عظام الذبائح وأجنحة الدواجن.. لحوم الغلابة في عيد الأضحىلحوم الغلابة في عيد الأضحى11/9/2010 4:48:00 PM
تحقيق أحمد الشريفمن المعروف والمعتاد عن عيد الأضحى أنه عيد اللحمة؛ فمن لا يقدر على شراء الأضحية أو حتى شراء كيلو لحمة لأسرته تصله بحق زكاة الفقراء، ولكن هناك من لا يمتلك ثمن اللحم ويمتلك ''عزة نفس'' تمنعه من قبول لحمة الزكاة، ويكتفي بتذوق لحوم ''الغلابة'' وهي عبارة عن أجنحة وأرجل الدواجن أو سقط اللحوم مثل ''الكرشة'' و''الفشة'' والعظام العالقة بها قليل من اللحم.
حلويات الفراخ
لحوم الغلابة تتواجد في أسواق لا يعرفها سوى الفقراء، الذين يخاصمون محلات الجزارة طوال العام، ففي أطراف سوق ''السيدة زينب'' وجدت العشرات من باعة هذة اللحوم، ومنهم ''نادية هلالي'' والتي أشارت إلى أنها تستعد قبل العيد بشراء كميات كبيرة من ''حلويات'' الفراخ وهي الأجنحة والأرجل من مجازر الدواجن وأصحاب المحلات الكبيرة بالمنطقة وأنها تشتريها ب''الجملة'' حيث لا يتعدى سعر الكيلو 10 جنيهات لتقوم ببيعه ب14 جنيها لزبائن السوق.
وأوضحت أن زبائن هذة النوعية من اللحوم عادة ما يشترونها بشكل أسبوعي أو شهري في الأيام العادية، ولكن قبل العيد يكون الطلب أكثر، حيث يحضر إلى السوق زبائن من سكان المنطقة ومن المناطق المجاورة مثل قلعة الكبش والسيدة عائشة والإمام الشافعي لشرائها.
بضاعة فاسدة
وداخل سوق منطقة مصر القديمة لفت أحد باعة الدواجن ويدعى ''ياسر الشامي'' إلى انه قبل العيد بيوم أو اثنين يقبل أعداد كبيرة من الفقراء على شراء بقايا ''الفراخ'' والبط وأنه يحاول بيعها طازجة، ولا يتعمد الغش مثل الباعة المتجولين، الذين لا يهتمون بصلاحية بضاعتهم، حيث لا يمتلكون أي ثلاجات لتخزينها، ويقوموا بعرضها في الشارع بدون أي حماية من الملوثات، والكارثة أنه رغم ذلك فالزبائن يقبلون عليها، لأن ما يهمهم هو السعر وليس الجودة.
المنيب.. معقل سقط اللحم
ويعتبر سوق ''المنيب'' بالجيزة أهم معاقل بيع سقط اللحم، لقربه من المجزر الآلي، والذي يعتبر من اكبر مجازر المواشي على مستوى محافظات الجمهورية، ويشهد السوق هذة الأيام وحتى أول أيام العيد تزاحما كبير من باعة السقط وزبائنها، وهذا ما توضحه ''ثناء عبدالمنعم'' والتي تعد من كبار تجار السوق، مشيرة إلى أنها تحصل على السقط من الجزارين، الذين يحضرون بذبائحهم إلى المجزر، حيث يتعامل كل تاجر سقط مع جزار معين، يحصل منه على ''الفشة'' و''الكرشة'' و''العظام'' أيضا، والتي يقبِل عليها الفقراء خاصة قبل العيد أما ''الكوارع'' و''الممبار'' فأصبحت من سلع الأثرياء، بعد إرتفاع أسعارها بشكل كبير.
وأضافت أنها تحصل على كيلو ''الكرشة'' من الجزار ب8 جنيهات لبيعها في السوق ب15 جنيه، أما ''الفشة'' فالكيلو الذي يتم شرائه من الجزار ب9 جنيهات يتم بيعه للزبون ب17 جنيه، وهذة الأسعار خاصة بأيام العيد فقط وتقل بنسبة 20% في باقي الأيام، والزبائن يقوموا بحجزها قبل العيد بشهرين، حتى يتمكنوا من الحصول عليها قبل العيد بيومين، والذين يحضرون إلى السوق من كافة أنحاء القاهرة الكبرى بل والمحافظات الأخرى مثل الفيوم وبني سويف.
موسم تذوق اللحمة
الزبائن -من ناحية أخرى- أكدوا على أن سبب اتجاههم إلى ما يسمونه ''أشباه اللحوم'' هو لرخص سعرها، وعدم قدرتهم على شراء اللحوم الحمراء، فكما توضح ''سعاد حسن'' -ربة منزل من منطقة بولاق أبوالعلا- انها وأسرتها المكونة من 6 أبناء لا يتذوقون اللحوم سوى في المناسبات، خاصة بعد وفاة زوجها، وأنها تكتفي من الحين للأخر بشراء كيلو أو إثنين من أرجل ''الفراخ'' ودسها في ''الطبيخ'' لتكسبه طعم اللحم، وحتى لا يشعر الأطفال بالحرمان الدائم منها.
وقالت أنها تستعد لشراء 3 كيلو جرام من بواقي ''الفراخ'' لان عيد الأضحى يتطلب تناول اللحوم في أكثر من وجبة خلال أيامه الأربعة، وهذا الأمر يتطلب رصد ميزانية خاصة تحاول تدبيرها قبل العيد.
صدمة الأسعار
''أنا مش معايا فلوس أشتري بيها كيلو لحمة من عند الجزار''.. هكذا يقول ''سيد حسين'' فهو يعمل بائع ''مسليات'' متجول؛ فعندما فكر في شراء كيلو لحمة وذهب إلى الجزار، وجد أن سعرها 65 جنيه، فأصابته الصدمة لأنه لم يدرك أن سعرها ارتفع بهذة الصورة، منذ أن اشتراها أخر مرة قبل 4 سنوات، وكان سعرها وقتها لا يتعدى ال30 جنيها.
وأشار إلى انه يكتفي قبل العيد بشراء كيلو من ''الكرشة'' أو ''الفشة'' علاوة على كيلو من ''العظام''، والذي يشتريها من جزار يثق به، وهذه العظام تكون بها بعض بواقي اللحم، وتكون عادة من رأس الماشية، وذلك لزوم عمل ''الشوربة'' و''الفتة''.
فرحة العائلة ب''عظام الذبائح''
أما ''أحمد مصباح''وهو شيال بسوق العبور فقد أكد انه لا ينتظر زكاة الأضحية في العيد، خاصة أن ابنه الذي يدرس بالمرحلة الثانوية قد طلب منه ذلك منذ فترة، حتى لا يشعر بالإحراج وسط زملائه، الذين منهم من يقوم آبائهم بذبح الأضاحي وتوزيعها على فقراء قريته بالمنوفية.
''مصباح'' قرر أن يعود إلى أسرته يوم وقفة العيد حاملا معه 2 كيلو من سقط اللحم، واكد أنهما يكونا سببا في سعادة أهل بيته، ويزيدان من فرحة العيد عند أطفاله الصغار.