[] لقد جعل الله البيوت سكنا يفيء اليها الناس , فتسكن وتطمئن ارواحهم ونفوسهم , ويامنون على عوراتهم وحرماتهم ...
والبيوت لاتون كذلك الا حين تكون حرما آمنا لايستبيحه احد الا بعلم اهله واذنهم , في الوقت الذي يريدون , وعلى الحالة التي يحبون .
من اجل كل هذا أدب الله المسلمين بهذا الادب العالي ...
ادب الأستئذان على البوت والسلام على اهلها , لازالة الوحشه من نفوسهم قبل الدخول ..
قال تعالى : " يَا أِيُها الذين آمنـوا لاتدخلو بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسو وتسلموا على اهلها "
والتعبير عن الأستئذان بالأستئناس , تعبير لطيف يوحي بلطف الطريـقه التي يجيء بها الطارق , فتحدث في نفوس أهل البيت أنسا به وإستعدادا لإستقباله , وهي لفتة لطيفه , لرعاية احوال النفـوس , ولتقدير ظروف الناس في بيوتهم ومايلابسها من ضرورات , لايجوز أن يشقى بها أهلها ويحرجوا أمام الطارقيـن , في ليل أو نهـار .... وإن مجرد الإستئذان لايبيح الدخول , فإنما هو طلب الإذن , فإن لم يأذن له أهل البيت فلا دخول كذلك , ويجب الإنصراف دون تلكـؤ ولا انتظار .. قال تعالى :" وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لـكم"
ارجعـــــو دون أن تشعروا من أهل البيت الإساءة إليكم أو الكراهيه لكم , فللناس أسرارهم وأعذارهم , ويجب أن يترك لهم وحدهم تقديـر ظروفهم وملابتهم في كل حين.
"الإتئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع".
واليوم نرى الإنسان يهجم على اخيه في بيته في أي لحظه من ليل أو نهار ويستعمل ( الجرس ) أكثر من ثلاث مرات , ولا ينصرف حتى يزعج أهل البيت فيفتحـوا له , وقد يكون في البيت هاتف يمكن أن يستأذن عن طريقه قبل أن يجيء أو يعلم أن الموعد لا يناسب .. ولكنه يهمل هذا الطريق ليهجم في غير أوان , وعلى غير موعد .
فما أجمل أن نتأدب بأدب الإسلام ,
ونهمل كل عرف حاطئ
فهل يعتبر الإستئذان ضروره ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟