الكاميرا والموبايل
بقلم جلال عامر
منذ أعلنوا علينا الانفتاح وتولى المقاول «عثمان أحمد عثمان» وزارة الإسكان وإحساسى بأن الشقق والأراضى سوف توزع مجاناً فى المقاهى على المشاريب، وأنا أحاول أن أحصل على تأشيرة «أستراليا» أو توكيل سيارات أو تخصيص أرض، لذلك سعدت باحتجاج وزارة الخارجية على أوروبا لسوء معاملة المصريين،
وكنت أتمنى أن ترسل وزارة الخارجية إلى وزارة الداخلية صورة من هذا الاحتجاج، فلا تسأل من سرق اللوحة وعلقها على المرسيدس. ولكن قارن بين منع الكاميرات من دخول المحاكم للحفاظ على كرامة المتهمين الكبار ومنع الموبايلات من دخول الأقسام لبهدلة المتهمين الصغار، ثم أذكر لى الفرق بين مشروع الألف يوم الذى تبناه السيد الرئيس «مبارك» ومشروع الألف قرية الذى تبناه السيد «جمال مبارك»، موضحاً الطبقة الاجتماعية التى تنتمى إليها: «ابنى بيتك» أم «ابنى مدينتك» أم «ابنى دولتك» أم «ابنى ومن بعده الطوفان».. إذ كيف تحترم أوروبا مواطناً تعامله دولته كنجفة وتعلقه فى السقف لينير للأجيال المقبلة؟!
وآخر مرة سمعت فيها حد بيقول لحد «عيب» كانت فى فيلم قديم، فالأرنب مالوش أظافر والبط مالوش أنياب والكدب مالوش رجلين، فسكان الإسكيمو يعلمون ماذا يحدث للمصريين، فأستغفر الله العظيم كأن «القفص» للأثرياء روضة من رياض الجنة و«التخشيبة» للفقراء حفرة من حفر النار وما فعلته وزارة الخارجية هو نكتة دبلوماسية، فوالله العظيم لى صديق حاصل على الجنسية الفرنسية ومقيم فى الإسكندرية وفى كل انتخابات برلمانية يرسلون إليه «سيارة» مكيفة يتوجه بها إلى القنصلية للإدلاء بصوته وعندما حاول فى انتخابات مجلس الشعب أن يمنحنى صوته منعوه وضربوه وألقوا به فى «البوكس»..
وبين السيارة المكيفة والبوكس المقفول تذكر قصة «التيحى»، الذى توجه إلى القسم لعمل مذكرة وكان الصول «خميس» مشغولاً، فقال للصول «محفوظ» (إضرب المواطن ده يا محفوظ لحد ما أخلص اللى فى إيدى)، فخلع محفوظ الحزام وانهال به على رأس «التيحى» وعندما انتهى الصول «خميس» من عمله قال لمحفوظ (خلاص يا محفوظ هات الحتة بتاعتى) فرد محفوظ وكان قد اندمج تماماً (مش هاسيب أهله غير جثة.. أنا بقالى أسبوع أجازة).. اللى اختشوا ماتوا ويقال أحياناً إنهم توفوا فقط.