منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
 
الرئيسيةالبوابةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 عن قواعد تكفير الأدباء .!/// د.علاء الأسواني ....

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eng_ghost
مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
eng_ghost


عدد المساهمات : 4632
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
العمر : 38
الموقع : just in my dreams ,, i can reach any place
رقم العضوية : 1036
Upload Photos : عن قواعد تكفير الأدباء .!/// د.علاء الأسواني .... Upload

عن قواعد تكفير الأدباء .!/// د.علاء الأسواني .... Empty
مُساهمةموضوع: عن قواعد تكفير الأدباء .!/// د.علاء الأسواني ....   عن قواعد تكفير الأدباء .!/// د.علاء الأسواني .... I_icon_minitimeالأربعاء 29 أكتوبر - 20:01

بسم الله






مقاله علاء الاسوانى الإسبوعيه فى جريدة الدستور 29أكتوبر 2008

(جملة إعتراضية )

عن قواعد تكفير الأدباء .!

كتبت فى هذا المكان عن رسالة تلقيتها من طالب فى كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة عين شمس , يشكو فيها من أن بعض أساتذة القسم يتهمون نجيب محفوظ بالكفر لأنه كتب رواية أولاد حارتنا .. ولقد ذكر الطالب فى رسالته أستاذين بالإسم هما الدكتور إبراهيم عوض والدكتور أحمد هندى .. وما أن نشر مقالى حتى توالت ردود الأفعال :.. فقد ظهر الدكتور إبراهيم عوض على قناة أوربت ونفى نفيا قاطعا أن يكون قد أعلن كفر نجيب محفوظ فى محاضرته وبالتالى فقد أخرج نفسه من الموضوع .. أما الدكتور أحمد هندى فقد تلقيت بشأنه رسالتين من بعض مؤيديه ..
واحدة جاءت بدون توقيع والثانية كتبتها الأستاذة لميس الهوارى وخصصتها بكاملها من أجل كيل المديح للدكتور أحمد هندى بإعتباره عبقريا وعملاقا فى رأيها.
ثم تبين أن الأستاذة لميس طالبة تمهيدى ماجستير بالقسم وبالتالى فإن شهادتها مجروحة عندى , لأن لها مصلحة مباشرى فى أن يرضى الأستاذ عنها ...
ثم أخيرا جاءنى رد الدكتور أحمد هندى نفسه الذى ينفى فيه أن يكون قد أعلن كفر نجيب محفوظ على طلبته .. كل هذا كان متوقعا إلى حد ما ,,
أما المفاجأة الحقيقية فكانت عندما إتصل بى طلبة عديدون من القسم ليؤكدوا أن الوقائع التى جاءت فى رسالة زميلهم صحيحة تماما .. وقد أكدوا جميعا أن الدكتور أحمد هندى قد كفّر نجيب محفوظ فى محاضراته وهم شاهدون على ذلك ..
وهنا أصبح الموقف معقدا ..
أستاذ جامعى جليل محترم , ينفى بشدة أنه قام بتكفير نجيب محفوظ .. بينما طلاب عديدون يؤكدون أن هذا قد حدث أمامهم .. من نصدق إذن : الأستاذ أم الطلاب ؟؟
يجب بالطبع أن نصدق الأستاذ , لأنه لايصح أبدا أن نتهم أستاذا جامعيا بالكذب ..
من هنا سوف أخذ نفى الدكتور هندى بإعتباره حقيقة ..
لكن رسالته قد جاءت لتحمل مشكلة جديدة .. فقد كتب الدكتور هندى أن مبدأه كما تلقّّاه من علماء الإسلام (( أنه لا يجوز تكفير المسلم الناطق بالشهادتين ما لم يستحل المعصية أو ينكر معروفا من الدين بالضرورة )) ..
هذه القاعدة التى يعتمد عليها الدكتور أحمد هندى فى تكفير الناس تستحق المناقشة ..
فما معنى إستحلال المعصية ؟ .. هل معنى ذلك أن المسلم الذى يدمن إرتكاب المعاصى كافر ..؟ أم أن الكافر هو ذلك المسلم الذى يرتكب المعصية ويزعم أنها حلال ..؟
ثم ما المعلوم من الدين بالضرورة الذى يؤدى بمن ينكره إلى الكفر ..؟
إن المعلوم بالدين بالضرورة لفظ غائم غير محدد .. من الممكن أن يشمل أشياء كثيرة صحيحة أو مغلوطة , وقد تم إستعمال هذه التهمة بالذات لتكفير مفكرين وأدباء كثيرين فى السنوات الأخيرة .. والسؤال الأهم : إذا كانت هذه شروط التكفير عند الدكتور أحمد هندى فهل يطبقها على الأدباء الذين يدرس أعمالهم على طلبته ..؟
الحق أنه لو طبّقها على معظم الأدباء العرب فى كل العصور لأخرجهم من ملة الإسلام ..؟
فماذا نفعل بكبار شعراء العربية الذين تغنى معظمهم بحب الخمر ..؟
وماذا نفعل بالشاعر العظيم أبى نواس الذى دعا فى أشعاره إلى الزنا واللواط وشرب الخمر..؟
وماذا نفعل بشاعرنا الكبير أمل دنقل الذى بدأ إحدى قصائده بتمجيد الشيطان ؟..
وماذا نفعل بالجاحظ , أعظم كاتب فى تاريخ الأدب العربى , الذى كتب رسالة كاملة عن المفاخرة بين أصحاب الغلمان وأصحاب الجوارى ..إستعرض فيها منطق الشواذ جنسيا فى تفضيلهم الغلمان على النساء ..؟
وماذا نفعل بأبى حيان التوحيدى وإبن حزم وإبن عبد ربه وغيرهم من أعلام الأدب العربى وكلهم تحدث عن المعاصى حديث من يستمتع بها ويدعو إليها ؟..
هل نعتبر كل هؤلاء كفارا ونمنع أعمالهم من التداول ..؟
بل وماذا نفعل إذا كان الإجتراء على المقدس الدينى من سمات المبالغة الفنية المقبولة فى الشعر العربى ..؟ ولعل أشهر هذه الأمثلة وأكثرها ذيوعا تلك الأبيات من الغزل الأندلسى التى تغنيها فيروز :
إذا كان ذنبى أن حبك سيدى فكل ليالى العاشقين ذنوب .
أتوب إلى ربى و إنى لمرة – يسامحنى ربى – إليك أتوب .
فالعاشق هنا يتوب إلى حبيبته بدلا من أن يتوب إلى الله .. ولو أننا طبقنا على قائل هذا البيت قاعدة الدكتور هندى لأصبح هذا الشاعر منكرا لما هو معلوم بالدين بالضرورة . وبالتالى سنكّفره ونبيح دمه ونفرقه عن زوجته .... إن هذا المنطق المتشدد هو أبعد ما يكون عن قراءة الأدب ! فالأدب يلتقى مع الدين فى الأهداف العامة لكن تفاصيل الأدب لا يجب أبدا أن نطبق عليها قواعد الدين ..
الأدب والدين يلتقيان فى الدعوة إلى المبادىء الإنسانية , الحق والخير والجمال .
الأدب والدين يدافعان عن العدل والحرية وكرامة الإنسان ...
لكنهما يسلكان إلى ذلك طريقين مختلفين تماما ..
الأدب ينشىء تجربة إنسانية متوهمة يسعى إلى إقناعنا بأنها حقيقية ..
والأديب حر فى أن يخالف العرف إلى أقصى حد يصل إليه فنه , مادام هذا الفن جميلا محملا بطاقة فنية وإنسانية رفيعة ...
لايجوز أبدا أن نحاكم العمل الأدبى بمقاييس التدين المتشدد: لأننا إذا فعلنا ذلك سوف نخسر الدين والأدب معا ..
إن القضية أكبر بكثير من شخص الدكتور أحمد هندى الذى أحترمه ..
إن فى مصر الآن معركتين ضاريتين تسيران بالتوازى ....
معركة الديمقراطية التى نخوضها جميعا لننتزع بلادنا من براثن الإستبداد .
والمعركة الأخرى تدافع فيها الثقافة المصرية عن تحضرها وتسامحها أمام التشدد السلفى الوهابى المتخلف ..
إن بلادنا ترزح تحت مصيبتين كبيرتين : الإستبداد السياسى والتعصب الفكرى ..
وهاتان المصيبتان مرتبطتان كأقوى ما يكون الإرتباط ...

فالفكر السلفى المتشدد يرسخ للإستبداد ويدعو إلى طاعة الحاكم المسلم ويحّرم الخروج عليه مهما إرتكب من ظلم وفساد ...
والإستبداد السياسى ينشىء عقلية منغلقة عدوانية أميل إلى التحريم والتكفير ..
المعركتان متصلتان .. لايمكن لنا أن ندرك الديمقراطية بدون أن نسترجع قدرتنا على رؤية الحياة بطريقة متحضرة متسامحة ..
وفى مصر العشرينات والثلاثينات كان هناك من الكتّاب من يجاهر بإلحاده وكان مجتمعنا يتقبل ذلك بإعتباره نوعا من حرية الفكر والعقيدة .. ولم نكن عندئذ أقل إسلاما مما نحن الآن .. لكننا كنا أكثر تمسكا بروح الإسلام الحقيقية وأقل حرصا على مظاهره .. ولذلك إستطاعت مصر على مدى قرن كامل , بالرغم من الإحتلال البريطانى , أن تكون رائدة العالم العربى فى الفكر والأدب والموسيقى والسينما والمسرح ..
أما الآن فإننا نضطر إلى مناقشة أستاذ فى كلية الأداب حول القواعد التى تبيح له تكفير الآخرين .....
لن يبدأ المستقبل قبل أن يستعيد المصريون قدرتهم على التسامح وتذوق الفن والأدب , وفى نفس الوقت ينتزعون حقهم فى إختيار من يحكمهم ... وبعد ...
فلقد كنت عازما على إغلاق ملف ما يحدث فى قسم الأدب العربى بجامعة عين شمس , لكن مكالمات الطلبة التى توالت علىّ حملت لى وقائع جديدة مذهلة لازلت أتحقق من حدوثها قبل أن أكتب عنها ...
وأنا أعد هؤلاء الطلبة وزملاءهم بأن يظل الملف مفتوحا ... لأن من حق الرأى العام أن يعرف كيف يفكر بعض أساتذة الأدب وماذا يدّرسون لأبنائنا ... ولأننا عندما ندافع عن الثقافة المصرية .. إنما ندافع عن مصر نفسها ..

عن قواعد تكفير الأدباء .!/// د.علاء الأسواني .... 3397
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://WwW.EngAswaN.C0M
 
عن قواعد تكفير الأدباء .!/// د.علاء الأسواني ....
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ظاهرة التدين البديل ..! بقلم د.علاء الأسواني
» تعرف على برنامج قواعد البيانات Db Mysql شروحات فيديو+GUI هيا بنا الى عالم قواعد البيانات .
» ماذا تعلم المصريون من مذبحة غزة ..؟ / مقاله لعلاء الأسواني
» علاء صادق يفجر مفاجأت
» علاء الأسوانى (( عن حقوق الأقباط وأخطائهم ..))!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان :: مواضيع عامة :: البيــــــــــت بيتــــــــك-
انتقل الى: