أدائية الحوار فى فن الإعتذار
لا محيص ولاجدل فى أن الإعتذار يعتبر لغة وفن يتقنه البعض ويجهله الآخرون بل ويجعله البعض مطية للوصول إلى هدف خفى منشود!!!
تتطرق النفس يوميا إلى أخطاء وجرائم تختلف تبعا لوقعها على النفس وعلى المجتمع والآخرون فإذا سرقت فسوف تسرق شخصا واحدا وإذا قتلت فسوف تقتل شخصا واحدا وإذا كذبت فإنك تكذب على شخص واحدا فهذه الأخطاء أو الجرائم ترتكب لتزعج شخصا واحدا فى الغالب ولن تنال أشخاصا آخرين إلا إذا تركت الجريمه أو الخطأ دون رادع أو حاكم أو مقنن لذا وجب إجهاض تلك الأخطاء والجرائم عن طريق ترهيب من يفعلها وترغيب من لا يفعلها بالمفازه والعتق من العقاب أو قل النار.
وبعد تجريم الأخطاء التى تنال شخصا واحدا يمكن أن نجرم مرتان أو قل سبعين مره بالنسبه للجرائم الجماعيه والتى تفتك دائما بأكثر من شخص كالفتنه مثلا لذا وجب التجريم والتحريم.
كل ما سلف من مخالفات لا يجوز فيها الدواء بالاعتذار ولو أتخذ فيها الإعتذار دواءا لأعتبط الكثير من المخطؤن ولتمادوا فى خطأهم ولأخذ الإعتذار مسلكا للجريمه والخطأ لذا لا دواء إلا الكى فى السرقه والكذب والقتل والفتنه حتى لا تنتشر هذه الجرائم وتنتقل من المرحلة الفردية الأوليه إلى مرحلة جماعيه تستشرى فى المجتمع وما بالك أخى فى جريمة تبدأ جماعيه مثل الفتنه فنهايتها وخيمه على الجميع لذا لا يصلح الإعتذار والأسف فى تلك الحالات.
لذا يتضح معنى الإعتذار لنا بأنه الفن أو اللغه التى يتقدم بها المخطىء إلى من أخطأ بحقه دون مساس للجرائم السالفة الذكر أملا فى الحصول على مغفرة من هذا الطرف ونسيان الفعل الخطأ وبداية لمسلك جديد اسمه الصلح والمفغره دون مساس بناحية الكرامه أو إنتقاص من شأن هذين الطرفين.
وإن إعتصرنا معنى ومفهوم الإعتذار سنجده لغة ساميه ومسلكا حميدا يكثر طلبه فى أوقات التفرقه بين الأطراف ويعتبر ثمنا قليلا لذنب عظيم قد أرتكب فنجد أن أسمى درجات الإعتذار هى التوبه إلى الله والعوده إلى شرعه ومنهجه ولكن وجب على الإعتذار أن يحوى فى طياته وعدا وعهدا بعدم تكرار الذنب والخطأ حتى لا يصبح لعبة ومطيه لفعل الخطأ والعبث الدائم بما يسمح به وما يكره فعله.
ويتضح جليا بأن الله عز وجل حس على التوبه ووعد التائبين بالمغفره وجنة عرضها السماوات والأرض وهو العلى القدير الذى لا يضيره شىء ولا يزيده أو ينقصه توبة الناس أجمعين فما بال من لا يقبل الإعتذار ويجحده وينكره ويصر على موقفه ألا يستحى من الله ويترك سهام الشيطان ونزغاته فهو يعش التفرقه وينشد الخلاف والبغيضة بين الناس فإذا أردت حزب الشيطان فأمضى فى هجر أخاك وأتقن البعد وأنبذ الإعتذار وأنقض جميع العهود فهذا حزبه ومذهبه لذا أنتهى إذا أردت أن تمضى كما ذكرت سلفا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ورضا من الله وحب من الناس أجمعين.
وأدنى درجات الإعتذار هو الإعتذار بالعيون أو قل أسماها فأنت كمرسل ترسل شعاع الإعتذار ويستقبل من الطرف الآخر هذا الشعاع ويدير دفته إلى عينك مرة أخرى بعد أن يتم علاجه ودعمه بقبول الإعتذار ولربما تسيل العين دمعا من روعة وهيبة الموقف!
لذا إذا أحسست بأنك أخطأت فى حق أحد أو إنتقصت من قدره فإذهب إليه وأعتذر فهذا لا ينقصك شيئا بل عكسا فهو
يعطيك الكثير وأنت يا من تنتظر الإعتذار من الجميع وترفضه تواضع إلى الله وأقبل المعتذر ما دام صادقا ولا تنتظر
العديد من الإعتذارات وتبنى الأحلام على دركات التكبر فكثرة الإعتذار وطلبه والإلحاح عليه شيئا بغيضا يجعل
النفس تنبذه ولربما جعل الشيطان مسلكه من تلك النقطعه الضعيفه والتى إستضعفها فيك ولذلك كن قويا دائما
وضيق الخناق عليه وتسامح فليس فى ديننا الحنيف غليظ القلب أو قبيح اللسان شائن الطباع وإن كان كذلك
فليعتذر وليبدأ فى إصلاح نفسه وليعمل جادا كى ينال رضا من الله وحبا من الناس أجمعين.
والله الموفق