الفارس مهندس بيشارك كويس
عدد المساهمات : 123 تاريخ التسجيل : 03/11/2007 رقم العضوية : 193 Upload Photos :
| موضوع: فهم الناس والعلاقة الجيدة(الطريق الي السعادة) الأحد 9 مارس - 21:35 | |
| الطريق إلى السعادة فهم الناس والعلاقة الجيدة | يعتقد البعض أن السعادة دائمة وأن هناك وصفات علاجية تجعل لإنسان سعيدا على الدوام إن هذه الفكرة غير واقعية ولا توجد سعادة دائمة إلا في الجنة .فالسعادة كالضوء الذي لن نعرفه ما لم نرى الظلام وهي كالون الأبيض الذي لن نعرفه ما لم نعرف اللون الأسود ، إذن ما لفائدة من مقالنا هذا ؟ أننا نحاول أن نمدد أوقات السعادة ونخفف نوبات الحزن والاكتئاب ، ونبدد لحظات الرتابة والملل وبإمكاننا ذلك بكل تأكيد ودون ثمن وبكل سهولة ولا يحتاج البحث عن وسائلها إلى سفر طويل فهي موجودة حولنا ندوسها بأقدامنا ولا نراها وما أكثرها وبالطبع لا يتسع الحديث عنها جميعا في هذا المقال ولهذا كما تعودنا أن نتحدث في كل حلقة عن أسلوب واحد فقط ، ولا يعني تحقيق السعادة استخدام جميع الأساليب فقد يكفي طريقة أو طريقتين لجلب السعادة ، وأسلوبنا اليوم مهم جدا وهو تحت عنوان المهارة الاجتماعية سبب هام لجعل الإنسان سعيدا ، وقد يكون مصطلح المهارة الاجتماعية مصطلحاً علمياً رنانا ولذا سوف نستبدله بالقدرة على فهم الناس فهما واقعيا صحيحا والتعامل معهم بموجب هذا الفهم ، وقد يعتقد القارئ الكريم أن هذه القدرة يصعب الوصول إليها أو أنها قدرة موروثة ، نقول أن هذا الكلام غير دقيق ولكي تتأكد عزيزي القارئ من ذلك تابع المقال بتأني . وسنجيب الآن عن السؤالين التاليين وهما : لماذا الفهم الواقعي للناس يسبب السعادة ؟ وكيف نستطيع أن نفهم الناس ؟الإنسان كائن اجتماعي وتتكون شخصيته من جوانب عقلية وجسدية ووجدانية واجتماعية وهذه الجوانب مترابطة لا نستطيع فصل بعضها عن البعض الآخر أو اهمال أحدها فتوازنها جميعا ضروري لكي تتمتع شخصية الإنسان بصحة نفسية وسعادة وهدوء وإلا انقلبت حياته جحيما ، وما دام التركيز هنا على الجانب الاجتماعي فإن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن الناس والمثل المصري القائل : ( جنة من غير ناس ما تنداس ) فالإنسان يحتاج إلى حب الناس واهتمامهم واحترامهم وحمايتهم ومساعدتهم ، ولن يتم ذلك بالطبع إلا من أناس لا يكرهوننا ، وبعض الذين يقولون : ( لا يهمنا الناس ) لا شك أنهم إما غير صادقين مع أنفسهم أو غير مستوعبين أبعاد كلامهم ولكن ننبه إلى أن الاهتمام بالناس يجب أن يكون وسطا (( )) وإلا أنقلب – كما يقول المثل – إلى الضد ، أي إلى النفور والتواكلية إذن فنحن بحاجة إلى علاقة جيدة ومعتدلة بالآخرين علاقة مناسبة متنوعة مع والدينا وأخوتنا وأزواجنا وأصدقائنا وأبناءنا ورئيسينا ومرؤسينا نحتاج إلى كل تلك العلاقات دون استثناء إذن من أجل أنفسنا وسعادتنا فلا بد من علاقة ناجحة مع الآخرين ومن إسعاد هم لكي ينعكس علينا و يسعدونا . وأما كيف نستطيع أن نكون هذه العلاقة ؟ نقول إذا فهمت الناس سهل عليك التعامل معهم وكسبهم ، وقد تسألون ولكن كيف نكسب الناس ؟ ألا يحتاج هذا إلى ذكاء أو ذكاء اجتماعي ؟ نقول إن الذكاء الاجتماعي بنسبة 80% خبرات بالإمكان اكتسابها ، وقبل الحديث عن بعض المهارات ركزوا على الحكاية التالية :في جلسة من جلسات القات كان أحد الأفراد الذين أعرفهم يتكلم بصوت مرتفع وعندما حاولت أن أركز في حديثه لعلي أستفيد لكني وجدت أن حديثه لا يهم أحد فهو يتحدث عن نفسه وبطولاته في أحداث لا تمثل بطولة ، وكان يسخر من الحاضرين وأنه أفضل الموجودين ويكثر من انتقاد هم ولا يناديهم بأسمائهم بل كان يتعمد أن يقول لبعض الأشخاص ( هاه يا جني ) وعندما كان يحاول أحد الجالسين الحديث كان يقاطعه فلا يترك لأحد فرصة الحديث ، وطريقة جلوسه مستهترة وكان يستخدم التلفون بكثرة دون إذن ، فأنسحب بعض الناس غير الصبورين وقال البعض منهم : ( يا خسارة فلوس القات ) وفي نهاية المقيل أقترب هذا الشخص مني وللأسف كانت رائحته مزعجة وقال لي ( بصفتك نفساوي لماذا الناس يكرهونني ؟ )وقبل أن أجبه سألت نفسي ألا يعرف هذا الشخص أن الناس يحبون الإنسان النظيف الأنيق الذي يهتم بهم ويحترمهم ويستمع إليهم جيدا ويمدحهم بصدق بما فيهم ، والذي يحدثهم عن أشياء تهمهم وتثيرهم وأن يناديهم بأحب ما يريدون أن يسمعون بألقابهم الجميلة أو بأسمائهم . ألا يعلم هذا الشخص أن الناس يكرهون من يتعبهم ويكلفهم ويأخذ منهم باستمرار ولا يعطيهم وينتقدهم ويوبخهم وينصحهم بطريقة مباشرة تظهر فهمه وعدم فهمهم ، ومن يثرثر بكلام تافه وبعيد عن مجال اهتمامهم .من الحكاية السابقة برزت لنا بعض السلوكيات المحببة وغير المحببة للناس وهي بعض التعاملات اليومية البسيطة التي نتعامل بها فنتذكر بعضها وننسى البعض الآخر ، ونتعامل بها غالبا مع الأغراب وننسى المقربين حتى نكتشف أنهم قد ضاقوا منا ونفروا ، هذا نموذج مبسط لبعض ما يحب الناس ويكرهون بصفة عامة ، وهي كثيرة ولا متسع هنا للحديث عنها ولكن عزيزي القارئ لعلك أدركت أنها أشياء بسيطة لا تحتاج إلى عبقرية وهذا هو المهم في حديثنا ولكن الأكثر أهمية هو ليس معرفة بعض السلوكيات فقط وإلا وقعت فيما يقع فيه أغلب الناس الذين ينسون ممارسة بعض المهارات وقياس نتائجها فعليك عزيزي القارئ جمع بعض هذه السلوكيات وممارستها لتتأكد بنفسك . هذه هي الحاجات العامة للناس ولكن هناك بعض الفروق الفردية بين الناس في الدرجة من حيث أمزجتهم ومستوى تفكيرهم وخبراتهم الخاصة التي تجعلهم يحبون أشياء ويكرهون أشياء أخرى ونستطيع أن نفهم من خلال الفهم العام الذي تحدثنا عنه إضافة إلى معاشرتهم لفترة مناسبة وعدم الاعتماد في تشخيصهم من الانطباع الأول أو من النظرة الأولى كما يقول البعض .وأخيرا عزيزي القارئ أختتم حديثي بعبارة هامة جدا تختصر عليك الكثير من العناء والبحث وهي خلاصة تجربة مضنية بالنسبة لي وهي في بحثي في الدكتوراه ، حيث ترجمت الكثير من الدراسات وتابعت كثيرا من النظريات الغربية باحثا عن الذكاء الاجتماعي وهو يقارب المهارة الاجتماعية التي نتحدث عنها ،وعانى الغرب ولا يزالوا يعانون للبحث عن السلوك الذكي اجتماعيا ، وعندما تأملت فكرنا الإسلامي الحنيف وخاصة ما يخص المعاملات بين المسلمين ضحكت ضحكة سخريا من نفسي وفرحة وقلت سبحانك يارب كم أنت رحيم بنا ونحن جاهلون ، فالمسلم لا يحتاج إلى ذكاء اجتماعي لكي يتعامل مع الناس فمجرد أن يتفقه في الدين ويجعل من الإسلام سلوكا له يكون قد أصبح ذكيا اجتماعيا واستطاع أن يكسب الناس وسيعيش في سعادة أفضل من غيره . | |
|