تابع المذكرات....
مرحباً يا رفاق... هذه مذكراتي ..أرجو أن تستمعوا إلي ...الحقيقة أنني لا أريد أن أموت قبل أن تعرفوا ما حدث لي ..
.اليوم أحكي لكم رحلة المرض الذي استطاع أن يهزء ببرستيجي إلى أقصى حد كنت لا أتصوره أساساً...
طبعاً أنا الآن في أسوان وقد أنهيت تجديد فضيلة الإمام الجواز الأخضر _ رضي الله عنه وأرضاه_، بعد أن طلعت عيني - حقيقة لا مجازاً - حتى أحصل على سماحة الأختام _ قدس الله مقامها الشريف_ ....
كنت أتصور أن هذه نهاية الشقاء ، لكن كان علي أن أعود إلى الإسكندرية حتى أستخرج تصريح السفر....
الحقيقة أنني قضيت جل عمري في الإمارات أساساً ، لكنني أصبحت ساعتها أحلم بها كل ثانية إن أردت الدقة ...
... كنت ساعتئذ مسافراً في أول ميكروباص إلى الأقصر الفاتنة ، وهي في رأي البلدة الوحيدة التي يمكنك أن تصفها بذلك في الصعيد ...من فضلك لا تهزء بي ، لست ذلك البحراوي الذي يصف ما لا يعرف ، ألم أخبرك من قبل أنني مسحت مصر مسحاً ؟؟
كنت قد اتفقت مع أهلي أن يرسلوا لي مالاً يساعدني في سفري... لقد كنت أتخيل أنني سأستلم كل شيءفي الأقصر ثم أستكمل رحلتي في أول أسباني أصادفه ، حجزت أم لم أحجز ..الحقيقة أنني كنت واهماً...لم أجد شيئاً في البنك ...وهكذا كانت الصدمة ... غريب .. في بلد غريب .. وجيبك فارغ كعقل طفل رضيع... .. ذهول تام وصدمة بيزنطية ..
أخذت أنظر للناس في ذهول.................كل من هنا سعيد هانئ بحياته وبيومه ، وأنا مازلت أنظر للناس في ذهول .. كل البشر هنا يتحدثون ويأكلون ويشربونه ويعاكسون في مرح..وأنا أنظر في ذهول ...
طبعاً كان موقفي كموقف اليهود في المحارق النازية .. وبغباء ظللت أمشط الأقصر مشياً دون هدى ...
الحقيقة يا صديقي أنني كنت وقتها كشحاذ أخرق ... أو هكذا شعرت ... يمكنك أن تتخيلني ، بقميصي البني ، وقد أصبح وجهي أحمر كالطماطم .طبعاً لا أعرف أحداً في المكان إلا نفسي... والغريب أنني بدأت أشعر بدوار شنيع وألم في عيناي وجسمي كله ، بعد الكثير من المشي .. أظن أن الزمن كان شبه مفقود بالنسبة لي....( عرفت فيما بعد أنها أعراض الكبد الوبائي)... هذا ألعن يوم في حياتي ، ولتحل علي اللعنة إن لم أجد من ينقذني.....
لذلك أخذت أهيم على وجهي .. ما شاء الله ، ما هذه الفنادق !!... إنها أكبر من فرشاة أسناني... الحقيقة أن الناس بدو كالضفادع التي تتسلى بركوب الجمال أثناء الفترة الدراسية ..طبعاً هذه معلومات حربية تؤذي محمد علي كلاي ذاته إن كنت لا تعرفه..لا تعرفه؟؟ إنك تؤكد لي تماماً بهذا الجهل الخارق أنك لا تعرف شيئاً عن الأزياء .. هذه..
هكذا بدأت أهذي ... وأصارحكم أنني بدأت أدندن بأغنية اللمبي على سبيل الترويح عن النفس...
بريء بريء بريء.. اليوم ده عدا كإنه كابوس ماعرفش أنا هنا ليه محبوس بريء.. أنا شفت ليله عذاب وسواد لما اتهريييييييييييييييييييييييت .... باراغيت ونوموس...
بكيت كثيراً وتمخطت كثيراً ...أنا .. أنا عبد الوهاب على رمح وسن..،
المهم أن الليل انتهى و( غار ) دون رجعه ... لقد حصلت على المال في مساء اليوم التالي..طبعاً لن أحكي لكم ما حدث فيه..من قال إنني مطالب بتفصيل كل شيء... إن والدي لهو شخص نبيل فعلاً إن كنت لا تعرفه .. أحياناً أتساءل كيف ستعيش مالطا إن مات والدي... ( طبعاً على مستوى الأسباب المادية ) ....
وهكذا ركبت قطار العاشرة .. طبعاً ركبته كما يركبه أي شخص آخر .. لكن ثمة فرق بسيط ...... لم أركبه بطريقة رسمية إن شئت الدقة...لقد أصبح أمامي هدف واحد .. عد إلى الإسكندرية ولو جثة هامدة ...
في القطار بدأت أشعر ببرودة غريبة .. إن شعور الثلاجة ممتع حقاً إن كنت تفهم ما أعنيه ، لو لم أتغطى الآن لأصبحت دجاجة مثلجة ..وهكذا اشتريت بعض الجرائد .. وتغطيت بها..لكنني أحسست أنني مريض فعلاً .. هنا كانت البداية الحقيقة للمرض...وطبعاً كان الطريق إلى أسيوط هو نهاية الترف الحقيقي[color:ed3a=pink:ed3a].. بعد هذا جاء صاحب الكرسي ليركلني عنه بكثير من القرف...لذلك وقفت ساعة ثم انهرت نائماً على الأرض كالخرتيت..
وقبل الوصول إلى القاهرة كنت قد استيقظت من نومي.. لو جربت يا صديقي النوم على الأرض لمرة واحدة لأحسست بأن فيلاً تمدد فوقك على سبيل الراحة ...إن تكسر أضلاعك هو أول ما سيجذب انتباهك في الحقيقة المحضة ، لكنني كنت في عالم آخر...
دوار
دوخان
ارتجاف
غثيان
آه نسيت أن أقول لكم إنني فقدت الوعي لمدة لا بأس بها في القطار قبل الجيزة بقليل...
..........................................................................................................................
هكذا وصلت إلى الإسكندرية وقد انحنى ظهري كعجوز قمئ...
الحقيقة أن الشيء الوحيد الذي أعانني على الإستمرار في هذه الحياة وساعدني في الحصول على الأمل هو صيديكي عيلاء...ذلك الطيب الجميل الأمور اللطيف المهذب الخلوق ...
ولمن لا يعرفه أقول له إنه ....
هاااااااااااااااااااا......أنا نعسان... أريد النوم
أستأذن في...هاااااااااااااااااااااااااا....أستأذنكم في النوم
أنا نعسان كالعادة
سأكمل فيما بعد ....فيما بعد .........خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ