بعد مضاعفة أسعار الفول والطعمية .. ماذا يأكل 84 % من شعب مصر؟ .. المواطنون: نريد بلداً آخر نستطيع أن نعيش فيه

رغيف العيش وقرص الطعمية وطبق الفول ورأس بصل.. أمن قومي وغذائي لا يستطيع 84% من الشعب الاستغناء عنها. حيث تمثل هذه المنظومة مسألة حياة لهؤلاء الأفراد الذين يعتمدون عليها في حياتهم اليومية للتحايل علي الأحوال الاقتصادية وانخفاض الدخول.
فالأسرة تستطيع أن تلتف حول الطبلية لتفطر أو تتغدا أو تتعشي بـ 150 قرش وتحمد الله وتسأله أن يديمها نعمة إلا أن الأقدار التي أتت بهذه الحكومة الجاثمة علي صدر الشعب أبت أن يظل هذا السلام الغذائي موجوداً ليرتفع سعر كيلو الفول المدمس إلي 6 جنيهات بدلاً من ثلاثة وكذلك الزيت والطحينة والزيت الحار والبصل بنسبة 100% أيضا.
وأصبح السؤال الآن ماذا يأكل 84% من فقراء الشعب؟
>المسائية الأسبوعي< حاولت الاجابة علي السؤال..
ارتفاع الأسعار 100%
في البداية يقول ناصر عبدالرحمن >صاحب عربية فول150 كيلو< من 450 إلي 900 جنيه دفعة واحدة أي زيادة بنسبة 100% بالإضافة لارتفاع أسعار السلع المكملة مثل الطحينة التي وصلت إلي 14 جنيها وزجاجة الزيت العادي 9 جنيهات والزيت الحار إلي 14 جنيه للكيلو. مما أدي إلي حدوث مشاكل كثيرة بيننا وبين الزبون لإعتراضه علي رفع الأسعار إلي جانب عزوف البعض عن تناول الساندوتشات وأطباق الفول بعد أن ارتفع سعرها من جنيه إلي 150 قرش و2 جنيه في كثير من الأماكن.
ويشير ناصر إلي أن هذه الأسعار قد أدت إلي انخفاض معدلات البيع التي تعودنا عليها والتي كانت تصل في اليوم الواحد إلي 15 كيلو فول أما الآن فلا تتعدي مبيعات الورديتان الصباحية والمسائية سوي 5 كيلو فقط ولذلك أصبحت أرباحنا محدودة جداً ولا تكفي طاقم العمل في الوريتين والذي يتكون من 6 أفراد كل واحد منهم لديه أسرة هو مصدر رزقها الوحيد.
رضيت بالهم
ويقول محمد كامل محمد حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية ويعمل علي >عربية فولعربية فول< وقنعت بذلك إلا أن الواقع لم يرض فأصبحت مهدد بتركها في أي وقت بعد أن انخفض الإيراد جداً وانخفضت معه اليومية من 10 جنيهات إلي 8 جنيهات وذلك بعد الارتفاعات الرهيبة في أسعار الفول.
ويضيف محمد: لم تتسبب ارتفاع أسعار الفول في معاناتي فقط بل في معاناة الأسرة أيضا التي يعد الفول هو طعامها الأساسي وكانت جنيهات قليلة تكفي لأيام عديدة بفضل هذه الوجبة الشعبية ولكن الآن ماذا تفعل لي 8 جنيهات وأنا مسئول عن أسرة مكونة من 4 أخوات بالدراسة ووالدتي ونسكن بالايجار وكان الفول ومازال هو الأمل الوحيد للاستمرار والذي نتمني أن يعود لأسعاره الطبيعية.
لحمة الفقراء
يقول صبري سيفين يونان مشرف أمن بأحد العقارات بالجيزة: إن الفول عندنا بمثابة اللحمة التي لا نراها إلا في المناسبات ولن يشعر أحد بارتفاع أسعار الفول سوي البسطاء والفقراء فأنا لدي ثلاثة أولاد وكان طبق الفول بجنيه يكفي للافطار ويزيد أما الآن بـ 2 جنيه لا يكفي والبائع معزور فماذا يأكل الفقراء؟
ويقول محمد مصطفي >معهد فني تجاريبائعمضروبة< وغير جيدة فمثلاً الزيت الحار المفروض أن يكون لونه أسمر داكن ولكنه الآن أصبح مثل لون الزيت العادي وارتفع سعره مرة واحدة من 8 إلي 15 جنيهاً والطحينة أصبحت كلها دقيق وردة وارتفع سعرها من 8 إلي 14 جنيهاً وهذه الارتفاعات في الأسعار لم يستفد منها سوي التجار فأنا اعرف تاجر فول ربح أكثر من 5 ملايين جنيه دفعة واحدة بسبب تخزينه لكميات كبيرة من الفول باعها بضعف الثمن بعد ارتفاع الأسعار.
ويقول أشرف حسب النبي محمد: لدي 6 أطفال خمسة أولاد وبنت وبالطبع نعتمد مثل معظم الأسر المصرية علي الفول كوجبة رئيسية في متناول أيدينا لذلك فنحن إذا استطعنا أن نصبر علي ارتفاع أسعار كل السلع لن نستطيع أن نصبر علي ارتفاع الفول وإلا فماذا نأكل؟!
السماد والضريبة
ويقول حسانين علي >فلاح< إن السبب الرئيسي لارتفاع سعر الفول هو ارتفاع أسعار السماد والكيماوي والذي يحتكره بنك التنمية والائتمان الزراعي بالإضافة إلي ارتفاع سعر الضريبة علي الأراضي الزراعية إلي الضعف تقريباً حيث ارتفعت علي القيراط الواحد من 68 إلي 120 جنيه في كل ستة شهور.
ويضيف حسانين إننا دائماً ننظر إلي رؤوس المشاكل ولا ننظر إلي جذورها.
الاكتفاء الغذائي
تقول د.عنايات النجار أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة إن ارتفاع أسعار الفول والطعمية كإحدي أهم الأكلات الشعبية لا يؤثر فقط علي الفقراء والمعدمين بل يؤثر علي جموع الشعب المصري بما فيه الطبقة الوسطي التي سقطت تحت خط الفقر منذ زمن بعيد والتي تتأثر أكثر من تأثر الفقراء المعدمين الذين قد يجدوا من يقف بجوارهم من القادرين فيما نطلق عليه التكافل الاجتماعي.
أما من كنا نطلق عليهم مصطلح الطبقة الوسطي فهؤلاء يتجرعون عذاب ارتفاع الأسعار من ناحية ومن ناحية أخري فهم لا يدخلون تحت مظلة التكافل الاجتماعي نظراً لمكانتهم الاجتماعية التي لا تتناسب مع مكانتهم الاقتصادية فهؤلاء بالفعل أكثر المتضررين من ارتفاع أسعار الفول.
لذلك كان يجب علي الحكومة أن تتخذ جميع السياسات والإجراءات التي تصل بنا للاكتفاء الغذائي وأولي خطوات هذا الطريق هي توفير وضبط أسعار الخبز والفول وإلا فلتترك الشعب يموت جوعاً.
المسائية
تحقيق: مساعد الليثي

اللهم ارحم مصر من الغلاء و سائر بلاد المسلمين ....