eng_ghost مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
عدد المساهمات : 4632 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 38 الموقع : just in my dreams ,, i can reach any place رقم العضوية : 1036 Upload Photos :
موضوع: من الهارب (على الطريق)؟؟؟؟ الإثنين 8 مارس - 6:31
هذا شىء لم أكن أتوقعه ، ولكن يبدو أن مواجهتى قد حان موعدها الآن المواجهه التى لم أكن أحب أن تحدث ، والتى حاولت قدر جهدى ألا تحدث مع علمى أنها سوف تحدث قريباً جداً ، فكيف لإثنين يعيشيان تحت سقف واحد ألا يتواجها ، ألا يتصارحا كيف لإثنين تتعانق أحلامهما ، وتتحد أقدارهما فى كل ثانيه من ثوانى الحياه ألا يتقابلا
ولكن الغريب أن ساعة المصارحه جاءت فى مكان بدأ منه كل شىء بدأ منه الحلم والحب والأمل
مكان بدأ منه الماضى ، وعاش معه الحاضر ، ويشهد الآن على المستقبل كنت سائراً معه على الطريق ...طريقنا إلى الحقل (الغيط) أنا وهوا
*****
أب وإبن .....أحلام وواقع....طموحات وقدرات أمنيات مختلفه ....ومشاعر متضاربه لم يكن هناك أحد على الطريق ، فنحن الآن فى ساعة متأخره من الليل كنا صامتون ..إذ لم يتكلم أحد منا لم يكن يقابلنا على الطريق ..سوى الأحلام ..والذكريات ذكريات الطفوله المرحه ذكريات لأحلام لم تتحقق ..ومستقبل مجهول يجمعنا سوياً
***** نظرت إلى وجهه ...فعرفت أنه يتألم كانت الذكريات المدفونه فى خطوط وجهه ، تريد الرحيل تساعدها نسمات الهواء الرقيقه فى محاولة إنسلاخها عنه وكأنها تتطالب بحقها فى الرحيل إلى إنسان آخر
********* وصلنا إلى الحقل ونحن على هذه الحاله ، صمت يائس (إنعكس على تلك الليله الصافيه من ليالى الصيف المقمره ) فصمت معه كل شىء ، حتى الضفادع التى توقفت عن إصدار نقيقها المميز أنهى والدى بعض الأعمال ، التى رفض مشاركتى بها وجلسنا أنا وهو ..نستمع إلى صوت ماكينة الرى الزراعيه التى أهاجت بصوتها كل الماضى ..دفعة واحده
******* ظلننا على هذه الحاله قليلاً إلى أن تكلم أبى _ أخبارك إييه فى الكليه ؟؟؟ قلت فى نفسى لقد جائنى ما كنت أحاذر فجاوبت فى إقتضاب متمنياً أن يصمت إلى نهاية هذه الليله _ الحمد الله تمام فعاود سؤالى ثانية ً _ يعنى لاقى نفسك فيها ؟؟ فجاوبته وقلبى يدق فى عنف.. ويتراقص على إيقاعات متطضربه _ كلية اللغه العربيه مش وحشه
كنت أحاول تلاشى الحديث فى هذا الموضوع الشائك ولكنه أصر على مواصلة الحديث فيه _ يعنى لوكنت إجدعنت شويه مش كان زمانك فى كلية طب أو هندسه زى زمايلك كانت كلماته تلك تذيقونى الموت مع كل حرف من حروفها ولكن تحملت بصعوبه وقعها الشديد على نفسى وقلت
_ الحمد الله على كل شىء ، ودا قدرى ودى حياتى وإن شاء الله يكون المستقبل أحسن
فرد ساخراً _مستقبل !!!!!!! ، مستقبل إييه ؟؟؟ وضحك
كانت ضحكاته تمزق شرايننى ولكنى تحملت على مضض فقال هوا _ أنا عاوز أعرف بس قصرت معاك فى إييه ؟؟؟؟، دروس وأخدت وراحه.. ..وإرتحت كنت عاوز إيه تانى قوللى ؟؟؟
لم أستطع الرد ولكنى لم أستطع منع عينى من الدموع ، وكان الجو مظلماً بحيث لم يشاهدها فتابع قائلاً
_ كنت فاكرك راجل ، وقولتلك ياما ، إجدعن يا إبراهيم إجدعن يابنى ، أديك شايف حالتنا عامله إزى إجدعن علشان حالتنا تتقدم وسط الناس ونرتاح إجدعن يابنى دا أنامش قادر أجيب بطاانيه جديده تتغطوا بيها فى الشتا وفرشة الدار بقالها سنين لما دابت ومش عارفيين ننجد لحاف أو مرتبه جديده بدل ورق الجرايد اللى تحت السرير ولا لواح السرير الناقصه اللى...
فجاوبت أنا فى إنفعال بلغ مداه ، فلم أعد أتحمل المزيد
_ اللى حاطين مكانه عروق خشب ، عارف وفاكر كل كلمه كل كلمه محفوره جوا ضلوعى وتضبح * عليا كل دقيقه فاكر كل كلمه يا آبا لدرجة إنى نسيت نفسى ، والمذاكره وإفتكرت كلامك
حملتنى حمل تقيل قووى ..... قووى ياآبا..... مع إنك عمرك معرفتنى إزاى أشيله
وإحترت أشيل حملك إنتا ولا حملى أنا وزادت حيرتى.... لحد ما وقعوا الحملين من على كتافى
إنتا عارف يا آبا إيه مشكلتك معايا إنك كنت صاحبى أكتر من اللازم ....... إنك صارحتنى بكل حاجه ومكنش ينفع يا آبا
مكنش ينفع أكون صاحبك دلوقتى
حبيت تستريح شويه من حملك التقيل ، فوقعتنى معاك كنت فاكر إنك بكلامك دا بتحمسنى ومكنتش تعرف إنك بتقتل فيا أحلامى ، ومستقبلى وإنتا بتورينى فى كل دقيقه قد إيه إحنا ضعاف
معملتش حسابك إنى عود أخضر ولسه طرى يدوب.. يقدر يشيل أحلامه وبس لكنك إنتا حملتنى أحلامك إنتا كمان فكان لابد إنه ينكسر
سيبنى ياآبا أعيش....أعيش حياتى بحلمها وأنا والله لو نجحت بتحقيقها هتكون ليكم كل حياتى