عفواً يا ساده هذا زمن الهندسة.... مقاله رائعه

إحقاقاً للحق ومع الحياد التام فإن ذاكرة التاريخ سجلت مهنة الهندسة كأول مهنة هتف لها الناس ولم يهتفوا للصحافة ولا للزراعة ولا المحاماة والطب والتربية والتعليم وإنما ارتفع الهتاف "يا زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة" مع الأعتذار للأهلاوية !

ولكل زمان طليعتة وطليعة هذا الزمان المهندسون ويكفى أن الوزارة المصرية الحالية هى وزارة المهندسين بعد ان كانت هذه المناصب مُقتصرة فقط على دارسى القانون المتبحرون فى مواده التى هى فى الأصل فرنسية !

وحتى لا ننسى فإن المصريين دخلوا التاريخ من باب الهندسة ليبهروا العالم بعطائهم الحضارى المعمارى وليس صحيحاً أن الذى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى ولكن كان مهندس عبقرى شيد بالمطرقة والأزميل منذ 4500عام صرح المعجزة فى أول عمارة هندسية قوامها الحجارة ‘ واستطاع قطع الجرانيت الصلب لبناء الأهرامات بسهولة كمن يقطع قالب من الزبد بمديه ساخنة ونقل 6 ملايين طن من الكتل تزن الواحدة 2.5طن ليرتفع بها هرماً يعلوا 150متراً بدون بكرة أو روافع أو معدات حديثة 0

وهرم خوفو ذلك الهرم الذى وقف أمامه بونابرت وردد قول علمائه بأن عدد حجارة هرم خوفو المنتظمة هندسياً يكفى لتحزيم فرنسا كلها بسور على ارتفاع 10 أقدام وعرض قدم !

ولقد غدا لقب المهندس يعتلى الألقاب الأخرى التى كانت تشرئب لها رؤوس مثل لقب ال"بك" و "الإكسلانس" أما عن لقب ال"باشا" فقد مال إليه ليحييه من جديد بضمه إلى لقبه كلفظ واحد "باشمهندس" !

حتى فى امور الحياة لابد من الهندسة 000هندسة الحياة وهندسة اللعب 000000وعندما تطور الطب وتوصل إلى إعادة تركيب الجينات ودخل فى انفتاح الأستنساخ لم يجد لقب أفضل من (علم الهندسة الوراثية)

وتسمو مهنة الهندسة فلا تعلو بطوبة على طوبة لمسكن أو مستشفى أو مصنع فقط وإنما لتزود عن الأرض بسلاح المهندسين الذى قدم الشهداء دفاعاً عن الوطن

ويعلو قدر المرء عندما يتقن عملاً ما حتى ولو لم يُكن من خريجى كليات الهندسة فيقُال له "الله ينور عليك يا باشمهندس" فإ ذا ما أصابته الخيلاء فسوف يلتقى حتماً بمن يتطاول عليه بالقول "ما تتهندسشى علينا وحياة والدك"


من مقالة للكاتبة / سناء البيسى

"يا زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة"