700 معتقل على الاقل في صفوف الاخوان في مصر على خلفية تظاهرات التضامن مع غزة
فلسطينيون يحملون حاجيات اشتروها من مصر
القاهرة (ا ف ب) - اعتقلت الشرطة المصرية ما لا يقل عن 700 من اعضاء وكوادر جماعة الاخوان المسملين التي انبثقت عنها غالبية قيادات حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على خلفية التظاهرات التي نظمتها الجماعة للاحتجاج على حصار غزة والمطالبة بفتح معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي.
وقال مصدر امني انه القي القبض على قرابة 500 شخص في ميدان التحرير بقلب القاهرة الاربعاء بعد ان فرقت الشرطة بواسطة الهروات والقنابل المسيلة للدموع تظاهرة دعا اليها الاخوان امام مقر جامعة الدول العربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة.
وقال شهود عيان ان قوات الامن استخدمت الهروات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ولاحقتهم في وشارع وسط المدينة.
مظاهرة الاخوان الأربعاء وسط القاهرة تضامنا مع غزة..(خاص..الجزيرة)
من جهة اخرى القت قوات الامن القبض على قرابة 200 من كوادر الاخوان كانوا يقومون بدور نشط في تنظيم تظاهرات التاييد لغزة خلال الايام الثلاثة الاخيرة في القاهرة والاسكندرية (شمال) والفيوم (جنوب) وفي عدة محافظات في دلتا النيل من بينها كفر الشيخ والغربية.
وتوجه عدد كبير من المتظاهرين بعد تفريقهم من ميدان التحرير الى مقر نقابة المحامين في وسط القاهرة حيث تجمع اكثر من 3 الاف شخص وعقدوا مؤتمرا رددوا خلاله شعارات تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح.
وخلال هذا المؤتمر اعلن احد كوادر الاخوان المحامي جمال تاج الدين ان عدد الذين اعتقلوا في ميدان التحرير بلغ قرابة الف شخص غير انه لم يتسن التحقق من هذا الرقم من مصدر مستقل.
وكان المتظاهرون يرفعون نسخا من القران ويهتفون "يا اهل غزة يا احرار احنا معاكم ليل ونهار" و"شد حيلك يا هنية اوعى تسيب البندقية" و"الاسلام قادم .. قادم".
كما رددوا دعاء جماعيا يقول "اللهم ارفع عنهم الحصار اللهم اهدي حكامنا اللهم اجعل الارض تحت اقدامهم (الاسرائيليين) نارا".
واصدر المرشد العام لجماعة الاخوان محمد مهدي عاكف بيانا دان فيه "حملة الاعتقالات للاخوان المسلمين المناصرين للشعب الفلسطيني".
وقال عاكف ان "قوات الامن المصرية تشن منذ يوم الجمعة الماضي حملة مداهمات واعتقالات لعشرات من الاخوان المسلمين في عدة محافظات في مصر وتتزايد هذه الحملة مع تزايد التاييد الشعبي لمطلب رفع الحصار عن قطاع غزة".
واكد عاكف انه "لخزي وعار ان تداهم قوات الامن عشرات البيوت قبل الفجر لعدة ايام متتالية لتلقي القبض على القيادات الشعبية لمنعها من المشاركة في فعاليات المطالبة برفع الحصار الظالم عن شعب فلسطين".
وطالب مرشد جماعة الاخوان التي تعد بمثابة الحركة الام التي انبثقت منها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الحكومة المصرية بان "تفتح معبر رفح".
وتاتي تظاهرات الاخوان المسملين الذين يشكلون قوة المعارضة الرئيسية في مصر ويحتلون 20% من مقاعد البرلمان في وقت يجد فيه نظام الرئيس المصري حسني مبارك نفسه في موقف الدفاع امام راي عام يبدي تعاطفا واسعا مع معاناة الفلسطينيين المحاصرين في غزة ومطلبهم بفتح المعبر المصري.
وفي تصريحات للصحفيين بدا مبارك حريصا على ابداء تفهمه كذلك لما يكابده اهالي قطاع غزة. وقال ان عددا كبيرا من الفلسطينيين كسروا الحصار اليوم الاربعاء "لانهم يعانون من الجوع بسبب الحصار الاسرائيلي وقامت القوات المصرية باصطحابهم لشراء الاغذية ثم عادوا الى داخل قطاع غزة".
واضاف "قلت لهم (قوات الامن) اتركوهم يدخلون ليأكلوا وليشتروا الاغذية ثم يعودون (الى غزة) طالما انهم لا يحملون اسلحة".
وكسر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الحصار وتدفقوا على مدن رفح والعريش والشيخ زويد في شمال سيناء بعدما قام مسلحون فلسطينيون فجر الاربعاء بتدمير اجزاء من السياج والجدار الاسمنتي الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
وتهافت الفلسطينيون على شراء مواد اساسية غذائية وتموينية كادت ان تنفذ من غزة بسبب الحصار الذي فرضته في 17 كانون الثاني/ينايرعلى قطاع غزة في محاولة لوقف عمليات اطلاق الصواريخ على اراضيها من هذه المنطقة.
ولكن ازاء الانتقادات الدولية والتحذيرات التي اطلقتها منظمات دولية من حدوث كارثة انسانية في القطاع خففت اسرائيل الثلاثاء حصارها بمد القطاع بكميات محددة من المازوت لتشغيل محطة توليد الكهرباء الرئيسية فيه.