ويفْتِنُني فيكِ فيـضُ الحَيَـاةِ ****** وذاك الشَّبابُ الوديعُ الثَّمِـلْ
ويفْتِنُني سِحْرُ تِلْـكَ الشِّفـاهْ ****** ترفرفُ مِنْ حَوْلهـنَّ القُبَـلْ
فأَعبُدُ فيكِ جمـالَ السَّمـاءِ ****** ورقَّةَ وردِ الرَّبيعِ الخضِـلْ
وطُهْرَ الثُّلوجِ وسِحْرَ المروج ****** مُوَشَّحَـةً بشُعـاعِ الطَّـفَـلْ
أَراكِ فأُخْلَـقُ خلْقـاً جديـداً ****** كأنِّيَ لمْ أَبْلُ حربَ الوُجُـودْ
ولم أَحتمل فيه عِبئـاً ثقيـلاً ****** من الذِّكْرَياتِ التي لا تَبيـدْ
وأَضغاثِ أَيَّامـيَ الغابـراتِ ****** وفيها الشَّقيُّ وفيهـا السَّعيـدْ
ويغْمُرُ روحِي ضِياءٌ رَفيـقٌ ****** تُكلِّلـهُ رائعـاتُ الــورودْ
وتُسْمِعُنـي هاتِـهِ الكائِنـاتُ ****** رقيقَ الأَغاني وحُلْوَ النَّشيـدْ
وتَرْقُصُ حَولي أَمانٍ طِرابٌ ****** وأَفراحُ عُمْرٍ خَلِـيٍّ سَعيـدْ
أَراكِ فتخفُقُ أَعصابُ قلبـي ******وتهتزُّ مِثْلَ اهتـزازِ الوَتَـرْ
ويُجري عليها الهَوَى في حُنُوٍّ ****** أَناملَ لُدْناً كرَطْـبِ الزَّهَـرْ
فتخطو أَناشيدُ قلبيَ سَكْـرى ****** تغرِّدُ تَحْـتَ ظِـلالِ القَمَـرْ
وتملأُنـي نشـوةٌ لا تُـحَـدُّ ****** كأَنِّيَ أَصبحتُ فوقَ البَشَـرْ
أَودُّ بروحي عِناقَ الوُجُـودِ ****** بما فيهِ مِنْ أَنْفُسٍ أَو شَجَـرْ
وليـلٍ يفـرُّ وفجـرٍ يكـرُّ ****** وغَيْمٍ يوَشِّـي رداءَ السِّحَـرْ
أبو القـاسم الشابي