** أمر عظيم أن يكون عندنا رفق ورحمة بالحيوان والأمر الأعظم أن يكون المبدأ موجودا من الأصل بين البشر ليحكمهم التراحم والتآلف وتسود بينهم المحبة والمودة!
شيء جميل أن تكون للحيوانات جمعيات تحميها وأصوات تدافع عنها وأمريكا في ولايات منها شرطة خاصة للحيوان مهمتها حماية أي حيوان من أي سوء معاملة ولديهم محققون مهمتهم جمع الأدلة التي تدين أي إنسان أساء لحيوان ومحاكم لها دوائر خاصة لنظر هذه القضايا وتعاقب من تثبت عليه تهمة الإضرار بحيوان!.
رائع أن تفعل أمريكا هذا وهي تقود العالم منفردة.. لكن الأروع أن تظهر هذه الشفقة أو حتي واحد علي ألف منها تجاه البشر الذين ثبت أنهم لم يصلوا إلي مرتبة الحيوان في نظر الأمريكان!. العراقيون وما حدث ويحدث لهم من انتهاكات غير آدمية في سجن أبوغريب مثلا لم يهزوا شعرة أمريكي واحد ولم يتحرك محقق ولم ترفع دعوي ولم نسمع عن جمعية حقوق إنسان تحركت لحماية سجناء أبو غريب الآدميين من كلاب الأمريكان التي مارست كل أنواع الاعتداء عليهم!. الذي يحدث في أبو غريب دليل علي أن الشفقة والرحمة والإنسانية بالإنسان انتزعت من الصدور وكأن الرفق بالحيوان هو الحلال والرحمة بالإنسان حرام!.
ما علينا من رحمة أمريكا التي صنعتها وروجت لها جمعيات الحقوق وجعلتها السينما الأمريكية واقعا وهي في الواقع غير موجودة حيث لا رحمة ولا تراحم بالبشر أو مع البشر!.
في مصر عندنا جمعيات رفق بالحيوان ووجودها حتمي وعملها رسالة بشرط ألا تجيء الرحمة بالحيوان علي حساب الرحمة بالإنسان كما حدث من أيام في نادي الجزيرة!.
الأطفال الصغار يلعبون ويلهون في حديقة الأطفال وعلي مقربة منها ملعب كرة طائرة وتدريب رسمي لفتيات صغيرات والأمور تسير مسارها الطبيعي كسائر الأيام وفجأة ساد الهرج وتعالت الأصوات التي تحولت إلي صراخ عشرات الأطفال المذعورين لوجود كلب ضال هائج اتضح فيما بعد أنه مسعور وزاد الطين بلة وزاد ذعر الأطفال ذعرا أن الكلب بدأها من فوق وعقر الكونترول الموجود لفرض الأمن والنظام علي المكان ووجوده فيه طمأنة وحماية وفجأة يري الأطفال أن الحماية انعقرت وصرخت من عضة الكلب الذي أكد سيطرته علي الموقف عندما بدأ الاعتداء بالرجل الذي يحمي المكان!.
الدنيا' هاصت وظاتت' والأطفال المذعورون المحصورون داخل سور الملعب السلك يصرخون وصراخهم يزيد هياج الكلب المسعور الذي أخذ في طريقه طفلة صغيرة وعقرها قبل أن يهرب!
نحن أمام مشكلة لأن المكان الآمن لم يعد آمنا والأمانة تستدعي القول بأن نادي الجزيرة ظروفه مختلفة عن أي ناد في مصر لأن حدوده الجنوبية مفتوحة علي مركز شباب الجزيرة وليس بإمكانه أن يغلقها بسور بسبب المضمار وهذه المساحة المفتوحة متاحة ومستباحة أمام الكلاب الضالة والذي زاد الأمور تعقيدا ظهور أصوات تمثل جمعيات الرفق بالحيوان وتقف أمام أي محاولة للقضاء علي الوجود الضال للكلاب ليجد النادي نفسه أمام أمرين أحلاهما مر!
أن يترك الكلاب الضالة إرضاء للرفق بالحيوان وتركها فيه لا محالة خطر علي الأعضاء.. أو يقضي علي الكلاب الضالة ويفاجأ بأنه هو ومصر كلها متهمة بالعنف والشراسة وسوء معاملة الحيوان ومطالبة العالم بمقاطعة مصر غير المتحضرة وكل ذلك لأننا أخذنا موقفا من الكلاب الضالة!
قبل أن أقول رأيي في هذه القضية أحب أن أوضح للسادة أعضاء نادي الجزيرة أن الجمعيات العاملة في هذا المجال.. مجال الحقوق.. هذه الجمعيات زادت وانتشرت والعاملة منها في حقوق الإنسان سكتها خضراء ومفتوحة علي بلاد برة ولا تري إلا ما هو علينا.. ولم نسمع واحدة منها تستنكر مثلا مسببات قرار الحظر الذي فرضته أستراليا علي بيع الحيوانات الحية إلي مصر قبل عيد الأضحي وقرارهم أرجعوه إلي الهمجية وعدم الرحمة عند المصريين في المجازر التي تذبح الحيوانات ولهذا منعوا التصدير لنا باعتبارنا إرهابيين مع الحيوانات!. لم تستنكر جمعية واحدة هذا الادعاء الذي حمل تشويها ظالما لسمعة بلد من دولة مثل أستراليا كل همها في الدنيا أن تكون دلدول لأمريكا لأجل أن تنال رضاء الصهاينة!
لا جمعية رفق بحيوان حاولت أن تصحح الصورة ولا جمعية حقوق إنسان أرادت أن توضح الحقيقة في اتهام يشوه سمعة بلد ولا حتي جمعية طفي النور يا ولية إحنا عساكر الدورية نطقت واتكلمت!
رأي العبد لله أن نهادن الكلاب الضالة لأننا لا نقدر علي الجمعيات التي أعطاها الاتحاد الأوروبي تأييدا مفتوحا.. وعليه!.
لابد أن نثبت حسن النيات بقبول وجود الكلاب الضالة ورفض المساس بها.. وعلي أعضاء نادي الجزيرة التطعيم ضد السعار لحماية أنفسهم والتطعيم ضد أمراض أخري خوفا من انتقالها للكلاب الضالة فيما لو تفضلت وعضتهم!
يبقي أن أقول للطفلة الصغيرة التي عضها الكلب وللدكتورة والدتها.. فضوها سيرة واحمدوا ربنا أن الكلب لم يصب باكتئاب أو شعر بالتمييز والاضطهاد من صراخ الطفلة في وجهه ونفورها منه..
لو حدث هذا.. لا قدر الله.. لقامت الدنيا علي دباديبها ضدمصر لأن الكلب ــحتي لو كان مسعورا وضالاــ له حماية وحق عند جمعيات الرفق والحقوق!