المواطن زملكاوي
بقلم الصديق/ (عادل عبد المجيد)
فوجئت بجماهير الزمالك البائسة ترفع يافطة قماش عريضة مكتوب عليها الزمالك مش نادي بنحييه، ده وطن بنعيش فيه. وتصورت على الفور أن هناك جنسية جديدة وافدة وطارئة على الوطن اسمها الجنسية الزملكاوية، ولكني تساءلت هل أصبحت المواطنة الزملكاوية منفصلة عن المواطنة المصرية؟ أي هل يحق للمواطن الزملكاوي أن يجمع مع جنسيته الأصلية الجنسية المصرية؟ وعندما يتزوج المواطن الزملكاوي مثلا، هل يتزوج مواطنة زملكاوية مثله؟ أم هل يمكنه الزواج من مواطنة مصرية بعد الحصول على تصريح بذلك من السلطات الزملكاوية المختصة؟ وما هو نظام الحكم في الدولة الجديدة أو الوطن الجديد؟ هل هو ملكي وراثي؟ أم جمهوري بالانتخاب الحر المباشر؟ فقد لاحظنا أن كلا النظامين يستخدم من وقت لآخر، فقد يصبح د. (درويش) مثلا رئيسا بالانتخاب، ثم يصبح الأستاذ (مرسي عطا الله) مثلا رئيسا بالتعيين (أو البيعة مباشرة من كبير العائلة الزملكاوية الأخ صقر)؟ ثم ما هو النشيد الرسمي لهذه الدولة الجديدة؟ هل هو التصاريح عالية النبرة من مسئولي الدولة الزملكاوية في مؤتمراتهم الصحفية أو الفضائية أو بياناتهم المفاجئة؟ أم الأناشيد الحماسية للجماهير البيضاء التي تعبر عن مشاعرها الرقيقة تجاه كل هو غير زملكاوي وبالذات إن كان مصبوغا بلون أحمر؟ ثم أين سيكون مقر الدولة؟ هل في قصر الحاكم بأمره في ذلك الوقت؟ أم في مقر النادي؟ الواقع إن مسألة مقر النادي مسألة متعذرة حاليا، فالمقر بوضعه الحالي يخلو من مقومات الحياة الآدمية، فليس فيها خضرة ولا زرع ولا ماء، ولا سور، بل ولا دورات مياه أكرمكم الله؟ والحق أن بعض الرؤساء السابقين لهذا الوطن الزملكاوي عرفوا أنه ما من دولة تقوم بدون جيش؛ فوجدنا بعضهم يحشد جيشا صغيرا من أحبابه وأتباعه، الذين يحسنون جيدا التعامل مع الخارجين على السلطات الحاكمة في هذا الوطن، فمن لم ينفع معه التهديد والوعيد عومل ببعض الأساليب المنعشة للذاكرة، والواقية من حدوث أخطاء. وقد يتجاوز الأمر استعمال الأيدي إلى استعمال الأسلحة النارية. كما أن الدولة لا تقوم بدون وجود مطار، لذلك أحسن الساسة الزملكاوية إنشاء مقر ناديهم في ميت عقبة قرب مطار إمبابة. أما وسائل التسلية التي توفرها الدولة لمواطنيها فكثيرة، فعلى سور نادي الزمالك محلات متنوعة تقدم كل شيء من سندوتش الفول والطعمية حتى تذاكر الطائرات. وأعتقد أن النادي نفسه يوفر للمواطنين الزملكاوية فرص التدرب على كل فنون القتال والدفاع عن النفس، فهناك حاجة ماسة لتوفر هذا النوع من الخدمة، واسألوا الكابتن (عبد الواحد السيد) حارس المرمى، الذي أصيب في يديه بجرح قطعي بسيط في يده مسكين أبعده عن الملاعب شهرا كاملا لإصابته برقبة زجاجة كانت في يد عضو للنادي عرف أن للزجاجة استخدامات أخرى غير الشرب. وسبق للنائب السابق أن هدد أعضاء مجلس الإدارة بأنهم إن لم يستمعوا له فسيرسل أعوانه ومعهم ماء ليرشوه على الأعضاء لمجرد إفاقتهم، المشكلة أن هذا الماء البرئ المظهر يطلق عليه الأهلاوية المفتريون ماء نار، وأنه بزعمهم يحرق الوجه ويذهب البصر. ولكن الأعضاء كانوا أعقل من أن يجربوا هذا الماء ويكذبوا الأهلاوية فانصاعوا للتهديد والوعيد.
أخيرا هل سيكون لهذه الدولة مقعد في الأمم المتحدة؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة. ودمتم.