يُحكى أنه، فى قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، كانت هناك قبيلة كبيرة، من أصول عريقة، تعيش فى خير وسلام، وكل شىء فيها تمام، على الرغم من أن شيوخها الشطار، ينهبون خيراتها ليل نهار، وشعب القبيلة ساكت ومستكين، وراضى بقليله يا مسكين، وكل همه يربى عياله، والشيوخ الشطار يسيبوه فى حاله، لكن هو مين، دول واكلينها والعة من سنين.. وسنين.. وسنين
*******
وفجأة، وفى غفلة من الزمان، ظهر فى القبيلة تاجر ألعبان، قصير، صغير، مكير.. تعبان، لقى كل خيمة محتاجه حبال، ووتد يندق جوه الرمال، قال تاهت ولقيناها، وأهي لعبة ولعبناها
يوم ورا يوم ورا شهور، خد كل الأوتاد، وبقى يوزّعها بالدور، والشيوخ قالوا مافيش غيره، دة احنا كلنا عايشين من خيره، قام ساق فيها وقلبها بجاحة، اللى عايز وتد يعمل عجين الفلاحة، ومافيش أوتاد من بره القبيلة، لأحطّ على دماغها ودماغكم نيلة
*******
الناس قالت ده مش كلام، ومش حندفن دماغنا زي النعام، لازم شيوخنا يلاقولنا طريقة، قبل ما تولّع، وتبقى حريقة، لكن شيوخهم كانوا مشغولين، وعن شكوتهم كانوا ملبوخين، لأن جميعهم كانوا معزومين، على أكلة بط ووز، فى قصر الافندى ابن العز
وطلع الشيوخ وكروشهم كبيرة، وقالوا عندهم قرارات خطيرة، طرطق الناس ودانهم تمام، واتمنوا خبر سجن أو إعدام، نزل القرار على دماغهم طريحة، وعند القبائل بقى فضيحة.. لأن ابن عز بدل مايعدموه، ويجعلوا منه عبره للى يتبعوه، حطوه على راس الكل كليله، فى ادارة كبيرة وخطيرة، وبقى مسئول عن كل التجار، الخايبين منهم والشطار، وعرف ابن عز ان الحياة حتهناله، وانه خلاص نال مناله، فوقف قدام الخلق كله بجنانه، وضحك وطلع لهم لسانه
*******
وغليت الأوتاد تانى وتانى، وكلام الناس بقى كاني وماني.. قالوا الشيوخ الكبار شركاته، وأعضاء فى مجالس شركاته، وإن نص الموظفين عنده تنابل، لأنهم من أولاد الأكابر، وطلع ولاد قلالات الأدب وحشين، قالوا احنا والله أعلم شاكّين، إن الموضوع ده عدى الحدود، ووصل لدرجه شيبت المولود، لأن أخينا ده فاق الجدود، وشاري المحطة وكارى الجنود
سكتنا وماقلنا للولاد عيب؛ لأن الحكاية فيها ألف عيب، ولما ماحدش يقول الحقيقة، تطلع رواية في كل دقيقة، ولما السكات يزيد ويزيد، يطلع لسان يفل الحديد، ويقول كلام قديم وجديد
عن ابن عز
*******
ومهما قلنا، ومهما حكينا، حيكبر ويكبر والفقر لينا؛ لأن ماحدش حيسمع كلامنا، مادام شيوخنا رافعين علمنا، كاتبين خيبتنا، من فوق خيمتهم مش خيمتنا، واللي يقطّع فى القلب ويحز، إن اللي بناها لهم ابن عز
وهنا أدرك شهرزاد الدبيح، فسكتت عن الكلام لأبيحا
ملحوظة/اذا كان هناك تشابه بين الشخصيات في الحقيقه والروايه فالي على راسه بطحة
*******