مرحباً أصدقائي (قائي قائي قائي ).
.... أنا فيلسوف الغبرة (غبره غبره غبره ) ...(ماهذا الصدى المزعج ؟ )
سعيد بلقائي بكم ..
... هذه المرة أحكي لكم شيئاً من ذكرياتي الشنيعة ....هل تعرفون أصدقائي معنى الغرور؟؟
الحقيقة أن بعض الناس لديه نوع من الغرور والإعجاب بالنفس بحيث يظن أنه الأفضل دائماً .... يعتقد أنه أسطورة الأساطير وعبقري زمانه الأوحد ، ودماغه في الحقيقة لا تساوي ثمن الشبشب الذي يرتديه ...أذكر أنني عندما كنت صغيراً كنت أشاهد فاندام وبروس لي وجاكي شان يقومون بأشياء في غاية التعقيد كأنما يفعلون أشياء روتينية عادية ...شاهدت جاكي شان مثلاً يقتل الشرير أو يقفز من عمارة إلى عمارة أخرى ..هذه أشياء بالنسبة له لا تخرج عن كونها كتسليك أسنانه بخلة خشبية ....لذلك عندما كنت أشاهده كنت أفترض أن ما يفعله سيكون بالنسبة للفيلسوف الجبار شيئاً تافهاً ......
نياهاهاهاهاهاها....
لذلك قررت أن أثبت رشاقتي في يوم من الأيام ...فتحت الشباك لكي أستمد من النور الطاقة السحرية .... تعصبت بخرقة حمراء مثقوبة كنت أعتقد أنها تحمل سر الرشاقة ... وضعت الهدف أمامي ووقفت في خطورة ..... فردت ذراعاي عن آخرهما مثبتاً كفاي في وضع ياباني محترم بكل خطورة ....رمقت الهدف بعين حادة في خطورة .... صرخت صرخة قدرت بشيء من الحذق أنها مناسبة لآكشنية الموقف ....
تحفزت ......
هوب
انقضضت في شجاعة غير مسبوقة على الكنبة وأوسعتها ركلاً وعضاً وقرصاً حتى تأكدت أنني انتصرت عليها ...هنا أحسست أن شيئاً غريباً يرفعني إلى الهواء المجرد فظننت أن قوتي استفحلت استفحالاً إلى الطيران في الهواء .... عندها آمنت لوهلة أنني امتلكت الطاقة السحرية العظمى ..... لكنني غيرت رأيي مباشرة عندما فطنت إلى أنها يد أمي الكبيرة ...
( أخوك في ثانوية عامة يابن الع ب ي ط ة)...
من المتوقع طبعاً أنني تلقيت علقة ساخنة أرجو أن تعفوني من الحديث عنها ...لكنني من وقتها لازلت ألعن بروس لي وجاكي شان وأتباعه إلى يوم الدين كلما تحسست أثر قرصة أمي في كتفي ...كانت قرصة مريعة فعلاً ....
لكنني لم أتوقف عن غروري لحظة واحدة رغم كل شيئ ....
أذكر مرة أنهم صدروني للغناء في عيد الجلوس .... الحقيقة أن صوتي ليس أعذب الأصوات التي يمكنك سماعها في حياتك ....إن أردت الدقة صوتي من النوع الذي يناسب (الشلات ) وبعض المقامات الخليجية ....لكنني وقتها كنت قد تمرنت أكثر من خمسين مرة لأجل الحفلة .... هذا يوم الجلوس العاشر والضيوف مهمون فعلاً....الحقيقة أنني كنت أظن أن هؤلاء القوم مغرمون بالجلوس على المقاعد إلى درجة أنهم يقيمون عيداً للسرائر والمخدات والبطانيات ......فيما بعد عرفت أنه يوم جلوس الحاكم على كرسي الحكم ......المهم أنني وقفت في مواجهتهم وقلبي يرتجف هلعاً ... معالي الشيخ فلان ابن فلان وسمو الشيخ علان ابن علان ...
لكنني ظللت خطراً كما أنا .... قررت أن أتجاوز طبقة صوتي إلى طبقة أعلى وأعلى لأنني أنا المتميز الخطر الرائع ...
بدأت أرقع بالصوت الحياني..( يا شيخ زايد حبك في جلوبنا أكيد ... تحيا عزيز للوطن ذخر وكرامة من جديد ....نفديك .... )
هنا قررت أن أشطح إلى أعلى مستوى .... نفديييييييييييييييي..
أح أح أح .... كح كح كح كح كح .... حششحش غرغرغر .....تفو تفو ...
تحشرج صوتي تماماً وأصبت بخرس مؤقت .... طبعاً انفجر الحفل ضحكاً وصراخاً وتصفيراً ... (فييييييييييييف هاهاهاها هوهوهو ......هيهيهيهيهيهيهي )
اسقط في يدي ..... بدأت ساقي اليسرى ترتجف أكثر من اللازم .... تظاهرت بأنني أصبت بسرطان مفاجئ ورميت الميكروفون عن يميني وجريت إلى أقرب حمام حيث تفجرت دموعي كشلالات نياجرا ...... ظللت أبكي حتى جاء أستاذ جمال ليهدئ من روعي..... أعتقد أنني ( عفواً ) بللت نفسي تماماً ... أحسست أن أفضل حل للمشكلة هو أن أفك المسائل المزنوقة لكنني لم أكن مهياً في الحقيقة للتصريف البشري المناسب بسبب حالتي النفسية ..... مازل أستاذ جمال يهدئني حتى سمعتهم ينادونني للتكريم آخر الحفلة .....لم أعرف حقاً لم كرموني لكنني كنت سعيداً أنني صافحت الشيخ شخصياً ........ الحقيقة أنه بش لي بشاشة أبوية رغم كل ما حدث .... لكنني لم أخبره أنني لم أغسل يدي جيداً من البول ... المهم أنه كان يوماً سيئاً بحق ..
مع ذلك ما توقفت عن غروري لحظة واحدة بل تحولت وزدت في شروري إلى ارتكاب الجرائم الكاملة ....نعم أنا فيلسوف الغبرة ارتكبت جرائم كاملة لأنني لست طاهراً مئة بالمئة ....أنا في الحقيقة شرير سيئ أستحق العقاب .. سوف أحكي لكم اليوم إحدى جرائمي الشنيعة لأنني لم أعد قادراً على السكوت أكثر من ذلك ....فعلاً لو ظللت كاتماً أكثر من ذلك فسوف أصاب بنزف مخي جراء تأنيب الضمير ..... سوف أحكي لكم وأتمنى من الله أن يسامحني على جرائمي البشعة .....
********************
التاسع من أكتوبر /2003
بيتنا ليلاً ....كنت جالساً أرمق الخزانة البنية في توتر ... المكان مظلم عدا ضوء قادم من المطبخ الذي يترك مضاءً في العادة .... كلهم نيام .... وأنا الوحيد المستيقظ ......مازلت أرمق الخزانة البنية في تردد ... لو أن أحدهم استيقظ الآن لانكشف أمري ..... قمت لأبصبص طلباً للطمأنينة ....هنا قررت أن أقوم بالجريمة الكاملة وليكن ما يكن .... أحضرت كرسيين تسلقتهما إلى أعلى الخزانة ........
آها.... لقد رأيتها .....
نياهاهاهاها ....
حان وقت التنفيذ .. أمسكت العلبة ومزقت غطائها في وحشية وانعدام ضمير .... ثم استللت قطعتين كبيرتين من الحلوى العمانية ثم جريت بهما إلى خلف الكنبة وكشرت عن أنيابي والتهمتهما عن آخرهما ..أتمنى أن يسامحني ربي على ما اقترفت يداي,,,,,
أتمنى أن تكون الخواطر انتهت إلى هنا ....لأنني أحب الثرثرة بشكل مرضي .....وإراحة لأدمغتكم المسكينة أقول لكم ..... ( باي)