يجب أن يساعد الآباء أبنائهم المراهقون على فهم بأنهم يقارنون أنفسهم بصور غير حقيقية'.
في الدراسة الأكبر حتى الآن على وجهات نظر المراهقين لأجسامهم
واستعمالهم للهرمونات والمكملات الغذائية، وجدت الدراسة أن
واحد من ثمانية أولاد، وواحدة في 12 بنت استعملوا مثل هذه
المنتَجات السنة الماضية لتحسين مظهرِهم أو شكل جسمهم
أو عضلاتهم أَو قوتهم.
واستنادا إلى مسح وطني لأكثر مِن 10,000 مراهق، وجدت الدراسة،
التي نشرت في مجلة طب الأطفال، بأن هناك نسبة مرتفعة من
القلقِ حول شكل الجسم لدى كل من الأولاد والبنات، كما اكتشافات
بأن عدد كبيرا من المراهقين الذين يقلقون من شكل جسمهم من
المحتمل أن يستعملوا الهرمونات والمكملات الغذائية للمحاولَة
لَحسين بنية أجسامهم.
المنتجات غير الصحية:
تقول الدراسة بأن 5 % من الأولادِ المراهقين، و2 % مِن البنات
يلجئون لتناول منتَجات غير صحية تَتراوح ما بين مساحيقِ البروتين
إلى هرمونِ النمو وحقن المنشطات على الأقل أسبوعيا لتَحسين مظهرهم
أو زيادة قوتهم. هذا وتقول أليسن فيلد، أستاذة طب الأطفال في
كلية هارفارد الطبية وباحثة رئيسية في الدراسة، " الرسالة
الواضحة هنا هو بأننا بحاجة حقاً للتَفكير بشأن مشاعر الاستياء
من شكل الجسم لدى الأولادِ بالإضافة إلى البنات."
فكلاهما يتأثر بصور الممثلين والمغنين في التلفاز، ويريدون
أن يصبحوا مثلهم، البنات يرغبن في أن يكن نحيلات، والأولاد أقوياء.
وتضمن البحث الذي شمل على بيانات من الدراسة الجارية تحت
عنوان "النمو اليوم"، 6,212 بنتا و4,237 ولدا من عمر 12 إلى 18 عاما.
الشخصيات المشهورة في أجهزة الإعلام:
تبين أن المراهقين الذين أخبروا الباحثين برغبتهم في الحصول
على عضلات أكبر وقاموا بالكثير من الجهد لتقليد الشخصيات
المشهورة في أجهزة الإعلام كَانوا على الأرجح سيستعملون منتَجات
لبِناء العضلات أَو تَحسين مظهرهم على الأقل بثلاث مرات أكثر من
نظرائهم.
وعموماً كانت المنتَجات المستعملة تشمل مساحيق وخلطات بروتينِية.
أما الآخرون، فاستعملوا على الغالب كريتين، الأحماض الأمينية،
الأحماض الأمينية ميتبولايت (إتش إم بي)، هورمون
ديهايتروبياندروستيرون (دي إتش إي أي)، هرمون النمو،
وأدوية منشطة.
ويعرف بأن مساحيق البروتينِ آمنة نسبياً، لكن المنشطات تسبب
آثار صحية، بينما يعرف القليل فقط عن تأثيرات الكريتين،
وهرمون النمو خصوصا على الشباب.
عالم مهوس بالوزن:
مع تزايد السمنة عالميا، أصبحت الأجساد النحيلة، والعضلات
القوية مثالا يقتدى به في المجتمع، فالمراهقون في كل مكان
أصبحوا يتجهون على نحو متزايد إلى سلوك متطرف لإنجاز ما هو
غير قابل للإنجاز.
تقول ديان نيومارك، عالم أوبئة في جامعة مينيسوتا ومؤلفة
( أنا بدينة جدا)!، و(مساعدة المراهق على اختيار الأطعمة الصحية،
وممارسة التمارين في عالم بدين)، "غالبا ما تعرض المجلات صورا
لرجال مع عضلات مفتولة، وهنا يأتي دور الآباء في إرشاد أبنائهم
إلى أن هذه الصور دعائية، وبأن الواقع غير ذلك، وبأن هذا
الرجل موديل يقوم بالتمرينات يوميا للحفاظ على شكل جسمه".
كذلك يجب توعية الفتيات إلى أن ما يشاهدونه على التلفاز من
عارضات أزياء ومغنيات نحيلات لم يأتي في يوم وليلة، ولكنه
نتيجة جهود مترابطة بين الشخص، ومختص أغذية، ومدرب رياضة
شخصي، والكثير من المتابعة والعمليات الجراحية التجميلية.
ويجب أن يعمل الآباء على إيصال الرسالة الواضحة للأبناء،
وبأن لا يتركوهم عرضة للمشاعر المتضاربة، ومحاولة اللحاق
بهذه الصور الخيالية.