السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة رئيس المنتدى والمشرفين علية
بعد التحية اقدم لكم اول مشاركاتى فى المنتدى وهى قصة قصيرة من تأليفى بعنوان
عمى عبده ( ناظر المدرسة ) صاحب الاوكازيون
لم يكن عمى عبده ناظر المدرسة الابتدائية التى كنت بها بل كان ذو هيبة ووقار تفوق بكثير ناظر المدرسة فعم عبده هو ببساطة فراش المدرسةصاحب الحلوى والنابت اللذيذ و هو رمز من رموز المدرسة كتحية العلم وطابور الصباح او الفلكة..........الخ
كان عم عبده حين ذاك رجل فى الخمسينات من عمرة فتجاعيد الوجه تدل على عدد السنيين التى انقضت من عمره وكذلك عدد التلاميذ التى مرت علية اى بمعنى ادق خبرته لسلوك التلاميذ تلك الخبرة التى اكتسبها من واقع الفترة الكبيرة التى قضاها مع التلاميذ
وعم عبده هو اول وجه تلتقى به فى اول يوم دراسة فى حياتك فكثيرا ما كان اولياء الامور يقومون بتوصيته على ابنائهم ووقتها يبدأ تعرفك على عم عبده و قوانينه الصارمة فهو المسؤل عن نظافة الفناء (الحوش) لذا
يجب ان تعرف انه ممنوع منعا باتا عليك القاء اى مخلفات داخل الفناء او الصعود الى السلم أو دخول الفصل بدون تنظيف الحذاءمن الطين والا تعرضت لعقاب عم عبده
اما فى وقت الفسحة فكان عم عبده ينقسم الى شخصيتين متناقضتين فهو الراجل الصارم ذو المكنسة الشهيرة التى ينفذ بها عقابة على كل من تسول له نفسه بمخالفة قوانينه ومكنسة عم عبده لم تكن مكنسة عاديه فهى كانت عبارة عن فرع من شجر الصفصاف اليابس على شكل حرف تى ومركب عليه جوال خيش كان عم عهبده يستخدمها فى النظافة أولا وفى العقاب اذا احتاج الامر ثانيا
فكان محرما علينا ان نجرى او نلهو فى الفناء فى وجود عم عبده وكثيرا ما كنا نخالف هذه القوانيين فى غفلة من عم عبده ونلعب ونلهو وتتعالى اصواتا مدوية ومعلنة اكبر تحدى لعم عبده ويتصاعد الغبار ويغطى الفناء ولا نكاد يرى بعضنا البعض وهنا نسمع صوت الناظر وعبارته الشهيره (عم عبده) وهنا تدق لاهذه الكلمة أجراس الخطر فى قلوبنا وكأن عم عبده هو طائرة الميراج أو قوات الكوماندوز التى تلبى نداء الناظر بالقضاء علينا فى لمح البصر وهنا كان لازما علينا أن ندرك الخطر ونحمى انفسنا بأحد الطرق الاتية أما أن نلقى بأنفسنا الى اقرب حائط ونحتمى به وكأننا لم نفعل شئ أو ان نجرى فى اتجاه عكس اتجاه عم عبده وننجوا منه والاحتمال الثالث والاخير هو ان نقع فى يده ونسلم امرنا لله حين ذاك نلقى على الارض اثر تلقينا لضربه جويه من مكنسة عم عبده
اما الشخصية الاخرى لعم عبده وهى بائع الحلوى اليابسه والدربس والنابت اللذيذ فهذه الشخصية طيبة وودوده وتحببك فى الحلوى والنابت اكثر من اى مندوب دعاية وتسويق وتوفر لك جميع الاغراءات لشراء منتجاته بما فيها وعوده بأنه حتى ان وجدك تخرق قوانيينه سوف يغمض عينيه ويعفو عنك بما انك تشترى الحلوى والنابت
وعندما يقترب انتهاء ميعاد الفسحة تبدأ عروض واكازيون عم عبده بالبيع بكمية اكثر بنفس السعر وبما اننا فى نهاية الفسحة فنحن مفلسون فكان عم عبده يقدم التسهيلات ويبيع بألاجل وعليك ان تجلب الفلوس غدآ وهنا تظهر بعض ملامح الشخصية الاولى بالتهديد اذا لم تأتى بالمبلغ غدا واذا لم تنفع كل هذه الاغراءات فى انهاء جميع الكميه فكان يبيع كل ما تبقى من النابت (الحله) بسعر خيالى ويدلنا على اول شركه مساهمه فى حياتنا بأن نشترك فى شرائه ونقتسمها
فرحمة الله على عم عبده صاحب اول أوكازيون فى حياتنا
امضــــــــــــاء
ابو مهنــــــــــــد