في اقرب مسافة من الأرض منذ 60 سنه اقتراب تاريخي للمشتري من الأرض لم يحصل منذ العام 1371 هجرية أعلنت الجمعية الفلكية بجدة انه وبمشيئة الله تعالى يقع كوكب المشتري يوم الثلاثاء 12 شوال الجاري في التقابل مع الكرة الأرضية بحيث يكون على خط مستقيم مع الأرض والشمس ويكون عندها اقرب ما يكون من الأرض عند الساعة 2:35 بعد الظهر بتوقيت مكة المكرمة حيث سيكون على مسافة 3.9541 وحدة فلكية، وعند شروقه عقب غروب الشمس يكون في غاية السطوع واللمعان ويشاهد على أحسن حال عند منتصف الليل . ويعتبر هذا أفضل توقيت لرصد وتصوير المشتري وأقماره . وهي اقرب مسافة للمشتري من الأرض منذ آخر اقرب اقتراب في العام 1371 هـ ولن يتكرر هذا الاقتراب بمثل هذه المسافة إلا بعد 13 سنه في 30 صفر 1444 هـ
وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : أن المشتري والأرض يقتربان من بعضهما بشكل سنوي ولكن ونظر لان مدارات الكواكب ليست تامة الاستدارة بل اهليجية فان المسافة تكون متغيرة من تقابل إلى آخر استنادا إلى موقع الكوكبين في مداريهما في توقيت التقابل ولو كانت مداري الأرض والمشتري في شكل دائرية فان اقترابهما يكون ثابت وغير متغير.
وأضاف ابوزاهرة : أن كوكب المشتري يعتبر اكبر الكواكب في نظامنا الشمسي وهو بحد ذاته يشكل نظاما خاصا به مع أقماره التي تدو ر حوله . وفي يوم التقابل يشاهد المشتري عقب غروب الشمس وحلول الظلام في الأفق الشرقي حيث يبدو للعين المجردة كنجم براق بلون ابيض في غاية السطوع وهو المع من أي جرم آخر موجود في سماء الليل ولا يضاهيه في لمعانه شيء ماعدا القمر وسوف تكون الفرصة رائعة للراصدين على الأرض لرصد المشتري خلال العام الجاري . حيث أن الأرض سوف تكون بين كوكب المشتري والشمس وهذا الأمر يتكرر مرة كل 13 شهر وعندما يحدث ذلك يصبح كلا من الأرض والمشتري قريبين من بعضهما البعض بشكل نسبي . والأرض تصبح بين الشمس والمشتري عادة لأنها تستغرق عاما لإكمال دورة واحدة حول الشمس في الوقت الذي يكون فيه المشتري والذي يتحرك في مدار اكبر وبحركة البطيئة في ذلك المدار فهو يحتاج إلى 12 عاما لإكمال دورة واحدة حول الشمس في سمائنا .
وفي كل عام عند توقيت التقابل يتأهب الفلكيون لرصد هذا الحدث وفي مساء يوم الثلاثاء 12 شوال سوف يشرق المشتري عند غروب الشمس ويصل إلى أعلى نقط له في السماء عند منتصف الليل ويغرب مع شروق الشمس ما يعني أن المشتري يكون مشاهدا طوال الليل ، ومع مرور الأسابيع الوقت يبدأ سطوع المشتري في الانخفاض نظر لان الأرض سوف تبتعد عنه بحكم حركتها في مدارها حول الشمس ولكن وعلى الرغم من ذلك سوف يتم رصده لأنه سوف يكون في الأفق الشرقي عندما يحل الظلام عقب غروب الشمس
ومن جهة تقابل المشتري سيكون الأفضل والأقرب منذ العام 1371 هجرية . وهذا يحدث بسبب أن مدار المشتري ليس مثل مدار الأرض حيث انه ليس في شكل دائري تماما . ففي يوم 12 شوال عندما كون في التقابل سيكون المشتري على بعد ستة أشهر من اقرب نقطة له من الشمس خلال دورته التي تستغرق 12 سنه في مدارة حيث سيكون المشتري في اقرب نقطة له من الشمس في العام المقبل 1432 هـ
وستتاح الفرصة لمن يمتلك المنظار العادي الثنائي العينية " الدربيل" من أي مقاس مشاهدة المشتري وأقماره الأربعة الرئيسية الكبيرة وهي جانميد اكبر قمر في النظام الشمسي وكاليستو و ايوا وهذه الثلاثة اكبر من قمرنا إضافة إلى أوربا وهذه جميعا تم اكتشافها في عصر اختراع التلسكوب في 11 شوال 1018 هـ على يد الفلكي غاليلو وهي لذلك تعرف باسم أقمار غاليلو وهذه الأقمار تظهر على هيئة نقاط مضيئة صغيرة إلى جانب المشتري على يمينه ويساره ويفضل أن يستخدم قاعدة للمنظار من اجل ثبات الصور وعدم اهتزازها.
ومن بديع خلق الله عز وجل أن أقمار المشتري الكبيرة لا تشبه بعضها البعض مطلقا ، فالقمر جانميد الأكبر في المجموعة الشمسية وهو اكبر من القمر بـ (1.5 مرة ) مغطى بآثار مشرقة من الفوهات الناتجة عن اصطدام النيازك على سطحه ذا اللون الرمادي .أما كاليستو : يعتبر محطم الأرقام القياسية في المجموعة الشمسية من حيث عدد ما اكتشف علية من الفوهات النيزكية وهذا بدورة لغز محير . أما القمر (ايوا) فتغلب عليه الألوان الصفراء والبرتقالية والحمراء وسبب هذا يعود إلى الكبريت الناتج عن النشاط البركاني الذي يغطي معظم سطحه .أما أوربا فهو مغطى بشبكة كثيفة من التصدعات الانكسارية.
إن الفرق في تكوين سطع الأقمار الكبيرة للمشتري يعتبر واحدا من أكثر الأسرار غموضا ويعتقد أن ذلك على الأرجح يعود إلى نشأه النظام الشمسي
ومن جهة أخرى وعند رصد المشتري من خلال التلسكوب يظهر أنه منبعج من وسطه إلى درجة انه يبدو ككرة مفلطحة وذلك بسبب دورانه السريع حول محورة إلى جانب ذلك تظهر العديد من تفاصيل المشتري في طبقة الغيوم الخارجية ، ويمكن أن يلاحظ المراقبون للمشتري انه فقد حزامه الاستوائي الجنوبي وفي ذات الوقت فان البقعة الحمراء الكبيرة أصبح لونها أكثر حدة
وفي مساء التقابل سيكون القمر قريب منه إلى حد ما ويمكن رصد كوكب أورانوس بالعين المجردة في حدود الرؤية البصرية إذا ما تم الرصد من منطقة مظلمة 100 % وخالية من الإضاءة حيث انه يفصله عن المشتري اقل من درجة في ليلة التقابل ويمكن ن تبحث عن أورانوس باستخدام الدربيل فكلا الكوكبين سوف يظهران في نفس المجال الرؤية وكوكب أورانوس سيكون أيضا في التقابل مع الأرض في نفس الليلة .
وتعتبر هذه الليلة مميزة فهذا الكوكب العملاق يعتبر أكثر إثارة لهواة الفلك فهناك تفاصيل عديدة يمكن رؤيتها من خلال تلسكوب عاكس وأحزمة السحب في اضطراب مستمر وتتغير أحيانا بشكل دراماتيكي
وبين ابوزاهرة : أن المشتري وعلى الرغم من اقترابه من الأرض إلى اقرب نقطة إلا انه لن يظهر للعين المجردة إلا على هيئة نقطة ساطعة مشرقة ولن يظهر كبيرا مثل القمر ، فالمشتري يقع على مسافة تعادل خمسة أضعاف بعدنا عن الشمس وحتى الكواكب الأقرب كالمريخ والزهرة هي أيضا لا بمكن مشاهدها على هيئة اقرص كبيرة بالعين المجردة
ويشهد يوم التقابل حدوث ظاهرتي كسوف وخسوع على كوكب المشتري ، فالكسوف يحدث من خلال القمر ( ايوا) ولن يتمكن من مشاهد ظله عل المشتري كون الظاهرة تحدث وااتوقيت نهارا اما ظاهرة اخسوف وهي للقمر جانميد فيمكن ومن خلال التلسكوب مشاهد فقط القمر جانميد وهو يختفي خلف المشتري من خلال المناظير الثائية العينية او من خلال التلسكوب والفيديو التالي يوضح الظاهرتين .
تسجيل يوضح ظاهرتي كسوف القمر ايوا وخسوف القمر جانميد في يوم التقابل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذا والله تعالى أعلم