كشفت دراسة «آراء وأفكار الشباب المصرى»،
التى صدرت عن مجلس السكان التابع للأمم المتحدة، بالتعاون مع مركز
المعلومات ودعم اتخاذ القرار، أن الشباب المصرى غير مندمج فى مجتمعه، وأن
هناك حالة من عدم الوعى الصحى تسيطر عليه، مشيرة إلى تراجع الختان فى مصر،
وموافقة الإناث والذكور معاً على الاعتداء البدنى على المرأة حال مخالفتها
للرأى.
قالت الدراسة إن الشباب المصرى غير مندمج فى مجتمعه، وأن ٢٪ فقط منهم
يشاركون فى أعمال تطوعية، وأن ثلثى هذه الأعمال خيرية، وأن ٥٪ من الشباب
يشتركون فى الأسر الجامعية والنوادى ومراكز الشباب، وتقل النسبة كثيراً
لدى الإناث عن الذكور، وأن نسبة الشباب الذين صوتوا فى أى انتخابات ١٦٪.
وأشارت الدراسة إلى معاناة ٤٠٠ ألف مواطن من أمراض مزمنة مثل القلب
والكلى، ولفتت إلى أن هناك حالة من ضعف الوعى الصحى لدى الشباب، وأن نصفهم
لم يغسلوا أسنانهم أبداً، و٢٨٪ لا يمارسون الرياضة أبداً، بينما يمارسها
٢٨٪ بانتظام، ويعتبر البقية أن عملهم اليومى يتضمن ممارسة مجهود بدنى مما
لا يدفعهم إلى ممارسة الرياضة.
وأشارت الدراسة التى أجريت على ٥٠ ألف شاب من مختلف المحافظات، أن من حق
الرجل أن يضرب زوجته إذا ما تحدثت مع رجل، ووافق ٧.٥٪ من الشباب على ضرب
الزوجة إذا أحرقت الطعام، ووافق ٢٥٪ على ضربها فى حالة الجدل، وحوالى ٣٣٪
إذا ما أهدرت أموالاً، ووافق ثلث العينة من الشباب على ضربها إذا رفضت
ممارسة الجنس،
وقالت الدراسة إن ٧٣٪ من الشباب لم يناقشوا أى مواضيع متعلقة بالجنس
مع أهلهم، وأن نصف البنات على الأقل سمعوا كلمات تحمل ألفاظ خارجة عن
الجنس من غرباء، محذرة من تدنى معرفة الفتيات بمرض الإيدز، وأن ثلث البنات
فى سن الزواج «١٥ ــ ٢٩ سنة»، لم يسمعن أبداً عن الجنس، وأن هناك تراجعاً
ملحوظاً فى معدل إقبال المصريين على الختان، بلغت نسبته ٦٦٪ فى الفئة من
١٠ـ ١٤ سنة.
وأشارت الدراسة إلى أن ٢٠٪ من المواليد يأتون بواسطة «الداية» والباقى بمساعدة الطبيب.
ووافق ثلاثة أرباع المستطلعة آراؤهم على أن الفتاة التى تتعرض للتحرش
تتحمل المسؤولية لعدم ارتدائها ملابس مناسبة أو محتشمة، ورفضت الغالبية
العظمى من الشباب عدم حصول المرأة على حصتها من الميراث بحجة الحفاظ على
الثروة داخل العائلة، كما رفضت أغلبية عينة البحث قيام الذكور بأعمال
منزلية.
وأكدت الدراسة أن هناك حوالى ٢ مليون شاب لم يذهبوا إلى المدرسة، ٨٢٪ منهم
إناثاً، موضحة أن ٥٧٪ منهم يسكنون فى الصعيد، وأن ٢.٥ مليون شاب خرجوا من
التعليم الأساسى قبل إتمامه، مضيفة أن هذا يجعل ما يزيد على ٢٠٪ من الشباب
لم ينته من التعليم الأساسى، وأن هناك علاقة قوية بين المستوى المادى
والتسرب من التعليم.
وكشفت مشيرة خطاب، وزيرة السكان، خلال إعلان نتائج المسح، عن إجراء
مجلس الطفولة والأمومة بحثاً بالتعاون مع مركز الأهرام للدراسات
الاستراتيجية عام ٢٠٠٤، عن تطلعات الشباب، إلا أن نتائجه كانت «محبطة»،
على حد تعبيرها، مما دفعهم لاتخاذ قرار بعدم نشر نتائج البحث. وتابعت أن
النتائج أظهرت سيطرة النظرة التشاؤمية على الشباب إلى جانب وجود نظرة
سلبية لديهم تجاه المرأة والدين الآخر (المسلم والقبطى).
وأكدت خلال كلمتها فى المؤتمر، أن الشباب لم يحصل على الاهتمام الكافى رغم
أن الدول «تحسدنا» على أعداد الشباب فى مصر، مشيرة إلى تزايد مشاكل
البطالة. وانتقدت تراجع الاهتمام بالأطفال رغم أنهم يمثلون ٣٩٪ من السكان،
وقالت: «الأطفال ليس لديهم صوت لعمل اعتصامات وبالتالى تم تجاهلهم».