمل إذا فعلته أحبني الله وأحبني الناس ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : أزهد في الدنيا يحبك الله ، وأزهد فيما عند الناس يُحبك الناس رواه ابن ماجة عن سهل بن سعد الساعدي . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء - قال - ثم يوضع له القبول في الأرض . وسخر الله لهم العباد وألقى هيبتهم في قلوب السلاطين والملوك والحكام فسعى الملوك ورائهم بينما الناس تسعى وراء السلاطين والحكام والأمراء ونظروا للدنيا بعين الحقيقة بنظرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( لا تعدل عند الله جناح بعوضة ) فلذلك فتح الله عليهم وكثر السالكون على أبوابهم واتبعهم الناس واهتدى على أيديهم الضلال واسلم الكفار ورجع الفساق إلى جادة الصواب فكانوا مشاعل من نور أضاءت للناس طريقهم ووضحت لهم سبلهم وخير مثال على هذا الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه واسمع إلى قول شيخ الإسلام الشيخ محي الدين النووي رحمه الله في الشيخ عبد القادر الجيلاني : (كان شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد وانتهت إليه رياسة العلم في وقته , وتخرج بصحبته غير واحد من الأكابر وانتهى إليه أكثر أعيان مشايخ العراق وتتلمذ له خلق لا يحصون عدداً من أرباب المقامات الرفيعة , وانعقد علية إجماع المشايخ والعلماء رضي الله عنهم بالتبجيل والإعظام , والرجوع إلى قولة والمصير إلى حكمه ,وأُهرع إليه أهل السلوك من كل فج عميق وكان جميل الصفات شريف الأخلاق) . قلائد الجواهر ص 137 نقلا عن بستان العرافين وقد ذكر هذا الدكتور ماجد عرسان الكيلاني في كتابه ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين) فقال : (وتدل الأخبار المتعلقة بالمدرسة على أنها لعبت دوراً رئيسياً في إعداد جيل المواجهة للخطر الصليبي في البلاد الشامية . فقد كانت المدرسة تستقبل أبناء النازحين الذين فروا من وجه الاحتلال الصليبي , ثم تقوم بإعدادهم ثم إعادتهم إلى مناطق المواجهة الدائرة تحت القيادة الزنكية . ولقد اشتهر ـ فيما بعد ـ نفر من هؤلاء الطلاب منهم ابن نجا الواعظ الذي أصبح فيما بعد مستشار صلاح الدين السياسي والعسكري , والحافظ الرهاوي , وموسى ابن الشيخ عبد القادر الذي انتقل إلى بلاد الشام ليسهم في النشاط الفكري , وموفق الدين ـ صاحب كتاب المغني ـ وأحد مستشاري صلاح الدين , وقريبه الحافظ عبد الغني اللذين وفدا للالتحاق بمدرسة سيدي الشيخ عبد القادر بعد أن نزحت أسرتهما من جماعيل في منطقة نابلس إلى دمشق) . ولقد وصف ابن قدامة المقدسي طريقة عبد القادر في التعليم وأثره في طلبته فقال : ( دخلنا بغداد سنة إحدى و ستين وخمسمائة . فإذا بالشيخ عبد القادر ممن انتهت إليه الرئاسة بها علماً وعملاً وحالاً واستفتاءً . وكان يكفي طالب العلم عن قصد غيره من كثرة ما اجتمع فيه من العلوم , والصبر على المشتغلين وسعة الصدر . وكان ملء العين وجمع الله فيه أوصافاً جميلة وأحوالاً عزيزة وما رأيت بعده مثله ) . واستطاع الشيخ عبد القادر ومن عاصره وعلى رأسهم الإمام الغزالي الذي سبق الجيلاني بهذا وغيره من السادة الصوفية أن يتصدوا للهجمات التي تعرض لها العالم الإسلامي . وقد ذكر الشيخ عبد الرزاق الكيلاني في كتابه الشيخ عبد القادر عن دور الصوفية في التعامل مع الأحداث العامة للبلاد فقال : لقد كان نشوء التصوف رداً على انحراف ميزان المجتمع الإسلامي بشدة نحو المادة ونحو الدنيا وزينتها وقد نجح في إيقاف السيل الجارف , أو الحد من قوته في كثير من الأحيان ووقف الكثير من أئمة التصوف في وجه الظلم والطغيان , وقالوا كلمة الحق غير خائفين أو وجلين , تحقيقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفضل الجهاد كلمة عدل _أو حق _ عند سلطان جائر ) . كموقف سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني مع الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله , وعز الدين بن عبد السلام مع الملك الصالح إسماعيل ثم مع نجم الدين أيوب ومماليكه في مصر , ومنذر بن سعيد البلوطي مع عبد الرحمن الناصر في قرطبة , والنووي مع الظاهر بيبرس , والشيخ سعيد الحلبي مع إبراهيم باشا المصري , وكثير غيرهم , هذا بالإضافة إلى إسلام كثير من الكفار وتوبة كثير من العصاة والفساق على أيديهم , كما حدث لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني , إذ أسلم على يديه خمسة آلاف من الكفار وتاب أكثر من مائة ألف من العصاة , كما أن بعضهم قد جاهده بيده وسيفه . وكذلك سيدي أحمد البدوي ومريدوه قد ساهموا مساهمة فعالة في رد الحملة الصليبية على مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا . والمرابطون في إفريقية , وأصلهم من قبيلة لمتونة , تنسك أولاً رجل منهم يدعى يحيي بن عمر على يد عبدا لله بن ياسين الجزولي , وصاروا يعبدون الله سبحانه وتعالى في ربوة سموها رباطاً , وأخذ عددهم يزداد حتى بلغ ألفاً من الرجال , وكانوا في بدء الأمر قد تفرغوا للعبادة والتأمل والتعلم وإصلاح الباطن وتزكية الأخلاق مدة عشر سنوات , وعند ذلك قال لهم شيخهم : اخرجوا الآن و جاهدوا فلن تغلبوا من قلة ولا من ضعف , فخرجوا وغلبوا على إفريقية وشكلوا دولة المرابطين , وبعد وفاة يحيي بن عمر تولى يوسف بن تاشفين الذي بني مدينة مراكش ثم انجد المسلمين في الأندلس وكان السبب في تأخير خروج المسلمين منها لمدة أربعة قرون أخرى , وذلك بعد انتصاره على ملك الإفرنج ألفونسو في معركة الزلافة سنة 479هـ . وهي من المعارك الفاصلة في التاريخ , قضى فيها المرابطون على جيش ألفونسو , وكان 50 ألفاً وقيل أكثر من ذلك , فلم ينجُ منهم سوى خمسمائة جندي . وعبد القادر الجزائري رحمه الله تعالى , حارب المستعمرين الفرنسيين في الجزائر مدة خمس عشرة سنة , ومحمد غازي والشيخ شامل اللذان حاربا الروس خمساً ثلاثين سنة هما من الطائفة النقشبندية , والحركة السنوسية التي حاربت إيطاليا في ليبيا , والحركة المهدية التي حاربت الإنكليز في السودان , هما حركتان صوفيتان أيضاً . وهذه هي مواقف السابقين من أئمة التصوف في الوقوف أمام التيارات المعادية للإسلام والتصدي لها وكما كان لهم مواقف عظيمة في حماية الإسلام كان لهم أيضاً دور فعال في إصلاح المجتمع وتنشئة جيل صالح من العلماء والمريدين وأعظم مثال على ذلك هو منهاج الغزالي لإيجاد جيل جديد من العلماء والصالحين . هكذا كانت حقيقة التصوف والتصوف هو علم شريف ومستمد من الشرع وقائم على الشرع ولا يخرج عن الشرع قيد أنملة وهكذا بقيت مسيرته وفي القرون المتأخرة بدأت مسيرة التصوف تتغير وذلك بسبب دخول الأدعياء في صفوف الصوفية الكرام والأدعياء هؤلاء هم الذين أرادوا أن ينالوا ما ناله رجال التصوف الذين مر ذكرهم لكن دون تعب ودون بذل ودون مجاهدة وكانت نفوسهم أضعف من أن تفني في حب الله تعالى فلم يجدوا سبيلا لذلك إلا الدخول في التصوف فأخذوا بالقشور وتركوا اللب والأصل وسموا أنفسهم بالصوفية بل والبعض منهم تصدر للمشيخة واتبعه المريدين فهلك وأهلكهم ويتحقق فيهم قول الله تعالى(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ) المنافقون: من الآية4 ، ويتجلى في قول العالم الجليل الفاضل الأمام السيوطي رحمه الله تعالى : ( إن التصوف في نفسه علم شريف وإن مداره على أتباع السنة وترك البدع وعلمت أيضاً أنه قد كثر الدخيل فيه من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم فأدخلوا فيه ما ليس منه فأدى ذلك إلى إساءة الظن بالجميع ) . كتاب تأييد الحقيقة العلية للسيوطي ص 57. فراحوا يحرفون في هذا العلم ويغيرون في قواعده ويدسون في كتب القوم ما يناسب أهوائهم وحتى يجدون ما يستدلون به على أفعالهم وسوء أحوالهم ويبررون مخالفاتهم للكتاب والسنة ، فوضعوا الدسائس في كتب القوم ومن أكثر الذين دس في كتبه من العلماء هو الأمام الشعراني رحمه الله الذي كرس علمه وكتبة لمحاربة هؤلاء الأدعياء ولما صار لهم عقبة وعليهم نقمة دسوا في كتبة وأدخلوا فيها ما خالف الشرع واسمع إلى قوله يقول شيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه لطائف المنن : (ومما منَّ الله تبارك وتعالى به علي صبري على الحسدة والأعداء لما دسوا في كتبي كلاما يخالف ظاهر الشريعة وذلك لما صنفت كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود وكتب عليها علماء المذاهب الأربعة بمصر وتسارع الناس لكتابته فكتبوا منة نحو أربعين نسخة غار من ذلك الحسدة فاحتالوا على بعض المغفلين من أصحابي واستعاروا منة نسخته وكتبوا لهم منها بعض كراريس ودسوا فيها عقائد زائفة ومسائل خارقة لإجماع المسلمين وحكايات وسخريات عن جحا وابن الرواندي وسبكوا في ذلك غضون الكتاب في مواضيع كثيرة حتى كأنهم المؤلف ثم اخذوا تلك الكراريس وأرسلوها إلى سوق الكتب في يوم السوق وهو مجمع طلبة العلم فنظروا في تلك الكراريس ورأوا اسمي عليها فاشتراها من لا يخشى الله تعالى ثم دار بها على علماء الجامع الأزهر فأوقع ذلك فتنة كبيرة ومكث النادي يدورون في المساجد والأسواق وبيوت الأمراء نحو سنة وانتصر لي لشيخ نصر الدين القاني وشيخ الإسلام الحنبلي والشيخ شهاب الدين بن الحلبي كل ذلك وأنا لا اشعر فأرسل لي شخص من المحبين بالجامع الأزهر واخبرني الخبر فأرسلت نسختي التي عليها خطوط لعلماء فنظروا فيها لم يجدوا فيها شيئا مما دس هؤلاء الحسدة ) لطاف المنن ج 2 ص 190 وكذلك ما دس في كتب الشيخ محي الدين العربي رضي الله عنه وقد ذكر العلامة ابن عابدين الفقيه الحنفي وصاحب أكبر موسوعة في الفقه الحنفي : (أن الراجح عنده بالنسبة لما ورد في كتب الشيخ محيي الدين بن عربي مما يخالف الشرع بأنه مفترى عليه ولذلك تجد نص عبارة صاحب الدر المختار ج 3ص 303 : ولكن الذي تيقنته أن بعض اليهود افتراها علي الشيخ قدس الله سره) . بل إن ابن تيمية نفسه يعترف بالدس على السيدة رابعة العدوية حيث يقو ل: (وأما ما ذكر عن رابعة عن قولها عن البيت الحرام انه الصنم المعبود في الأرض كذب على رابعة المؤمنة التقية) ، وذلك في كتاب مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية ج 1ص 80 وهذه الفترة مابين القرن الخامس الهجري وحتى القرن العاشر تحرفت الكثير من علوم التصوف ودخلت فيه من العلوم الأخرى ما شوهته وأكثرت من أعداءه ولكن هيهات هيهات أن يستطيعوا أن يغيروا هذا العلم ففي كل زمن يهيئ الله لهذا العلم من يجدده ويذود عنه ويدافع عنه قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عن الصوفي : (إنَّ سالك سبيل الله قليل والمدعي فيه كثير ونحن نعرفك علامتين له: الأولى : أن تكون جميع أفعاله موزونة بميزان الشرع موقوفة على توفيقاته إيرادا وإصدارا وإقداما وإحجاما إذ لا يمكن سلوك هذا السيل إلا بعد التلبس بمكارم الشريعة كلها والثانية : لا يصل فيه إلا من واظب على جملة من النوافل فكيف يصل إلية من أهمل الفرائض ). وجزا الله ساداتنا العارفين الذين وضعوا لنا قواعد وأسس تكون حجة على هؤلاء الأدعياء وإليك بعض هذه القواعد من أقوالهم رضي الله عنهم : فهذا هو سلطان الأولياء والعارفين سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله يقول : (كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة هي زندقة , طر إلى الحق عزَّ وجلَّ بجناحي الكتاب والسنة ادخل عليه ويدك في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك العبادات المفروضة زندقة وارتكاب المحظورات معصية) . الفتح الرباني ص 179 . ويقول: (كل باطن خالف ظاهراً فهو باطل). وهذا الشيخ أبو القاسم إبراهيم بن محمد النصر باذي رحمه الله يقول: (أصل التصوف ملازمة الكتاب والسنة وترك الهواء والبدع , وتعظيم حرمات المشايخ ورؤية أعذار الخلق , وحسن صحبة الرفقاء , والقيام بخدمتهم , واستعمال الأخلاق الجميلة ,والمداومة على الأوراد , وترك ارتكاب الرخص والتأويلات , وما ضل احدٌ ف بهذا الطريق إلا بفساد الابتداء يؤثر في الانتهاء) , طبقات الصوفية ص 488 وقال سيد الطائفتين العارف بالله أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى : (الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته ,فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه) , طبقات الصوفية ص 159 . ويقول : ( من لم يحفظ القران ولم يكتب الحديث لا يقتدي به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ). وورد عن العارف بالله الشيخ أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى أنه يقول : (لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة) . ويقول أبو الحسن الشاذلي رحمة الله : (إذا تعارض كشفك مع الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف وقل لنفسك أنَّ الله تعالى ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها في جانب الكشف ولا الإلهام ولا المشاهدة إلا بعد عرضها علي الكتاب والسنة إلى غير ذلك من الأقوال الكثيرة التي تبين إن الاستقامة على الشريعة المطهرة هي أفضل من أي كرامة) . وقال الإمام سهل بن عبد الله التستري رحمه الله : (أصول طريقتنا ـ أي منهج الصوفية ـ سبعة : التمسك بالكتاب , والاقتداء بالسنة , وأكل الحلال , وكف الأذى , وتجنب المعاصي , لزوم التوبة , وأداء الحقوق) . وقال أبو حفص احد كبار الصوفية : (من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا يعد في ديوان الرجال) . وورد عن العارف بالله الشيخ أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى أنه يقول : (قد درج أشياخ الطريق كلهم على أن أحداً منهم لا يتصدر في الطريق إلا بعد تبحره في علوم الشريعة) وقال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في مقدمة رسالته المشهورة متحدثاً عن الصوفية : ( جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه , وفضَّلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم وجعل قلوبهم معادن أسراره واختصَّهم من بين الأمة بطوالع أنواره , فهم الغياث للخلق , والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق . صفَّاهم من كدورات البشرية , ورقَّاهم إلى محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية , ووفَّقهم للقيام بآداب العبودية , وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية , فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف وتحققوا بما مَنَّة سبحانه لهم من التقليب والتصريف , ثم رجعوا إلى الله سبحانه وتعالى بصدق الافتقار ونعت الانكسار , ولم يتَّكِلوا على ما حصل منهم من الأعمال أو صفا لهم من الأحوال , علما منهم بأنه جلَّ وعلاَّ يفعل ما يريد ويختار من يشاء من العبيد , لا يحكم عليه خلق , ولا يتوجه عليه لمخلوق حق ثوابه ابتداء فضل , وعذابه حكم بعدل , وأمره قضاء فصل ) . الرسالة القشيرية للأمام أبي القاسم القشيري ص2. ونتيجة ظهور هؤلاء الأدعياء وتربع الكثير منهم على عروش التصوف وتصدرهم للمشيخة فتح أبواب العداء للتصوف فظهر من يحاربه ويحاول النيل منه متخذا من هؤلاء وسيلة للتحقيق غاياته ومن أسوء ما أدخلوه في هذا العلم هو بعض العلوم التي أخذت من الأمم الأخرى كعلوم السحر ولشعوذة والزندقة والفلسفة المنحرفة فهم عندما عجزوا عن التحقق بما تحقق به السادة الصوفية الذين أظهر الله على أيديهم الخوارق والكرامات التي قوت ثقة الناس بهم وأيد الله بها مناهجهم فاتبعهم الناس . ولكن الأدعياء محرومون من هذا فكان لابد من التشبه بأحوال الرجال فاستخدموا هذه العلوم والخزعبلات والخرافات والشعوذات من أجل إيهام أتباعهم بأنهم أولياء مقربون من الله أعاذنا الله منهم ولقد تبين من خلال ما مضى من بحثنا أن التصوف هو علم جليل وعظيم ولكنه ابتلي في الآونة الأخيرة بثلة من المتصوفة الذين دخلوا فيه وهم ليسوا منه . كما ابتلي الإسلام بالمنافقين في أول ظهوره الذين أبطنوا الكفر واظهروا الإيمان . وكما قيل لكل قاعدة شواذ . والعجب كل العجب أنَّ الكثير من أعداء التصوف راحوا يتكلمون عليه من خلال هؤلاء الأدعياء وهو منهم براء , وهذا ظلم عظيم . وما مثل التصوف إلا كمثل باقي العلوم الأخرى , فقد دس في علم الحديث من ليس من أهله فدسوا الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلك وكذلك علم الكلام والعقيدة والسير والتاريخ والفقه وغيرها من العلوم . فكذلك التصوف ابتلي بالأدعياء كما ابتلي غيره لكن ميزان التصوف أصبح واضحاً وحقيقته مشرقة . هذا هو حال التصوف بين رجاله الذين أسسوه وفق الكتاب والسنة وبين الأدعياء الذين يسعون لتشويهه لتلبية حاجاتهم وشهواتهم وملذاتهم غير مبالين بغيرهم وبنتيجة أفعالهم ونحن الآن في هذا الزمان أحوج ما نكون إلى صحوة ويقظة صوفية نعيد من خلالها التصوف الصحيح إلى أصوله الصحيحة وبحاجة إلى مرحلة تصحيحة وتجديدية للتصوف فنخرج منه ما ليس منه مهما كلفنا ذلك لأننا نرى بأعيننا كيف أن أعداءه يحاولون مسحه من الوجود والتصوف مدرسة كبرى في حياة المسلمين لا يمكن إلغاؤها بجرة قلم، بل يجب الإفادة من صوابها وعرض ما سوى ذلك على الكتاب والسنة المطهرة . ولذلك ينبغي على أهل التصوف العلماء منهم والحكماء والمريدين والسالكين أن يبادروا إلى إصلاح التصوف من داخله حتى يلحقوا بالركب المبارك - ركب الصحوة : صحوة أهل السنة والجماعة – يلحقوا بركب الصالحين الذين أسسوا هذا العلم وإن لم يفعلوا فسيبقى التصوف بهذا الشكل الذي نشاهده اليوم ، غائب بين الأدعياء والصالحين واعلم أن الناس من أهل التصوف قد انقسموا قسمين : القسم الأول : قسم يسعى للتصحيح : وهؤلاء جزاهم الله خيرا على مرادهم فهم يسعون جاهدين لإظهار حقيقة التصوف فراحوا يبادرون للعلم الشريف والسلوك الصحيح متمسكين بالمنهج الصحيح الذي يبيناه باذلين في ذلك كل جهودهم وأنفسهم وأموالهم وقد كثروا في هذا الزمان وانتشروا في أصقاع الأرض فالذي يتفكر وينظر ويبحث في التصوف يراه ينتشر انتشارا عجيبا وكبيرا في العالم الإسلامي ونرى الكثيرون يتوجهون إلى التصوف توجها كبيرا وخاصة على شبكة الانترنت وهناك المئات من المواقع التي تتكلم عن التصوف بالشكل الصحيح وهناك العشرات من العلماء الذين يتبنون هذا العلم العظيم ونرى المؤلفات الصوفية في كل يوم تنشر وتطبع والحمد لله وهذه بشارة خير وكلنا ينبغي أن نلحق بركب هؤلاء ولا نستحي من الحق حتى على أنفسنا فهناك الكثير من الطرق الصوفية دخل فيها ما لا يوافق الكتاب والسنة وما لا يوافق منهج الصوفية فينبغي أن نتخلى عنه مهما كلفنا ذلك فعلى عقلاء التصوف وعلماء التصوف أن ينقوا صورته التي شوهت كثيراً، وأن يبادروا بحركة الإصلاح وإعادة هذا التصوف إلى وجهه الصحيح وجذوره الأولى و إلا فالفناء حق عليهم وركب الصحوة سائر في طريقه إليهم القسم الأول : قسم يسعى للتبرير: وأقصد بالتبرير ( يعني يخلقون الأعذار والحجج الواهية لإثبات منهجهم وإلصاقه بركب الصالحين وبمنهج المتصوفين ) . وهؤلاء ينقسمون لثلاثة أقسام هم : أولا : الغارقون في البدع والمخالفات هؤلاء هم مخلفات الأدعياء الذين يتنعمون بأتباع يفنون أنفسهم في خدمتهم ويبذلون أموالهم في سبيلهم ويعظمونهم ويقدسونهم ولا يخالفون لهم أمرا فكيف يتركون هذه النعم ويرجعون إلى الطريق الصحيح طريق الزهد والتواضع والخضوع لله إن هذا صعب على أنفسهم كما كان الإسلام صعب على زعماء مكة كيف يخضعون ويأتمرون . ثانياً : الضعفاء الجاهلون الذي تصدروا للتصوف والمشيخة وهم لا يعرفون منه إلا الرسم والقشور وقد نشئوا على هذا واستقرت أحوالهم فلا يتكبدون صعوبة التصحيح والرجوع للعلم والعمل . ثالثاً: الدخلاء والأدعياء الذين دخلوا التصوف للنيل منه فدخولهم بقصد التحريف كما دخل الكثير من المجوس واليهود في الإسلام في عصر الفتوحات بقصد النيل منه والدس فيه وهذا هو حال التصوف صراع دائم بين أهل التصحيح وأهل التبرير وهناك من يتربص بكليهما وهم أعداء التصوف من المستشرقين ومن أدعياء السلفية وغيرهم ونصيحتنا الأخيرة لأهل التصوف أهل التصحيح أن يبذلوا قصار جهدهم في النهضة والصحوة واليقظة لتجديد وتصحيح التصوف ونسأل الله أن نكون منهم ومن أتباعهم وخدامهم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
| |
|