طرائف وعجائب انتخابات مجلس الشعب (1)خالد البرماوي11/30/2010 2:46:00 AM
بقلم - خالد البرماوي:
ليس هناك حدث أكثر أهمية وجدية في مصر كلها من انتخابات مجلس الشعب، فتلك مع الانتخابات الرئاسية المفترض أنهما معًا يشكلان ملامح مستقبلنا في السنوات القادمة.
والمفترض أيضًا أن هذه الأحداث تهم كل المصريين؛ فعلى أساسها تحل أو تزيد مشاكل الفقر والتعليم والبطالة والعشوائيات؛ ورغم الأهمية الكبيرة لهذه الانتخابات، إلا أن الكثير من أحداثها جاءت بشكل ساخر وعجيب بصورة تجعلنا نتوقف كثيرًا من باب "هَمْ يبكي .. وهَمْ يضحك".
البداية مع الأمور الطريفة التي يمكنها أن تخفف علينا قليلاً المشهد العام لمسرحية اغتيال مصر والتي أجريت أول فصولها يوم 28 نوفبر، أول مشهد طريف كان من أنصار مرشحي الوطني، وكانوا يوزعون منشطات "فياجرا" على الناخبين في دائرة الخليفة والمقطم، ولم يجد المرشح المستقل أمامه طريق لكي يرهب الناس إلا أن يستأجر سيارة نصف نقل تدور حول اللجان وعليها سماعات بحجم عائلي لتردد أغنية مسلسل العار "قولوا للي أكل الحرام يخاف"، ورغم جهلي الشديد بأمور"الفياجرا" وأخواتها إلا إنني متأكد إنها لا "تأكل".
وإذا كانت "الفياجرا" تعد رشوة انتخابية، فبالتأكيد لا يمكن نقول ذلك على "الفطير المشلتت" الذي قام مرشح الوطني عبده أبو عايشة، بتوزيع المئات منه بمختلف الأحجام بدائرة ميت غمر، الكثير من الأهالي علّقوا على كرم المرشح، وأكد البعض أن الفطير مجرد البداية سيأتي بعدها حتما "الهُبر" - وهي كلمة تطلق على اللحوم ومشتقاتها - خاصة وانه نائب ميسور الحال، يبقى أن تعرف أن هذا النائب نجح بالفعل وهو عضو مؤسس في رابطة نواب الفطير على نفقة الدول، أقصد العلاج على نفقة الدولة.
"الصناديق المؤمنة"، وصفٌ ردده الكثير من الناخبين أمام لجنة مدرسة سعد زغلول بمدينة 15 مايو، تعليقًا على خروج الصناديق الانتخابية قبل موعد غلق التصويت بحوالي ساعة، ليكون مناسب معها أن نقول فعلا دي صناديق مؤمنة خرجت لآداء صلاة العشاء" أو كما قال أحد الشباب"هايزوّرها وهي بتصلّي" كاستعارة انتخابية من جملة قيلت في فيلم "واسلاماه"، عندما قرر التتار مهاجمة المصريين وهم يصلون.
من الأمور الطريفة جدا من وجهة نظري المتواضعة، تصريحات مسئولي الحزب الوطني التي أكدت أن مندوبي بعض مرشحيهم تعرضوا للمنع والبلطجة من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الناحية الأخرى جاءت تصريحات الأخوان مشابهة في أنهم هم الآخرون تعرضوا للمنع والتزوير والضرب، الأمر جعل الكثير من شباب شبكة "فيس بوك" يعلقون قائلين:" أُمال مين اللي بيضرب".
ومع قرب نهاية اليوم الانتخابي، بدأت حرب من نوع جديد بين مرشحي الوطني بعضهم البعض، في صراع مستميت على التزوير، غرابة المشهد أنه يتم لأول مرة تزوير من الوطني ضد الوطني، أو حتى لصالح المعارضة كما أكد البعض.
بالتأكيد وبدون تردد تستطيع أن تستمتع بأجمل التعليقات الكوميدية علي موقع "تويتر"، هذه التعليقات بالنسبة لي تقف على مسافة واحدة من كوميديا مسرحية العيال كبرت ومدرسة المشاغبين، خد عندك:" دعاء الناخب المصري: اللهم أهلك الإخوان بالوطنيين وأخرجنا منهم سالمين". ويدعى آخر قائلاً:" اللهم يا حنان يا منان نسألك مرشحا لا وطني ولا إخوان"، ويعلق آخر علي شعار الأخوان قائلا:"جماعة الإخوان تؤكد على مدنية الدولة ونبذها للعنف وتؤكد أن السيوف في شعارها هي سيوف تستخدم في عمل السلطة".
وآبرز التعليقات التي انتشرت بكثرة، تعليق يقول صاحبه "غنيم" على موقع "تويتر":"ويكيليكس تعتذر عن عدم قدرتها على تغطية الانتخابات المصرية لعدم قدرة سيرفراتها على استيعاب كمية وثائق التزوير المتوقع كشفها غدا".. وعلّق أحدهم على عنوان لإحدى الصحف القومية فقال:" غدًا عرس الديمقراطية ...أعتقد النهاردة الموضوع واضح إنه دخلة وكتب كتاب". وتعليقًا على انتشار ظاهرة شراء الأصوات، قال أحد الشباب:" في العراق كان عندهم اتفاقية النفط مقابل الغذاء .. في مصر عندنا اتفاقية الصوت مقابل الغداء".