اعترف معتصم غوتوق رئيس البعثة السورية المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا بالعاصمة الصينية بكين بضعف المشاركة السورية والعربية في الدورة الحالية مشيرا إلى وجود أسباب عديدة وراء هذا التراجع الواضح في نتائج البعثة العربية بشكل عام.
وأكد غوتوق في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) إن الخط البياني للمشاركة العربية في تراجع مستمر منذ أولمبياد لوس أنجليس عام 1984 وحتى الان والدليل هو تراجع رصيد الميداليات حتى وصل حاليا إلى عدم الحصول على أي ميداليات.
أضاف غوتوق أن خروج البعثة السورية المشاركة في أولمبياد بكين ليس مفاجأة لوجود فارق كبير في المستوى بين اللاعبين والمنافسين العالميين نظرا لفارق الدعم الموجود في سوريا والعديد من الدول العربية عنه في دول أخرى كبيرة.
وأوضح أن الدليل على ذلك ربما ينبع من عدم تأهل رياضات عديدة لها شعبيتها في سوريا مثل الملاكمة والمصارعة حيث فشل أي لاعب فيهما في الوصول إلى أولمبياد بكين كما أن الرياضات التي تأهلت كانت تهدف لاكتساب الخبرة وكذلك تحسين الارقام وليس المنافسة على المراكز المتقدمة.
وعن الاسباب الرئيسية وراء هذا التراجع على مستوى التأهل وكذلك في المشاركة الفعلية بالدورة أكد غوتوق أن السبب واضح للجميع وهو الافتقاد للعديد من عناصر التفوق وفي مقدمتها الدعم المادي والمعنوي وكذلك عدم وجود معايير جيدة لانتقاء المواهب.
أضاف أن افتقاد التقنيات العالية أيضا يسبب هذا التراجع الشديد فجميع الدول الكبيرة رياضيا تعتمد على تجهيزات وتقنيات عالية ولذلك شهدت الدورة الحالية تحطيم العديد من الارقام القياسية حيث بلغت الارقام حد الاعجاز وهو ما يؤكد وجود فارق هائل في التجهيزات والتقنيات وهو ما لا يدركه الفكر الرياضي العربي حتى الان.
وأوضح أنه في الوقت الذي يبحث فيه نجوم العالم عن تحطيم الارقام القياسية ما زال تأهل العديد من اللاعبين العرب إلى الدورات الاولمبية معتمدا على الدعوات من اللجان المنظمة أو من خلال التصفيات القارية التي يكون الفائز فيها بعيدا بشكل كبير عن المستوى العالمي.
وأضاف غوتوق أن العديد من الدول العربية ما زالت تعمل بفكر الثمانينيات من القرن الماضي وفاتها مرور نحو ثلاثة عقود من الزمان شهدت العديد من المتغيرات والتطورات على المستويين العالمي والاولمبي.
وأكد غوتوق أنه على الجميع أن يدركوا الآن أن الرياضة لم تعد منافسة فحسب وإنما تحولت إلى صناعة وتجارة كما تمثل حماية وتحصين للمجتمع من إنحراف الشباب وغيرها من عوامل الفساد بين النشء مثل التدخين والمخدرات وربما الاجرام ولذلك فإن الانفاق عليها ليس إهدارا لأنه سيعود بالنفع بصور عديدة على المجتمع.
وأوضح أن العديد من الامور تشغل الشباب حاليا عن ممارسة الرياضة فالاطفال والشباب ينشغلون أكثر في الوقت الحالي بألعاب الكمبيوتر وغيرها من الامور التي لن تؤدي لتطور المجتمع ومن ثم يجب توفير الحافز لهؤلاء الاطفال والشباب للاتجاه إلى ممارسة الرياضة.
وأضاف أنه في حالة حدوث ذلك ستكون قاعدة الممارسة الرياضية أكبر مما هي عليه الان ومن ثم سيكون الاختيار من بينها لتشكيل المنتخبات أمرا أكثر سهولة.
ولدى سؤاله عن الطريق إلى ذلك أكد غوتوق أن ذلك لن يتحقق إلا بالتعاون المثمر بين جميع الوزارات فالممارسة الرياضية لا يجب أن تبدأ في سن متأخر أو من خلال الاندية فالبداية يجب أن تبدأ من المدارس.
وأضاف أنه لابد من وجود تكامل على نحو آخر من خلال توفير التكامل الهندسي والطبي أيضا على سبيل المثال لإيجاد التقنيات الحديثة وكذلك الرعاية الطبية اللازمة لجميع الرياضيين كما يجب إيجاد الدعم المادي بتوفير الامكانيات المالية المناسبة والدعم المعنوي والاعلامي وقد يكون الدعم من خلال الحافز الدراسي الذي يشجع صغار السن على التوجه لممارسة الرياضة وهو الحافز الذي أتى بعض ثماره في عدد من الدول مثل مصر.
أما بالنسبة للمشاركة العربية في الدورة الأولمبية الحالية فقال غوتوق أن ضعفها يأتي لعدة أسباب منها ضعف الامكانيات والدعم في دول عديدة وعدم توافر المواهب في دول أخرى بالاضافة للاختلاف في التفكير والتخطيط عما هو عليه في الدول المتطورة رياضيا.