تقرير : كيف سينجو البطل من معركة تكسير العظام وذبح المغلوب !
بدأ الأمر باحتفال وعرس عالمي وانتهى بمعركة حامية الوطيس الخاسر فيها
مفقود والفائز بها مولود , بدأ الحفل بوجود 32 ممثل تقلص عددهم إلى النصف
ثم إلى الربع وسيستمر هذا التقلص إلى أن ينجو بطل واحد فقط من هؤلاء
ويستحق لقب بطل العالم , إنه كأس العالم .
32 فريق ظهر منهم أبطال الصف الأول وأبطال الصف الثاني وظهر أيضاًَ
الكومبارس ومن يقوم بدور الميت ويختفي بعد المشهد الأول , أمثال الفرق
التي لم تحرز أهدافاً في البطولة أو حتى تحصد أي نقاط أو تحقق فوز وحيد
يحفظ ماء وجهها , فهذه البطولة لا تعرف رحمة الضعيف لأن الأمر يتعلق بلقب
أسياد العالم إذاً فلا تهاون .
وبعد أن تقلص العدد إلى النصف بخروج أشباه الفرق والمنتخبات من الدور
الأول وصعود أبطال المجموعات إلى الدور الثاني , بدأ كأس العالم يكشف عن
الوجه الحقيقي له حيث الصدامات القوية والمباريات الصعبة لا سيما بعد خروج
الضعفاء وبقاء الأقوى .
ومن المفارقات السيئة أن القارة السمراء المنظمة للبطولة استحوذت خمسة
فرق منهم على دور "الكومبارس" ودور "الميت" وودعو البطولة من الدور الأول
بعضهم لم يسجل ولو نصف هدف وبعضهم لم يحصد ولو نصف نقطة وبعضهم لم يفوز
وبعضهم سيء الحظ .
إلا أن وصيف بطل أفريقيا المنتخب الغاني الشاب رفض أن تخفض أفريقيا
رأسها في المحافل العالمية ودخل مرحلة التحديات والمطبات المرتفعة بكل قوة
وسرعة وأزاح المنتخب الأمريكي من طريقه وتأهل لملاقاة منتخب أوروجواي في
ربع النهائي ليبقى اللون الأسمر في البطولة حتى أدوارها النهائية .
والمرحلة التي وصلت لها البطولة الأن لا تسمح للمغلوب بالتعويض بل أن
الخاسر مذبوح أي أنه ليس له وجود في البطولة وعلى البطل فقط أن يستمر حتى
النهاية ومن يتعرض للهزيمة عليه أن يغادر جنوب أفريقيا منكس الرأس محطم
الأحلام .
ذبحت ألمانيا الإنجليز بمنتهى القسوة "النازية" ناطحت النجوم السوداء
أبراج نيويورك فهدمتها , وأزاحت أسبانيا البرتغال واستمرت في طريقها للكأس
, وفُقدت المكسيك في ظروف غامضة أمام الأرجنتين , وتشيلي تفككت وانهارت
بضربات السليساو والأورو والباراجواي حرموا آسيا من مقاعد في ربع النهائي
ليمسحو القارة الصفراء من خريطة كأس العالم في أدوارها النهائية .
وجاءت مرحلة أصعب لا يوجد فيها سوى 4 مباريات فقط , الفائز فيها
ستنتظره الاحتفالات ويكفيه أنه ضمن المربع الذهبي في كأس العالم أما
الخاسر فكأنه لم يفعل شيء وستتوقف دورة حياته بكأس العالم وعليه أن يحاول
تكرار المحاولة مرة أخرى عقب أربع سنوات في البرازيل .
غانا تحمل أمال أفريقيا في بلوغ نصف النهائي لمرة أولى في التاريخ
عندما تواجه بطل العالم عام 30 و 1950 , والبرازيل في مهمة صعبة وقاسية
أمام هولندا في محاولة لتكرار فوز عام 1998 , أما الأرجنتين وألمانيا فهو
صدام مكرر من البطولة السابقة وعلى مارادونا أن يثأر لراقصي التانجو هذه
المرة , أما أسبانيا فمهتها صعبة أيضاً ولكنها أقل المواجهات صعوبة وذلك
عندما تلاقي الباراجواي .
ثمانية فرق سيودع منهم البطولة نصفهم وسيلعب النصف الأخر لعبة الكراسي
الموسيقية فيما بينهم لتحديد البطل والوصيف وصاحب المركز الثالث , ولكن من
سينجو من هذه المذبحة التي لا تعرف رحمة الضعيف , الناجي الوحيد سنراه على
منصات التتويج يوم 11 يوليو يحتفل بعرش بطل العالم .. أما نحن فسوف نرى
مشاهد الانتصارات والانتكاسات , والحزن والفرح ومن سيذبح من ليصل للعرش
العالمي ويحكم العالم الكروي لمدة أربع سنوات متتالية وحتى إشعار أخر