جرح نيويورك الذي لا يندمل
مضت سبعة أعوام على ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، وبالتالي تجددت جراح نيويورك التي لم تقدر حتى الآن على لملمة أحزانها.. وكيف تفرح نيويورك والذي ينظر إليها من أية زاوية يراها من دون حارسيها العملاقين الذين اختفيا في ظروف غير غامضة
*******
مشكلة برجيّ مركز التجارة العالمي أنه يمكن رؤيتهما من أي مكان حول نيويورك، فهما مرتفعان بشكل لا يصدق، وبالتالي لا يمكن نسيانهما بهذه السهولة
تشبه نيويورك الآن رجلا قطعوا أعضاءه التناسلية في عملية جراحية أذيعت على شاشات التليفزيون، لكنهم لا يلبثون أن يذكروه بما حدث له وبأيام كان صحيح الجسد من خلال صوره القديمة: أفلام هوليوود التي يظهر البرجان في أكثر من نصفها.. كلما أتت سيرة نيويورك عاصمة المال في العالم لابد وأن يظهر البرجان في إحدى زوايا الصورة
*******
في فيلم الذكاء الصناعي لستيفن سبيلبرج، وبعد أن غرقت مركبة الطفل الآلي ديفيد وهو يناجي بلوفيري كي تحوّله إلى ولد حقيقي، تظهر على الشاشة عبارة: وبعد ألفيّ عام، ثم نرى مركبة يستقلها بعض الكائنات الفضائية متجهة نحو نيويورك المدينة الغارقة في المياه، والتي لا يظهر منها سوى يد تمثال الحرية وقمم ناطحات سحابها المتلاصقة، وبالطبع الحارسان العملاقان للمدينة.. محاولة الإنسان العبثية لاختراق السماء.. رمز نيويورك نفسها وبصمة إصبعها.. حلقة من حلقتي
DNA
الخاصة بالمدينة
كان النيويوركيون يتوقعون أن يظل البرجان قائمين لألفي عام مقبلة، لكن شهورا قليلة لم تمض على إنتاج الفيلم حتى كان البرجان قد اختفيا ولم يتبق منهما سوى ذرات الأسبستوس التي علقت في رئات من استنشقوا الغبار الذي غطى المدينة كلها، والكوابيس التي ظلت تراود سكانها كل ليلة.. أولئك السكان الذين يحتاج 1.5 مليون منهم إلى علاج نفسي لإصلاح ما أفسده الحادث
*******
إن جرح نيويورك المفتوح لا يمكن أن يندمل بسهولة، ولا أجد أجمل مما قالته كاثلين ماكجيجان محررة النيوزويك: ربما لم يكن مركز التجارة العالمي المبنى المفضل لدينا، لكنه كان دائما هناك.. الآن لم يعد موجودا.. هنالك فراغ في سماء نيويورك، فجوة كبيرة بحجم الفراغ الذي في قلوبنا